Unconfigured Ad Widget

Collapse

مزيبد يا راعي الغنم ...

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    مزيبد يا راعي الغنم ...

    مزيبد يا راعي الغنم *** مزيبد ما حلبت لي



    لحن يعزفه "علي" من خلال نفخه فيما كان يعرف بـ "الصفريقا " وهو أنبوب من اللحاء وخاصة من لحاء شجر الخَمَار ، يبلغ طوله حوالي 40 سم ، يجفف حتى ييبس ويصبح صلبا ويوضع فيه خروق بعدد أصابع اليد الواحدة من أعلاه ، يتم من خلالها التحكم في نوع اللحن وقوة الصوت .!



    علي يجيد العزف على هذا الناي الطبيعي بطريقة تستوقف الماضي كما يقال ،[ يستطلع ] ؛ أي لا يتوقف خلال العزف لمدة تمكنه من إنهاء البيت أو الأبيات التي يعزف .



    الله الله شب عليه يا أخي . يقول عيسى وهو قادما لتوه لينضم إلى علي ومتعب الجالسين على سطح "المعزب" الذي يشتركون فيه ، بعد أن أشار إلى الغنم بالعودة إلى المراح . يفعل ذلك بلغته التي يعرفها غنمه : يلف يده اليسرى على شكل اسطوانة ويسد ما فيها من فراغات بيده اليمنى ويضعها على شفته لـ " يَنْفُطْ " فيها ؛ أي ينفخ فيها نفخا يحدث اصواتا تشابه أصوات الماعز عندما يرى شيئا مُسْتنكرا كالذئب أو ما شابهه ، حيث يضرب بأظلافه الأمامية على الصخر مصحوبة بالصوت الذي إذا سمع شبيها له من عيسى استجاب وعاد جافلا إلى حيث النداء فهي ليست من الأغنام التي قال عنها صاحبها ذات يوم : " بعض الغنم بهذلت رعيانها حي هلم حي !".



    يعنز البندقية عيسى ، ويرمي بنفسه على السطح العاري من كل شيء إلا من معنوياته هو وزملاءه ، هات فنجال شاهي ياشيخ .



    ابشر بسعدك . خلني أغسل لك فنجال.



    تكفى صب لي في "عقال فيصل "...



    والله مافيه إلا " ساق سلوى " ودك وإلا بغير .



    ليه يا أخي وين فنجالي "عقال فيصل" ؟



    انكسر وأنا أغسل الفناجيل قبل شوية .



    فدا فدا ، فداك وأنا أخوك . يكفينا فنجالين ، نتداولها يارجال .



    هات هات يا أبو علوه ، الله يرضى عليك . اشغب اللحن الله يرضى عليك يا أخي .



    يرد علي: والله يا أخي هذا اللحن صعيب ، ماعندك لحن ثاني ، هذا اشحبني ..



    تعرف اللي يقول : نخلةٌ جيتها بالليل ..



    لا والله يا أخي ما اعرفها ، أنا ما أعرف القصائد ، يعجبني صوت " الصفريقا " ولا أعرف ويش تقصدون ولا ويش تغنون ولا أحفظ شيء يا أخي من هذه القصائد .



    ياحظك يا عيسى والله يا حظك .. يردد علي في هدوء وتفكير في حالة عيسى الذي لا يهمه إلا غنمه وفنجال " عقال فيصل" الذي لا يلذ له الشاي إلا فيه . ياحظك يا عيسى لا هم ولا حب ولا يحزنون !



    يتكئ علي على يده اليمني التي ثناها تحت رأسه ويبحث لها عن مكانا مستويا في الحجر الذي خلفه .

