Unconfigured Ad Widget

Collapse

ذكريات مسافر

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي الشدوي
    موقوف
    • Nov 2003
    • 144

    ذكريات مسافر

    ذكريات مسافر

    لقد سأل احدهم اخر -- هل تعرف فلان ؟ فقال نعم اعرفه ---- فقال هل سافرت معه؟ فقال لا
    فقال اذا انت لا تعرفه

    وفى هذا كل الحقيقه انك لا تعرف انسان ما الا اذا عرفته عن قرب وحادثته ومن خلال احد رحلاتي انه
    يوجد صنفين من البشر –صنفين متناقضين تماماً
    الصنف الاول / هذا النوع تشعر وانت بجواره ومعه بالراحه والطمأ نينه يسعدك قربه تمضى اوقاتك معه فى فرح وسعاده وسرور –لا تمله ابدا اذا تحدث تستمتع بحديثه وتنصت له تعجب بطريقته فى الحديث واسلوبه - تشاهده وتعجب به وبسلوكه فهو مهذب طيب المعشر يدهشك بثقافته والمامه بشتى العلوم والمعارف –ومهما يكن مؤهله فليس الشهاده دليل على ثقافة و نضج عقلية من حصل عليها --- ولذا فهو يعجبك مهما كان مستواه التعليمي --تحب مجالسته والاستماع اليه والانصات له –تصدق ما يقوله وكل مايقوله يجد قبول لديك وان تسامرت معه او قضيت معه وقت معين فانك تشعر بان الوقت يمر سريعا ولا تحب وداعه وكل ما تتمناه هو بقاءه معك كل الوقت ولا تطيق فراقه –
    الصنف الثاني / هذا النوع تشمئز منه عندما تراه لا يرضيك ابدا سلوكه مشين ترى ان كل ما يفعله قبيح ولا تصدق ما يقول حتى وان كان ما يقوله صدقاً عندما يرافقك او تجلس بجواره فى مكان ما تشعر بألم وغثيان فى وجوده لا تشعر بالسعادهولا با الراحة وهو معك تشعر ان الكون كله على اتساعه اضيق من ثقب الابره سيئ المعشر لا تحب الاستماع اليه ولا الانصات له –دمه ثقيل –ويفرحك فراقه وتستريح عندما تسمع منه كلمة مع السلامه –الى اللقاء فتقول له مع السلامه والى اللقاء وانت فى قرارة نفسك تقول اذلف لا ردك الله –
    ان هاذان الصنفين اخى القارئ هما هبه من الله لمن يرزقه بالنوع الاول ونقمه من الله لمن يبتليه بالنوع الثاني –واتذكر انه فى احد رحلاتي الى الخارج وبالتحديد الى جنوب شرق اسياء --سنغافورا --- واندو نيسياء – صادف ان بلانى الله بالنوع الثانى فى رحلة الذهاب من الرياض الى جاكرتا ورزقنى الله با الاول فى رحلة العوده الى الرياض –وهنا سوف اسرد بعض ماحدث وليس كل ماحدث حيث لا يتسع الوقت ولا المكان لذكر تفاصيل هذه الواقعه –
    كانت الساعه السادسة صباحا فى الرياض وانا فى المطار انهئ اجراءات السفر ونحن فى طابور الكونتر لسحب بطاقة الصعود الى الطائره شاهدته كان رجلا فى الاربعين من العمر --وسألنى --
    الاخ مسافر معنا ؟
    كانت لهجته بدويه –قلت نعم --
    قال -- تصدق انا ابحث عن صديق فى الرحله والحمد لله لقيتك
    مجاملة له قلت –
    يسعدنى هذا
    وفى الحقيقه لم ارتاح له من اول مره اشاهده فيها فهو رجل عربيد مدخن يبدو من ملامحه سطحية تفكيره ثم اننى شاهدت منه بعض الملاحظات وهى اشارات من يده لبعض الاخوات فى المطار من المسافرات –فتجده يقوم بحركة اشاره هنا ونظره هنا ولم يعجبنى هذا السلوك –
    ونحن ننتظر الصعود عند باب الطائره –
    قلت له --
    اخى فرصه سعيده ولكن ما شاهدته منك ونظراتك وحركاتك واسلوبك لا يعجبنى ولذا ارجوك ان لا تكلمنى ونصحته واخبرته ان هذا السلوك مشين وانه لمن العار عليك هذا الفعل –وقطع حديثى معه برغم انه لم يبدى اى تأثر من كلامى- قطع حديثى ونصائحي له النداء بالصعود الى الطائره—وصعدنا كانت الطائرة مكتظه بالركاب فالوقت كان صيف وجميع المسافرين من اهل الرياض بغية قضاء العطله فى تلك البلاد البارده والتى لا ابالغ ان قلت جنة الله فى ارضه فهى جميله عباره ان ارخبيل من الجزر اين ما تمتد ناظريك تجد الخضره كما ان الامطار على مدار العام تقريبا وكل ما تشاهده هناك يسرك ويدخل السرور الى قلبك—
