قصة وقصيدة قبل 300 سنة
قبيلة زعب :
من القبائل الكبيرة التي تنتشر في شبه الجزيرة العربية و في العراق والأردن وسوريا ولبنان وتركيا ومنهم البادية ومنهم الحاضرة وهم حكام الرمثا في الأردن من قبل الهاشميين منذ زمن قديم ويسمونهم في المملكة العربية السعودية بزعب وفي سوريا والأردن - الزعبية .
قصة أمير زعب مع الشريف وقصة بنت بن غافل الزعبية
كان الشريف حاكم مكة في الزمن الماضي قد حمى حدوده فنزلت زعب على الحدود وجاء رجال الشريف حسين لتبعدهم عن الحمى فرأوا مع زعب إبلاً غريبة في ضخامتها وأشكالها ورأوا حليبها يتساقط على العشب فأخبروا الشريف بذلك فبعثهم يطلبها فذكرت زعب أنها ملك لجارهم بن صبخي من حرب فأرسل الشريف إلى الأمير ناصر بن سحوب أمير زعب يقول له أنه يريد الإبل ويعطي بن صبخي عن الناقة ناقتين فرفض بن صبخي ثم أعطاه عن الناقة أربع فامتنع أيضاً وأحضر بن سحوب جاره بن صبخي ليلحّ عليه بأن يبيعها على الشريف طالما أن الشريف يرغب ويلحّ في طلبها فأجابه بن صبخي قائلاً لا تجود بها نفسي لأحدٍ إلا رغماً عني فقالت له زعب لا تُرغم وأنت جارنا وفينا رجلٌ حيّ . ثم أرسلت زعب للشريف تقول أن صاحبها أبى عليها ولو أنها لزعب لأرسلوها له ولكنها لجارهم وجارهم دونه رجال زعب.
وبعد مفاوضات كثيرة رأى ناصر بن سحوب أن يذهب للشريف للتفاوض معه وإقناعه فأشار عليه قومه بأن الشريف سيحبسه فأصرّ على الذهاب رغم ذلك فلم يستطع بن سحوب إقناع الشريف فحبسه وقال للقوم الذين جاءوا معه إذهبوا ولا ترجعوا إلاّ بعد عام وأن رجعتم قبله قتلت صاحبكم . وكان مكرما في حبسه عند الشريف وبعد مضي عام حضروا فقال لهم الشريف أريد الإبل وإلا قتلت بن سحوب فقالوا له لو قتلته وزعب كلها لن تأتي الإبل .فقال إذن أريد تسعين فرساً صفراء بدلاً عن الإبل التسعين وبقى الأمير ناصر عند الشريف ثم حضرت الخيل وعليها رجالها مدججين بالسلاح ثم سلموها له ومعها تكملة العدد حصان مهوّس. إسم الحصان شعيطان وصفوه لسرعته فهو يلحق ولا تلحقه الخيل وكان أغلى على مهوس من روحه وقد أكرم الشريف زعب وكساهم ثم رد الخيل وقال لابد من مجيء الإبل .واغتاظ الأمير بن سحوب عند ذلك عندما رأى فشل الموضوع فقال للشريف سترجع الخيل ولكن إسمح لها بألا يكون لها عميل -أي يأخذون و يسبون كل من كان في طريقهم وهم راجعون - قال الشريف لها ما أمامها إلا بني حسين "أسرة الشريف"
ثم خرج بن سحوب من عند الشريف وقد ارتفع لباسه إلى مجذ الساق بسبب غضبه الشديد وكان لباسه يصل قبله إلى الكعبين ولاحظت ابنة الشريف ذلك فسألت أباها عمّا جرى فأخبرها. قالت سوف يكون أول ما يأخذهم في طريقه بنو عمك قال لماذا قالت لأني رأيت بن سحوب خرج ولباسه قد قصر بعدما كان تحت الكعبين.
