عشرة قوانين للكلمة
أظنني بالقوانين العشرة القادمة لاستخدامات الكلمة أضع لوحة تنفع في الوقوف أمام وعي كل إنسان وسوف يستفيد منها كثيرا. وحتى تنغرس في اللاوعي فيمكن طباعتها ووضعها أمامه في المكتب أو محل العمل أو على البراد فيقرأها كل يوم حتى تصبح خلقا متأصلا وهو أمر صعب. وكل قاعدة فيها خلفها معاناة وقصة. وحتى لا نطيل نقول تخضع الكلمة لمجموعة من قوانين لعبة التعامل ومنها العشرة التالية:
1 ـ الكلمة بريئة نحن الذين نشحنها بالمعنى .
2 ـ خير الكلام ما قلَّ ودلَّ .
3 ـ كثرة الكلام يُنسي بعضه بعضاً احرص على الدقة والترابط والاختصار والتبويب وهندسة الكلام الرشيقة.
4 ـ الكلمة ملك لك قبل أن تَنْطقها فإذا نَطَقْتها ملكتك هي.
5 ـ الكلمة كالطلقة إذا خرجت لا تعود؟! هل استطعت إرجاع الطلقة إلى فوهة المدفع يوما ما ؟
6 ـ لا تتكلم وأنت منفعل لأنك ستخطئ قطعاً. اضبط نفسك بالصمت أو بأخذ دوش بارد أو توضأ.
7 ـ تجنب أن توجه خطاباً أو تكتب إقراراً أو مخاطبة جهة رسمية في ظروف الانفعال، فالخطأ فيها قاتل ويصبح ممسكاً عليك. وكما يقول المثل الروسي فكر تسع مرات قبل أن تقص مرة واحدة.
8 ـ اكتب دوماً ولو لم يعجبك لأنه صقل للملكة وتثبيت لذاكرة الأيام وحديث داخلي للروح.
9 ـ أخطر الكائنات الكلمة وبتجريد المعنى في جرس الصوت نشأ نظام مفتوح للغة، وبحبس الكلمة في صورة نشأت ذاكرة تراكمية بدون حدود لحفظ الخبرة البشرية وتراكمها ونقلها مختصرة مضغوطة وبسرعة للطفل.
10 ـ وأول كلمة نزلت في القرآن اقرأ وأقسم القرآن بالقلم وما يسطرون والطور وكتاب مسطور.
ومما يروى عن أثر الكلمات أن عصيانا وقع في عهد القيصر الروسي نيقولا الأول فأمر بإعدام عدد منهم. حتى جاء دور واحد ثقيل الجثة فلما علق بحبل المشنقة هوى إلى الأرض وقد انقطع الحبل فلما قام على قدميه ينفض غبار الموت كانت أول كلمة نطقها ما أتعس روسيا لا ينفع فيها شيء حتى حبال الشنق لا تجدل جيدا؟
وكانت العادة أن من هوى من حبل المشنقة وعاش صدر عفو ملكي عنه. ومشى الكتاب إلى القيصر الروسي لصدور العفو بمرسوم قيصري وهم القيصر بتوقيعه وإطلاق الرجل من محبسه ثم خطرت له فكرة فقال لحامل الملفات: هل قال الرجل شيئا بعد هذه المعجزة؟ قال نعم يا سيدي. قال: وما قال؟ وقد خطر في بال القيصر كل شيء إلا كلمته ولعله خطر في باله أن الرجل هتف للقيصر أو دعا له أو ما شابه. قال الرجل حامل الملفات:
يا سيدي بلغنا عنه أنه انتقد روسيا وقال إنه لا شيء ينفع في روسيا ولا شيء تجاد صناعته بما فيها حبال المشانق. فصر القيصر على أسنانه حنقا وقال: له ذلك ولسوف نتقن صناعة الحبال اشنقوا الرجل غدا ولكن بحبل لا ينقطع البتة. وكان ذلك.
-------------------------------------------
من مقال للدكتور خالص جلبي في صحيفة الوطن يوم الخميس 6/5/1425هــ .
