ستار أكاديمي من أسباب سقوط الدولة العباسية
تربية :ولدي :الأربعاء 6 ربيع الآخر 1425هـ - 26 مايو 2004 م
قلت له: إن 'ستار أكادمي' هو أحد أسباب سقوط الدولة العباسية؛ فالتفت الناس من حولي مندهشين وبادروني بالسؤال عن علاقة برنامج 'ستار أكادمي' وولع الشباب والفتيات وتأثرهم به، وهو برنامج حديث، وبين سقوط الخلافة العباسية وهو حدث تاريخي قديم.
فقلت لهم: إن فكرة البرنامج قائمة على التدريب والتعليم، وهذه رسالة عظيمة ولكنها استخدمت بطريقة تجارية ولتحقيق هدف ربحي باستثمار الجنس النسائي والغناء.
وإن كانت آثار البرنامج السلوكية والتربوية مدمرة بالطريقة التي عرضت فيها إلا أنه عمل جاد ذو أهداف تجارية، ولا يستغرب تنافس الشركات على رعاية هذا البرنامج حتى فازت إحداها عندما دفعت مبلغ ستة ملايين دولارَ لرعايته.
فالبرنامج إذن ليس تافهًا ولا سخيفًا كما يصفه البعض، وإنما للبرنامج أهداف تعليمية وتدريبية ومالية واضحة، ولهذا أثر في نفوس الصغار والكبار.
ولو رجعنا إلى التاريخ لوجدنا أن الفتوحات الإسلامية أدخلت الجواري إلى المجتمع الإسلامي وأصبح لهن سوق تجاري يسمى بسوق النخاسين 'النخاس بائع الرقيق' وكانت المتاجرة بهن تجارة رابحة لأصحابها، ومنهم 'إبراهيم الموصلي وابنه إسحاق' ثم تفنن الناس في ابتداع الوسائل التي تزيدهم ربحًا فبدؤوا بتعليم الجواري الغناء حتى أصبح المغنون هم تجار الجواري والمعلمون لهن حتى ارتفع سعر الجواري وارتفع مستواهن العقلي، وأصبحت لهن برامج خاصة لتدريبهن وتعليمهن الرقص والأدب والشعر فأصبحن مغنيات مثقفات، وقد بدأ هذا المشروع في العصر الأموي، ولكن كان الخلفاء والعلماء حريصين على حفظ هوية الأمة، وكانوا مدركين أن الهدف التجاري مهما كان ناجحًا ينبغي أن لا يكون سببًا في التدمير الأخلاقي فمنعوا تطور المشروع، ولكن في العصر العباسي فتحوا الباب مرة أخرى وشجعوه، وكان بداية السقوط ووصل الأثر إلى قصور الخلافة إلى درجة أن خلفاء بني العباس الستة والثلاثين إلا ثلاثة منهم من أولاد الجواري، وكان تأثير الجواري سيئًا تربويًا على الأمة وخاصة في نشر الخلاعة والمجون، إلا أن مشروعهم من الناحية المالية كان مربحًا، وكان هَم الشباب والفتيات بل وحتى الكبار هو الذهاب إلى الأسواق الخاصة بتدريب المغنيات والتنافس على شرائهن حتى أصبح في كل بيت فضائية تديره جارية مدربة على الغناء والرقص والشعر والأدب كل ليلة.
فالتفت الحضور من حولي وقالوا لي: إنها المرة الأولى التي نستمع فيها إلى هذا الربط بين 'ستار أكادمي' القديم و'ستار أكادمي' الحديث.
فقلت: وأعتقد أنه سيكون لدينا في المستقبل أكثر من 'ستار أكادمي' وسيأتي رعاة وتجار يطورون هذه الأفكار حتى يستخرجوا من كل بيت 'ستار أكادمي' كما حدث في العصر العباسي.
ولكن أقول طالما أنه عمل جاد وتجاري فنحن بحاجة إلى عمل آخر جاد وتجاري ولكنه يرفع أخلاق أبنائنا ويزيد من مستوى إيمانهم وتعلقهم بخالقهم ويجعلهم منارًا يستضيء الناس بهم.
