بسم الله الرحمن الريحيم
الأستاذ العزيز / أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
سعيدٌ بلقائك مرة أخرى وأحيّ فيك الانتظار .
عزيزي:النقاش ظاهرة صحية، أما الجدال فهو ليس كذلك. فإذا اتفقت معي على هذا – ولا أخالك إلا كذلك – فإن هذا سيكون آخر رد لي عليك ، حيث أنني فهمت أنك لا تريد إلا معلومات كانت تنقصك ، أما إذا كان الأمر غير ذلك فإنني لن استمر لكي لا أخرج عن خط المنتدى الذي رسمته إدارته وهو البقاء في إطار التراث والثقافة والأدب والبعد عن ما يخرج عنها .
عزيزي: ما سأنقله إليك من معلومات هو ليس لأنني قد قسمت على نفسي بأن أكون مخلصا لله ثم لمليكي ووطني ، فهذا شيء مفروغ منه ، فحياتي قد دفعتها عربونا للدفاع عن هذا البلد وحكومته وأهله ، ولكنها قناعات تولدت وتراكمت مع الزمن ، لذلك أرجو أن تستمع إليّ جيدا ، وأن تحاول أن تكون متفائلا ، تنظر إلى نصف الكأس الممتلئ وليس إلى نصفه الفارغ .
عزيزي: هذه القناعات تبلورت منذ أن سمعت هذه القصة : " أحد أجدادي أ وأجدادك ، لا أدري؟ ربما أن هناك نسبٌ بيننا ، أحدهم كان مجنداً لدى حكومة الشريف ، وبعد أن هُزم الشريف في الطائف ، أُخْبروا بأن يذهب كلٌ إلى حيث يريد ، فأتجه صاحبنا إلى بلاد زهران ( ديرته ) وكان معه جنيها ذهبيا . فما كان منه إلا أن ابتلع الجنيه ، فإذا ما خرج مع مايخرج من السبيل ، التقطه ونظفه وأبتلعه مرة أخرى ". انتهت القصة .
عزيزي: أتدري لما فعل ذلك ؟ لأن هناك من سيقطع عليه طريقه ويأخذ عليه الجنيه وهو حصيلة عمر! بقي أن أذكرك أن هذا الشخص كان من أشجع الناس. ولكنه الأمن يا أمين، الذي إذا أنعدم أنعدم كل شيء.
عزيزي أمين : على مدى خمسة وعشرون عاما وأنا أسافر إلى الغرب وأعيش فيه فترات متقطعة ، ورأيت ما جعلني أتزود بمزيد من القناعات التي أشرت إليها أعلاه .
لذلك فإنني أصدقك القول وأخلصه إذا طلبت منك أن تستمع إليّ وتحاول أن تقدر موقفك من جديد.
في البدء ياعزيزي أقول لك أنك قد تجاوزت في كتابتك عن سمو سيدي الأمير سلطان بن عبد العزيز . فهو عمّي وعمك وعمنا جميعا، ليس من منطلق السن فحسب ، بل ومن منطلق الحقيقة الساطعة التي يدعونا إلى الاعتراف بها ديننا الإسلامي الحنيف ( أنزلوا الناس منازلهم ) ، ولا يحق لأحد منا أن يجرّده من ألقابه الملكية التي ورثها عن والده العظيم الذي وحد أجزاء هذا الكيان العظيم وأكتسبها هو بعمله ، فهو ابن الملك والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام والوزير الإنسان الذي مد يده إلى كل أحد .
عزيزي أمين : أراك قد حرصت على وضع حرف " الدال " أمام اسمك ، وهذا من حقك ويزيدنا فخرا بك ، فكيف تحرص على ما خلعته عن غيرك ؟! وخاصة إذا كان هذا الغير في مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان !!
عزيزي أمين : بالنسبة للأسطول الجوي فهنا أيضا خانتك معلوماتك ، فلدينا والحمد لله أسطول جوي ضخم ، لا يوجد له مثيل إلا في الدول الكبرى ، وأنا على أتم الاستعداد لتمكينك من رؤيته متى ما أردت . أما كونه لا يكفي ولا يذهب للمهمات إلا بأوامر، فإن هذا شيء طبيعي، فلا يوجد شيء في هذه الدنيا لا يحتاج إلى تنظيم، خاصة إذا كان في بلد مثل المملكة ، كل واحد منهم يرى نفسه الأهم والأولى ، ولا يوجد لديهم صبر للانتظار حتى عند إشارات المرور ، لذلك لا بد من أن يكون الأمر صادرا من جهة عليا وهو ما يحصل بالنسبة للأخلاء الطبي .
