بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اليوم سوف أتكلم عن موضوع لطالما تردد على مسامعي أو وهو " فقه الواقع "
ولطالما .. أسرتين هذه الكلمه .. فبحثت عن ماذا تعني وما هو أساسها ولماذا وكيف ..وما المقصود منه .. وكيف نفهم الواقع على أكمل وجه بما لا يخالف القران الكريم وسنة نبينا محمدصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجميع.
فقه الواقع : هو إدارك الواقع الذي نعيش فيه وإعداد العُده لننهض بالأمه ولنرقى بها كثيرون تطرقو لفقه الواقع .. وكثيرون أخطأو الطريق والمفهوم الحقيقي لها الفقه , ولعلي أقوم بجمع ما تيسر ووقع بين يدي وقرأته في هذا الجانب وإيضاح مفهومه الصحيح والمفهوم الذي يتم تأويله من قِبل بعض من يحاولون إرجاء بعض الاحكام الشرعيه بحجج أنها لا تـُلائم الواقع وأن الزمان إختلف والأوضاع تغيرت والواقع يحكم علينا بأن نتغير مثله ومن أمثة ذلك العلمانيين والمرجئة والعصرانيين والعقلانيين .. ومن سلك مسلكهم
العــــــقـــــلانــــــيــــة
بمعني التفسير العقلاني لكل شئ في الوجود ، أو تمرير كل شئ في الوجود من قناةالعقل لإثباته أو نفيه أو تحديد خصائصه - مذهب قديم في البشرية .
ونجد بأن من ينهج منهج العقلانيه هم الفلاسفه فيحبون أن يتحررو من أي دين ويتجردو من أي مبدأوما يثبته التفكير لديهم يقبلون به وما لا يجدون له تفسير يهيمون في تحليله تحليلاً فلسفياً .
وقد يسلك مسلكهم الملحدين ويتأثر بهم بعض المُسلمين " بدعوا الحُريه " الفكريه .
وعند التفكير يجب أن لا يكون هُنالك رادع للعقل البشري ولا يكون هُنالك أغلال لها ..
وقد يكون من المتأثرين بهم كاتب كتاب " هذه هي الأغلال " لعبدالله القصيمي .
والإسلام بنعمته علينا وعلى عقولنا .. جعل لنا مُسلمات نؤمن بها ولا نحاول مناقشتها
فهي فوق مستوى العقل البشري وفوق مستوى إدراكه .. وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالي بها في كتابه الكريم وأخبرنا بها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه في سنته المطهره .. ومنها أهوال يوم القيامه ووصف الجنة والنار والملائكة والوحي ألخ .. فأمنا بها وقد كفانا ديننا الإسلامي عن الخوض فيها فالحمدلله الذي أراحنا منها .. وجعلها مرتع لضعفاء الإيمان ومن لا إيمان له .
قال الله تعالى
( قُل هو الله أحد "1" الله الصمد "2" لم يلد ولم يولد "3" ولم يكن له كفواً أحد "4")
وفوق هذا كُله لم يُقيد العقل وجعل للمُسلم فسحه في التفكر في ملكوت الله سبحانه وتعالى والتدبر في أياته ليزيد ذلك ويقوى إيمان العبد بربه .. والإعجاز القراني الذي مازال الإنسان يكتشفه بفضل الله سبحانه وتعالى وجعل له التفكير في سائر نواحي الحياه .فالتفكير العقلاني بقلب مليء بالإيمان .. لم يمنع عُلماء الأمة الإسلاميه على مر العصور من النبوغ في الطب والفلك والكيمياء والرياضيات وغيرها من أمور الدنيا .
العــــــصــــــرانــــــيــة : ويطلق عليهم التنويريين
وهم قوم يدعون التفقه في الدين يفسرون الأيات والأحديث على حسب ما تقتضيه الحاجه بما يتوافق مع العصر فالدين والأحكام الشرعيه تختلف بأختلاف الزمان او المكان .. متناسين بأن الدين الإسلامي صالح لِكُل مكان وزمان إلى أن تقوم الساعه ويرث الله الأرض ومن عليها .فهم أقرب ما يكونون إلى العقلانيه .. وفقه الواقع يعتبر لديهم فهم للواقع المتغير وتغير الأحكام ليتوافق مع هذا الواقع وليس محاولتهم أن يقومو بتصحيح الواقع الخطأ ليعود إلى الدين فيقومون بتمييع الدين وقضاياه , وهُم مشائخ وفقهاء العلمانيين وطريقهم إلى إدخال أفكارهم للمجتمعات .. فالعصرانية هي قنطرة العلمانية كما يقول الشيخ سليمان الخراشي في كتابة " العصرانية قنظرة العلمانية .
" *العصرانيون يرون أن العقل قبل النقل... ويرون أن تفسير الفقهاء للنص لا يصح الخضوع له... حتى يفسر كل أحد بهواه!
ولهذا تنبه لهم الشيخ أبو زهرة وقال :"إن العصرانية لا تريد أحكاماً لأحداث جديدة... بل تريد تبديل مقاصد الشريعة!."
