( لم اشتط في هذه القصة -علم الله- أو أبالغ وإنما هي مستوحاةٌ من الواقع المر؛؛ والغائب عنا في دهاليز الإعلام الكاذب)
<رحلة الهوان>
- كانت حديقة منزلنا أجمل حديقةٍ في القرية
نسقها خالك رحمه الله والذي كان يتمتع بإحساس فنان..
صمتت الأم بينما استغرق الابن في التفكير؛؛
وعلى الطرف الآخر من الخيمة كانت فضيلة تحدق إلى النقش الكبير لشعار الأمم المتحدة على السقف..
غير مصغية لأمها وهي تحدث أخيها الأصغر،
بحديثهم المتكرر كل ليلةٍ عن منزلهم وقريتهم..
حيث لا تفتأ الأم تتذكر وتروي؛؛ بينما الابن المولود في مخيمات البؤس يسأل ويستزيد
كأنما يتهيأ ليبني عزه على أنقاض عزٍ قضى
قال الصبي ذو الأربعة عشر عاماً حالماً:
- إذن كنت سأجعل غرفتي أمام الحديقة وأزرع شجرة صفصاف تحت النافذة..
تنهدت الأم منهيةً الحديث بجملتها المعتادة:
- عندما نعود إن شاء الله سنصلح المنزل،، وأفعل ما تريد..
- نعود!! نعود!!.. كل يومٍ نقولها فمتى نعود؟؟!!..
- متى كبرت يا ولدي ستحمل السلاح لتقاتل كلاب الصرب، وتطردهم إن شاء الله من أرضنا التي اغتصبوها..
استغرق الصبي في أفكاره وسرعان ما أخلد إلى نومٍ عميق..
نظرت الأم ناحية الفتاة ذات العشرين ربيعاً..
وعبر الضوء الشاحب المتسلل من كوةٍ بباب الخيمة..
أبصرت بابنتها لا تزال في شرودها تحدق بالسقف المهتري..
- فضيلة.. ما بك يا ابنتي؟!..
أفاقت الفتاة من أفكارها.. التفتت لأمها وقد أضاء بعينيها ومض عزمٍ غريب..
- أمي.. أريد أن أحدثك بأمر!!..
- نعم يا حبيبتي
- ذلك الجندي الفرنسي التابع لقوات التحالف والمتعهد بتوزيع الإفطار كل يوم.
- نعم.. ماذا بشأنه؟؟..
- لقد كنت أحدث صديقاتي عن منزلنا المغتصب وأنني لو وجدت عملاً فسأقوم ببناء بيت جميلٍ مثله
ولقد كان الجندي قريباً منا وأظنه سمع حديثي...
صمتت الفتاة ونظرت لأمها وكأنما تريدها أن تفهم ما حدث بعد ذلك إلا أن الأم ظلت مصغية فاضطرت لتواصل:
- لقد أتاني بالأمس ليخبرني أنه يستطيع أن يجد لي عملاً أتقاضى منه راتباً يمكنني بعد فترة من بناء المنزل الذي نريد..
- ماذا قلت له؟!..
- شكرته على لطفه وأخبرته أني سأسأل أمي عن رأيها
واليوم جاءني ليخبرني أنه اتصل بإحدى مؤسسات الترجمة في بلده
وهناك وجد لي وظيفةً شاغرة بمرتب مغر.. فما رأيك يا أمي؟!..
جلست الأم على فراشها تضطرب بقلبها أمواج الحيرة.
أن يعودوا إلى منزلهم الذي جعلته الاتفاقية الظالمة في المنطقة الخاضعة للصرب؛؛
هذا أملٌ بعيدٌ ودعته منذ زمن..
لكن ما المانع أن يشيدوا لهم منزلاً في إحدى المناطق الخاضعة للمسلمين..
إن الحياة في هذا المخيم البائس لهي حياةٌ أقرب إلى العدم..
تلقي بظلالها على كل ساكنٍ فيه وناشي
بيد أن ما يفوقه تعاسةً هو أن ترى خيمتها الصفيقة وقد غادرتها ابنتها الحبيبة.
