بين مراقي الآمال ومهاوي الآلام
تسيرين أمتي على أحد جانبي الطريق
فتنهشك أسواره؛ وتتعاورك أحجاره؛ وتجدين سيراً وأنت تحسبين ذاك تحفازاً؛ وسرعان ما تبدو الحقيقة؛ فإذا بك لاهثة على رصيف الأمم؛ تستجدين اللقمة كأنك لم تسيري ولو لخطوة..
بين هذا وذاك..
نبصرك أمتي على طرفي نقيض؛؛ فإما طرف العصا؛ أو طرفها الآخر؛ ولا تعرفين غير هذين مجالا...
لا جرم أن لكل من الطرفين تبريره؛ وعلى كل من الجانبين مناديه؛ فإن آذى أسماعنا صوت الألم؛ فما جواب الصدى إلا ترنيمة الأمل..
ولإن أنحل أجسامنا موج الألم؛ فما الزبد ينشره إلا مبشرات الأمل..
ويحجب غيم الهوان عنا شعاع الفرج؛ فما يعقبه إلا غيث النصر المبين..
وفي كل صورةٍ من صور الحياة؛ مهما تعمقت المأساة وتجذر الألم؛ فإنك لو تأملت لرأيت جانباً آخر من نور؛ يكشف عنه الزمان؛ مهما استطلناه...
فما لي أرى الفئام من قومي نهجوا نهج النائحات؛ استعذبت آذانهم أنات الشجن؛ واستحلت أفواههم طعم الدموع؛ واستسهلت حلوقهم نبرات البؤس تقرع بها ضمائر الجموع..
ترى أحدهم على المنبر تمثال أسى؛ ووجهٌ جعده الضنى؛ غاية قوله أن يرى دموع مستمعيه هاطلة؛ ونفوسهم خاشعة خاضعة؛ لوحةٌ تشكيلية؛ تبرز فيها ألوان الكربات والخطوب..
وعلى النقيض،، تبرز لوحةٌ من الأحلام البهيجة، والأماني السعيدة، تتماوج فيها الوان التفاؤل صارخة..
يقف خطيبهم فيشدو باليوم القادم؛ ويردد أغنية النصر الحاسم، دنيا الإسلام عندهم في سلام، وما تشهده الآن إلا سحابة صيف، يكفي أن نعلم أنها كذلك حتى نرى انقشاعها..
غاية أمانيهم التغني بالمعجزات؛ والضرب على أوتار الكرامات، فالأمة لن تعدم صلاحاً آخر، والإسلام واصلٌ لكل بيت حجرٍ أو مدر، فما البكاء على بيضته إلا ضعف يقين؛ وانعدام إيمان..
وبين هذا وذاك تمضي ارتالك أمتي، وتنطلق الجموع ماسكة بأحد الزمامين، فلا البكاء أجدى، ولا انتظار المعجزات أعطى..
تسالون أي السبيلين أهدى؛ وأي النجدين تريدنا نسلكه؛ فأقول:
أمتي يا شمعة الكون؛ أيتها البسمة الساطعة تحت منهل الدموع؛ كنت ما كنت فدالت الأيام؛ فما يجدي على الماضي البكاء؛ كما لا يجدي عبور نهر النصر إلى ضفة النعيم ولما ننصب جسر العمل بعد..
بين املك وألمك أمتي خيط دقيق، وشعرةٌ كشعرة معاوية، إن مال ميزان الجذب لأحد الطرفين، قطعت صلتك بالآخر فسرت على غير هدى..
فإن كان المقطوع هو سبيل الأمل، فبئس المتخبط في دروب ظلامٍ بلا شمعة نور، وهل يدرك مقصد سفره من أدلج بلا دليل؟!..
ستظل بلا أملٍ كمن ينتظر إطلالة نهاره فلما بزغت شمسه واراها ثوب الكسوف، وكيف تبلغ الغاية والمحجة ودونهما نفسك المظلمة بالقنوط؟ تسربلت بأثواب الدموع؛ وتلفعت بمزق البؤس والضنى؛ فأنا لنور النصر أن يبلغ عينيك؛ وتغريد الفوز أن يداعب أذنيك؟!...
أن تعيش لقصص المآسي تغنيها؛ ودماء الضحايا تجففها؛ ملقياً نظرك لما بين قدميك من ضنك؛ تدور بك ساقية الآهات؛ فتظل تراوح في ذات المسير؛لا شوطاً قطعت ولا ألماً أزلت..
أن تحيا لدنيا الظلام المعتم؛ لا تسمح للمنظار القاتم أن يزايل ناظريك؛ فلن تجني إلا مزيد عذاب، ولا أراك إلا كمتسلق جبل جليد، كلما أنشب يديه فيه؛ تفتت فعاد لما كان فيه...
أما أنت يا قاطع شعرة الألم، فرثائي لك أن تسير بالدرب ولا لك فيه من تجاربك معين..