وما هي إلا فترة حتى أتاهم الخبر بأن زعب سلبوا بني حسين . فأرسل الشريف عدة فرق رجعت مهزومة ولم يحارب في هذه الفرق بن سحوب لأن جماعته منعوه من الاشتراك خوفاً عليه من مكيدة . ثم رأى الشريف أن يقود جيشاً جراراً بنفسه على بني زعب وقد كان الشريف رجل حرب لا يستهان به
والتقوا في "ركْبـَه" ونزل كل فريق أمام الآخر وظلت السرايا والفرق تتطاحن ثلاثة شهور وسئِم الشريف من ذلك فأخذ بنفسه العلم واستعد الجيش واستعدت زعب فأطلقت أميرها من إساره وأعطوه سلاحه وكان بن سحوب من جبابرة الحروب وصاح الشيخ بن غافل وقد بلغ من الكبر عتيا قائلاً أعطوني سلاحي وفرسي وارفعوا جفوني عن عيوني فكان ذلك وصاح فيهم بن سحوب قائلاً يازعب دون جاركم أرخصوا أرواحكم وودع بن غافل بناته والتقى الجيشان قبل الظهر وما أنحت الشمس على الغروب حتى مالت كفة زعب وانهزم جيش الشريف وانتهت بذلك الحرب بموت بن غافل بعدما مات ثمانين فارس من زعب وجُرح بن سحوب بضربةٍ في موق عينه إلا أنه سلم منها وتفقدت زعب قتلاها فما فقدوا إلا بنت ابن غافل فقد هرب بها بعيرها مع كثرة الزحام ولم تشعر إلا وهي في مكان لا تعرفه فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين ونزل الوادي أحد الغزاة من العرب للاستراحة فرآها أميرهم مسعر بن قويد ابن شيخ الدواسر ولم يرها الباقون . فأمر بالرحيل ورجع هو وقال انزلي قالت ما أنزل حتى تعطيني عهوداً ومواثيق بألا تدنس شرفي فأعطاها ثم نزلت فأردفها على بعيره وذهب بها وسألها من أنتِ فقالت "هتيمية ضائعة" .
وبقيت عندهم مدة فرآها بعد ذلك فبهره جمالها فقال الأمير لوالده أريد أن أتزوجها فأنكر عليه ذلك وقال ليست من طبقتك ثم قالت أمه سأقطع الثدي الذي أرضعك فأصر على الزواج بها فتزوجها.
ولما تزوجها الأمير مسعر وضع قومه بيته خلف البيوت كناية عن إهانته في أخذه هذه البنت وولد له سباّع وترعرع فاستغرب القوم تصرفاته مع أولاد عمه فكانوا إذا ذبحوا الجزور أعطوه الرئة فيرميها ثم ينقضُّ على قلب الجزور ويأخذه غصباً من أيدي أولاد عمه وكبر سباع فذهب يومًا مع أولاد عمه فمرّوا بمكان حرب زعب وهو لا يعلم به فرأى أحذية الخيول مرميّة ورأى قدور كبيرة فوصف لأمه كل ذلك وهي بين النساء فَجَرَتْ دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وقد كان حكيماً وكان زوجها مسعر غازياً في ذلك الوقت فعمد الأب إلى حيلة وملأ كيسا من البر وقال لها اطحنيه لنا الليلة إننا نريد أن نغزوا وكان قصده أن تهيج الرحىَ ما بها ثم اختبأ قريباً منها فظلت طول الليل تطحن وتُنشد قصيدة طويلة لم يتم العثور إلا على بعض أبياتها
وللمعلومية فإنه قد انحدر من هذه المرأة قوم كثر , ويقال لهم آل بو سباع من الدواسر.
