في الواحد والعشرين من شهر رجب من العام الرابع والعشرون بعد الألف والأربعمائه وفي منتصف ليلة الخميس كانت وجهتنا إلى الدره بعد أن قُمنا بتغيير المكان المُتفق عليه مُسبقاً لعدم جدواه من الناحيه الإستجمامية إذ كان وليد اللحظة توجهنا إلى درة العروس كبؤره من أصقاع الأرض ذات الطابع الخاص.. بعد أن إجتمعت آراءنا التسعه على رأي واحد وهو التغيير.
وعندما وصلنا إليها وجدنا العجب العُجاب من روعة التصميم في مبانيها وجمال تخطيط شوارعها الوارفة الظلال .. ومما زادها في الحُسن بحيراتها وكأنك بين سمائين زرقاويتين فسطح ماء البحيره يأخذ جنس ونوع السماء لوناً وشكلاً.
فأمام كل مجموعة من الوحدات السكنيه بحيرتها الرقراقه كفرع من أصل البحر الأُ جاج ليسبح من يهوى العوم في مياهها .. وخاصةً وقت سويعات الأصيل لترسم أشعة الشمس الذهبيه أحسن وأجود منظر فسبحان الله الذي أبدع كل ذلك الحسن والجمال ...
وكانت قرية الأحلام مقر سكننا وعيشتنا .. إذ كان يغمرنا السرور والغبطه مبتهجين بروعة ذلك المكان ..ففيها بنينا عدداً من الأحلام منها عزمنا على إستئجار شقه في القريه الحالمه تكون مقراً لنا في في الإيجازات المختلفه على مدار السنه بشرط أن تتفق مع إمكانياتنا الماليه والمعنويه وقبل كل ذلك أصولنا الدينيه ولو أنني أستبعد ذلك التوافق...!!!
وبعد تناول طعام عشاء اليوم الأول أتجهنا إلى مايُسمى بالمرسى وهناك كانت المفاجئه !!!!
أُناس يغدون ويروحون بلا هدف وكأنهم في تواهان مستمر ووجدنا زُمرة من المتسكعين والمتسكعات يلبسون الغريب من اللبس حتى يُخيل لك أنك في مقاطعة من مقاطعات الزنوج في أم الدواهي أمريكا ومن في حكمها.. والأفضع من ذلك أن جلابيبهم من القمصان والبناطيل الغريبة الشكل والهيئه الخارجة جملةً وتفصيلاً عن أصولنا التاريخيه .. فهم أقرب إلى العُراه منهم إلى اللا بسون ...
والأدهى والأمر من ذلك كله تك الموسيقى الصاخبه المصحوبه بقرع الطبول والتي إن لم اُبالغ تذكرني بصوت الرعد والذي أعتقد أنهم أنتهجوا ذلك الصخب لزمجرت موسيقاهم من الرعد وبرق الأنوار الخاطفه من لمعان البرق..
إجتمعنا في مقهى على قارعة طريق المرسى وبدأنا نتبرأ ونتنصل من هذه المناظر الشنيعه .. وألسنتنا تلهج بالدعاء إلى الله بأن يسترنا ويحفظنا من الزلل فكراً ومنهجاً في حياتنا الفانيه ..
وغادرنا ذلك المكان الذي يصفونه بالحالم .. ونحن نجحد وننكر ممارسات أؤلائك في ذلك المكان الذي تنصلنا منه ... وعدنا إلى مقرنا في السكن كمعقل وملجاء اً يعصمنا بعد إرادة الله من تلك المشاهد.. فتمتعنا بمقرنا في محل مأوانا بعيداً عن المنكرات ..
وعلى شواطيء بحيرة منزلنا تلك التي أقل ما توصف بالغاية في الجمال .. تبادلنا أحلى وأغدق الكلام الذي دار حول السفر والتجوال لكشف مكامن روائع البهاء..
فحمدنا الله أننا استبدلنا وغيرنا ذلك المنكر بأضعف الأيمان (قلوبنا ) مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان)..
وإلى صاحب الدره نقول :لقد سننت سُنة من أسوأ السُنن فعليك وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم الدين.
فعروسك الدره هي دار مرور إلى دار القرار فأتق الله من عذاب يوم البعث والنشور..
وأسال الله أن نكون ممن يسنون السنن الحسنه ليكتب لنا أجرها وأجر من عمل بها إلىذلك اليوم الذي لاينفع فيه لامالٌ ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..
تعليق