بعد معركة الخندق وهزيمة بني قريضة وبعد غزوتي بني لحيان وغزوة ذي قرد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لملاقات بني المصطلق وهم من خزاعة بقيادة سيدهم الحارث بن ابي ضرار وهزمهم وقيدة نسائهم سبايا وفيهن (برة بنت الحارث بن ابي ضرار) التي سمها النبي صلى الله عليه وسلم ( جويرية) سيد القوم وقائدهم.
فبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يوما في حجرة عائشة سمعت امراة تستاذن في لقائه وقامت عائشة الى الباب لترى من تلك فإذا شابة حلوة مفرطة الملاحة والجمال (( لا يراها احد الا اخذت بنفسه في نحو العشرين من عمرها ترجف قلقا وذعرا وقد زادها انفعالها حيوية وسحرا وكرهتها عائشة من النظرة الاولى)) فةقفت حيالها وبودها لو تحول بينها وبين زوجها صلى الله عليه وسلم الذي كان وقتذاك يستريح.
لكن الشابة الغريبة الحت في الاستئذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلم تملك عائشة الا ان تساذن لها كارهة وفي نفسها خاطر قلق.
ودخلت الشابة المليحة فقالت في ضراعة تمازجها عزة:
يا رسول الله ، انا بنت الحارث بن ضرار سيد قومه وقد اصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت بن قيس ..... فكاتبته على نفس فجئتك استعينك على امري.
فتأثر الفارس العربي للكريمة المهانة والعزيزة المستذلة..... واستثار شهامته موقف سيدة حرة اصيلة ، تلوذ به وهو الذي هزم قومها لتنجو من مهانة السبي وعار الرق.
ورق قلبه لبرة العربية الخزاعية بنت سيد بني المصطلق في موقفها ببابه مستطارة اللب مستثارة القلق ولا من ينقذها من محنتها سواه.
وتكلم صلى الله عليه وسلم فقال : فهل لك في خير من ذلك.
سألته في لهفة وحيرة : وما هو يا رسول الله .
قال : اقضي عنك كتابك واتزوجك.
فتالق وجهها الجميل بفرحة غامرة وقالت وهي لا تكاد تصدق انها قد نجت من الضياع والهوان : نعم يا رسول الله
قال صلى الله عليه وسلم : قد فعلت.
وفي رواية ان النبي سبى جويرية ويعني ان يتزوجها فجاء ابوها ليفتديها فقال النبي ارئت ان خيرتها اليس قد احسنت قال ابوها بلى فاتاها ابوها فذكر لها ذلك ( ان تختار بين العودة معه او الرسول صلى الله عليه وسلم ) فقالت اخترت الله ورسوله وقيل ان اباها اخفي في شعاب مكة بكرين ( من الابل) ليفتديها بهما فلما اخبره رسول الله بذلك قال اشهد انك رسول الله حقا.
فخطب اليه ابنته فزوجه إياها وكان صداقها اربعمائة درهم.
سبحان الله من الاسر والذل لتكون زوجة احب خلق الله اليه ( ذلك فضل الله يوتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)
تعليق