هل رأيتم أبطالاً يفوزون ولا يدركون أنهم فائزون؟!..
أبٌ وابنه؛ قد غطي رأس الأول بكيسٍ أسود؛ وهو يضم ابنه لحجره؛ ويفترشان رمال الصحراء..
هذا مضمون صورة ملتقطة من أحد المعتقلات الأمريكية بالعراق
فاز ذلكم المصور بالجائزة العالمية لأفضل صورة
وليس عندي أنا للأبطال الذين تضمهم هذه الصورة سوى هذه القصيدة
أحدٌ أحد
فردٌ صمد
لن نستكين لغيره
مهما تجبر واستبد
أحدٌ أحد
بطحاء مكة ردديها
فالأعادي تحتشد
صكي بها أسماعهم
هزي بها أعماقهم
وليعلم الباغون أنّا..
ثائرون.. إلى الأبد
ورصيدهم من عمرهم
بحساب أرضي
قد نفد
أحدٌ أحد
نادى بها المأسور..
فانقشع الكمد
وأحالت الرمضاء؛؛
روضاًً يمتهد
أحدٌ.. وينتفض العدو
ومن حروفك يرتعد
أحدٌ.. وتوقظ من رقد
تعدو المدى
تمضي لمن يصغي إلى
صوت الهوى
وهمومه من يومه
ليلى وأيام الجوى
ومراتعٌ للحب كانت
في صبابات الفتى
.
.
.
يا أمتي.. آلامنا..
تهمي ولا يبدو أحد
أفنحن شعبٌ منفرد؟!
أم أن أعينكم
تغشاها الرمد؟!..
يا أمتي...
إن لم يكن بالقرب وصلٌ
أين وصل الدين؟..
والدين الوتد.
هذي جموع الكفر
تسرح في البلد
وأظل أستجدي المدد
مددٌ.. وأمة أحمدٍ
عَددٌ يهيم بلا عُدد
زبدٌ.. ولا يغني الزبد
ومع الهجير...
ولفح شمسٍ تتقد
صرخ الولد..
أبتاه أين الماء
بل أين اللبن؟
والظل في جنح الفنن
من هؤلاء أبي..
أتت بهم السفن
سرقوا الأراضي والمدن
هدموا على أهلي السقوف
وسربلونا بالحزن
أبتاه أنهكني الوهن
النار تنهشني ولا..
أمٌ هنالك تحتضن
مهلاً بُني...
أثرت في قلبي الشجن
أنا من يضمك
إن تغشتك الفتن
اصبر بني ولا تهن
اصبر فأنت رجاؤنا
في ليل ظلمٍ ملتبد
وبك الأماني علقت
قد هيأتك ليوم غد
أبني فانهض واستعد
فلتنتظر... لا تبتعد
أبني....
وارتحل الولد!!..
يا أمتاه....
ورد الصبي إلى الحتوف
شمسٌ تغشاها الكسوف
وعلى ترانيم الوصية
والأماني إذ تطوف
مات الصغير..
فكف إيقاع الدفوف
وتناثرت..
أجداث قومي بالألوف
.
.
.
أحدٌ أحد
قم يا بلال مؤذناً
فلعل توقظ من هجد
أما وقد...
صمت الأذان بمسجدي
وتوغلت فيه..
خيول المعتدي
فإلى الهي التجي..
فهو السند
وهو المعين لأمتي
إن غالها؛؛ ليل الكمد.
* * * *
تعليق