عزيزي : بالنسبة للإغاثة ومساهمات المملكة فيها ممثلة في القوات المسلحة وما تمد به الناس على طائرتها الجوية ، فإنني أراك أيضا قد تجاوزت الحقيقة ، حيث أشرت إلى كيس من الدقيق يذهب إلى السودان ، وهناك أسألك كم أنقذ هذا الكيس من الدقيق من أرواح ، وكم أحتاج هذا الكيس حتى يصل إلى المحتاج ، هذا إذا حصرت المهمة في كيس من الدقيق ، أما إذا نسيت الأشياء الأخرى فإنني أذكرك بأن السودان الشقيق ليس إلا واحدا من البلدان التي أغاثتها المملكة ، فإيران والباكستان وبنغلادش واليمن ولبنان وفلسطين وكوسوفو والمغرب العربي والصومال ، كلها بلدان تعرضت لكوارث وكانت المملكة أكثر وأول الحاضرين هناك . ليس بأكياس الدقيق كما ذكرت بل بكل ما تحتاجه تلك الدول في وقت النكبات التي أصابتها.
عزيزي أمين :بالنسبة لمحو الأمية فلا يحتاج أن أذكرك بأن مدارس الأبناء في جميع أنحاء المملكة مفتوحة لهذا الغرض وقد تخرج منها والحمد لله الآلاف.
أما بالنسبة للمستشفيات العسكرية وأنها لا تكاد تكفي منسوبي وزارة الدفاع وتعاني من الازدحام فهذا شيء صحيح ولكن أرجو أن تستمر معي قليلا لكي أخبرك بالأتي :
قبل مدة رفع إلى سمو سيدي الأمير سلطان أن هناك ازدحام في المستشفى العسكري بالرياض ، وسببه أن هناك من يتعالج فيه من غير العسكريين وعوائلهم ، فصدر أمره الكريم بأن يقتصر علاج المستشفى على العسكريين وعوائلهم والطاقم الطبي العامل في المستشفى فقط . فهل تريد من سموه بعد هذا أن يذهب بنفسه لينظم الزحام ؟ ولمعلمتك أيها العزيز ، فقد بني المستشفى لاستيعاب خمسين ألف حالة كما قد ذكرت لك في ردي السابق ، والآن يتعالج فيه أكثر من ثمانمائة ألف حالة ، وهم في أغلبهم من المواطنين السعوديين ، فلو لم يتعالجوا في المستشفى العسكري لسببوا زحاما في مستشفيات أخرى .
عزيزي أمين : دعني أسألك إذا كنت تعتقد أن القوات المسلحة لم تساهم في التنمية ، فماذا عن استيعابها لهذا العدد من الناس العاملين فيها ، وتكفلها بإعالة جميع أسرهم . أليس في هذا مشاركة كبرى في التنمية ؟
ياعزيزي أمين : يشهد الله على أنني أتمنى لك الخير ، وأتمنى أن أكون أنا وأنت ممن يعترف بالجميل ويرد الفضل لأهله ، وخاصة إذا كان مطلعا مثلك ، فإنه جدير به أن يقدر ما لهذا البلد من أفضال وما لحكومته الرشيدة من أثر ، وأنظر إلى من حولنا ، فقد كان لبنان جنة الشرق كما يقال ، وما أن أختلف أهله حتى عاد كما تعرف ، وانظر إلى ليبيا وإيران على ما يتوفر فيهما من خامات وثروات وقارن بين ما عندنا وما عندهم ، وما العراق عنا ببعيد .
المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد ، وأكرر الوحيد ، الذي يطبق الشريعة الإسلامية ويعلن عن ذلك على الملأ ، على مالهذا الإعلان من تبعات كما نعرف ، وهي البلد الوحيد الذي يتحرك فيه مواطنوه بكل حرية وكرامة ، لا أحد يعترضهم ولا أحد يسألهم ؛ لا أين كنت ولا من أين لك هذا ، مالم يأتي أحدا منهم بمخالفة . ومن ينكر هذا فهو أما جاهل أو ظالم وأنت لست كذلك .
هذا ما أردت توضيحه وبيانه حسب ماطلبته أيها العزيز مني والله اسأل لي ولك التوفيق والهداية ولهذا البلد الأمن والرخاء ولحكومته الرشيدة التوفيق والسداد .
