الحطيئة :
هو جرول بن اوس بن مالك العبسي , وكنيته (ابو مليكة)
شاعر مخضرم , ادرك الجاهلية والاسلام , وكان هجاء عنيفا ,
لم يكد يسلم من لسانه احد , هجا امه , واباه , ونفسه , توفي
سنة 45 ه.
قال صاحب الاغاني:
وللحطيئة وصية ظريفة , ياتي كل فريق من الرواة ببعضها ,
وقد جمعت ما وقع لي منها في موضع واحد , وصدرت باسانيدها ,
وهي :
لما حضرت الحطيئة الوفاة اجتمع اليه قومه فقالوا :
يا ابا مليكة :
اوص .
فقال :
ويل للشعر من وصاية السوء .
قالوا :
اوص رحمك الله ياحطيء .
قال :
من الذي يقول :
اذا انبض الرامون عنها ترنمت
ترنم ثكلى اوجعتها الجنائز ؟
قالوا :
الشماخ .
قال :
ابلغوا غطفان انه اشعر العرب .
قالوا :
ويحك , اهذه وصية ؟ ! اوص بما ينفعك .
قال :
ابلغوا اهل ضابئ انه شاعر اذ يقول :
لكل جديد لذة غير انني
رأيت جديد الموت غير لذيذ
قالوا :
اوص ويحك بما ينفعك !
قال :
ابلغو اهل امرئ القيس انه اشعر العرب حيث يقول :
فبالك من ليل كأن نجومه
بكل مغار الفتل شدت بيذبل
قالوا :
اتق الله , ودع عنك هذا .
قال :
ابلغوا الانصار ان صاحبهم اشعر العرب حيث يقول :
يغشون حتى ما تهر كلابهم
لا يسألون عن السواد المقبل
قالوا :
هذا لايغني عنك شيئا , فقل غير ماانت فيه .
فقال :
الشعر صعب و طويل سلمه
اذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به الى الحضيض قدمه
يريد ان يعربه فيعجمه
قالوا :
هذا مثل الذي كنت فيه .
فقال :
قد كنت احيانا شديد المعتمد
وكنت ذا غرب على الخصم الد
فوردت نفسي وما كانت ترد
فقالوا :
يا ابا مليكة , الك حاجة ؟
قال :
لا والله , ولكن اجزع على المديح الجيد يمدح به من ليس له اهلا .
قالوا :
فمن اشعر الناس ؟
فأوما بيده الى فيه وقال :
هذا الحجير اذا طمع في خير , واستعبر باكيا .
فقالوا له :
قل لا اله الا الله .
فقال :
قالت وفيها حيدة و ذعر
عوذ بربي منكم وحجر
فقالوا له :
ماتقول في عبيدك و امائك ؟
فقال :
هم عبيد قن ما عاقب الليل والنهار .
قالوا :
فأوص للفقراء بشيء .
فقال :
اوصيهم بالالحاح في المسألة , فانها تجارة لا تبور ,
واست المسؤول اضيق .
قالوا :
فما تقول في مالك ؟
قال :
للانثى من ولدي مثل حظ الذكر .
قالوا :
ليس هكذا قضى الله جل وعز لهن .
قال :
لكني هكذا قضيت .
قالوا :
فما توصي لليتامى ؟
قال :
كلوا اموالهم و(.....) امهاتهم .
قالوا :
فهل شيء تعهد فيه غير هذا ؟
قال :
نعم , تحملونني على اتان , وتتركوني راكبها حتى اموت ,
فان الكريم لايموت على فراشه , والأتان مركب ما ركب عليه
كريم قط , فحملوه على أتان , وجعلوا يذهبون به ويجيئون عليها
حتى مات , وهو يقول :
لاأحد ألأم من حطيئة
هجا بنيه , وهجا المرية
من لؤمه مات على فرية
***
(......) = انكحوا .
منقول من كتاب وصايا وعظات قيلت في اخر الحياة .