ستظل ماضياً بقوة ما يريك خيالك؛ وستنطلق غافلاً عن ماضٍ عطرته بالدموع أجيال وأجيال؛ حتى إذا ما ظننت أنك قاب قوسين أو أدنى من النصر المرجى؛ هبت رياح الحقيقة المرة فأعادتك للوراء؛ وما أسهل أن تقتلع شجرةً لم تضرب في معتم الأرض جذورها..
إنك أخا الإسلام لا تنصر إسلامك بالتبشير بصلاح، ما لم تكن قوةً تعمل كأنما لتهيئ من نفسك لنا صلاح..
أن تكتفي بسرد أحاديث المبشرات، وتلاوة الآيات الواعدات، ثم تنام على أريكة الأحلام، فما والله صنعت لنفسك خيرا، ولا لأمتك في التاريخ عملا..
تُـخلل حديث أمانيك بالمعجزات، وتكلله بقصص الكرامات، متغافلاً عن واقع الأسى والملمات، وما والله ننكر معجزةً ولا مكرمة، ولكن نريد تفعيلاً لـ "وقل اعملوا"
بين طوفان الألم وزوارق الأمل
كوني أمتي على قدرٍ مقدور، لا للإستسلام لضعفٍ ينخر بأجسادنا، ولا للتراخي عند أحلامٍ ترسمها أمانينا..
سيري أمتي بوسط الدرب؛ أمامك تتجلى شمس النصر القادم بإذن الله، إياك أن تركزي عليها بصرك فتعشيك عن رؤية ما يعيقك، بل القي نظرك لما بين قدميك، حتى إذا تكالبت عليك الهموم؛ وظننت بالله الظنونا؛ عندها ارفعي لشمسنا المؤملة نظرك؛ خذي منها زاداً للصعاب...
بين الألم والأمل
قدرنا أن نتلاعب بين ألفيهما؛ ونتزحلق على لاميهما؛ فتارةً تعصرنا ميم أولاهما؛ وتارةً تحضننا ميم أخراهما..
ومن قسوة الأولى نهب للتغيير ونتوق إليه؛ ومن حنان الثانية نستلهم التفاؤل ونتغنى به..
وتظل أمة الإسلام بخير؛؛ ما بقي فيها أقوامٌ يمازجون بين حرارة الدواء وحلاوة الشفاء..
أيها النابعون من رحم الألم إلى فضاء الأمل
بكم بعد الله علقنا الأماني
فاللهم استجب
تسيرين أمتي على أحد جانبي الطريق
فتنهشك أسواره؛ وتتعاورك أحجاره؛ وتجدين سيراً وأنت تحسبين ذاك تحفازاً؛ وسرعان ما تبدو الحقيقة؛ فإذا بك لاهثة على رصيف الأمم؛ تستجدين اللقمة كأنك لم تسيري ولو لخطوة..
بين هذا وذاك..
نبصرك أمتي على طرفي نقيض؛؛ فإما طرف العصا؛ أو طرفها الآخر؛ ولا تعرفين غير هذين مجالا...
لا جرم أن لكل من الطرفين تبريره؛ وعلى كل من الجانبين مناديه؛ فإن آذى أسماعنا صوت الألم؛ فما جواب الصدى إلا ترنيمة الأمل..
ولإن أنحل أجسامنا موج الألم؛ فما الزبد ينشره إلا مبشرات الأمل..
ويحجب غيم الهوان عنا شعاع الفرج؛ فما يعقبه إلا غيث النصر المبين..
وفي كل صورةٍ من صور الحياة؛ مهما تعمقت المأساة وتجذر الألم؛ فإنك لو تأملت لرأيت جانباً آخر من نور؛ يكشف عنه الزمان؛ مهما استطلناه...
فما لي أرى الفئام من قومي نهجوا نهج النائحات؛ استعذبت آذانهم أنات الشجن؛ واستحلت أفواههم طعم الدموع؛ واستسهلت حلوقهم نبرات البؤس تقرع بها ضمائر الجموع..
ترى أحدهم على المنبر تمثال أسى؛ ووجهٌ جعده الضنى؛ غاية قوله أن يرى دموع مستمعيه هاطلة؛ ونفوسهم خاشعة خاضعة؛ لوحةٌ تشكيلية؛ تبرز فيها ألوان الكربات والخطوب..
وعلى النقيض،، تبرز لوحةٌ من الأحلام البهيجة، والأماني السعيدة، تتماوج فيها الوان التفاؤل صارخة..
يقف خطيبهم فيشدو باليوم القادم؛ ويردد أغنية النصر الحاسم، دنيا الإسلام عندهم في سلام، وما تشهده الآن إلا سحابة صيف، يكفي أن نعلم أنها كذلك حتى نرى انقشاعها..
