Unconfigured Ad Widget

Collapse

من الأ علام 4

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • قينان
    أدعو له بالرحمه
    • Jan 2001
    • 7093

    من الأ علام 4


    العواجي
    حنش بن حمدان الزهراني من قرية الغمد من بني كنانة كان تاجر مواشي وكان يطوف السراة وتهامة يبيع ويشترى وله معرفة بأحوال العباد من كثر التجوال ومصادقة الأخيار وحفظ الأخبار ومن هذا المنطلق فقد أصبح علما من أعلام المنطقة يؤم دارة كثيرا ممن يعرف أو يسمع به للاستشارة وله أصدقاء هنا وهناك واستفاد من التجوال علم بأخبار كثيرا من الأفراد والقبائل فإذا تحدث عن شخص أو قبيلة أسهب كأنه يقراء من كتاب مفتوح أو إنه وأحدا منهم وهو ثقة وممن تؤكل أليه بعض المهمات في الإصلاح بين الناس. روى لنا حفظه الله إن أحد الأشخاص (روى فقال في إحدى الليالي وبينما كان نائما شاهد في حلم إنه قابل (( أحمد بن عبد الرحمن العواجي ))رحمه الله وسأله عن أحواله بعد الممات فبعد أن حمد الله قال إن الله سبحانه وتعالى قد أكرمني ورجح كفة ميزاني بسبب ذلك الجمل الذي نحرته لاولئك للمتفركين. وسنأتي على قصة البعير في موقعها ان شاء الله .
    وبما أن الراوي الرجل ثقة ومشهود له بذلك من الجميع نحسبه كذلك والله حسبة فقد تشوقت إلي معرفة كلما يقال عن العواجى وتقصى أخباره ومن ذلك فقد بحثت هنا وهناك فوجدت أن له رحمة الله عليه عدة مواقف.
    الموقف الأول حصل نزاع بين قبيلتين في سوق قلوه تطور إلى اقتتال فوقف بين المتقاتلين يصيح فيهم فجاءة أشخاص فلما عرفوه صاحوا بالمتقاتلين إن هذا هو العواجي صاحب الرهوتين (1) فتوقفوا عن القتال و قد روى أكثر من واحد انه تمني الموت ولا ذلك الموقف العصيب الذي كاد أن يزهق فيه أرواح برية بأسباب أمور الدنيا ثم عاد يحمد الله ويشكره الذي وفقه في نزع فتيل العصبية وهذا ينم عن محبة الناس له وعدم محاباته لهذا وذاك وبالتالي فمعرفة الناس منهو أحمد العواجي كانت إحدى أسباب توقف القتال .
    الموقف الثاني من العادة أن تنتهي الميرة(2) قبل يوم السوق بيوم أو يومين فجأة أناس بعد هجدة من الليل حول منتصف الليل تقريبا يطلبون العشاء فلما نادوه أجابهم بكلمة ( ياخير ) وقيل أن هذه الكلمة سرت فسمعت من مسافات بعيدة، وهي تعنى الترحيب الحار وإن طلبهم سيحصلون عليه فلم يأتوا في مثل هذا الوقت إلا لأمر هام لا يحتمل التأخير

    الموقف الثالث.عند ما كانت الحالة السائدة في ربوع الجزيرة و بلاد زهران من ضمنها حتى أواخر العقد السادس من القرن الرابع عشر الهجري إن الغالبية العظمى يتبعون في حياتهم المعيشية الرحلات كرحلات الشتاء والصيف فهم يتتبعون أخبار الأمطار حيث سيعقبها الزراعة والكلأ فيرحلون إليها بعوائلهم ومواشيهم سراه وتهامة.فإذا أجدبت تهامة اتجهوا إلي السراة . وكذلك العكس,