    يتمدد قليلا و يشلّ صوته الشجي بطرق الجبل :

    فيما مضى كنت احتلج والعب الميس

    وابني المهاجيس

    واللي تحسس من " نيس"

    في نُصُبْ البيضات يسمع غنايه



    متعب مشغول بتحضير العشاء حسب دوره، كل ليلة على واحد، لا يجد كثيرا من العناء في التحضير، جمر القرض الذي في " الملّة " يكفي لطهي جمل، فما بالك بتحضير براد حليب، وحفنة من العصيدة. كل ما يضيره هو غيابه عن ما يدور بين علي وعيسى من أحاديث الجوى ، و حرارة الجو في داخل المعْزَبْ التي يريد أن يهرب منها إلى خارجه حيث الجو اللطيف وأصوات خرير المياة التي تكاد لا تسمع معها أصوات الحيوانات المفترسة التي يطيب لها رفع أصواتها بمجرد أن يلف الظلام تلك الشعاب .



    يحوز" البهم "عيسى و"يزرب" على الغنم في "المراح " على بال ما يحضر متعب العشاء ، أما علي فيغير من لحن إلى آخر ، الغنم أيضا تطرب وترفع أذانها صاغية إلى علي في كل مرة يشلّ فيها الصوت بالغناء أو بالعزف على الناي ، وعيسى ومتعب لا يجدون متعة أخرى تسليهم عن إذاعة علي التي لا يملون منها فهي لا تأتيهم إلا على حسب المزاج .



    سموا بالله ، يالله اقلطوا يالربع ، انتبهوا تراه حار .



    تتزاحم الأيدي في " الحلّة " الصغيرة وتنتظم انتظاما تلقائيا ، فبمجرد أن ترتفع واحدة تدخل الأخرى فالزاد لا يكفي ولا يسمح بالانتظار ..



    الله حسيبك يا متعب ، حار يا أخي الأكل ، ليش ما تركته يبرد شوية ؟



    طيب اصبروا يالربع وخلوه يبرد .!



    والله ما عاد فيه صبر، يقول المثل:" مقابلة الجيش، ولا مقابلة العيش "...!



    هات هات يا ابو علوه ، اعطنا بالله :" منين ياجيك الرضا ياشايل الهم ".



    أصاه أصاه .. تسمعون هذا الصوت .؟



    شييييييييخ شييييخ شييييييخ ، صوت ضحك الوبر الذي يبدأ ضعيفا ثم يقوى فيعود ضعيفا كما بدأ .



    الله أعلم أنه في وبْدْ الثريا . وتروه كبير ما يغبى في صوته .



    أقطع ايدي ان كان ماهو في الحجوب .



    الظلام الذي سجى لا يكاد يرى من خلاله طرف اليد إذا مدها أحدهم ، إلا أنهم يعرفون شعابهم ووديانهم وجبالهم شبرا شبرا .



    ازهلوه بكره أن شاء الله ما تسفر إلا وهو عندكم نفطر عليه ونسوي على مرقته عريكة تحبها قلوبكم .



    يسرح علي مع تنفس الصبح ويأخذ مكانه في " المحجاة " وإذا بالصوت الذي يأتيه مع هبوب النسيم يكاد يفطر قلبه ولا يعير اهتمامه أي شيء آخر .



    يبدأ يبحث عن مصدر الصوت في جميع الجهات حتى يتبين له أنه من واد بعيد وأنه من فتاة ليست غريبة عليه.



    تضغط على لوزتيها بأصابعها وتجرّ صوتها المخنوق :



    يامااااااااااااااااايه يا يمـــــــــــه

    يامااااااااااااااااايه يا يمـــــــــــه

    يامااااااااااااااااايه يا يمـــــــــــه



    ينسى على تماما أنه ممسك على صيده الذي سرى من أجله، ويزداد شوقا على شوق ويبدأ بعزف واحدا من أعذب ألحانه.
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
  • ابو الطفيل
    عضو
    • Dec 2004
    • 95

