إخواني أعضاء وزوار منتدى الديرة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هذه رسالة وصلتني على بريدي الالكتروني فرأيت فيها توجيها عظيما بأسلوب شيق فأحببت طرحها بين أيديكم لتعم الفائدة الجميع:
طفلي الصغير منذ مساء أمس وصحته ليست على ما يرام.. عندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى..
رغم التعب والإرهاق إلا أن التعب لأجله راحة.
حملته وذهبت.. لقد كان المنتظرون كثر.. ربما نتأخر أكثر من ساعة.. أخذت رقما للدخول على الطبيب وتوجهت للجلوس في غرفة الانتظار.وجوه كثيرة مختلفة .. فيهم الصغير وفيهم الكبير .. الصمت يخيم على الجميع .. يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة استأثر بها بعض الإخوة.أجلت طرفي في الحاضرين .. البعض مغمض العينين لا تعرف فيم يفكر .. آخر يتابع نظرات الجميع .. آخرون تحس على وجوههم القلق والملل من الانتظار.يقطع السكون الطويل .. صوت المنادي .. برقم كذا .. الفرحة على وجه المنادى .. يسير بخطوات سريعة ثم يرجع الصمت للجميع.
* لفت نظري شاب في مقتبل العمر .. لا يعنيه أي شيء حوله .. لقد كان معه مصحف جيب صغير .. يقرأ فيه .. لا يرفع طرفه .. نظرت إليه ولم أفكر في حاله كثيرا .. لكنني عندما طال انتظاري عن ساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت.ساعة كاملة من عمري ماذا استفدت منها وأنا فارغ بلا عمل ولا شغل .. بل انتظار ممل.
أذن المؤذن لصلاة المغرب .. ذهبنا للصلاة.في مصلى المستشفى .. حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف بعد أن أتممنا الصلاة سرت معه وأخبرته مباشرة بإعجابي به من محافظته على وقته.وكان حديثه يتركز على كثرة الأوقات التي لا نستفيد منها إطلاقا وهي أيام وليالي تنقضي من أعمارنا دون أن نحس أو نندم.قال .. إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت.وأخبرني .. أنه يقرأ في الأوقات التي لا يستفاد منها كثيرا أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل بل إن قراءته في المصحف زيادة على الأجر والمثوبة إن شاء الله تقطع عليه الملل والتوتر.وأضاف محدثي قائلا .. إنه الآن في مكان الانتظار منذ ما يزيد على الساعة والنصف.وسألني ..متى ستجد ساعة ونصف لتقرأ فيها القرآن ..
تأملت .. كم من الأوقات تذهب سدى .. كم لحظة في حياتك تمر ولا تحسب لها حساب..
* بل كم من شهر يمر عليك ولا تقرأ القرآن ..أجلت ناظري .. وجدت أني محاسب والزمن ليس بيدي ..
فــمـــاذا أنــتــظــــر ؟؟؟؟
قطع تفكيري صوت المنادي .. ذهبت إلى الطبيب .. أريد أن أحقق شيئا الآن .
بعد أن خرجت من المستشفى .. أسرعت إلى المكتبة .. اشتريت مصحفا صغيرا ..
قررت أن أحافظ على وقتي .. فكرت وأنا أضع المصحف في جيبي..
كم من شخص سيفعل ذلك ..؟ وكم من الأجر العظيم يكون للدال على ذلك؟.
من كتاب (الزمن القادم) لعبدالملك القاسم
غداً توفى الــنـفــوسُ ماكــسـبـت
ويحــصــد الــزارعــون ما زرعــوا
إن أحـســنـوا أحـسـنــوا لأنـفُـســهــم
وإن أســاءوا فبئس ما صنــعــوا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هذه رسالة وصلتني على بريدي الالكتروني فرأيت فيها توجيها عظيما بأسلوب شيق فأحببت طرحها بين أيديكم لتعم الفائدة الجميع:
طفلي الصغير منذ مساء أمس وصحته ليست على ما يرام.. عندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى..
رغم التعب والإرهاق إلا أن التعب لأجله راحة.
حملته وذهبت.. لقد كان المنتظرون كثر.. ربما نتأخر أكثر من ساعة.. أخذت رقما للدخول على الطبيب وتوجهت للجلوس في غرفة الانتظار.وجوه كثيرة مختلفة .. فيهم الصغير وفيهم الكبير .. الصمت يخيم على الجميع .. يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة استأثر بها بعض الإخوة.أجلت طرفي في الحاضرين .. البعض مغمض العينين لا تعرف فيم يفكر .. آخر يتابع نظرات الجميع .. آخرون تحس على وجوههم القلق والملل من الانتظار.يقطع السكون الطويل .. صوت المنادي .. برقم كذا .. الفرحة على وجه المنادى .. يسير بخطوات سريعة ثم يرجع الصمت للجميع.
* لفت نظري شاب في مقتبل العمر .. لا يعنيه أي شيء حوله .. لقد كان معه مصحف جيب صغير .. يقرأ فيه .. لا يرفع طرفه .. نظرت إليه ولم أفكر في حاله كثيرا .. لكنني عندما طال انتظاري عن ساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت.ساعة كاملة من عمري ماذا استفدت منها وأنا فارغ بلا عمل ولا شغل .. بل انتظار ممل.
أذن المؤذن لصلاة المغرب .. ذهبنا للصلاة.في مصلى المستشفى .. حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف بعد أن أتممنا الصلاة سرت معه وأخبرته مباشرة بإعجابي به من محافظته على وقته.وكان حديثه يتركز على كثرة الأوقات التي لا نستفيد منها إطلاقا وهي أيام وليالي تنقضي من أعمارنا دون أن نحس أو نندم.قال .. إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت.وأخبرني .. أنه يقرأ في الأوقات التي لا يستفاد منها كثيرا أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل بل إن قراءته في المصحف زيادة على الأجر والمثوبة إن شاء الله تقطع عليه الملل والتوتر.وأضاف محدثي قائلا .. إنه الآن في مكان الانتظار منذ ما يزيد على الساعة والنصف.وسألني ..متى ستجد ساعة ونصف لتقرأ فيها القرآن ..
تأملت .. كم من الأوقات تذهب سدى .. كم لحظة في حياتك تمر ولا تحسب لها حساب..
* بل كم من شهر يمر عليك ولا تقرأ القرآن ..أجلت ناظري .. وجدت أني محاسب والزمن ليس بيدي ..
فــمـــاذا أنــتــظــــر ؟؟؟؟
قطع تفكيري صوت المنادي .. ذهبت إلى الطبيب .. أريد أن أحقق شيئا الآن .
بعد أن خرجت من المستشفى .. أسرعت إلى المكتبة .. اشتريت مصحفا صغيرا ..
قررت أن أحافظ على وقتي .. فكرت وأنا أضع المصحف في جيبي..
كم من شخص سيفعل ذلك ..؟ وكم من الأجر العظيم يكون للدال على ذلك؟.
من كتاب (الزمن القادم) لعبدالملك القاسم
غداً توفى الــنـفــوسُ ماكــسـبـت
ويحــصــد الــزارعــون ما زرعــوا
إن أحـســنـوا أحـسـنــوا لأنـفُـســهــم
وإن أســاءوا فبئس ما صنــعــوا
تعليق