    وكانت العادات في تلك الأزمنة إن معظم العوائل التي قدمت من الأرض المجدبة إلى القرية آلتي فيها زراعة . تنتشر في الأودية وقت الحصاد لينالوا ما كتبه الله لهم من عند أصحاب المزارع آلتي تحصد. ليطعموا أهاليهم وهى تسمى بالعرف ( فَـرَيَْـكَةْ ) ولا يجد أصحاب المزارع في وقت الحصاد أي تذمر من إعطائهم ما تيسر قليل أو كثير ولا يوجد أي حرج في الأخذ والعطاء بل إن في أحيانا كثيرة يبحثون عن من تخلف ليأخذ نصيبه ويعطى ما تيسر أما عند المغادرة بعد انتهاء الزراعة فقد يجمع من الميسورين. لمن لم يحصل على
    نصيب وافر فهم يفرحون أشد الفرح عندما يغادر الجار بحبوب وافرة وأعلاف لماشيته تكفي لفترة قادمة . هذا من جانب.
    أما الجانب الأخر فإن بعضا من الأسـر تضع نصب أعينها مساعدة المحتاجين بدون منّة
    منها وهي التي وفقها الله في كسب محبة الناس لهم . والناس يرفعون أكف الضراعة بالدعاء لهم علنا وفي ظهر الغيب وهناك بيوت اشتهروا جميعا أو بعضا منهم بالكرم ومساعدة ألمجاورين والأصحاب وتفقد أحوالهم ومنهم بيت آل العواجى مدار بحثنا.

    إلا أن القصة التي سوف أسردها تميز صاحبها عن غيره وقد تكون الأولى بالمنطقة حسبما علمنا وقد يكون هناك قصص أخرى إلا أنها مدفونة في صدور العارفين بها وكم تختزن بعض الصدور مالوا أخرج ونقح لإثراء المكتبة السعودية والعربية بقصص قد تكون أشبه بالخيال ولكنها حقيقة لا خيال . وهذه القصة قد رواها كثيرا من واحد من الرجال الثقاة,

    وقعت تقريبا في بداية القرن الرابع عشر الهجري وهي قصة مؤثرة تقول عندما أشتد القحط في مناطق عدة وظهر الخير في مناطق أخرى رحل من رحل من أهل المناطق المجدبة إلى
    المناطق الأخرى وتفرقوا هنا وهناك. وكما هي العادة المتبعة. عند الحصاد وبينما كان ( احمد بن عبد الرحمن العواجي ) شيخ آل عمر (المشايخ ) والقاطن في قرية الخليف الواقعة شمال بلدة قلوه والجنوب الغربي بلدة خميس الشعراء. يحصد زراعته. توافد تقريبا كل القادمين إلى قراهم هربا من ضنك العيش إلى سعته لطلب ما يسد الرمق وذلك من أنحاء المنطقة وأغلبهم من السراة للحصول على ما تيسر. وقد توافدوا زرافات إلى تلك المزرعة بعد إن تم تمشيط المنطقة بحثا عن من يحصد وفي الغالب أنه كان في ذلك اليوم هو الوحيد فاتجهوا نحوه ومن التوافق أن العواجي هذا كان متواجدا فلما نظر إلى القادمين شمر عن ساعديه وأخذ يفرق على أولئك المحتاجين كلما حصد في ذلك اليوم وبينما الحاصدون مستمرون كان هو مستمر أيضا في التوزيع فمع أخر سنبلة حصدت قبيل المغرب كان قد وزع جميع ما حصده. ولم يبقى سنبلة في المزرعة ولم يبقى مما حصد شي والمتبقي هم الناس اللذين لم ينالهم شي ولازالوا يفدون إلى المزرعة زرافات ووحدانا.
    شاهدوا بأعينهم أنه لم يتبقى مما حصد في ذلك اليوم وتأسفوا أنهم لم يأتوا مبكرين لينالوا من كرمه ولا يوجد متبقي في المزرعة حتى يمنون أنفسهم به غدا ولم يبقى لصاحب المزرعة شي.كان هو يشاهد الحسرة في وجوههم عندما أردوا أن يعودوا أدراجهم خائبين .أما ما رسم على تلك الوجوه فكما قالت الأعراب وهم يوصون ابناهم المسافرين (إذا هززُت فهز كريما, فإن الكريم يهتز لهزتك ) وإياك واللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها. نعم فقد أهتز رحمة الله عليه وتأثر مما رسم على قسمات وجوههم
    ولقد جال بخاطري وأنا أتصور ملامحهم قصة الشاعر الذي قدم إلى معن ابن زائدة ليتكسب مما حل به من ضائقة فصدت الأبواب في وجهة ومنع من مقابلته فكتب على لوح هذا البيت
    أيَا جُود معنٍ ناج معْـنا بحاجتي فليس إلى معنٍ سواك شفيع
    وأرسله بواسطة قناة مائية تجرى إلى داخل القصر.
    أما هؤلاء القوم فلم يكن لهم رسل إلا قسمات وجوههم المعبرة عما يعتلج في صدورهم من أسى وحسرة حيث لم يساعدهم الحظ في القدوم مبكرا
    صرح العواجي بفكرة بعيدا كيف يعود البعض إلى أهليهم بما يكفيهم تلك الليلة والبعض يعود بحسرة
    وزفرات وبما ذا يخاطبون أهليهم خاصة صغار السن الذين لا يعنيهم سوى إشباع بطونهم واخيرا دار افي رأسه النخوة والشهامة العربية وهو يفكر مليا ماذا يقدم لهم.ومن إشفاقه عليهم صاح بهم عودوا فعادوا لا يدرون ماذا يدور في فكرة إلا أنهم توسموا خيرا.فلم يكن منه إلا إن أمسك بعيرا ونحره لهم وقال دونكم هذا توزعوه فيما بينكم فإن فآتكم الحب فلن يفوتكم اللحم وستعشون أهاليكم مثل أولئك المتقدمين كادت عيونهم أن تفيض بالدمع اذا لم تدمع وأخذوا في تقطيعه واقتسامه بينهم .
    وعاد هو إلى بيته بعد إن وزع ما أنتجته تلك المزرعة علي الجيران وأضاف عليها نحره للبعير ولكنه قرير العين يحمد الله الذي وفقه لعمل الخير.
    إن هذه الحادثة لازال كبار السن يتذكرونها فهم الذين نالوا الأمرين من الجوع والعطش قبل أن يمن الله على هذه المملكة بالملك عبد العزيز رحمه الله فقد ناضل وكافح حتى عم الآمن والرخاء أرجاء المعمورة وجاء من بعدة أبناء كراما بررة اكملوا المسيرة من بعدة وقد توفى أحمد عبد الرحمن العواجي رحمه الله في أواخر عام 1377هـ عن عمر يناهز الثمانين وقد انتقلت إلى ابنه عبد الرحمن مشيخة قبائل الجبر قبل وفاته ثم انتقلت أخيرا إلى أبناء عبدا لرحمن من بعدة.
    الموقف الرابع: جاء أحد الشعراء إليه يطمع إن يجد شئ ولكنه علم إن حالة العواجي المادية ليست كمثل العادة فقال هذه القصيدة يعتذر عن مجيئة إليه في هذا الوقت وبالتالي فإنه يقدم له العذر إنه سيعود خالي اليدين
    ياعواجي كم انشد عنك واتْبَشّرْ
    واليوم يقلون أبو إبراهيم معسورا
    والله لارتاع منى العظام والراسي
    أتـدرج كما ألا عمى بلا عـينا