ولهذا فلقد تفنن العصرانيون في لي وتأويل النصوص الشرعيه في القران والسنه بما يتوافق مع مقتضيات العصر كما يفهمونه بمفهوم " فقه الواقع "
ويرى أحد العصرانيين : "أن قول الله تعالى (للذكر مثل حظ الأنثيين) كان لمجتمع قبلي لا يصلح اليوم لهذا العصر! "
وهنا ييقومون بتعطيل حدود الله وشرعه لما يقولونه من مقتضيات العصر وأحكامه والواقع الذي تغير . ولهذا نجد بأن العقلانية والعصرانية أشبه ما يكون لهم هدف واحد ولكن بإختلاف الطرق المؤديه إلى الهدف ولمعرفة أحد أشهر العصرانيين في بلادنا خالص جلبي .
العـــــــــلمـــــانـــيــه : هي فصل الدين عن الدوله .
وأن لا يكون للدين سُلطه على شتى نواحي الحياه وهذا أمر مفروغ من رفضه لدى المسلمين .. ولكن هُالك فئه تدعي الإسلام وتسعى جاهده إلى تمرير العلمنه إلى مجتمعاتنا الإسلاميه وذلك بالتساهل في الواجبات وقول إن العولمه تجعلنا في وسط خِثم أحداث العالم وأن العالم أصبح كقريه صغيره فيجب علينا الإنفتاح على جميع الحضارات وأن تحاور معها .عجباً هل نتحاور من أن أن نتساهل في امور ديننا..وأن نعمل عليه تخفيضات ليوافق أهواء الغرب ؟؟
جاء العلمانيين بخطط طويله وقصيرة المدى وقد ركب هذه الموجه عدد كبير من المسلمين وذلك ليس إلا كُره في الإسلام أو غباء منهم ليوافق الدين الإسلامي هواهم وشهواتهم كي يخوضو فيها ويلعبو دون أن يقام عليهم حدود الدين وشرعه .
فقد كانت الكنسية وقساويتها متسلطين على شعبوهم الأوربيه .. مما جعل الشعوب تحت وطأت المنشيه لعشرات السنين وعن تحررها منهم رفضت أن تعود إلى ظل الكنسيه وعبوديتها ولذلك أرادت فصل الدين عن السياسه , فمن أراد أن يذهب إلى الكنسيه فأبوابها مفتوحه ومن أراد أن يشرب الخمر ويعربد فلا سلطة للكنسيه عليه فأستورد هذا الفكر العلماني علية القوم من الذين ضعف إيمانهم وباعو دينهم بدنياهم نسأل الله الهدايه والثبات . وأول باب دخلو منه على الشعوب والمجتمعات الإسلامية والعربيه بوجه الخصوص عن طريق " المرأه " وبانهم حامي حماها وبدأ تأثيرهم الفعلي بمصر بمضاهرات قادتها " هُدى شعراوي " لنزع الحجاب ثم توالى مُسلسل الإفساد وتلبيس المفسدات بالشريعه الإسلاميه .. والدين يُسر .
- من اشهر دعاة العلمانية في العالم العربي الإسلامي : احمد لطفي السيد ، إسماعيل مظهر، قاسم امين ، طه حسين ، عبد العزيز فهمي ، ميشيل عفلق ، أنطوان سعادة ، سوكارنو ، سوهارتو ، نهرو، مصطفى كمال اتاتورك ، جمال عبد الناصر ، أنور السادات ( صاحب شعار لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ) ، د. فؤاد زكريا ، د. فرج فودة
عند دخول أفكار هؤلاء إلى مجتمعاتنا ... ينقلب المجتمع إلى مجتمع فساد وإفساد فهم لم يُريدو للمجتمعات الإسلاميه أن تنهض لمجدها الأول ولا إلى الرقي بل أرادو أن تتراجع المجمعات الإسلاميه أكثر من ما هي فيه الأن لتبقى تتجرع الذل والهوان ولتبقى تحت وطأة الدول العظمي .. وليتنر المجون بين الجيل الجيل تلو الجيل لتبقى الدول المسيطره محافظه على نفوذها وسيطرتها على الشعوب والحكام .
ومن أهم وأبر شعاراتهم
(( الدين لله والوطن للجميع )) وشعار (( لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين ))
وحقوق المرأه وحرية الأديان وحرية الفكر والرأي .
بعد أن تمر مخططاتهم إلينا .. فهل سوف يبقى للدين الإسلامي مجال ؟؟سوف تصبح حياة الفرد في المجتمع مجموعه من الغرائز " الحيوانيه " لا يحكمها وازع ديني ولا عادات حميده سوف يكون القابض على دينه كالقابض على جمر في كفيه .. ولنا أن ننظر إلى ما يحدث في تركيا المورد الأول للعلمانيه في العالم الإسلامي وما قام به اتاتورك ولنا أن ننظر إلى ما يجري في تونس وبعض الدول العربيه والإسلامية للأسف من تضييق للدين الإسلامي وحتى صوت الأذان لم يسلم منهم ولم تسلم المرأه التي يدافعون عنها فجردوها من حجابها بالقوه والإكراه , هذه هي دعوة العلمانيه أيها العقلاء .
إستيراد فساد ومجون الغرب وأوروبا .. ولم يستوردو ماهو نافع لدينهم ولأوطانهم .
هذا هو فقه الواقع من جهه ومن الجهه الأخرى فقه الواقع من منظور إسلامي
لن أستطيع أن أتكلم من هذا الجانب بمثل ما تكلم فيه عُلماء ومشائخ أجلاء
أُحليكم على بعض من هذه الكُتب .
هذا والله أعلم فتقبلوا تحيتي وتقديري لكم
عبدالله
تعليق