أظنني بالقوانين العشرة القادمة لاستخدامات الكلمة أضع لوحة تنفع في الوقوف أمام وعي كل إنسان وسوف يستفيد منها كثيرا. وحتى تنغرس في اللاوعي فيمكن طباعتها ووضعها أمامه في المكتب أو محل العمل أو على البراد فيقرأها كل يوم حتى تصبح خلقا متأصلا وهو أمر صعب. وكل قاعدة فيها خلفها معاناة وقصة. وحتى لا نطيل نقول تخضع الكلمة لمجموعة من قوانين لعبة التعامل ومنها العشرة التالية:
1 ـ الكلمة بريئة نحن الذين نشحنها بالمعنى .
2 ـ خير الكلام ما قلَّ ودلَّ .
3 ـ كثرة الكلام يُنسي بعضه بعضاً احرص على الدقة والترابط والاختصار والتبويب وهندسة الكلام الرشيقة.
4 ـ الكلمة ملك لك قبل أن تَنْطقها فإذا نَطَقْتها ملكتك هي.
5 ـ الكلمة كالطلقة إذا خرجت لا تعود؟! هل استطعت إرجاع الطلقة إلى فوهة المدفع يوما ما ؟
6 ـ لا تتكلم وأنت منفعل لأنك ستخطئ قطعاً. اضبط نفسك بالصمت أو بأخذ دوش بارد أو توضأ.
7 ـ تجنب أن توجه خطاباً أو تكتب إقراراً أو مخاطبة جهة رسمية في ظروف الانفعال، فالخطأ فيها قاتل ويصبح ممسكاً عليك. وكما يقول المثل الروسي فكر تسع مرات قبل أن تقص مرة واحدة.
8 ـ اكتب دوماً ولو لم يعجبك لأنه صقل للملكة وتثبيت لذاكرة الأيام وحديث داخلي للروح.
9 ـ أخطر الكائنات الكلمة وبتجريد المعنى في جرس الصوت نشأ نظام مفتوح للغة، وبحبس الكلمة في صورة نشأت ذاكرة تراكمية بدون حدود لحفظ الخبرة البشرية وتراكمها ونقلها مختصرة مضغوطة وبسرعة للطفل.
10 ـ وأول كلمة نزلت في القرآن اقرأ وأقسم القرآن بالقلم وما يسطرون والطور وكتاب مسطور.
ومما يروى عن أثر الكلمات أن عصيانا وقع في عهد القيصر الروسي نيقولا الأول فأمر بإعدام عدد منهم. حتى جاء دور واحد ثقيل الجثة فلما علق بحبل المشنقة هوى إلى الأرض وقد انقطع الحبل فلما قام على قدميه ينفض غبار الموت كانت أول كلمة نطقها ما أتعس روسيا لا ينفع فيها شيء حتى حبال الشنق لا تجدل جيدا؟
وكانت العادة أن من هوى من حبل المشنقة وعاش صدر عفو ملكي عنه. ومشى الكتاب إلى القيصر الروسي لصدور العفو بمرسوم قيصري وهم القيصر بتوقيعه وإطلاق الرجل من محبسه ثم خطرت له فكرة فقال لحامل الملفات: هل قال الرجل شيئا بعد هذه المعجزة؟ قال نعم يا سيدي. قال: وما قال؟ وقد خطر في بال القيصر كل شيء إلا كلمته ولعله خطر في باله أن الرجل هتف للقيصر أو دعا له أو ما شابه. قال الرجل حامل الملفات:
يا سيدي بلغنا عنه أنه انتقد روسيا وقال إنه لا شيء ينفع في روسيا ولا شيء تجاد صناعته بما فيها حبال المشانق. فصر القيصر على أسنانه حنقا وقال: له ذلك ولسوف نتقن صناعة الحبال اشنقوا الرجل غدا ولكن بحبل لا ينقطع البتة. وكان ذلك.
-------------------------------------------
من مقال للدكتور خالص جلبي في صحيفة الوطن يوم الخميس 6/5/1425هــ .
تعليق