في رحلةٍ مجهولة المفاوز والنتائج والمصير..
نظرت إلى ابنتها التي تنتظر منها رأيها
دفعت بابتسامة هزيلةٍ إلى شفتيها؛؛ ثم همست:
- هيا لننام ابنتي؛ وفي الغد نرى ونفكر..
خيوط النور تمضي عبر الفضاء لتضيء ليل البوسنة المظلم.
وعندما أنشد عصفور الصباح أنشودته؛؛
استوت الأم على فراشها جالسة
وغير بعيد تمطت الفتاة جالسةً أيضاً لتهمس:
- صباح الخير يا أمي..
- صباح النور يا حبيبتي؛؛ ألم تنامي؟؟!!
- أنت أيضاً لم تنامي يا أمي..
التقت أعينهما ناطقةً بدوامات أفكارٍ غرقت فيها الأماني والمخاوف..
باندفاع الشباب.. المدفوعة بالرغبة في تغيير حالهم إلى الأحسن..
كانت فضيلة أميل إلى فكرة السفر..
رغم ما سيعتريها من حزنٍ وغمٍ لمفارقة أمها وأخيها..
وبحكمة الأم.. وشعور قلبها الحساس.
كانت الأم على ترددٍ وحيرة
وهي أميل إلى بقاء ابنتها بجانبها ولو على حساب حالهم النكد وعيشهم الرديء..
أخيراً..
هاهي فضيلة تستعد للسفر..
بعد طول أخذٍ وعطاء؛ في انعدامٍ للحكيم الناصح؛ والصديق المخلص..
وبعد يومٍ أجالت فيه الأم الوحيدة نظرها
بين مخيمهم الناضح بالبؤس؛ ومستقبل أبنائها المغمم بالسواد
وبين صبرها على فراق الحبيبة الغالية..
بعينٍ دامعة؛؛ وقبل أن تأوي الأسرة إلى مضاجعها قالت الأم:
- ليكن ابنتي.. سافري إلى هذه الوظيفة لعل الله يجعل لنا فيها خيرا..
احتضنت فضيلة أمها باكية:
- سنة واحدة يا أمي أجمع فيها المال ثم أعود إليكم إن شاء الله..
استلقى الجميع على فرشهم.. ولم يكن للحديث عن منزلهم المغتصب وقريتهم مجال..
فقد استولت على الحلوق غصة الألم.. ومرارة الفراق..
بعد ليل السهاد الطويل..
طلع الفجر مشبعاً بأباديد الضباب..
معلناً ميلاد اليوم الأخير.. الذي سرعان ما تقصف نهاره
وزحف الليل بجحفله
ولما تشبع عين الأم من رؤية إبنتها ولا الإبنة من أخيها وأمها..
وكانت ساعة الوداع الأليم؛؛ المضمخة بالدموع والنحيب..
وتحت جنح الظلام مضت فضيلة إلى حيث يقلها الجندي بسيارته إلى الحدود..
كانت المفاجأة الغريبة والسعيدة أن وجدت معها في السيارة ثلاث فتيات..
إحداهن في سنها والأخرى في السابعة عشرة من عمرها والثالثة لم تتجاوز الخامسة عشرة بعد..
أحست وهي بينهن ببعض الأمان والسلوان
وقد مضين يتحدثن عن المستقبل الزاهر..
ويرسمن الأحلام الزاهية على صفحات الوهم القادم..
تنبهت فضيلة إلى أنهم يتنكبون الطرق الأصلية المؤدية للحدود
ويدورون عبر طرق فرعية شاقة؛؛ ملتفين حول الجبال، والجين العديد من القرى..
سألت: ألا تتجه إلى نقطة الحدود مباشرة؟!
- ليس لدي وقت للتفتيشات والأسئلة فدعونا نسلك هذا الطريق الفرعي..
صمتت فضيلة وإن أحست بدبيب الشك في أعماقها إلا أنها أخرسته..
بعد أن تجاوز الحدود؛
وفي منطقةٍ مظلمةٍ أوقف الجندي سيارته؛؛ مطلقاً بوقها بطريقةٍ مميزة..