    #2
    أبدعت بقصتك يا خو (علي)واحسن الله عزاك في (سد عياس)من المطر
    واضنك تعرف قصيدة النسوان اللي من دوس رايحات بالعروس المندق ومرينه بعويره ويقلنه :
    سلام يا ذا الدار دار الشجاعه...............يادار من يسقي العدو سم ساعه
    وكالعاده قام (عطيه بن خضران وعطيه المهفه)رحمهم الله جميعا ورحم جميع اموات المسلمين . بوضع اللمسات الأخيرة على القصيدة لتضهر بعد (التصرف اليسير):
    سلام يا ذا الدار دار الشباعه.............يادار من يسقي البقركل ساعه


    ابنكم ابو الطفيل
    آخر تعديل تم من قبل ابو الطفيل; 16-12-2004, 05:50 PM.
    [frame="1 80"] عمري أطول من عمر شانقي.....عمر المختار (رحمه الله)[/frame]

    تعليق

    • أبو ماجد
      المشرف العام
      • Sep 2001
      • 6289

      #3
      اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
      أبا أحمد جميل جميل جميل هذا الأسلوب ،أعدتنا إلى أيام خلت ، إلى مفردات انقرضت من قواميسنا ، إلى طبيعة صافية نقية .
      شكرًا لا تكفي ولكني أسطرها لك مع حبي وتقديري.

      تعليق

      • أبو صخر
        عضو نشيط
        • Feb 2004
        • 413

        #4
        وقفت بها وروحي آنسها ولاطفها .. صوت صفيرالصفريقا ...
        يالعذوبة العزف من المستطلع علي.. وماذاك إلا لتصوير إبن مرضي لمعزوفة الناي فوق المعزب.
        الآن لاناي ولا بندقه ولا جنبيه ولامشعاب وهذا ما أشار إليه شاعرنا المحبوب عبد الواحد إذ يقول :
        السيف والمشعاب والرمح والجنبيه
        ــــــــــــــــــــــــــــ ركنتها في البيت ياعمرك أنتهى ...
        حتى فنجال فيصل أستبدل ببادريق فكان الخطين الذهبيين من أعلى عروة الفنجال يشير إلى العقال الفيصلي (الملك) .
        سنة الوجود التغيير .. تغير الحال وتبدل ولم يبقى إلا ما يخطه قلمك من تراث هرول ورحل مع انطلاقة المهرولين ..

        شكراً لك، ومن الأعماق ...
        علي أبونواس

        تعليق

        • فتى الأحلاف
          عضو نشيط
          • Jun 2001
          • 761

          #5
          كم هو جميل هذا الأسلوب وكم انت مبدع يا بن مرضي
          الابداع ليس غريبا على اديبنا بن مرضي
          حضرت فقط لأسجل اعجابي
          هل لاحظت
          ان أقلّ الأسئلة في صفحة الفتاوي
          عن الزكاة ؟!

          تعليق

          • الغمر
            مشرف منتدى شعبيات
            • Feb 2002
            • 2328

            #6
            علقتني ياشيخ ....
            فبعد ان تهت في هه القصه وبعد ان عشتها بحذافيرها ...حتى كأني رابع اهلها ,بل كأني انا كل اهلها ...فامسكت بالصفريقا ,وادخلت الغنم للمراح ,وقلبت الجمر في المله وامسكت بالمهفه ...
            وزهبت البندقه وامسكت للوباره ....وارتعشت يدي مع الصوت المبحوح , وخفق قلبي ..ثم

            ثم تركتني معلقا ,فلا رميت الوباره ...ولا تبعت الصوت ....

            اتتركني هكذا ..
            لعيونك

            تعليق

            • ابن مرضي
              إداري
              • Dec 2002
              • 6171

              #7
              الأستاذ العزيز / ابو الطفيل
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              شكرا لك على مرورك وتعليقك وإضافتك ، ورحم الله عطيه بن عبد الله وعطيه بن خظران وجميع أموات المسلمين .
              كم كانت حياتهم جميلة وصافية ونظيفة .
              شكرا لك يا ابا الطفيل .



              *****



              الأستاذ العزيز / أبو ماجد
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              كم يسعدني أن تكون ممن يعلق على ما أكتب ، وكم أتمنى أن يأخذ النقد مكانه فيما تعقب به .