الأستاذ العزيز / أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
سعيدٌ بلقائك مرة أخرى وأحيّ فيك الانتظار .
عزيزي:النقاش ظاهرة صحية، أما الجدال فهو ليس كذلك. فإذا اتفقت معي على هذا – ولا أخالك إلا كذلك – فإن هذا سيكون آخر رد لي عليك ، حيث أنني فهمت أنك لا تريد إلا معلومات كانت تنقصك ، أما إذا كان الأمر غير ذلك فإنني لن استمر لكي لا أخرج عن خط المنتدى الذي رسمته إدارته وهو البقاء في إطار التراث والثقافة والأدب والبعد عن ما يخرج عنها .
عزيزي: ما سأنقله إليك من معلومات هو ليس لأنني قد قسمت على نفسي بأن أكون مخلصا لله ثم لمليكي ووطني ، فهذا شيء مفروغ منه ، فحياتي قد دفعتها عربونا للدفاع عن هذا البلد وحكومته وأهله ، ولكنها قناعات تولدت وتراكمت مع الزمن ، لذلك أرجو أن تستمع إليّ جيدا ، وأن تحاول أن تكون متفائلا ، تنظر إلى نصف الكأس الممتلئ وليس إلى نصفه الفارغ .
عزيزي: هذه القناعات تبلورت منذ أن سمعت هذه القصة : " أحد أجدادي أ وأجدادك ، لا أدري؟ ربما أن هناك نسبٌ بيننا ، أحدهم كان مجنداً لدى حكومة الشريف ، وبعد أن هُزم الشريف في الطائف ، أُخْبروا بأن يذهب كلٌ إلى حيث يريد ، فأتجه صاحبنا إلى بلاد زهران ( ديرته ) وكان معه جنيها ذهبيا . فما كان منه إلا أن ابتلع الجنيه ، فإذا ما خرج مع مايخرج من السبيل ، التقطه ونظفه وأبتلعه مرة أخرى ". انتهت القصة .
عزيزي: أتدري لما فعل ذلك ؟ لأن هناك من سيقطع عليه طريقه ويأخذ عليه الجنيه وهو حصيلة عمر! بقي أن أذكرك أن هذا الشخص كان من أشجع الناس. ولكنه الأمن يا أمين، الذي إذا أنعدم أنعدم كل شيء.
عزيزي أمين : على مدى خمسة وعشرون عاما وأنا أسافر إلى الغرب وأعيش فيه فترات متقطعة ، ورأيت ما جعلني أتزود بمزيد من القناعات التي أشرت إليها أعلاه .
لذلك فإنني أصدقك القول وأخلصه إذا طلبت منك أن تستمع إليّ وتحاول أن تقدر موقفك من جديد.
في البدء ياعزيزي أقول لك أنك قد تجاوزت في كتابتك عن سمو سيدي الأمير سلطان بن عبد العزيز . فهو عمّي وعمك وعمنا جميعا، ليس من منطلق السن فحسب ، بل ومن منطلق الحقيقة الساطعة التي يدعونا إلى الاعتراف بها ديننا الإسلامي الحنيف ( أنزلوا الناس منازلهم ) ، ولا يحق لأحد منا أن يجرّده من ألقابه الملكية التي ورثها عن والده العظيم الذي وحد أجزاء هذا الكيان العظيم وأكتسبها هو بعمله ، فهو ابن الملك والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام والوزير الإنسان الذي مد يده إلى كل أحد .
عزيزي أمين : أراك قد حرصت على وضع حرف " الدال " أمام اسمك ، وهذا من حقك ويزيدنا فخرا بك ، فكيف تحرص على ما خلعته عن غيرك ؟! وخاصة إذا كان هذا الغير في مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان !!
عزيزي أمين : بالنسبة للأسطول الجوي فهنا أيضا خانتك معلوماتك ، فلدينا والحمد لله أسطول جوي ضخم ، لا يوجد له مثيل إلا في الدول الكبرى ، وأنا على أتم الاستعداد لتمكينك من رؤيته متى ما أردت . أما كونه لا يكفي ولا يذهب للمهمات إلا بأوامر، فإن هذا شيء طبيعي، فلا يوجد شيء في هذه الدنيا لا يحتاج إلى تنظيم، خاصة إذا كان في بلد مثل المملكة ، كل واحد منهم يرى نفسه الأهم والأولى ، ولا يوجد لديهم صبر للانتظار حتى عند إشارات المرور ، لذلك لا بد من أن يكون الأمر صادرا من جهة عليا وهو ما يحصل بالنسبة للأخلاء الطبي .