برز على إثر ذلك من بين الأشجار خمسة أشخاص
خرج الجندي إليهم مسرعاً؛؛ بينما سأله أحدهم:
- هل أحضرتهن؟..
- نعم.. أربع جميلات..
أطل السائل برأسه من النافذة؛ محدقاً بوجوههن الشاحبة؛ مضيئاً نور السيارة الداخلي.. قبل أن يهتف:
- لا بأس؛؛ اختيار جيد...
أخرج النقود من جيبه ودفعها للجندي الذي مضى لباب السيارة الخلفي يفتحه ويدعوهن للنزول!!..
لم تتحرك أياً من الفتيات قيد أنملة
ملتفات برعبهن ظللن يحدقن بالجندي وخلفه عصابة الاستلام
وكأنما وقفن أخيراً على حقيقة ما يراد بهن.. فلم تقو أعضاؤهن على الحركة..
قام رجال العصابة بجرهن إلى سيارةٍ كبيرةٍ خلف الأشجار
وهناك كان ما كان؛؛؛
وبدأت رحلة الهوان...
هذه باريس
أخيراً وصلت إليها فضيلة؛؛
بعد تداولٍ وتناولٍ؛؛ بين عصابات تهريب الفتيات المنظمة..
وبغرفةٍ مظلمةٍ منتنة
بأحدى بيوت الدعارة المنتشرة..
ألقيت فضيلة سلعةً يعتصرها القواد؛؛؛ ماتت روحاً ونفساً وفكرا؛؛
وأي ألمٍ وجرح؛؛ أكبر من جرح حرةٍ أبيةٍ أكرهت على البغاء..
بعد شهرٍ ونصف من السفر المشئوم
كانت فضيلة تلفظ آخر أنفاسها الحرّى؛؛ على فراش الخزي والعذاب
همدت جسداً لا روح فيه؛؛ سرعان ما ووري مقابر الصدقة؛؛
جنازةٌ بائسةٌ؛؛ لا يتبعها إلا حفار القبور..
وعلى الطرف الآخر من القارة
تجلس أمها المكلومة؛؛ تعد الساعات والأيام للقاء الحبيبة المفارقة
ولا تدري أن عدها سيطول..
تمت
<رحلة الهوان>
- كانت حديقة منزلنا أجمل حديقةٍ في القرية
نسقها خالك رحمه الله والذي كان يتمتع بإحساس فنان..
صمتت الأم بينما استغرق الابن في التفكير؛؛
وعلى الطرف الآخر من الخيمة كانت فضيلة تحدق إلى النقش الكبير لشعار الأمم المتحدة على السقف..
غير مصغية لأمها وهي تحدث أخيها الأصغر،
بحديثهم المتكرر كل ليلةٍ عن منزلهم وقريتهم..
حيث لا تفتأ الأم تتذكر وتروي؛؛ بينما الابن المولود في مخيمات البؤس يسأل ويستزيد
كأنما يتهيأ ليبني عزه على أنقاض عزٍ قضى
قال الصبي ذو الأربعة عشر عاماً حالماً:
- إذن كنت سأجعل غرفتي أمام الحديقة وأزرع شجرة صفصاف تحت النافذة..
تنهدت الأم منهيةً الحديث بجملتها المعتادة:
- عندما نعود إن شاء الله سنصلح المنزل،، وأفعل ما تريد..
- نعود!! نعود!!.. كل يومٍ نقولها فمتى نعود؟؟!!..
- متى كبرت يا ولدي ستحمل السلاح لتقاتل كلاب الصرب، وتطردهم إن شاء الله من أرضنا التي اغتصبوها..
استغرق الصبي في أفكاره وسرعان ما أخلد إلى نومٍ عميق..
نظرت الأم ناحية الفتاة ذات العشرين ربيعاً..
وعبر الضوء الشاحب المتسلل من كوةٍ بباب الخيمة..
أبصرت بابنتها لا تزال في شرودها تحدق بالسقف المهتري..
- فضيلة.. ما بك يا ابنتي؟!..
أفاقت الفتاة من أفكارها.. التفتت لأمها وقد أضاء بعينيها ومض عزمٍ غريب..
