دائماً أولئك الذين يشعرون بنقص في شخصياتهم يحاولون القفز غير المنظم هنا وهناك كالضفدع تماماً ذلك الحيوان البرمائي ، الذي يعيش تارة في الماء ، وأخرى على اليابسة ، فلايستقر له قرار ولعل حياة الضفادع ومعيشتها هي التي فرضت عليها تلك الشخصية ، وليسمح لي الجميع أن أخرج من هنا باستنتاج شخصي يخصني أنا ، يحتمل الصواب والخطأ ، وهو أن البشر إذا حاولوا الخروج عن طبيعتهم فلا يقر لهم قرار ، ولا يهنأ بهم مكان يقفزون كالضفادع تماماً لتعويض النقص في شخصياتهم ، فتراهم يصدرون أصواتاً لاهي بأصوات البشر وإنما يصح لك أن تطلق عليها ( نقيقا )...
لازلت أذكر ليلة المطر عندما يهطل بغزارة وتنساب السيول بين الأودية والشعاب ...فتسمع خرير الماء وكأنه عزف لتطلق الضفادع نقيقها ...
كنت أشعر بالغيظ والحنق تجاهها لأنني أريد أن استمتع بخرير الماء فقط ، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه ....
و عندما انتقلنا إلى المدينة ، حجبت عنا الاستمتاع بالقرية وطبيعتها الساحرة تمنيت أن أسمع خرير الماء مع نقيق الضفادع ....
ولكن ذنوبنا حالت بيننا وبين ذلك ، فلم يعد هطول الأمطار كما كان ... نسأل الله أن يرحمنا برحمته ، وأن لا يؤاخذنا بذنوبنا .
حياة الضفادع تذكرنا بقدرة الخالق جل في علاه ، فالإنسان خلق على اليابسة ولايستطيع العيش في الماء ، بينما لايستغني عن الماء...
أما الضفادع ذلك الحيوان الصغير فلديه مقدرة أكثر من الإنسان في التأقلم مع الماء واليابسة...
أظن أنني شطحت عن الفكرة التي أريد الحديث عنها ...ولكنني أقولها باختصار :
الإنسان إذا حاول أن يكون كالضفدع يعيش بين الماء واليابسة فإنه لن يكون ضفدعاً بل مخلوقاً مشوهاً ...فكل ميسر لما خلق له..
همسة : أحياناً أسمع نقيقاً ولكنه (0000000)
تذكرت : يجب أن أقول لنفسي: صهٍ.
تعليق