منقـــــــــــــــــــــــول من مجلة ولدي للفائدة ولما فيه من الربط المقنع بين ماضينا وحاضرنا
تربية :ولدي :الأربعاء 6 ربيع الآخر 1425هـ - 26 مايو 2004 م
قلت له: إن 'ستار أكادمي' هو أحد أسباب سقوط الدولة العباسية؛ فالتفت الناس من حولي مندهشين وبادروني بالسؤال عن علاقة برنامج 'ستار أكادمي' وولع الشباب والفتيات وتأثرهم به، وهو برنامج حديث، وبين سقوط الخلافة العباسية وهو حدث تاريخي قديم.
فقلت لهم: إن فكرة البرنامج قائمة على التدريب والتعليم، وهذه رسالة عظيمة ولكنها استخدمت بطريقة تجارية ولتحقيق هدف ربحي باستثمار الجنس النسائي والغناء.
وإن كانت آثار البرنامج السلوكية والتربوية مدمرة بالطريقة التي عرضت فيها إلا أنه عمل جاد ذو أهداف تجارية، ولا يستغرب تنافس الشركات على رعاية هذا البرنامج حتى فازت إحداها عندما دفعت مبلغ ستة ملايين دولارَ لرعايته.
فالبرنامج إذن ليس تافهًا ولا سخيفًا كما يصفه البعض، وإنما للبرنامج أهداف تعليمية وتدريبية ومالية واضحة، ولهذا أثر في نفوس الصغار والكبار.
ولو رجعنا إلى التاريخ لوجدنا أن الفتوحات الإسلامية أدخلت الجواري إلى المجتمع الإسلامي وأصبح لهن سوق تجاري يسمى بسوق النخاسين 'النخاس بائع الرقيق' وكانت المتاجرة بهن تجارة رابحة لأصحابها، ومنهم 'إبراهيم الموصلي وابنه إسحاق' ثم تفنن الناس في ابتداع الوسائل التي تزيدهم ربحًا فبدؤوا بتعليم الجواري الغناء حتى أصبح المغنون هم تجار الجواري والمعلمون لهن حتى ارتفع سعر الجواري وارتفع مستواهن العقلي، وأصبحت لهن برامج خاصة لتدريبهن وتعليمهن الرقص والأدب والشعر فأصبحن مغنيات مثقفات، وقد بدأ هذا المشروع في العصر الأموي، ولكن كان الخلفاء والعلماء حريصين على حفظ هوية الأمة، وكانوا مدركين أن الهدف التجاري مهما كان ناجحًا ينبغي أن لا يكون سببًا في التدمير الأخلاقي فمنعوا تطور المشروع، ولكن في العصر العباسي فتحوا الباب مرة أخرى وشجعوه، وكان بداية السقوط ووصل الأثر إلى قصور الخلافة إلى درجة أن خلفاء بني العباس الستة والثلاثين إلا ثلاثة منهم من أولاد الجواري، وكان تأثير الجواري سيئًا تربويًا على الأمة وخاصة في نشر الخلاعة والمجون، إلا أن مشروعهم من الناحية المالية كان مربحًا، وكان هَم الشباب والفتيات بل وحتى الكبار هو الذهاب إلى الأسواق الخاصة بتدريب المغنيات والتنافس على شرائهن حتى أصبح في كل بيت فضائية تديره جارية مدربة على الغناء والرقص والشعر والأدب كل ليلة.
فالتفت الحضور من حولي وقالوا لي: إنها المرة الأولى التي نستمع فيها إلى هذا الربط بين 'ستار أكادمي' القديم و'ستار أكادمي' الحديث.
فقلت: وأعتقد أنه سيكون لدينا في المستقبل أكثر من 'ستار أكادمي' وسيأتي رعاة وتجار يطورون هذه الأفكار حتى يستخرجوا من كل بيت 'ستار أكادمي' كما حدث في العصر العباسي.
ولكن أقول طالما أنه عمل جاد وتجاري فنحن بحاجة إلى عمل آخر جاد وتجاري ولكنه يرفع أخلاق أبنائنا ويزيد من مستوى إيمانهم وتعلقهم بخالقهم ويجعلهم منارًا يستضيء الناس بهم.
منقـــــــــــــــــــــــول من مجلة ولدي للفائدة ولما فيه من الربط المقنع بين ماضينا وحاضرنا
تعليق