نترككم مع الأبيات:
يهيضْني ياسـبّاع دارٍ ذكرتـهــــــــــــا
........................ولاعـاد منها إلا مواري حيودهــــا
سبّاع تبكي أمّك بعينٍ ودمـعَـــهَـا
.........................من عينها يحفي مذاري خدودهـا
ولكن وقود النارباقصىضميرها
......................هاضَ الغرام و بيّحَ الله ســـدُودهـا
ولكن حجر العــــين فـيـها ملـيـلـة
................... ولكـن ينهش مـوقها مع بـرودهـــا
دمـعٍ يـشــادي قــربــةٍ شُــوشليـّة
.................بـعيدٍ معشّــاها زعُــوجٍ قـعـودهــــا
زِعـبيـّـــةٍ ياعــمّ مــانـــي هَميــّـة
.....................ماني مـن اللـيّ هافياتٍ جدودهــا
أنامن زِعب وزعب إيلاَ أوْجَهوا
........................على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودهـا
أهـــل سربةٍ لادْبرَت كِنـّها مهجّرة
.......................وِنْ أقبلت كـنَّ الـجوازي وُرودهـا
لطاح طايحهم بشوفي ترايـعـــــوا
....................تقول فهـودٍ مـخـطيـاتٍ صيـودْهــــا
لصاح صياحٍ بالسّبيب تـِفازَعوا
...............عــزيِّ لـغمـرٍ ثـبَّرت بهْ بـلـودهــــــــا
لحقوا على مثل القطا يوم وردته
...............متغــانــمٍ عــــــينٍ قــــراحٍ بـــرودهــــــا
خـــيلٍ تغــذّى للبــلا و المعـارك
......................ترهِق صناديد العِدا في طرودهـــا
لا تلقحونَ الخيل يا زعب ياهلي
...................تـرى لـقـاحَ الخيــل يـردي جـهودهــــــــا
إن جَـتْ سمـاحَ الخدّ مايلـحـقـن
..........................ون جـت مع السّنْداء لزومٍ يكودهــــا
جــينـا الشّـريف بديرتـِه وإلتـقـانـا
................كـــلّ الـقـبايـل جامـــعٍ بــه جـنـودهـــــا
طَلَبْ علينا الخُورهجمت قصيرنا
..................مِــتـمَـوّلٍ يبـغـي حــنـازيب سـودهـــــــــا
يـَـامـَـا عـطـينـا دونـها من سبيـّه
...............................تسعين صفرا إحسابها ومعدودهــا
تمـامها شعيطان خيالة مهـوّس
.......................أصايـل صنـع النـّصـارى قيــودهـــــــا
اقـطـع قـبيـلةٍ ضفـها مـايـذرّى
......................تشــري جمــالٍ غـطـها في بـدودهـــــــا
قصيرنا في راس عيطاً طويلة
......................بـحجي ذراها من عواصيف نودها
عيـّوا عليـها لابِتي واحتمـُوهـا
....................بمـصـقــّلات مِــرهـِـفـــاتٍ حــدودهـــــا
حَرَبنا العدى والبنت نشوٍ بهاامها
...............واليـوم قـده مـنـوةِ العـــيــن عــودهـــــــا
تسعــين لـيـلـة والعرابا معقـّلة
..........................شمـخ الـذراء ومحـجـزاتٍ عضودهـــا
شقح البكار الليّ زهن الدباديب
.....................قامت تـضـالـِـع مــن مثـاني زنودهـــــا
خيلٍ تناحيهـاوتضرب بالقنا
.....................مثـل الـتهـامي يــوم أحـلى جرودهــــــا
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا
.....................بيضِ الترايـب نـاقضـات جعـودهـــــــا
على الحنايا ناقضاتِ الجدايل
.................سمـرِ الـذّوايـب كـاسـيـات نـهــودهــــــــا
وجـيهٍ تشـادي مـزنةٍ عقربيّة
....................أقـبـل مـطـرهـا يــوم حـنت رعـودهـــــا
منهن نهارَ الهوش تنخَى رجالها
.......................سـتر الـعـذارى مـاحضر مـن فهودهــــا
لباسةٍ بالهوش للدّرْع والطاّس
.................... وعلـــى سـروج الخيـــل كـودٍ سنـودهـــا
مِــن صـنــع داود عـليهم مشالح
................تجـيـبه رجـالٍ مِـــن غـنـايـم فـهـودهـــــــا
يا ماطعنوا من حربةٍ عولقيّة
.......................شلفـى تلـظـى يَشـرَب الـدّم عــودهـــــا
الليّ ايتموا في يوم تسعين مُهرة
...............مـامـنـهـن اللـيّ مـاتــلاوي عــمـودهـــــــــا
تسعين مع تسعين والفين فارس
......................تحـت صليـب الخــدّ تطـوى لحـودهـــــــا
تسعين منهن بين ابويه وعزوتي
...................وتسـعين عـنـانٍ واللــواحـي شـهودهـــــــا
قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة
.................لاعـــدّت الجـــودات يـنــعــدّ جـُـودهـــــــا
زِعــب هُم أهلَ المدح والمجدوالثنا
