Unconfigured Ad Widget

Collapse

الحرية الشخصية

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو غازي
    عضو مميز
    • Jan 2003
    • 2040

    الحرية الشخصية

    عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا أستقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذوهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعاً )). رواه البخاري

    مثل في منتهى الجمال والروعة ، يضربه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه لأولئك الذين أخطأوا الطريق ، وضلوا الجادة ، وتنكبوا عن سبيل الهدى ، ففهموا الحرية فهماً خاطئاً ،وساروا في هذه الحياة حسب أهوائهم وشهواتهم .. ومثل آخر لأولئك الذين رأوا المنكر فسكتوا عنه ، وأغمضوا أعينهم عما يدور حولهم من آثام وموبقات ، كأن الأمر لايعنيهم ، وظنوا في أنفسهم الصلاح والفلاح.

    إنه مثل رائع من روائع الحكم النبوية ، التي ضربها الرسول الكريم ، معلم الإنسانية ومهذب البشرية ، الذي دانت له الفصاحة والبلاغة ، وأعطي جوامع الكلم ،فكان له منها النصيب الأوفر ، فصلوات ربي وسلامه عليه.
    مثل في غاية الروعة يصور فيه الرسول الكريم (المجتمع البشري ) بمافيه من أخيار وأشرار ، ومتقين وفجار ، وبركاب سفينة في بحر خضم متلاطم الأمواج ، هذه السفينة تسير وسط البحر ، تشق طريقها بين الأمواج والأعاصير ، وقد انقسم الركاب فيها إلى قسمين : قسم في أعلى السفينة ، يتمتعون بجمال الكون ، وروعة الطبيعة ، ونضارة الحياة ، وقد تأمنت لهم كل أسباب الرفاهية والراحة وقسم في أسفل السفينة ، لايرون مناظر الطبيعة ،ولا يتمتعون بجمالها الخلاب ، ولا ينعمون بما ينعم به أخوانهم في الطبقة العليا ، حتى الماء فقد كانوا يجلبونه من الأعلى .. وهنا خطر لهم خاطرة: وهي أن يثقبوا أسفل السفينة ويستخرجوا من البحر الماء ، حتى لايتعبوا أنفسهم في حمل الماء ، ولا يزعجوا جيرانهم ، فبدأوا بما عزموا عليه وقرروا ثقب السفينة فاستخرجوا المعاول والفؤوس ، وراحوا يضربون بها السفينة لاستخراج الماء.. وسمع الذين في الطبقة العليا أصوات السفينة وهي تخرق ، فهرعوا نحوهم ووقفوا في وجههم يريدون منعهم بالكلمة الصادقة والحوار البناء والحكمة الدامغة ولكن أولئك المخالفين استاءوا من تدخل أخوانهم وقالوا لهم : هذا مكاننا نصنع مانشاء لأننا (أحرار ) وهل تمنعون الناس من استعمال حرياتهم ؟ فإن تركوهم على إرادتهم وصنيعهم هلك ركاب السفينة جميعاً ، وإن منعوهم وأخذوا على أيديهم نجوا جميعاً ، وهكذا نحن حالنا في هذه الحياة ، نعيش فوق سطح هذا الكوكب الأرضي (كركاب السفينة) فينا البر والفاجر والصالح والطالح والوسط والغالي والمفرط فإن تركنا أهل الشر والفساد يسرحون ويمرحون ، ويفعلون مايحلوا لهم وما يشاءون ، دون أن نوجه لهم النصح ، أو نمنعهم عن اقتراف الموبقات والآثام هلكنا جميعاً ، فكان في ذلك نجاتنا ونجاتهم وحياتنا وحياتهم استجابة لقول الله ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الآثم والعدوان)ولقولة تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) أي ردوا الحكم في ذلك إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في اتباع الحق والتلاقي على الخير والتحذير من الشر ، وهذا هو طريق أهل الهدى والإيمان وأما الحرية الشخصية المطلقة فليست لأهل الإسلام والإيمان أهل التقوى والإحسان بل حرية مقيدة بضوابط الشرع تراعي حدوده وتأتمر بأمره وتنتهي عند نهيه. فياله من مثل رائع وتوجيه حكيم ، نبهنا إليه رسول الهدى والرحمة ونبي العلم والعرفان وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