              في بعض الأحيان يجد المرء نفسه مطرودا من الحاضر فيتجه إلى الماضي وهذا هو ماحصل .
              تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم .


              ****

              الأستاذ الكريم / ابو صخر
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              يسعدني والله العظيم إشتراكك معي في الميول إلى الماضي . والذي ليس له ماض وتريخ ليس له حاضر ولا مستقبل بغض النظر عن سلبيات أي فترة .
              شكرا لك من الأعماق .


              ****

              الأستاذ العزيز / فتى الأحلاف
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              ذوقك الرفيع ياعبد العزيز هو الذي يجعلك تتابع وتشارك بمواضيع أصيلة تعود بنا دائما إلى الميراد الذي نحب الشرب منه .
              لك شكري وتقديري .


              ****

              الأستاذ العزيز / الغمر
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              أسعدني تواجدك ومرورك .
              تعمدت أن أترك للقاريء كامل الحرية في اختيار النهاية التي يريد ، فلماذا تريد تقييدي أنا ؟!
              كيف لو لم تكن حليفاً..!
              عزيزي : تعلم أن بعض الخواطر إذا لم تسجل في وقتها فإنها ستذهب إلى غير رجعة ، وقد لا يكون الوقت كافيا لتقييد الفكرة كما ينبغي .
              لك تحياتي وتقديري .
              كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

              تعليق

              • محمد اسماعيل
                عضو مميز
                • Apr 2004
                • 1248

                #8
                كم هو جميل هذا الأسلوب وكم انت مبدع يا بن مرضي
                الابداع ليس غريبا على اديبنا بن مرضي
                حضرت فقط لأسجل اعجابي
                أما انت ياسيل فاعلم عندنا لو تمر.............ترى عظامي جبالٌ ما بتشتالها

                تعليق

                • عبدالله غرم الله الطفيلي
                  • Feb 2003
                  • 2175

                  #9
                  الابداع ليس غريبا على اديبنا بن مرضي
                  حضرت فقط لأسجل اعجابي


                  لتواصل aasw_25@hotmail.com

                  تعليق

                  • عبدالله رمزي
                    إداري
                    • Feb 2002
                    • 6605

                    #10
                    عزيزي الفاضل / بن مرضي أسلوب يدعينا إلى المتابعة والاستمتاع حتى لو لم تكن ردودنا عليك شافية وكافية ... ولكنا نعتبرها بمجر إشعار خطي بأننا استمتعنا بجزء من وقتنا في قراءة ما كتبت من ذكريات عزيزة علينا ... آه يا زمن القنص أين أنت ويا هل ترى ستعود مرة أخرى...

                    أين صوت ( الصفريقا) البوص ... هل سمعته من قريب يابن مرضي وأين

                    حتى الو بارة لا أظن لها أثراً هذه الأيام إلا في أعالي تلك الجبال وفي سفوحها قبيل الفجر ....

                    ليت علي ما أتعب نفسه في ذلك الليل بحثاً عن الصيد .. لكنه صيد خاص لن يشاركه فيه أحد .. لكن دينه وخلقه يمنعانه من اصطياده ... ثم ينفس عن تعبه ومعاناته بعزف إحدى مقطوعاته الجميلة ....

                    يا عزيزي هل لي أن أسألك .

                    هل نستطيع إعادة تلك الذكريات بالخروج من صخب المدن إلى تلك الجبال التي لا نسمع فيها جوالا ً يرن ولا سيارة تحن بل نسمع أناسا ُ تزفر وتون .



                    عبد الله رمزي
                    ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

                    تعليق

                    • أبو غازي
                      عضو مميز
                      • Jan 2003
                      • 2040

                      #11
                      الأستاذ الفاضل بن مرضي

                      تحية اعجاب وتقدير لما رسمت لنا من ابداع لايجيده سوى بن مرضي صاحب الذوق الراقي والخيال الواسع.