..................من الربـع الخـالي للـحجاز حدودهــــــــــا
إن أجْنبوا فالصّيد منهم تحوّز
.....................وضيحيـهـا ومن الـجوازي عنودهــــــــــا
وِن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل
..............ودارٍ يجــــونــه ضــدهــم مـــايــرودهـــــــا
لامِن نووا في ديرةٍ ياهَلونها
....................تــِـقـافــت الــظّـعـان عـجـلٍ شـدودهــــا
اركابهم يمّ العِدى مِتعبينها
..................بـيضَ الـمحـاقـب فـاتـرات لهــــودهـــــــا
يَامَاخذوا من ضدّهم مِن غنيمة
................ولا صــاوُغــــوه بـلـطـمـــةٍ مـايــعـــودهــا
بنمرٍ تشادي للجراد التهامي
....................مــاتــطـاوع الحـكـام مـــن عظـم زودهــا
أشوف بالحره ضعون تقللّت
....................وابـوي حـمـّـاي الـســـرايــا يــذودهـــا
شفي معه صقر تباريه عندل
........................مـرٍّ يـبـاريه و مــرٍّ يـقـــودهـــا
أنا فتاة الحي بنت بن غافل
......................كم مـِـن فــتاةٍ غـــرّ فـيها قعودهــا
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة
....................ما ودّك يـشـوفــه بـعـيـنـه حـسُودهــــــا
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه
.....................حـطـّيـت رفٍ فـي مِـثانــي فنودهــــــــا
وجوني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها
..................وشافـني عِـقـيـدَ القوم زيزوم قودهـــــــــا
قال انزلي يابنت وانتِ بوجهي
................ولا جــيـتـه إلاّ بـالـوثـــْق مـن عهُـودهــــــا
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن
.....................تسبّب علـينا مــن الأَعــادي قرودهـــــــا
بكونٍ شِديدٍ ماتمنّاه عارف
...................تـعـدّه عـيـالٍ عـادهـا فــي مـهـودهــــــا
ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضىلهم
.............ويــومٍ عـلـيـنـا مــن لـيـالي سـعـودهـــــــــا
ضوٍّ زمت للمال من غب سرية
.......................وضـوٍّ زمّت عـيدان الـــرطــىَ وقـودهــا
لكن قرون الصّيد باطراف بيتنا
......................هشيم الغضا يدنــي لحامــي وقودهــا
تسعين عيـنـا صـيدنا في عشيّة
...................وضـيـحـيـّة نجـــعــل دلانـا جـلـودهـــــا
قنّاصنا يـذهـب شـريقٍ وينثـني
........................ويجـيـب الجـوازي دامـياتٍ خـدودهـا
وروّايـنـا يـروح يـومٍ ويـنثـني
........................ويجيب القلاصي لاحقاتٍ حـدودها
ومـدّادنـا ياخذ حـديـد ويـنثـني
........................ويجــيـب الجـلادي ضـايمـاتٍ هـبودها
وغــزّايـنـا يغـزي حــديد وينثني
..................ويجـيـب الـعــرابــا حــافــلاتٍ ديـودهــا
لـنـا بـيـن حـَبـْـر وغْـرابـا مـنزلٍ
................لِهــن فـــي زيــن الــعـرابا قــعــودهــــا
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة
.......................وغـلّ الأعـادي لاجيٍ فــي كــبــودهـــا
لامن حجى معنا عليمٍ ولا ذرى
..................إلاّ شخـوص العـــين قـب نـقـــودهــــــــا
ِقليبنا غزيــرةَ الجــــمّ عيلـــم
.........................مــا ينشـدون صدورهامن ورودهــــا
طـــولـه ثمانٍ مــع ثمانٍ مــع أربــع
...................وسـطٍ مـــن الصـفرا وقبلـت نـفــودهــــا
أهل عقلةٍ بحدّ الحاذ من الغضى
................مادارهــا الــزرّاع يـبـذر مــــدودهـــــــا
ألـفــــين بـيـتٍ نــازلـين جـبـاهـــا
.................والـفــين بـيـتٍ بـالـمـظــامـي تـرودهــــا
تـخـالِـفـوا فـي يــوم تسعـين لحيـه
..............عـلشـان وقـفـت أجـنبي إبـنـفـودهــــــــــــا
دارٍ لِـنا مـاهيب دارٍ لـــغـيرنــا
.................مــاحدّها الـرّملـه ومــا ورد عـدودهـــــا
اسفه جدا على الاطاله
و تقبلوا تحياتي
قبيلة زعب :
من القبائل الكبيرة التي تنتشر في شبه الجزيرة العربية و في العراق والأردن وسوريا ولبنان وتركيا ومنهم البادية ومنهم الحاضرة وهم حكام الرمثا في الأردن من قبل الهاشميين منذ زمن قديم ويسمونهم في المملكة العربية السعودية بزعب وفي سوريا والأردن - الزعبية .