- أمي.. أريد أن أحدثك بأمر!!..
- نعم يا حبيبتي
- ذلك الجندي الفرنسي التابع لقوات التحالف والمتعهد بتوزيع الإفطار كل يوم.
- نعم.. ماذا بشأنه؟؟..
- لقد كنت أحدث صديقاتي عن منزلنا المغتصب وأنني لو وجدت عملاً فسأقوم ببناء بيت جميلٍ مثله
ولقد كان الجندي قريباً منا وأظنه سمع حديثي...
صمتت الفتاة ونظرت لأمها وكأنما تريدها أن تفهم ما حدث بعد ذلك إلا أن الأم ظلت مصغية فاضطرت لتواصل:
- لقد أتاني بالأمس ليخبرني أنه يستطيع أن يجد لي عملاً أتقاضى منه راتباً يمكنني بعد فترة من بناء المنزل الذي نريد..
- ماذا قلت له؟!..
- شكرته على لطفه وأخبرته أني سأسأل أمي عن رأيها
واليوم جاءني ليخبرني أنه اتصل بإحدى مؤسسات الترجمة في بلده
وهناك وجد لي وظيفةً شاغرة بمرتب مغر.. فما رأيك يا أمي؟!..
جلست الأم على فراشها تضطرب بقلبها أمواج الحيرة.
أن يعودوا إلى منزلهم الذي جعلته الاتفاقية الظالمة في المنطقة الخاضعة للصرب؛؛
هذا أملٌ بعيدٌ ودعته منذ زمن..
لكن ما المانع أن يشيدوا لهم منزلاً في إحدى المناطق الخاضعة للمسلمين..
إن الحياة في هذا المخيم البائس لهي حياةٌ أقرب إلى العدم..
تلقي بظلالها على كل ساكنٍ فيه وناشي
بيد أن ما يفوقه تعاسةً هو أن ترى خيمتها الصفيقة وقد غادرتها ابنتها الحبيبة.
في رحلةٍ مجهولة المفاوز والنتائج والمصير..
نظرت إلى ابنتها التي تنتظر منها رأيها
دفعت بابتسامة هزيلةٍ إلى شفتيها؛؛ ثم همست:
- هيا لننام ابنتي؛ وفي الغد نرى ونفكر..
خيوط النور تمضي عبر الفضاء لتضيء ليل البوسنة المظلم.
وعندما أنشد عصفور الصباح أنشودته؛؛
استوت الأم على فراشها جالسة
وغير بعيد تمطت الفتاة جالسةً أيضاً لتهمس:
- صباح الخير يا أمي..
- صباح النور يا حبيبتي؛؛ ألم تنامي؟؟!!
- أنت أيضاً لم تنامي يا أمي..
التقت أعينهما ناطقةً بدوامات أفكارٍ غرقت فيها الأماني والمخاوف..
باندفاع الشباب.. المدفوعة بالرغبة في تغيير حالهم إلى الأحسن..
كانت فضيلة أميل إلى فكرة السفر..
رغم ما سيعتريها من حزنٍ وغمٍ لمفارقة أمها وأخيها..
وبحكمة الأم.. وشعور قلبها الحساس.
كانت الأم على ترددٍ وحيرة
وهي أميل إلى بقاء ابنتها بجانبها ولو على حساب حالهم النكد وعيشهم الرديء..
أخيراً..
هاهي فضيلة تستعد للسفر..
بعد طول أخذٍ وعطاء؛ في انعدامٍ للحكيم الناصح؛ والصديق المخلص..
وبعد يومٍ أجالت فيه الأم الوحيدة نظرها
بين مخيمهم الناضح بالبؤس؛ ومستقبل أبنائها المغمم بالسواد
وبين صبرها على فراق الحبيبة الغالية..
بعينٍ دامعة؛؛ وقبل أن تأوي الأسرة إلى مضاجعها قالت الأم:
- ليكن ابنتي.. سافري إلى هذه الوظيفة لعل الله يجعل لنا فيها خيرا..
احتضنت فضيلة أمها باكية:
- سنة واحدة يا أمي أجمع فيها المال ثم أعود إليكم إن شاء الله..