    جلست فى مقعدى المخصص وكان بجوارى رجلا كبير فى العمر عمره مابين الستين والسبعين واخبرنى انه مسافر للزواج من هناك بعد عن حصل على اذن من وزارة الداخليه وقال لى لو جدت يا ولدى من تقبل بى هنا لم اسافر واتزوج من اجنبيه --وقد توفيت زوجتى -- واخذ يدعى لها بالرحمه- ثم قال وكيف اعيش الان وقد ذهب كل ابن من ابنائى الى منزل خاص به وانا اصبحت وحيد ولذا طلبت من المسؤلين تصريح للزواج وبعد عناء سمحوا لى بالزواج واخترت هذه البلاد لعلى اجد من تانس وحدتي --- وبينما نحن كذالك وبعد ان استقرت الطائره فى الجوء واضئيت اشارة السماح بالتجوال فى لطائره
    اتت المضيفه واخذت جارى ذالك الشيخ وقالت له هناك مقعد سوف يناسبك اكثر وبالفعل ودعنى وذهب --وكانت الصدمه مروعه عندما شاهدت ذالك العربيد فى طريقه الى المقعد الذى بجوارى—قال لى اتيت لك لكى نكمل حديثنا –لا اعرف ما ذا كان ردى ولكن اصبت بصدمه لا تعادلها صدمه اولا لانه مدخن وثانيا لان حديثه لا يعجبنى وسلوكه قبيح ---اعتذرت وقلت سوف انام قليلا –هربا منه ومن حديثه ففعلت ووضعت غطاء على راسي وانا فى حيرة من امرى كيف اتخلص منه –ولم استطع ان ارتاح فمره يلكمني بركبته فهو يجلس واضعا رجلا على رجل وهو كذالك يفعل يلكمني بركبته عند تبديل رجل واخرى – وازعجني فى قيامه وجلوسه ذهابا وايابا الى مؤخرة الطائره لكى يدخن – وفجأه وهو خلال تنقله من بين مقدمة ومؤخرة الطائره -كان بجوارنا رجلا وعائلته وحدث ان قام هذا الخبيث بمعاكسة احد بنات ذالك الرجل فقام ذالك الرجل وحدثت مضاربه بينهم ولقد ضربه ضربا جعل الدم يسيل من انفه كان ضربا شديدا –حتى استطاع المضيفين ابعاد ذالك الرجل رب العائله عنه –اما انا وكنت اقرب الجالسين من موقع المضاربه فلم احرك ساكنا عندما وجدته هو المضروب وفى كل ضربه ولكمه فى وجه ذالك الاحمق اشعر بارتياح –لقد سرنى ضربه له – حيث انه ومنذو كنا فى المطار لم يتوقف عن معاكسات النساء فى المطار –
    اتى وجلس بجوارى ولكنه يسب ويسخط حتى سمعت شخيره لقد غط فى نوم عميق --وبعد مرور تسع ساعات وهى المسافه بين الرياض وجاكرتا
    هبطت الطائره -وذهب كلنا منا فى حاله – ولم اشاهد ذالك العربيد الا فى احد الفنادق حيث ان ذالك الفندق هو الوحيد فى العاصمه جاكرتا يقوم احد الصرافين الحضارمه هناك بتبديل العمله من الريال الى عملة اهل البلاد – وعندما ذهبت الى ذالك الفندق شاهدته( ذالك العربيد ) وكان الى جوارة فتاتين وهم مجتمعين على مسكر عندما شاهدنى اتى واخذ يقبلنى ويبكى اشد مايبكى الرجل وينتحب ويشتكى من اهله وذويه وكيف انه مظلوم –وحيث انه كان سكران وفى حاله يرثى لها اخذته واجلسته الى جوار عاهراته— وتركته فى غيه داعيا الله له الهدايه ---
    مرت ثلاثة اسابيع استمتعنا بالجو اللطيف والامطار المنهمره بغزار ة وبالطبيعه الخلابه كان بلدا جميلا والذى يجب ذكره هنا انه لفت انتباهى وانا فى احد الشوارع الرئيسيه فى العاصمة جاكرتا سياره تجوب ذالك الشارع وبها ميكرفون ويقول المتحدث بالعربيه الفصحى ( ساهموا معنا فى بناء مساجد ) فهمت انهم بحاجة الى مال وانهم يطلبون العون والمساعده لبناء مساجد فى تلك الميدنه (جاكرتا )المكتضه بالسكان ) والتى غالبيتهم من المسلمين