قصة أمير زعب مع الشريف وقصة بنت بن غافل الزعبية
كان الشريف حاكم مكة في الزمن الماضي قد حمى حدوده فنزلت زعب على الحدود وجاء رجال الشريف حسين لتبعدهم عن الحمى فرأوا مع زعب إبلاً غريبة في ضخامتها وأشكالها ورأوا حليبها يتساقط على العشب فأخبروا الشريف بذلك فبعثهم يطلبها فذكرت زعب أنها ملك لجارهم بن صبخي من حرب فأرسل الشريف إلى الأمير ناصر بن سحوب أمير زعب يقول له أنه يريد الإبل ويعطي بن صبخي عن الناقة ناقتين فرفض بن صبخي ثم أعطاه عن الناقة أربع فامتنع أيضاً وأحضر بن سحوب جاره بن صبخي ليلحّ عليه بأن يبيعها على الشريف طالما أن الشريف يرغب ويلحّ في طلبها فأجابه بن صبخي قائلاً لا تجود بها نفسي لأحدٍ إلا رغماً عني فقالت له زعب لا تُرغم وأنت جارنا وفينا رجلٌ حيّ . ثم أرسلت زعب للشريف تقول أن صاحبها أبى عليها ولو أنها لزعب لأرسلوها له ولكنها لجارهم وجارهم دونه رجال زعب.
وبعد مفاوضات كثيرة رأى ناصر بن سحوب أن يذهب للشريف للتفاوض معه وإقناعه فأشار عليه قومه بأن الشريف سيحبسه فأصرّ على الذهاب رغم ذلك فلم يستطع بن سحوب إقناع الشريف فحبسه وقال للقوم الذين جاءوا معه إذهبوا ولا ترجعوا إلاّ بعد عام وأن رجعتم قبله قتلت صاحبكم . وكان مكرما في حبسه عند الشريف وبعد مضي عام حضروا فقال لهم الشريف أريد الإبل وإلا قتلت بن سحوب فقالوا له لو قتلته وزعب كلها لن تأتي الإبل .فقال إذن أريد تسعين فرساً صفراء بدلاً عن الإبل التسعين وبقى الأمير ناصر عند الشريف ثم حضرت الخيل وعليها رجالها مدججين بالسلاح ثم سلموها له ومعها تكملة العدد حصان مهوّس. إسم الحصان شعيطان وصفوه لسرعته فهو يلحق ولا تلحقه الخيل وكان أغلى على مهوس من روحه وقد أكرم الشريف زعب وكساهم ثم رد الخيل وقال لابد من مجيء الإبل .واغتاظ الأمير بن سحوب عند ذلك عندما رأى فشل الموضوع فقال للشريف سترجع الخيل ولكن إسمح لها بألا يكون لها عميل -أي يأخذون و يسبون كل من كان في طريقهم وهم راجعون - قال الشريف لها ما أمامها إلا بني حسين "أسرة الشريف"
ثم خرج بن سحوب من عند الشريف وقد ارتفع لباسه إلى مجذ الساق بسبب غضبه الشديد وكان لباسه يصل قبله إلى الكعبين ولاحظت ابنة الشريف ذلك فسألت أباها عمّا جرى فأخبرها. قالت سوف يكون أول ما يأخذهم في طريقه بنو عمك قال لماذا قالت لأني رأيت بن سحوب خرج ولباسه قد قصر بعدما كان تحت الكعبين.
