تظهر آخر الأبحاث الكونية أننا مقبلون على كارثة. يصعب التنبؤ بها. قد تحول سطح الأرض بلقعا يبابا خرابا مثل سطح المريخ العقيم وتنطفئ الحياة. وستكون خلال القرون القادمة. وسببها التآكل المستمر في الغلاف المغناطيسي الواقي للكرة الأرضية. وهي معلومة جديدة عن علاقة أثر المغناطيس بالحياة. وحاول فيلم (الكور لب الأرض) الاقتراب من فهمها وتصويرها للناس. ولكن كما تقول الفلسفة إن توقع الشيء غير مواجهته وهو الذي أظهره الفيلم أيضاً. وعندما قرأت عن الطبقات الخمس التي تغلف جو الأرض ومنها طبقة الأوزون تذكرت الآية التي تحكي عن ظاهرة الجسم الزجاجي المغلق: "وجعلنا السماء سقفا محفوظاً وهم عن آياتها معرضون". ولكن الجديد الذي أماط العلم اللثام عنه هو الدرع المغناطيسي الذي يحمي الأرض. ولغز اختفاء الماء والحياة من ظهر المريخ تبين أن سببه غياب الدرع المغناطيسي وتعرض سطح المريخ إلى إشعاعات الكون القاتلة فجعلته عقيما من كل حياة. والأشعة أشكال ومنها اللفح الشمسي الذي ينفجر بمئات الأطنان كل لحظة ويمتد مئات الآلاف من الكيلومترات ومعه الأشعة القاتلة. وكما يقول عبد المحسن صالح في كتابه (التنبؤ العلمي ومستقبل الإنسان) "إن كتلة الشمس معروفة وحجمها مقدر ومخزونها من الإيدروجين معلوم واستهلاكها محسوب". وكتلة الشمس تبلغ 2 بليون بليون بليون (بليون ثلاث مرات) طن. وقطرها 1.3 مليون كم. أي أنها أكبر من الأرض بـ 330 ألف مرة. وتستهلك 4 ملايين طن من غاز الهيدروجين في الثانية الواحدة. وحسب نظرية النسبية وعلاقتها بالسرعة والكتلة فإن الزمن على الأرض يقصر كل يوم 25 جزءاً من مليار جزء من الثانية. وهذا يعني أن اليوم على ظهر الأرض سيكون بعد خمسة مليارات سنة 36 ساعة وليس 24 ساعة والله يقدر الليل والنهار. والقوى الموجودة في الكون خمس هي الكهرباء والمغناطيس وقوى النواة الضعيفة والقوية والجاذبية والأخيرة هي أضعف الكل. وهناك تبادل في طاقة الكهرباء والمغناطيس مما جعل ماكسويل يدمج القوتين في معادلة واحدة. وسمعنا عن النبض الكهربي المغناطيسي الذي استخدمته أمريكا في حرب العراق فعطل كل الإلكترونيات. ومصدر المغناطيس هو لب الأرض (الكور) الدوَّار. وقشرة الأرض تبلغ 48 كم ولكن اللب يبلغ 3400 كم وفي العمق نواة سائلة من الحديد المصهور بحرارة 5000 درجة وهو يدور مثل الدينمو في السيارة فيولد طاقة المغناطيس وهي تنبثق من الجنوب باتجاه الشمال وهذا هو سبب انحراف إبرة البوصلة باتجاه الشمال. وأكبر تحد للبحارة كان حساب الفرق بين الشمال المغناطيسي والشمال الحقيقي. وهذا كانوا يعتمدون عليه من مكان مطلع الشمس. وعرف هذه الأيام أن طاقة المغناطيس بدأت في التآكل من خلال دراسات أجروها على بصمات المغناطيس على جرار الفخار التي تركتها الحضارات السابقة فمع وضعها في النار يزول أثر المغناطيس وبالتبريد يتم التقاطها فأصبحت ساعة زمنية مدهشة. وعرف أن مخطط الانحدار في المغناطيس بدأ بشكل مخيف منذ مئات السنوات ولم يكن كذلك أيام الحضارة الفرعونية والإنكا. وهذا يعني أن كامل الطاقة في طريقها للاختفاء خلال مئات السنوات القادمة وهو أمر لن يمر بدون نتائج مدمرة. وظهر ذلك في فيلم (الكور لب الأرض) الذي أنتجته السينما. لأن الحياة مرتبطة بالمغناطيس. وموت المريخ من غياب غلاف المغناطيس. ولكن الأرض لن تخسر المغناطيس لحسن الحظ بتوقف دورة اللب بل بانقلاب محور الدوران. وسائل الحديد المصهور تنقص حرارته مئة درجة كل مليار سنة فلا خوف على الوقود من هذه الناحية ولكن بانقلاب اتجاه دوران هذه الكتلة. وهذا يحصل كل مئتي ألف سنة وكان آخرها قبل 780 ألف سنة. ويبدو أننا أصبحنا في زمن حدوث هذا الانقلاب الجديد ليصبح الدفق المغناطيسي جنوب شمالي وتنحرف إبرة البوصلة باتجاه الجنوب وهو أمر سيحدث ولكن السؤال متى سيكون؟ والتقديرات أنها ستتم قبل نهاية الألفية الحالية؟ وفي فترة الانقلاب هذه ستصاب الأرض بصدمة لا يعلم أحد نتائجها إلا الله.
مقال للدكتور / خالص جلبي / الوطن / الخميس 17 الجاري 1425 هــ
مقال للدكتور / خالص جلبي / الوطن / الخميس 17 الجاري 1425 هــ
تعليق