Unconfigured Ad Widget

Collapse

وصايا الحُلماء

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو أحمد
    عضو مميز
    • Sep 2002
    • 1770

    وصايا الحُلماء

    وصايا الحُلماء
    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ( ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك وأن تنادي الناس في عبادة الله فإذا أحسنت حمدت الله وإذا أسأت استغفرت الله ).
    يعقب الفالوجي على ذلك فيقول: انتبه يا أخي فالمال والولد إنما هما زينه الحياة الدنيا ولكن الله حذرنا منهما بقوله تعالى: (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم )) أي الإقبال عليه والتفرغ لعبادته خير لكم من اشتغالكم بهم والجمع لهم والشفقة المفرطة عليهم ولهذا (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا )) وهذا تفضيل صريح للباقيات الصالحات. لهذا يا أخي نوصي أن تكون صاحب حلم فالحلم مهدمة للغضب ونصر لراحة البدن.
    فلماذا لاتكن حليما تدعو الناس إلى تعلم الدين والعمل بمبادئه وقيمه فتصبح عالما ؟ ولنتذكر مقاله عبد الله بن عمرو بن العاص: ( من سأل عما ليدري فقال لا أدري فقد أحرز نصف العلم. هذا خير دليل أنه لا يحق لأحد أن ينتحل العلم فالله عز وجل يقول: (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )). وقال عز وجل أيضا: ((وفوق كل ذي علم عليم )) وبهذا العلم تصبح حامدا لله اعترافا بفضله عليك تقوم بحمده عند كل نعمة كثير الاستغفار لان الاساءه من الإنسان ومن الشيطان ومن يستغفر الله يكن الله معه.
    عن الحسن أنه قال: ( المؤمن حليم لايجهل وإن جهل عليه حليم لا يظلم وإن ظلم غفر لا يقطع وإن قطع وصل لا يبخل وإن بخل عليه صبر ).
    فيا أخي المؤمن أنت مخلوق حليم بطبعك والله هو الهادي إلى السبيل والمهتدي لا يجهل ولا يغضب وإذا اغتظته لا يقطعك بل يصل الرحم ويصل الأقارب ويصل الجيران وكل ذلك فيه الثواب الجزيل عند الجليل المؤمن صابر وإن أحدا من الناس بخل عليه بشيء ولو كان أقرب الناس إليه صلة لا يفعل كما يفعل أهل الجهل فيغضب ويعتزل من يبخل عليه بل يعمل على إصلاحه.
    وقال: عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد عن عمر مولى عفرة قال: ( المتذلل للحق أقرب إلى العز ومن المعتز بالباطل ومن يبغ عزا بغير حق يجزه الله الذل جزاء بغير ظلم ).
    أين نجن من أبناء السلف ؟ فهذا التعبير يذكرني بما قاله أحد أبناءهم معبرا عن وقوفه إلى جانب الحق وحتمية رد المظالم إلى أصاحبها فقد قال: لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل.
    أما المقرب للباطل فهو كالذي يسعى للوصول إلى الجاه عن طريق الرشوة والمداهنة وغير ذلك فهذا يريد أن يصل إلى العز من غير طريقه الصحيح. فحتما ستكون نهايته أليمة وعاقبته وخيمة فهذا النوع من البشر يصدق فيهم قول الله تعالى: (( وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون )).
    آخر تعديل تم من قبل أبو أحمد; 16-09-2004, 07:41 PM.
Working...