وما هي إلا فترة حتى أتاهم الخبر بأن زعب سلبوا بني حسين . فأرسل الشريف عدة فرق رجعت مهزومة ولم يحارب في هذه الفرق بن سحوب لأن جماعته منعوه من الاشتراك خوفاً عليه من مكيدة . ثم رأى الشريف أن يقود جيشاً جراراً بنفسه على بني زعب وقد كان الشريف رجل حرب لا يستهان به
والتقوا في "ركْبـَه" ونزل كل فريق أمام الآخر وظلت السرايا والفرق تتطاحن ثلاثة شهور وسئِم الشريف من ذلك فأخذ بنفسه العلم واستعد الجيش واستعدت زعب فأطلقت أميرها من إساره وأعطوه سلاحه وكان بن سحوب من جبابرة الحروب وصاح الشيخ بن غافل وقد بلغ من الكبر عتيا قائلاً أعطوني سلاحي وفرسي وارفعوا جفوني عن عيوني فكان ذلك وصاح فيهم بن سحوب قائلاً يازعب دون جاركم أرخصوا أرواحكم وودع بن غافل بناته والتقى الجيشان قبل الظهر وما أنحت الشمس على الغروب حتى مالت كفة زعب وانهزم جيش الشريف وانتهت بذلك الحرب بموت بن غافل بعدما مات ثمانين فارس من زعب وجُرح بن سحوب بضربةٍ في موق عينه إلا أنه سلم منها وتفقدت زعب قتلاها فما فقدوا إلا بنت ابن غافل فقد هرب بها بعيرها مع كثرة الزحام ولم تشعر إلا وهي في مكان لا تعرفه فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين ونزل الوادي أحد الغزاة من العرب للاستراحة فرآها أميرهم مسعر بن قويد ابن شيخ الدواسر ولم يرها الباقون . فأمر بالرحيل ورجع هو وقال انزلي قالت ما أنزل حتى تعطيني عهوداً ومواثيق بألا تدنس شرفي فأعطاها ثم نزلت فأردفها على بعيره وذهب بها وسألها من أنتِ فقالت "هتيمية ضائعة" .
وبقيت عندهم مدة فرآها بعد ذلك فبهره جمالها فقال الأمير لوالده أريد أن أتزوجها فأنكر عليه ذلك وقال ليست من طبقتك ثم قالت أمه سأقطع الثدي الذي أرضعك فأصر على الزواج بها فتزوجها.
ولما تزوجها الأمير مسعر وضع قومه بيته خلف البيوت كناية عن إهانته في أخذه هذه البنت وولد له سباّع وترعرع فاستغرب القوم تصرفاته مع أولاد عمه فكانوا إذا ذبحوا الجزور أعطوه الرئة فيرميها ثم ينقضُّ على قلب الجزور ويأخذه غصباً من أيدي أولاد عمه وكبر سباع فذهب يومًا مع أولاد عمه فمرّوا بمكان حرب زعب وهو لا يعلم به فرأى أحذية الخيول مرميّة ورأى قدور كبيرة فوصف لأمه كل ذلك وهي بين النساء فَجَرَتْ دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وقد كان حكيماً وكان زوجها مسعر غازياً في ذلك الوقت فعمد الأب إلى حيلة وملأ كيسا من البر وقال لها اطحنيه لنا الليلة إننا نريد أن نغزوا وكان قصده أن تهيج الرحىَ ما بها ثم اختبأ قريباً منها فظلت طول الليل تطحن وتُنشد قصيدة طويلة لم يتم العثور إلا على بعض أبياتها
وللمعلومية فإنه قد انحدر من هذه المرأة قوم كثر , ويقال لهم آل بو سباع من الدواسر.
