أواه ياعراق
من أين لي أن ألتقي
كوجهك الجميل
كنبضك الأصيل
في العروق ؟!
من أين لي أن أستقي
كنبعك الدفاق
كمائك الرقراق
من نهرك الرقيق ؟!
من أين لي أن أرتقي
لقمة الجبلْ
بهمة البطلْ
من دونما رفيق ؟!
من أين يا عراق ؟
دخلت من بوابة الزمن
لكي أرى جذورك الأصيلة
ممتدة في رحلة طويلة
تكاد تسبق العصور
في فترة العبور
نظرت في ملامح التاريخ
وجدته يضِجُّ بالصورْ
يفيض بالعبرْ
بدت أمامي صورة الحجاج
مكسورة الزجاج
وصورة المأمون والأمينْ
ثم اختفت في غمرة السنينْ
فجلجلتْ على مسامعي
قعقعة الجيوش والدمار
من هجمة التتار
عليك يا عراق
واختلط البياض بالسواد
واضطرم الشرار في الرماد
على ربى بغداد
أواه يا عراق
تغيَّرت ملامح الزمان
وأنت يا عراق لم تزل
تعالج الدمار
والذل والهوان
أواه يا عراق
اختلفت معالم الأيام
تبدَّلت خريطة الأعوام
وأنت لم تزل تصارع
الإجرام
أواه يا عراق
يا واحة الأمان
في زمن الرشيد
في عهده البعيد
أواه يا عراق
جرح من القِدمْ
مازال في اتساع
يثيره الألم
في زمن الصراع
وعاد الاحتلال
في غمرة الضلال
بوجهه القبيح
وخبثه الصريح
لينشر الفساد .. ويقتل العباد
وقاوم الأبطال
جيوش الاحتلال
فكبَّر الفرات
هذا يوم الممات
للمعتدي الغريب
وموجة التغريب
ومعول التخريب
فأصبح العراق
مقبرةَ الأشرار
واليوم مرَّ عام
منذ أتى الإجرام
وافتُضحت مزاعم الأعداء
بأن الجيش جاء .. لينشر الأمان
وإنما أتى .. ليقذف العراق .. في وهج الحريق
شعر
صالح سعيد الهنيدي
الباحة
تعليق