كل (سوا ) وأنتم طيبون
أصبحت قضية بطاقات ( سوا ) حديث المجتمع فعلا يكاد يخلو اجتماع بين أثنين أو أكثر سواءَ في الأسواق أو أماكن التجمع والعمل من الحديث عن المآسي المحزنة التي حلت ببعض الذين انزلقوا في تلك المتاهة العريضة وقد تستمر تلك الماسي اياما وشهورا بل وقد تصل الى سنين عديدة ولقد كشفت تلك القضية في نظري بعض جوانب شخصية العامة بل وبعض الخاصة من الذين يعدون أنفسهم مثقفين أو شاطرين في مجال البيع والشراء والثراء السريع0فجعلتهم هذه النكبة في(الهوا)(سوا) أو قل(سوا)(سوا) 0وانك لتعجب من طريقة المشاركة في تلك المسرحية التي أشبه ما تكون بالخيال 0وخذ على سبيل المثال: شخص يأتي بعشرات أو مئات ألا لا ف من الريالات ثم يعطيها لشخص أو أشخاص من غيران يعطوه سند استلام أو م ما يثبت تلك العملية 0لكنها كما يزعم المفلسون (الثقة) بل انها فعلا (الثقة العمياء) بل والعمياء الصماء الخرساء0لقد ذهب نتيجة تلك الثقة البلهاء حصاد السنين0 او حصيلة العمر في لحظة في زمن الغفلة واللطش وتهميش العقول0 وأنا عندما أقول العامة لا لا اقصد استنقاص احد بل اقصد ذلك الجمع البشري الكبير الذي قدم أمواله يطوعه بطريقة تنم لا اعلم هل هي عن سذاجة أو عن براءة في حين أن أبجديات التعامل بالمال تقتضي أثبات تلك العملية خطيا وبشهادة شهود0 ولا أعلم كيف مشت العملية على بعض أولئك الشطار0هذامن ناحية ومن ناحية أخرى أتساءل كيف جرى السكوت على هذه العملية المالية الكبرى من قبل المعنيين حتى إذا مات ضخمت وكثر (هواميرها) بل وأصبح البعض (هامورا ) اكبر وانخرط في تلك العملية العجيبة الرهيبة أعداداً هائلة من جميع شرائح هذا المجتمع البرى أن شئت القول؟! سارعنا إلى إيقافها لماذا لم توقف تلك المغامرة في بداية خطواتها الارتجالية لكي لا تكثر الضحايا . أم أن هذا هو حالنا لا نفطن للحريق إلا بعد أن يكبر فيصعب علينا إطفاؤه ؟! أم أن الطيور طارت بأرزاقها .والله يخلف . ومن ناحية ثالثة هل استطاعت شركة الاتصالات بيع هذه الإعداد من بطاقات (سوا) تصريف اكبر عدد ممكن من إحدى وسائلها قبل دخول الشركة المماثلة القادمة بهذه الطريقة العجيبة الفريدة ؟ اقصد أليس للشركة وكلاء معتمدون معروفون ومعروفة طرق بيعهم ؟ حتى حدثت مثل هذه الرجفة المفزعة من قبل بعض المنتفعين. هل وراء الاكممة كما يقال ماوراها . أم انها مجرد صدفة من صدف السوق السوداء إن جميع الاموال الهائلةعلى طريقة (هوامير)(سوا) شيء مخيف يدعو للتوقف عنده ووضع حدا فاصل لمثل هذه المهازل الشنعاء .فليس من المعقول ولا المقبول أن تجمع ملايين الريالات من الناس بهذه الطريقة ثم فجاة تحتجز تلك الاموال التي اغلبها نتيجة جهد وكد سنين .بل وبعضها اثمان منازل خاصةلاهلها وماذا يفيدسجن أولئك (الهوامير )؟وهل لنا أن نعرف أن كان وراء أولئك (الهوامير) أو قل الهوامير الوهميون (هوامير)حقيقيون ؟!وهل سيتم الفصل سريعا في قضية (سوا) وتعاد أموال أو بعض أموال الناس إلى أهلها.قبل أن يستفحل داء الاكتئاب الذي أصاب بعض الذين افلسوا في سوق (سوا ) ويتطور إلى حالات (انفصام شخصية) ونشاهد أولئك المفلسون لا قدر الله يكلمون أنفسهم في الشوارع .وهل سيحصل نتيجة تلك الافلاسات مشكلات اجتماعية تتفكك على أثرها الأسر أو الصداقات . وهل سيأخذ العامة والخاصة مما حصل درسا في طريقة تعاملهم مع غيرهم في الجوانب المالية أم هل ستستمر طريقة وأسلوب البراءة ؟! أخيرا أتسأل عن الأموال المحجوزة في البنوك من أموال سوق (سوا) هل سيكون لها إرباح في تلك البنوك ؟وإذا كان لها أرباح فمن سيأخذ تلك الإرباح؟!مجرد تساؤل . وكل (سوا) وأنتم طيبون .. والله المستعان
جمعان بن عايض الزهراني
جريد المدينة الصادرة في26شوال1425هـ
تعليق