نترككم مع الأبيات:
يهيضْني ياسـبّاع دارٍ ذكرتـهــــــــــــا
........................ولاعـاد منها إلا مواري حيودهــــا
سبّاع تبكي أمّك بعينٍ ودمـعَـــهَـا
.........................من عينها يحفي مذاري خدودهـا
ولكن وقود النارباقصىضميرها
......................هاضَ الغرام و بيّحَ الله ســـدُودهـا
ولكن حجر العــــين فـيـها ملـيـلـة
................... ولكـن ينهش مـوقها مع بـرودهـــا
دمـعٍ يـشــادي قــربــةٍ شُــوشليـّة
.................بـعيدٍ معشّــاها زعُــوجٍ قـعـودهــــا
زِعـبيـّـــةٍ ياعــمّ مــانـــي هَميــّـة
.....................ماني مـن اللـيّ هافياتٍ جدودهــا
أنامن زِعب وزعب إيلاَ أوْجَهوا
........................على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودهـا
أهـــل سربةٍ لادْبرَت كِنـّها مهجّرة
.......................وِنْ أقبلت كـنَّ الـجوازي وُرودهـا
لطاح طايحهم بشوفي ترايـعـــــوا
....................تقول فهـودٍ مـخـطيـاتٍ صيـودْهــــا
لصاح صياحٍ بالسّبيب تـِفازَعوا
...............عــزيِّ لـغمـرٍ ثـبَّرت بهْ بـلـودهــــــــا
لحقوا على مثل القطا يوم وردته
...............متغــانــمٍ عــــــينٍ قــــراحٍ بـــرودهــــــا
خـــيلٍ تغــذّى للبــلا و المعـارك
......................ترهِق صناديد العِدا في طرودهـــا
لا تلقحونَ الخيل يا زعب ياهلي
...................تـرى لـقـاحَ الخيــل يـردي جـهودهــــــــا
إن جَـتْ سمـاحَ الخدّ مايلـحـقـن
..........................ون جـت مع السّنْداء لزومٍ يكودهــــا
جــينـا الشّـريف بديرتـِه وإلتـقـانـا
................كـــلّ الـقـبايـل جامـــعٍ بــه جـنـودهـــــا
طَلَبْ علينا الخُورهجمت قصيرنا
..................مِــتـمَـوّلٍ يبـغـي حــنـازيب سـودهـــــــــا
يـَـامـَـا عـطـينـا دونـها من سبيـّه
...............................تسعين صفرا إحسابها ومعدودهــا
تمـامها شعيطان خيالة مهـوّس
.......................أصايـل صنـع النـّصـارى قيــودهـــــــا
اقـطـع قـبيـلةٍ ضفـها مـايـذرّى
......................تشــري جمــالٍ غـطـها في بـدودهـــــــا
قصيرنا في راس عيطاً طويلة
......................بـحجي ذراها من عواصيف نودها
عيـّوا عليـها لابِتي واحتمـُوهـا
....................بمـصـقــّلات مِــرهـِـفـــاتٍ حــدودهـــــا
حَرَبنا العدى والبنت نشوٍ بهاامها
...............واليـوم قـده مـنـوةِ العـــيــن عــودهـــــــا
تسعــين لـيـلـة والعرابا معقـّلة
..........................شمـخ الـذراء ومحـجـزاتٍ عضودهـــا
شقح البكار الليّ زهن الدباديب
.....................قامت تـضـالـِـع مــن مثـاني زنودهـــــا
خيلٍ تناحيهـاوتضرب بالقنا
.....................مثـل الـتهـامي يــوم أحـلى جرودهــــــا
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا
.....................بيضِ الترايـب نـاقضـات جعـودهـــــــا
على الحنايا ناقضاتِ الجدايل
.................سمـرِ الـذّوايـب كـاسـيـات نـهــودهــــــــا
وجـيهٍ تشـادي مـزنةٍ عقربيّة
....................أقـبـل مـطـرهـا يــوم حـنت رعـودهـــــا
منهن نهارَ الهوش تنخَى رجالها
.......................سـتر الـعـذارى مـاحضر مـن فهودهــــا
لباسةٍ بالهوش للدّرْع والطاّس
.................... وعلـــى سـروج الخيـــل كـودٍ سنـودهـــا
مِــن صـنــع داود عـليهم مشالح
................تجـيـبه رجـالٍ مِـــن غـنـايـم فـهـودهـــــــا
يا ماطعنوا من حربةٍ عولقيّة
.......................شلفـى تلـظـى يَشـرَب الـدّم عــودهـــــا
الليّ ايتموا في يوم تسعين مُهرة
...............مـامـنـهـن اللـيّ مـاتــلاوي عــمـودهـــــــــا
تسعين مع تسعين والفين فارس
......................تحـت صليـب الخــدّ تطـوى لحـودهـــــــا
تسعين منهن بين ابويه وعزوتي
...................وتسـعين عـنـانٍ واللــواحـي شـهودهـــــــا
قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة
