أمهاتنا كن مثل أبناء الحطيئة : أشباحا تخالهم بهما .
فإذا ماحملت إحداهن ورأيتها من بعيد خيل إليك أنها خيط به عقدة .!
وإذا ما أراد شاعر أن يصف بعضهن قال:
أقوله يا خيزرانه .. أو أقوله ياصيد .. أو ياخوط ريحان ، وهلمجرا ..
وما تقدم يعني أن الرشاقة هي القاسم المشترك.
وأنا شخصيا لم أرَ منهن إلا مثل ما تقدم ذكره ، تتحرك إحداهن كالصيد، تقفز مرفوعة الرأس ، قوامها كالخيزرانه، تحتار فيها أهي مقبلة أم مدبرة . وقد كنت وبدون مبالغة أخشى على بعضهن أن تنقطع وهي تلف الحزام الجلدي المبروم المرصعة أطرافة بالفضة حول وسطها النحيل.
واليعسوب هي الكلمة التي كانت تستعمل كثيرا في وصفهن، والمعروف أن اليعسوب هو ملكة النحل وهي كما نعلم أيضا فيها من الرشاقة والجمال ما يعجز عنه البيان، إلا أن الوسط الذي يكاد ألا يرى هو الشاهد الذي يربط المرأة باليعسوب فهوالأشهر في صفاتها الملكية.
وعندما ذهبت إلى المدرسة وقرأت :
غرّاء فرعاء مصقولٌ عوارضها
لم أستغرب الوصف، ولكنني استغربت الإشادة به، فالغالب على ظني كان أن كثيرا من النساء كذلك !
ومع تقدم العمر وتغيير المكان تبدلت أشياء كثيرة ومنها أنني وجدت أن العرب يشيدون بصاحبة تلك الصفات التي كنت أراها عادية.
هذا شاعر عربي يقول:
يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة ** ولا الصدور على الأرداف تتكل
ولم يبتعد العقاد في وصف سمراءه كثيرا عن البيت السابق:
وتلك القامة الهيفاء***زانتها زواياها
إذا ماجار ردفاها*** أقام الجور نهداها
والآخر يبالغ في عدم وجود الغرّاء الفرعاء ويضطر إلى استعارة أطرافها من أطراف العالم العربي :
عراقية الأطراف نجدية الحشا*** تهامية الأطراف رومية الكفل
والآن وقد اختلطت النجديات والحجازيات، والقرويات مع البدويات ومعها المقاييس والمفاهيم، وأصبح الحسن مجلوبا بتطرية كما قال أبو الطيب. فقد اصبحت في حيرة من هذه الأشكال التي أراها لا فرق بين أعلاها وأسفلها ولا استطيع أن أميز حركتها من وقوفها .
فإذا ماحملت إحداهن ورأيتها من بعيد خيل إليك أنها خيط به عقدة .!
وإذا ما أراد شاعر أن يصف بعضهن قال:
أقوله يا خيزرانه .. أو أقوله ياصيد .. أو ياخوط ريحان ، وهلمجرا ..
وما تقدم يعني أن الرشاقة هي القاسم المشترك.
وأنا شخصيا لم أرَ منهن إلا مثل ما تقدم ذكره ، تتحرك إحداهن كالصيد، تقفز مرفوعة الرأس ، قوامها كالخيزرانه، تحتار فيها أهي مقبلة أم مدبرة . وقد كنت وبدون مبالغة أخشى على بعضهن أن تنقطع وهي تلف الحزام الجلدي المبروم المرصعة أطرافة بالفضة حول وسطها النحيل.
واليعسوب هي الكلمة التي كانت تستعمل كثيرا في وصفهن، والمعروف أن اليعسوب هو ملكة النحل وهي كما نعلم أيضا فيها من الرشاقة والجمال ما يعجز عنه البيان، إلا أن الوسط الذي يكاد ألا يرى هو الشاهد الذي يربط المرأة باليعسوب فهوالأشهر في صفاتها الملكية.
وعندما ذهبت إلى المدرسة وقرأت :
غرّاء فرعاء مصقولٌ عوارضها
لم أستغرب الوصف، ولكنني استغربت الإشادة به، فالغالب على ظني كان أن كثيرا من النساء كذلك !
ومع تقدم العمر وتغيير المكان تبدلت أشياء كثيرة ومنها أنني وجدت أن العرب يشيدون بصاحبة تلك الصفات التي كنت أراها عادية.
هذا شاعر عربي يقول:
يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة ** ولا الصدور على الأرداف تتكل
ولم يبتعد العقاد في وصف سمراءه كثيرا عن البيت السابق:
وتلك القامة الهيفاء***زانتها زواياها
إذا ماجار ردفاها*** أقام الجور نهداها
والآخر يبالغ في عدم وجود الغرّاء الفرعاء ويضطر إلى استعارة أطرافها من أطراف العالم العربي :
عراقية الأطراف نجدية الحشا*** تهامية الأطراف رومية الكفل
والآن وقد اختلطت النجديات والحجازيات، والقرويات مع البدويات ومعها المقاييس والمفاهيم، وأصبح الحسن مجلوبا بتطرية كما قال أبو الطيب. فقد اصبحت في حيرة من هذه الأشكال التي أراها لا فرق بين أعلاها وأسفلها ولا استطيع أن أميز حركتها من وقوفها .
تعليق