غاية أمانيهم التغني بالمعجزات؛ والضرب على أوتار الكرامات، فالأمة لن تعدم صلاحاً آخر، والإسلام واصلٌ لكل بيت حجرٍ أو مدر، فما البكاء على بيضته إلا ضعف يقين؛ وانعدام إيمان..
وبين هذا وذاك تمضي ارتالك أمتي، وتنطلق الجموع ماسكة بأحد الزمامين، فلا البكاء أجدى، ولا انتظار المعجزات أعطى..
تسالون أي السبيلين أهدى؛ وأي النجدين تريدنا نسلكه؛ فأقول:
أمتي يا شمعة الكون؛ أيتها البسمة الساطعة تحت منهل الدموع؛ كنت ما كنت فدالت الأيام؛ فما يجدي على الماضي البكاء؛ كما لا يجدي عبور نهر النصر إلى ضفة النعيم ولما ننصب جسر العمل بعد..
بين املك وألمك أمتي خيط دقيق، وشعرةٌ كشعرة معاوية، إن مال ميزان الجذب لأحد الطرفين، قطعت صلتك بالآخر فسرت على غير هدى..
فإن كان المقطوع هو سبيل الأمل، فبئس المتخبط في دروب ظلامٍ بلا شمعة نور، وهل يدرك مقصد سفره من أدلج بلا دليل؟!..
ستظل بلا أملٍ كمن ينتظر إطلالة نهاره فلما بزغت شمسه واراها ثوب الكسوف، وكيف تبلغ الغاية والمحجة ودونهما نفسك المظلمة بالقنوط؟ تسربلت بأثواب الدموع؛ وتلفعت بمزق البؤس والضنى؛ فأنا لنور النصر أن يبلغ عينيك؛ وتغريد الفوز أن يداعب أذنيك؟!...
أن تعيش لقصص المآسي تغنيها؛ ودماء الضحايا تجففها؛ ملقياً نظرك لما بين قدميك من ضنك؛ تدور بك ساقية الآهات؛ فتظل تراوح في ذات المسير؛لا شوطاً قطعت ولا ألماً أزلت..
أن تحيا لدنيا الظلام المعتم؛ لا تسمح للمنظار القاتم أن يزايل ناظريك؛ فلن تجني إلا مزيد عذاب، ولا أراك إلا كمتسلق جبل جليد، كلما أنشب يديه فيه؛ تفتت فعاد لما كان فيه...
أما أنت يا قاطع شعرة الألم، فرثائي لك أن تسير بالدرب ولا لك فيه من تجاربك معين..
ستظل ماضياً بقوة ما يريك خيالك؛ وستنطلق غافلاً عن ماضٍ عطرته بالدموع أجيال وأجيال؛ حتى إذا ما ظننت أنك قاب قوسين أو أدنى من النصر المرجى؛ هبت رياح الحقيقة المرة فأعادتك للوراء؛ وما أسهل أن تقتلع شجرةً لم تضرب في معتم الأرض جذورها..
إنك أخا الإسلام لا تنصر إسلامك بالتبشير بصلاح، ما لم تكن قوةً تعمل كأنما لتهيئ من نفسك لنا صلاح..
أن تكتفي بسرد أحاديث المبشرات، وتلاوة الآيات الواعدات، ثم تنام على أريكة الأحلام، فما والله صنعت لنفسك خيرا، ولا لأمتك في التاريخ عملا..
تُـخلل حديث أمانيك بالمعجزات، وتكلله بقصص الكرامات، متغافلاً عن واقع الأسى والملمات، وما والله ننكر معجزةً ولا مكرمة، ولكن نريد تفعيلاً لـ "وقل اعملوا"
بين طوفان الألم وزوارق الأمل
كوني أمتي على قدرٍ مقدور، لا للإستسلام لضعفٍ ينخر بأجسادنا، ولا للتراخي عند أحلامٍ ترسمها أمانينا..
سيري أمتي بوسط الدرب؛ أمامك تتجلى شمس النصر القادم بإذن الله، إياك أن تركزي عليها بصرك فتعشيك عن رؤية ما يعيقك، بل القي نظرك لما بين قدميك، حتى إذا تكالبت عليك الهموم؛ وظننت بالله الظنونا؛ عندها ارفعي لشمسنا المؤملة نظرك؛ خذي منها زاداً للصعاب...
بين الألم والأمل
قدرنا أن نتلاعب بين ألفيهما؛ ونتزحلق على لاميهما؛ فتارةً تعصرنا ميم أولاهما؛ وتارةً تحضننا ميم أخراهما..
ومن قسوة الأولى نهب للتغيير ونتوق إليه؛ ومن حنان الثانية نستلهم التفاؤل ونتغنى به..
وتظل أمة الإسلام بخير؛؛ ما بقي فيها أقوامٌ يمازجون بين حرارة الدواء وحلاوة الشفاء..
أيها النابعون من رحم الألم إلى فضاء الأمل
بكم بعد الله علقنا الأماني
فاللهم استجب
تعليق