عزيزي : بالنسبة للإغاثة ومساهمات المملكة فيها ممثلة في القوات المسلحة وما تمد به الناس على طائرتها الجوية ، فإنني أراك أيضا قد تجاوزت الحقيقة ، حيث أشرت إلى كيس من الدقيق يذهب إلى السودان ، وهناك أسألك كم أنقذ هذا الكيس من الدقيق من أرواح ، وكم أحتاج هذا الكيس حتى يصل إلى المحتاج ، هذا إذا حصرت المهمة في كيس من الدقيق ، أما إذا نسيت الأشياء الأخرى فإنني أذكرك بأن السودان الشقيق ليس إلا واحدا من البلدان التي أغاثتها المملكة ، فإيران والباكستان وبنغلادش واليمن ولبنان وفلسطين وكوسوفو والمغرب العربي والصومال ، كلها بلدان تعرضت لكوارث وكانت المملكة أكثر وأول الحاضرين هناك . ليس بأكياس الدقيق كما ذكرت بل بكل ما تحتاجه تلك الدول في وقت النكبات التي أصابتها.
عزيزي أمين :بالنسبة لمحو الأمية فلا يحتاج أن أذكرك بأن مدارس الأبناء في جميع أنحاء المملكة مفتوحة لهذا الغرض وقد تخرج منها والحمد لله الآلاف.
أما بالنسبة للمستشفيات العسكرية وأنها لا تكاد تكفي منسوبي وزارة الدفاع وتعاني من الازدحام فهذا شيء صحيح ولكن أرجو أن تستمر معي قليلا لكي أخبرك بالأتي :
قبل مدة رفع إلى سمو سيدي الأمير سلطان أن هناك ازدحام في المستشفى العسكري بالرياض ، وسببه أن هناك من يتعالج فيه من غير العسكريين وعوائلهم ، فصدر أمره الكريم بأن يقتصر علاج المستشفى على العسكريين وعوائلهم والطاقم الطبي العامل في المستشفى فقط . فهل تريد من سموه بعد هذا أن يذهب بنفسه لينظم الزحام ؟ ولمعلمتك أيها العزيز ، فقد بني المستشفى لاستيعاب خمسين ألف حالة كما قد ذكرت لك في ردي السابق ، والآن يتعالج فيه أكثر من ثمانمائة ألف حالة ، وهم في أغلبهم من المواطنين السعوديين ، فلو لم يتعالجوا في المستشفى العسكري لسببوا زحاما في مستشفيات أخرى .
عزيزي أمين : دعني أسألك إذا كنت تعتقد أن القوات المسلحة لم تساهم في التنمية ، فماذا عن استيعابها لهذا العدد من الناس العاملين فيها ، وتكفلها بإعالة جميع أسرهم . أليس في هذا مشاركة كبرى في التنمية ؟
ياعزيزي أمين : يشهد الله على أنني أتمنى لك الخير ، وأتمنى أن أكون أنا وأنت ممن يعترف بالجميل ويرد الفضل لأهله ، وخاصة إذا كان مطلعا مثلك ، فإنه جدير به أن يقدر ما لهذا البلد من أفضال وما لحكومته الرشيدة من أثر ، وأنظر إلى من حولنا ، فقد كان لبنان جنة الشرق كما يقال ، وما أن أختلف أهله حتى عاد كما تعرف ، وانظر إلى ليبيا وإيران على ما يتوفر فيهما من خامات وثروات وقارن بين ما عندنا وما عندهم ، وما العراق عنا ببعيد .
المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد ، وأكرر الوحيد ، الذي يطبق الشريعة الإسلامية ويعلن عن ذلك على الملأ ، على مالهذا الإعلان من تبعات كما نعرف ، وهي البلد الوحيد الذي يتحرك فيه مواطنوه بكل حرية وكرامة ، لا أحد يعترضهم ولا أحد يسألهم ؛ لا أين كنت ولا من أين لك هذا ، مالم يأتي أحدا منهم بمخالفة . ومن ينكر هذا فهو أما جاهل أو ظالم وأنت لست كذلك .
هذا ما أردت توضيحه وبيانه حسب ماطلبته أيها العزيز مني والله اسأل لي ولك التوفيق والهداية ولهذا البلد الأمن والرخاء ولحكومته الرشيدة التوفيق والسداد .
تعليق