                      حضرت لإسجل أعجابي وأتحلج مع بن مرضي
                      abu_ghazei@zahrani.com.sa

                      تعليق

                      • بن بشيتي
                        عضو مميز
                        • Feb 2003
                        • 1335

                        #12
                        اخي العزي واستاذي الفاضل يضل ادبنا حبيس مكامنه حتى يهيئ الله له من يزيل عنه غباره ويخرجه بصور شتى قد نظلم ادبنا وموروثنا حينمت نخصص او نركز على جزء منه قديكون مهما جدا كالعرضه ونتناسا الابداعات الاخرى عزيزي تدولنا كتاب الاديب خالد الكالك يرحمه الله من شيم العرب في 4 مجلدات فما وجدنا فيه قصة واحدة يمكن ان نسجلها ونحضر بها كتاريخ موثق وها انت عزيزي تحيي لنا جزء غائب عنا برمزية واسلوب بيانيا يقف الابداع احتراماً له ناهيك عن تلميذ مثلي يقراء الموضوع مرات ويتمنى ان يجد مايشارك به ويعجز احيانا حتى عن كلمة تقديراً يضيفها لمن يستحقها اقدر لك هذا الادب والاسلوب الجميل وامنية ان اراها بكتاب جامع لمؤلفه ابو احمد
                        اكرر شكري وتقديري واعتقد ان لقصيدة القضام على ما اعتقد قصة ان امكن ايرادها

                        فيما مضى كنت احتلج والعب الميس

                        وابني المهاجيس

                        واللي تحسس من " نيس"

                        في نُصُبْ البيضات يسمع غنايه



                        شكرا لكل من قراء وشارك

                        تعليق

                        • فارس الأصيل
                          عضو مميز
                          • Feb 2002
                          • 3319

                          #13
                          الاستاذ بن مرضي
                          لم أكن انوي كالعادة التوقيع في دفترك الكبير لاني اعلم كم اشوه الدفاتر دائما لاني اعرف نفسي جيدا فلم أصل بعد إلى ما يجعلني أعلق على كاتب من أمثالكم ولكن ماهي إلا خطوة جيدة في طريقي إلى الفهم والفائدة لا سيما أنا أشاهد بعض الكبار معك هنا فهذا يدفعني دفعا إلى أن اخربش عل خربشتي أن تفيدني في يوم من الأيام فالعذر منك أولا ثم من الكبار الذين شاركوا معك عزف السنفونية الديراوية ولا اعني بها إلا البعيد جدا وما أدراك ما معنى البعيد ..
                          أخي الفاضل ..
                          بالأمس القريب كنت أغازل ( الزمريقا ) على نغمات لا تمت صلة لفن فهي بحد ذاتها فن مستقل بنفسه ولحن قائم بنفسه أعرف أن الكثير سينظر إلي بعين التمحيص ولكني فعلا أجد أن الذي يطلق لحنه دون قيد ولا شرط دون شعر أو نثر أجده أبلغ من اللحن المركب وهذا هو الفرق فالتقمص وأداء الدور ليس كالواقع والمعايشه .. مع ذلك لم أجد في زمريقتي شيء يشدني إليها مع حرصي على شرائها إلا أن بعد عجزي عن الزمرقة بها طلقتها دون رجعة الا انك أعدتني إليها وإلى ذكرياتها .. فشرا من الأعماق
                          القصة التي ذكرت يا سيدي فيها امتزاج ما بين النفس والطبيعة ولذلك نجد الذي يعيش في الطبيعة ذا ذهن صاف وخيال واسع وسمع أرهف والا كيف يسمع فحيح الحية وصوت الوبر واتباع الصوت والخفة في التنقل دون خوف ووجل .. بالمقابل الق نظرة على المدنية والتحضر فالمكان نفس المكان لم يتغير ولكنه غدا مكان موحش لا يستطع جيل اليوم العيش بتلك الطريقة وذلك لاستغنائم بالالة عن الطبيعة فشبة الملة لن تجد أحدا يحافظ عليها كما كانت قديما فيستخدم المدفأة بدلا منها لتعطيه نفس التدفئة لكن بطريقة اليوم مع أني أجزم أن طريقة الماضي أكثر راحة للبال وتدفئة للجسم دون تأثيرات جانبية مثل اليوم ..
                          جادك الغيث أمانا وسلاما .. ورضى سمحا ويمنا وابتساما
                          ياديارا حلم الغيث بها .. يتحراها سحابا وغماما
                          فإذا ما انبجست أنواؤه .. ذاب حبا في مغانيها وهاما