    لقد تحدث لي أكثر من شخص إن العواجى رجل كريم جدا ولم نسمع عنه إلا كل خير وكان لدية ذلول هي الوحيدة التي يملكها فقدمها بنفس راضيه وأمثال هذا العمل تزخر بها كتب الأدب والسير ويتناقلها الكتاب والرواة جيل بعد جيل.
    والكثير حتى ألان يترحم عليه لما له من مواقف مشهودة وما هذه المواقف التي أوردتها إلا قليل من كثير ولعل أبناءه أو معارفه يكملون النقص أو ينبهونا عليها لتكتمل الصورة عنه وأخيرا فقد قال شاعربني سليم ذائع الصيت ( سعيد بن حسن الاصوك) قصيدة طويلة يمتدح قبائل بني سليم ومشايخهم وإن كان غير معروف التاريخ التي القيت فيه ولكنها كما يبدوا خلال العقد الخامس أو في بداية العقد السادس من القرن الرابع عشر على وجه التقريب وقبل إنتؤل اليه مشيخة قبيلةالجبر حيث كان رئيس فخذ ال عمر وهو من الرجال الذين لهم وزنهم في القبيلة وخارجها فقال في احد ابياتها
    والعواجي يشترى القالة ويحمي حدنا من يأمن
    .والله من وراء القصد والهادى إلى سواء السبيل ،،،

    مجلة تجارة الباحه العدد 95
    sigpic
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    #2
    سلمت يمينك يا أباعبدالرحمن
    ولا عدمناك موسوعة حافلة بالقيم المثلى .
    ورحم الله أحمد بن عبدالرحمن العواجي .

    تعليق

    • قينان
      أدعو له بالرحمه
      • Jan 2001
      • 7093

      #3
      الأخ الفاضل ابا ماجد

      أشكرك على هذا التعبير الذي أعتز به وأرجو أن أكون عند حسن ظن الجميع وأن يوفقني الله إلى المزيد من الكتابات الهادفة .
      sigpic

      تعليق

      Working...