    في طريق العوده كان خط السير الرحله ( على الخطوط السعوديه ) جاكرتا – سنغافورا – الرياض – ذهبنا للمطار كانت الاجراءات سهله ولقد سمعنا ان هناك طائره اندونيسيه تحطمت فى ذالك اليوم وقبل نصف ساعه من اقلاع رحلتنا فقط وهىفى طريقها من جاكرتا الى سنغافورا وفىالحقيقه كان الرعب سيد الموقف وكانت حركة المطار غير عاديه ولكن عندما صعدنا الطائره وكان قائد الطائرة سعوديا -- اخذ يطمئن الركاب وبالفعل لقد هدئ اكثر المسافرين ولقد شعر جميع المسافرين بالراحه عندما سمعنا دعاء السفر --لم نشعر بعده ابالخوف وحمدنا الله على نعمةالاسلام وصعد ذالك الكابتن الشجاع بالطائرة واستقرت فى الجو – (والجميع سمع ان الطائرة التى كانت قبل رحلة الطائرة السعوديه هي التي تحطمت) وهذا كان مصدر الخوف --ولكن لله الحمد –ونحن فى طريق عودتنا جلس بجوارى رجلا من النوع الاول مهذب ذو اخلاق حميده حتى انه كان يطمئن المسافرين فى الطائره ويقول لهم لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وبالفعل كان له دور فى تخفيف حدة الخوف وساهم فى ذالك واستمر حديثى مع ذالك الجليس الصالح حتى هبطت بنا الطائره فى مطار سنغافورا وحوالي ساعه فقط وتم الاقلاع مره اخرى
    وايضا جلس بجوارى بعد ان اقلعت الطائره من مطار سنغافورا --
    –واخذ يتحدث كان حديثه ممتعا لم اشعر بملل منه يعمل مدرسا فى مدينة جده سرنى واسعدنى – تحدثنافى السياسه فى الاقتصاد في الادب و فى كل شى –وكان شاعرا ويحفظ من الشعر العربي الفصيح الكثير فمره يطربنى بقصيدة للبحترى من الشعر الفصيح ومره بقصيده لابن لعبون من النبطي –
    وحدث انه كان يسمعنى قصيده ابن زيدون -- اضحى التنائى بديلا عن تدانينا ---- وناب عن طيب لقيانا تجافينا ---- ان الزمان الذى ما زال يضحكنا انسا بقربهم قد عاد يبكينا ---الخ القصيده حدث وان كانت مضيفه من الجنسيه المغربيه كانت بعد ان انجزت ماعليها من عمل جالسه فى المقعد الخلفي تستمع له وعندما كان يقول شطر بيت تكمله هى وبالفعل فقد تفاجئنا بو جود تلك الاخت واخبرتنا انا درست فىالجامعه وتحفظ من الشعر العربي الكثير الا ان ظروفها الماديه جعلتها تلتحق بمعهد تدريب لاا عداد المضيفات ولم تكمل دراستها الجامعيه الى اخر ما ذكرت – وقالت لقد سمعت اثناء مرورى من هنا حديثكم الشيق فبعد ان انهيت عملي اتيت الى هذا المقعد واستمتعت بحديثكم عن الشعر ولذالك فهى سعيده بسماع هذا الشعر ولا سيما انها من بيت كل اهله شعراء الخ --
    لقد كان ذالك الرجل مهذبا اديبا خلوقا استمر حديثى حتى هبطت بنا الطائرة فى مطار الملك لدولى بالرياض ومن ثم ودعته ولا استطيع ان ان اصف لكم شعوري فى وداعه – تألمت لفراقه – فقد واصل رحلته الى جده –
    وهنا عزيزيى القارئ الكريم يتضح لنا مدىالفرق بين الاثنين والنوعين من البشر ---

    وعلى دروب الود نلتقي
  • المجداف
    عضو مميز
    • Apr 2002
    • 4273

    #2
    يا اخ علي (انا بمزح معك خلني اشوف انت بتزعل من المزح والا لا)

    المغربيه وين راحت بعدما وصلتم ؟
    ....

    ناس (ن) يجيها المال وناس(ن) بلا مال

    وناس(ن) على جمر الغضا ماسكينه

    يا الله ياربي طلبتك بالآمال

    تعجل لنا بالغيث لو جات عينه


    ... المجداف ...

    تعليق

    • علي الشدوي
      موقوف
      • Nov 2003
      • 144

      #3
      النمر العربي

      كانت اخت شاركتنا الحديث البرئ ولم نحسبها الا هكذا

      اما عن اين ذهبت ؟

      الا عرف فدوعت صاحبي وهىقبل الهبوط ذهب لمقعدها المعد لها

      لك تحياتي يا عزيزي

      تعليق

      Working...