                          ثم تعال إلى حكاية الغنم والمراح وامزج التاريخ وقرب المسافات من سيعمل اليوم في رعاية الغنم وتنظيف مخلفاتها وترصيف العلف بل حتى علف اليوم أصبح يأتي جاهزا مربوط بسيخ من حديد ومن يجد في أحد رائحة الغنم يتتطير غضبا به كيف يجرؤ على السلام عليه وهو بهذه الرائحة المنتنه ولكن كيف لوكان على صحن المفطح تجده رجل باسل وشهم ويعطي حق الله في هضم لحم ذلك التيس بل يصل بعضهم إلى قضم الكراديس لا سيما إذا كان الطبخ من نوع الجيد والطريقة الممتازة ... بل أنظر إلى الغنم والبهم اليوم تطورات جديدة أبحت تأكل التميس والكثير من الأشياء التي ما كانت تحلم بها من قبل إذا هي تطور الحياة والاجيال والافكاء ..
                          ثم عرج بي على المحجاة من يصبر على المكوث والترقب في جيلي الذي تعود على الصخب والضجيج والسرعة في كل الشيء حتى طيور اليوم لا تكاد أن تقف على قدميها حتى تطير دون أن تتمتع بالنظر إلى حركاتها فيا سبحان الله حتى هي فهمت أن العصر عصر السرعة ولا وقت للقفز والمشي على الارض بل يجب أن تكون الحركة دائمة ودائبة دون توقف لا بل دخلت البيوت وأصبحت في أقفاص وتتحدث وتسولف .. يا للعجب بل انظر إلى سوق الخميس لترى العجب فمن تلك الطيور والحيوانات الوحشية والبرية التي تنفر دون أن تستطيع السيطرة عليها إلى ألفة وركود وكأنها تقول ذهبت تلك الأجيال التي تقدر معنى والطبيعة وتحافظ عليها فعلا اتعب النفس بالنفير والفزع ...
                          أمست ليالي الهنا حلما تناجينا ... وأصبحت ذكريات الحب تشجينا
                          لنسقى حميا الهوى في الكأس مترعة ... ممزوجة بحنان كان يحيينا

                          يمكنني أن أتذكر اللحن والطريقة التي أطلقتها تلك الفتاة الراعية .. ولكن ماذا عن صاحبنا الذي نسي الصيد ويبدو لي أنه تذكر ما كان مخبوءا في قلبه ومن فرط الجوى في نفسه بات مشحونا بشحنة عالية أفرغها في زمريقته التي يصطحبها في متنفس جيد مع بعض الدموع التي لا أشك في أنها سقطت على خد صاحبنا .. فالجو بارد مع الفجر لكن صاحبنا كان يغلي وصوت زمريقته تذكر السامع بعملية الغليان تلك ..

                          لا ادري كيف وجدت نفسي اكتب لكن اخي بن مرضي لله درك ودر من مشى بدربك وحذا حذوك من القلب لكل الأخوة الافاضل آن الأوان لنخرج المدفون من تراثنا ... يكفي


                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          اخوكم
                          مالك الحزين
                          هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                          كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                          مدونتي
                          أحمد الهدية

                          تعليق

                          • ابن مرضي
                            إداري
                            • Dec 2002
                            • 6171

                            #14
                            الأستاذ العزيز / محمد اسماعيل

                            أسعدني تواجدك ، وأشكرك على ما سطرته من عبارات .

