" هذا كان طلبهم .. فلهم الأمر وعليّ الإجابة "
كنت قد نويت زيارة أحد أصدقائي المقيمين بمدينة مكة المكرمة متى ما سنحت لي الظروف بذلك ، كانت هذه النية منذ زمن ولم أجد الفرصة لتزداد أرصدة تلك الأيام أياماً كثر ( سأكتفي بالدلالة على ذكر الأيام كي لا تُصدموا بالفترة ) ..
وكي لا أخوض كثيراً في ذلك قمت بزيارته مؤخراً .. وكان لزاماً علي سلك طريق جبلي للوصول لمنزل صديقي ناهيك عن ضيق ذلك الطريق الذي حتماً لا يتسع لأكثر من سيارة واحدة في كثير من الأماكن ولسيارتين في الأماكن الأخرى ..
وقبل وصولي لمنزل صاحبي ـ الواقع بقمة الجبل ـ وجدت الطريق قد أقترب من الاستواء عنه عن الانحدار وإذا بصبية يلعبون كرة القدم في تلك المنطقة الشبه مستوية فتوقفت لوجود هجمة لأحد الفريقين على الآخر ..
بعد انتهاء الهجمة تقدمت بسيارتي وعند منتصف الملعب أوقفني بعض الصبية ـ وقد ارتسمت على محياهم تعابير البراءة ـ شاكرين لي كوني سمحت لهم بإكمال هجمتهم التي أسفرت عن تسجيل هدفهم ..
بادرتهم بالتشجيع على لهوهم البريء وأخذت أبارك لهم تجمعهم على الرياضة ولكني أخذت أذكر لهم خطورة اللعب في الأزقة ( لمن لم يفهم معنى كلمة الأزقة فعليه الرجوع للخلف وتغييرها لكلمة الشوارع ) والمرتفعات الخطرة ..
بادرني أحدهم سريعاً بالسؤال التالي :
ـ طيب فين نلعب يا عمو ؟
حتى الحدائق العامة ممنوع لعب الكرة بها ..
هنا اختنقت بذلك السؤال وتلعثمت بالإجابة فاعتذرت منهم لإضاعة وقتهم معي فحركت سيارتي متجهاً لمنزل صديقي فاسحاً لهم الملعب ليكملوا لعب الكرة .
الأخوة الكرام .. لم أكن لأكتب هذا الموضوع لولا طلب هؤلاء الصبية مخاطبتي للمسئولين وحثهم لتوفير أماكن ترفيهية بحيهم السكني كونه حق لهم أن يداعبوا طفولتهم بعيداً عن المخاطر ..
الأخوة الكرام .. لا تعليق لدي سوى الاكتفاء بترديد ما قرأته بلوحات المرور التحذيرية منذ زمن " أبناءنا أكبادنا تمشي على الأرض "
للجميع تحياتي ،،،
تعليق