هو جرول بن اوس بن مالك العبسي , وكنيته (ابو مليكة)
شاعر مخضرم , ادرك الجاهلية والاسلام , وكان هجاء عنيفا ,
لم يكد يسلم من لسانه احد , هجا امه , واباه , ونفسه , توفي
سنة 45 ه.
قال صاحب الاغاني:
وللحطيئة وصية ظريفة , ياتي كل فريق من الرواة ببعضها ,
وقد جمعت ما وقع لي منها في موضع واحد , وصدرت باسانيدها ,
وهي :
لما حضرت الحطيئة الوفاة اجتمع اليه قومه فقالوا :
يا ابا مليكة :
اوص .
فقال :
ويل للشعر من وصاية السوء .
قالوا :
اوص رحمك الله ياحطيء .
قال :
من الذي يقول :
اذا انبض الرامون عنها ترنمت
ترنم ثكلى اوجعتها الجنائز ؟
قالوا :
الشماخ .
قال :
ابلغوا غطفان انه اشعر العرب .
قالوا :
ويحك , اهذه وصية ؟ ! اوص بما ينفعك .
قال :
ابلغوا اهل ضابئ انه شاعر اذ يقول :
لكل جديد لذة غير انني
رأيت جديد الموت غير لذيذ
قالوا :
اوص ويحك بما ينفعك !
قال :
ابلغو اهل امرئ القيس انه اشعر العرب حيث يقول :
فبالك من ليل كأن نجومه
بكل مغار الفتل شدت بيذبل
قالوا :
اتق الله , ودع عنك هذا .
قال :
ابلغوا الانصار ان صاحبهم اشعر العرب حيث يقول :
يغشون حتى ما تهر كلابهم
لا يسألون عن السواد المقبل
قالوا :
هذا لايغني عنك شيئا , فقل غير ماانت فيه .
فقال :
الشعر صعب و طويل سلمه
اذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به الى الحضيض قدمه
يريد ان يعربه فيعجمه
قالوا :
هذا مثل الذي كنت فيه .
فقال :
قد كنت احيانا شديد المعتمد
وكنت ذا غرب على الخصم الد
فوردت نفسي وما كانت ترد
فقالوا :
يا ابا مليكة , الك حاجة ؟
قال :
لا والله , ولكن اجزع على المديح الجيد يمدح به من ليس له اهلا .
قالوا :
فمن اشعر الناس ؟
فأوما بيده الى فيه وقال :
هذا الحجير اذا طمع في خير , واستعبر باكيا .
فقالوا له :
قل لا اله الا الله .
فقال :
قالت وفيها حيدة و ذعر
عوذ بربي منكم وحجر
فقالوا له :
ماتقول في عبيدك و امائك ؟
فقال :
هم عبيد قن ما عاقب الليل والنهار .
قالوا :
فأوص للفقراء بشيء .
فقال :
اوصيهم بالالحاح في المسألة , فانها تجارة لا تبور ,
واست المسؤول اضيق .
قالوا :
فما تقول في مالك ؟
قال :
للانثى من ولدي مثل حظ الذكر .
قالوا :
ليس هكذا قضى الله جل وعز لهن .
قال :
لكني هكذا قضيت .
قالوا :
فما توصي لليتامى ؟
قال :
كلوا اموالهم و(.....) امهاتهم .
قالوا :
فهل شيء تعهد فيه غير هذا ؟
قال :
نعم , تحملونني على اتان , وتتركوني راكبها حتى اموت ,
فان الكريم لايموت على فراشه , والأتان مركب ما ركب عليه
كريم قط , فحملوه على أتان , وجعلوا يذهبون به ويجيئون عليها
حتى مات , وهو يقول :
لاأحد ألأم من حطيئة
هجا بنيه , وهجا المرية
من لؤمه مات على فرية
***
(......) = انكحوا .
منقول من كتاب وصايا وعظات قيلت في اخر الحياة .