استلقى الجميع على فرشهم.. ولم يكن للحديث عن منزلهم المغتصب وقريتهم مجال..
فقد استولت على الحلوق غصة الألم.. ومرارة الفراق..
بعد ليل السهاد الطويل..
طلع الفجر مشبعاً بأباديد الضباب..
معلناً ميلاد اليوم الأخير.. الذي سرعان ما تقصف نهاره
وزحف الليل بجحفله
ولما تشبع عين الأم من رؤية إبنتها ولا الإبنة من أخيها وأمها..
وكانت ساعة الوداع الأليم؛؛ المضمخة بالدموع والنحيب..
وتحت جنح الظلام مضت فضيلة إلى حيث يقلها الجندي بسيارته إلى الحدود..
كانت المفاجأة الغريبة والسعيدة أن وجدت معها في السيارة ثلاث فتيات..
إحداهن في سنها والأخرى في السابعة عشرة من عمرها والثالثة لم تتجاوز الخامسة عشرة بعد..
أحست وهي بينهن ببعض الأمان والسلوان
وقد مضين يتحدثن عن المستقبل الزاهر..
ويرسمن الأحلام الزاهية على صفحات الوهم القادم..
تنبهت فضيلة إلى أنهم يتنكبون الطرق الأصلية المؤدية للحدود
ويدورون عبر طرق فرعية شاقة؛؛ ملتفين حول الجبال، والجين العديد من القرى..
سألت: ألا تتجه إلى نقطة الحدود مباشرة؟!
- ليس لدي وقت للتفتيشات والأسئلة فدعونا نسلك هذا الطريق الفرعي..
صمتت فضيلة وإن أحست بدبيب الشك في أعماقها إلا أنها أخرسته..
بعد أن تجاوز الحدود؛
وفي منطقةٍ مظلمةٍ أوقف الجندي سيارته؛؛ مطلقاً بوقها بطريقةٍ مميزة..
برز على إثر ذلك من بين الأشجار خمسة أشخاص
خرج الجندي إليهم مسرعاً؛؛ بينما سأله أحدهم:
- هل أحضرتهن؟..
- نعم.. أربع جميلات..
أطل السائل برأسه من النافذة؛ محدقاً بوجوههن الشاحبة؛ مضيئاً نور السيارة الداخلي.. قبل أن يهتف:
- لا بأس؛؛ اختيار جيد...
أخرج النقود من جيبه ودفعها للجندي الذي مضى لباب السيارة الخلفي يفتحه ويدعوهن للنزول!!..
لم تتحرك أياً من الفتيات قيد أنملة
ملتفات برعبهن ظللن يحدقن بالجندي وخلفه عصابة الاستلام
وكأنما وقفن أخيراً على حقيقة ما يراد بهن.. فلم تقو أعضاؤهن على الحركة..
قام رجال العصابة بجرهن إلى سيارةٍ كبيرةٍ خلف الأشجار
وهناك كان ما كان؛؛؛
وبدأت رحلة الهوان...
هذه باريس
أخيراً وصلت إليها فضيلة؛؛
بعد تداولٍ وتناولٍ؛؛ بين عصابات تهريب الفتيات المنظمة..
وبغرفةٍ مظلمةٍ منتنة
بأحدى بيوت الدعارة المنتشرة..
ألقيت فضيلة سلعةً يعتصرها القواد؛؛؛ ماتت روحاً ونفساً وفكرا؛؛
وأي ألمٍ وجرح؛؛ أكبر من جرح حرةٍ أبيةٍ أكرهت على البغاء..
بعد شهرٍ ونصف من السفر المشئوم
كانت فضيلة تلفظ آخر أنفاسها الحرّى؛؛ على فراش الخزي والعذاب
همدت جسداً لا روح فيه؛؛ سرعان ما ووري مقابر الصدقة؛؛
جنازةٌ بائسةٌ؛؛ لا يتبعها إلا حفار القبور..
وعلى الطرف الآخر من القارة
تجلس أمها المكلومة؛؛ تعد الساعات والأيام للقاء الحبيبة المفارقة
ولا تدري أن عدها سيطول..
تمت
تعليق