ابتسم ياقلب




يا جمال الكون كم تشفي بقلبي من جروح
وتجلي من مآسٍ وتداوي من قروح
يا جمال الكون ان اشرقت فالقلب جموح
للأغاني.. للأماني.. لأزاهير السفوح

* * *
رفرف الطير على الدوح وغنى للأنام
فأمال الغصن إعجاباً؛ وتيهاً؛ وهيام
وانثنى للجدول الرقراق يشدو بالغرام
فازدهت تلك المغاني؛ وعلت روح السلام

* * *
وبدا سرب الغواني لاهياً شادٍ طروب
ساكباً عطر الأماني؛ راسماً درباً قشيب
ذاهلاً في سكرة الأحلام والعيش الرطيب
عنك يا عيني غريبٍ ضمه شوقٌ مذيب

* * *
إملأي الوادي أريجاً يا زهور الياسمين
ان ذا الكون يهنيك ولكن لايبين
بعد أن ضمتك أروى بشمالٍ ويمين
نضدت تاجاً تجلى وازدهى فوق الجبين

* * *
أيها السائر في درب المآسي والصرود
مبحراً في لجة الأحزان جافاه الهجود
أنت ما دمت على الأرض طليقاً من قيود
في نعيمٍ يتجلى بين أفراح الوجود

* * *
هل ترى تبر الروابي في سويعات الأصيل
وتصيخ السمع للطير تغنى بالرحيل
يحضن الأنسام؛ يلثمها.. ويهوي كالقتيل
ينتظر إشراق فجرٍ، بعد ليلٍ مستطيل

* * *
هاهو الليل احتوانا.. همدت فيه الحياه
وارتدى العالم ثوباً قاتماً غطى رباه
كل شيء أيها البائس يمضي لفناه
ان تمطى ليلنا فالفجر آتٍ في ثراه

* * *
قلبي المغبون إن ضقت بأعباء الدهور
فأذبها يافؤادي؛؛ في تراتيل الطيور
في الروابي؛؛ وعلى الموج؛؛ وفي عبق الزهور
إنه الكون حبوراً؛؛ إن وهبناه الحبور