    المرجع / كتاب من كنوز السنة
    لمؤلفه / محمد بن علي الصابوني
    abu_ghazei@zahrani.com.sa
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    #2
    أخي الكريم : أبوغازي

    الفهم الخاطىء للحرية داء عضال تعاني منه الأمم والمجتمعات والأسر ، ورسولنا عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، فمنا من زاغ ( في موضوع الحرية ) وظن أنها بلا حدود ، ظن أن من حقه أن يفعل ويقول ما يشاء في أي وقت ومكان شاء ، وهذه لعمري همجية تترفع عنها حتى البهائم .
    وهنا يأتي دور الأسوياء بالأخذ بأيدي هؤلاء الذين لن يتسببوا بأفعالهم وأقوالهم في هلاك أنفسهم فحسب ، بل ستكون وبالاً على من يحيط بهم ويعيش معهم .
    في بلادنا حماها الله تقام شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن هل المسئولية هي مسئولية جهاز الهيئة أو رجال الحسبة ؟
    بالتأكيد ...لا ... المسئولية مسئولية الجميع ، فعلى كل منا أن يكون عيناً يقظة ولسنًا ناصحًا صادقًا حكيمًا، وفق ما وجهنا به رب العزة والجلال : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ...الآية

    لك الشكر أخي أباغازي على حسن اختيارك وجزاك الله خيرًا .

    تعليق

    • رعــد الجنـــوب
      مشرف منتدى الشعر النبطي
      • Aug 2004
      • 4075

      #3
      الاخ العزيز ابو غازي
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      عزيزي اشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع القيم
      ونعم ليس للإنسان ان يرتكب الأخطأ على الناس ويدعي ذلك من باب الحريه
      فهناك حريه شخصيه ولكن ليس للحريات التعدي على الغير بدون وجه حق
      فشكرا لك على هذا الإيضاح وفقك الله وتقبل مني اطيب التحايا

      تعليق

      • أبو غازي
        عضو مميز
        • Jan 2003
        • 2040

        #4
        أخي الكريم أبو ماجد


        أشكرك جزيل الشكر على مداخلتك الرائعة وإضافتك الجميلة.


        تقبل تحياتي
        abu_ghazei@zahrani.com.sa

        تعليق

        • أبو غازي
          عضو مميز
          • Jan 2003
          • 2040

          #5
          أخي العزيز رعــد الجنـــوب


          أشكرك جزيل الشكر على مرورك الرائع وتعليقك الجميل.


          تقبل تحياتي
          abu_ghazei@zahrani.com.sa

          تعليق

          • ابو نهار
            عضو مشارك
            • Aug 2004
            • 110

            #6
            أخي الكريم : أبوغازي


            أقف في كثير من الآحيان خلف النوافذ الزجاجية المحيطه بمنزلنا وأشعر
            بحديث خفي يدور بين نافذتي ونوافذ المنازل المجاورة..

            ويبدأ عقلي بالتساؤل
            كم من الحكايات خلف هذه النوافذ؟
            كم من الأحزان يختبئ داخل كل بيت من هؤلاء؟
            كم دمعة فرح أو حزن تسقط في هذه اللحظه؟
            أفكر، في الناس وحكايا الناس، همومهم، والأحداث التي تمر عليهم، أو يمرون عليها،

            أتأمل البيوت المغلقة على أسرارها، واقول، يا ألله ما أكثرها
            يا الله ما أكثر هموم البشر

            خلف الابواب المقفله حكايات وحكايات ولكن ستر الله حاميها
            [align=center]

            [/align]

            [align=center]الصدق عز حتى ولو كان فيه ماتكره ، والكذب ذل حتى ولو كان فيه ماتحب
            [/align]

            تعليق

            Working...