.................لاعـــدّت الجـــودات يـنــعــدّ جـُـودهـــــــا
زِعــب هُم أهلَ المدح والمجدوالثنا
..................من الربـع الخـالي للـحجاز حدودهــــــــــا
إن أجْنبوا فالصّيد منهم تحوّز
.....................وضيحيـهـا ومن الـجوازي عنودهــــــــــا
وِن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل
..............ودارٍ يجــــونــه ضــدهــم مـــايــرودهـــــــا
لامِن نووا في ديرةٍ ياهَلونها
....................تــِـقـافــت الــظّـعـان عـجـلٍ شـدودهــــا
اركابهم يمّ العِدى مِتعبينها
..................بـيضَ الـمحـاقـب فـاتـرات لهــــودهـــــــا
يَامَاخذوا من ضدّهم مِن غنيمة
................ولا صــاوُغــــوه بـلـطـمـــةٍ مـايــعـــودهــا
بنمرٍ تشادي للجراد التهامي
....................مــاتــطـاوع الحـكـام مـــن عظـم زودهــا
أشوف بالحره ضعون تقللّت
....................وابـوي حـمـّـاي الـســـرايــا يــذودهـــا
شفي معه صقر تباريه عندل
........................مـرٍّ يـبـاريه و مــرٍّ يـقـــودهـــا
أنا فتاة الحي بنت بن غافل
......................كم مـِـن فــتاةٍ غـــرّ فـيها قعودهــا
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة
....................ما ودّك يـشـوفــه بـعـيـنـه حـسُودهــــــا
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه
.....................حـطـّيـت رفٍ فـي مِـثانــي فنودهــــــــا
وجوني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها
..................وشافـني عِـقـيـدَ القوم زيزوم قودهـــــــــا
قال انزلي يابنت وانتِ بوجهي
................ولا جــيـتـه إلاّ بـالـوثـــْق مـن عهُـودهــــــا
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن
.....................تسبّب علـينا مــن الأَعــادي قرودهـــــــا
بكونٍ شِديدٍ ماتمنّاه عارف
...................تـعـدّه عـيـالٍ عـادهـا فــي مـهـودهــــــا
ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضىلهم
.............ويــومٍ عـلـيـنـا مــن لـيـالي سـعـودهـــــــــا
ضوٍّ زمت للمال من غب سرية
.......................وضـوٍّ زمّت عـيدان الـــرطــىَ وقـودهــا
لكن قرون الصّيد باطراف بيتنا
......................هشيم الغضا يدنــي لحامــي وقودهــا
تسعين عيـنـا صـيدنا في عشيّة
...................وضـيـحـيـّة نجـــعــل دلانـا جـلـودهـــــا
قنّاصنا يـذهـب شـريقٍ وينثـني
........................ويجـيـب الجـوازي دامـياتٍ خـدودهـا
وروّايـنـا يـروح يـومٍ ويـنثـني
........................ويجيب القلاصي لاحقاتٍ حـدودها
ومـدّادنـا ياخذ حـديـد ويـنثـني
........................ويجــيـب الجـلادي ضـايمـاتٍ هـبودها
وغــزّايـنـا يغـزي حــديد وينثني
..................ويجـيـب الـعــرابــا حــافــلاتٍ ديـودهــا
لـنـا بـيـن حـَبـْـر وغْـرابـا مـنزلٍ
................لِهــن فـــي زيــن الــعـرابا قــعــودهــــا
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة
.......................وغـلّ الأعـادي لاجيٍ فــي كــبــودهـــا
لامن حجى معنا عليمٍ ولا ذرى
..................إلاّ شخـوص العـــين قـب نـقـــودهــــــــا
ِقليبنا غزيــرةَ الجــــمّ عيلـــم
.........................مــا ينشـدون صدورهامن ورودهــــا
طـــولـه ثمانٍ مــع ثمانٍ مــع أربــع
...................وسـطٍ مـــن الصـفرا وقبلـت نـفــودهــــا
أهل عقلةٍ بحدّ الحاذ من الغضى
................مادارهــا الــزرّاع يـبـذر مــــدودهـــــــا
ألـفــــين بـيـتٍ نــازلـين جـبـاهـــا
.................والـفــين بـيـتٍ بـالـمـظــامـي تـرودهــــا
تـخـالِـفـوا فـي يــوم تسعـين لحيـه
..............عـلشـان وقـفـت أجـنبي إبـنـفـودهــــــــــــا
دارٍ لِـنا مـاهيب دارٍ لـــغـيرنــا
.................مــاحدّها الـرّملـه ومــا ورد عـدودهـــــا
اسفه جدا على الاطاله
و تقبلوا تحياتي
تعليق