                            لك التحية والتقدير .


                            ****

                            الأستاذ / عبد الله غرم الله

                            شكرا لك على المرور والتعليق

                            تقبل تحياتي وتقديري .


                            ****

                            أستاذنا العزيز / عبد الله رمزي

                            أشكرك على كل ما تبديه نحوي ، فقد حملتني ما لا أطيق ، بالنسبة للرحلة التي تريد فأوجه لك الدعوة وعليك بالأستعداد وأتمنى أن تتاح الفرصة قريبا .

                            تقبل شكري وتقديري ايها الأستاذ العزيز .

                            *******

                            الأستاذ العزيز / ابو غازي
                            أتشرف كثيرا بحضورك ايها الجابري الكريم ، وأعتز وأفتخر بــ " بحلجتك " معي .
                            لك تحياتي وتقديري .

                            *****
                            الأستاذ الكريم / بن بشيتي
                            حياك الله يا أبا علي
                            أشكرك على الإطراء ، ويسعدني تواجدك ، والفرق بيني وبينك هو في المسافة فقط ، وإلا فإننا نشترك في اشياء كثيرة .
                            أمنيتي أنني أستطيع أن أحقق رغبتك ولكن .... .
                            شكرا لك من الأعماق .

                            ****

                            الأستاذ الكريم / مالك
                            أشعر بالسرور والغبطة عندما أرى تعقيبك . أقدر لك وقتك الذي تقضية في التعليق والإضافة .
                            أعتذر عن تلبية طلبك في إخراج كل ما أسطتيع من الموروث ، إلا إذا ضمنتني من أعداء التراث .
                            تحياتي المعطرة وتقدير العالي .
                            كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                            تعليق

                            • الغمر
                              مشرف منتدى شعبيات
                              • Feb 2002
                              • 2328

                              #15
                              حاولت ان اتقمص دور علي وبقراءتي للقصه مرة اخرى وجدت امامي عقبات لتقمص هذه الشخصيه والخروج من الامر بدون خساره
                              فعلي عاشق وهو القائل (( ياحظك يا عيسى لا هم ولا حب ولا يحزنون ! )) والعاشق وان كان عفيفا فان طول الجوى يجعله يظن انه يلقى حبيبه في اي مكان بالصدفه حتى في ما لايتوقع .
                              وعلي مجازف يعشق التحدي فقد امسك للوباره في الحجوب وقد تكون في وبد الثريا ...
                              لست ادري لماذا تخيلت ان الثلاثه كانوا في احد الاصادير ولاسيما وانهم يرعون الماعز .
                              وخطر ببالي ان علي لما اراد الوباره وتتبعها اقترب من تهامه .
                              بقيت حائرا في اختيار النهايه ففكرت قليلا في مسفر الذي تخيلته الضحوك المزوح الصارم العنيف الذي قد يؤنب علي بشده لو عاد بدون الوباره ولاسيما لو ذكر له السبب الحقيقي لترك المحجاه , كما انني اشك ان علي سيقول مالقيت الوباره والا شردت ...
                              بقيت في حيره وضعت كل تلك الاحاسيس في فكري واطرقت اسال نفسي اكانت تستغيث فقلت لا فان العاده كانت ان المستغيث يذكر الخطر الذي الم به ولو لم يجبه احد ...ثم ان الوصف الذي وضعه لنا الكاتب يدل على الفتاة كانت تنادي وهي واقفه والا فكيف تضغط على لوزتيها بيديها وهي تجري.
                              ولو انها حوصرت لخالط البكاء صياحها ولما كان صياحها لثلاث مرات على نفس الوتيره ..

                              حقيقة الامر انا علي امسكت ببندقتي وبقيت واقفا لاغادرت المحجاه ولا اخذت مكاني منها وبقيت هكذا اضرب اخماسا في اسداسا امجرد نداء ام انها تستفزع ...
                              لعيونك

                              تعليق

                              Working...