Unconfigured Ad Widget

Collapse

شاعر ؟ أم ... ناظم ؟

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    شاعر ؟ أم ... ناظم ؟

    قبل أيام قرأت مقالاً في صحيفة ( الاقتصادية) للشاعر المعروف صالح الشادي ، وطرح فيه رأيًا لا تنقصه الواقعية فأحببت أن أطلع من لم يطلع عليه وأن نناقشه بموضوعية .
    يقول صالح الشادي في مقاله :
    " منتهى الغباء أن نعتقد أن الشعر هو خاصتنا نحن فقط من بين أمم الأرض ، وأنه لا قصائد إلا قصائدنا ، ولا مشاعر إلا مشاعرنا ، وأن شعر غيرنا مجرد ( خرابيط ) ! ، ومنتهى الغباء أيضًا أن ننغلق على أنفسنا (كدودة القز)فلا نرى إلا ما تدركه أبصارنا ، ولا نستشعر إلا ما جادت به قرائح شعرائنا ، وكأن العالم نحن فقط .

    الشعر هبة ربانية ، لا يمنحها إنس ولا جان ، والشاعر إنسان (مبتلى) ذو شفافية ورؤية خاصة ، ملهم إلى حدٍ بعيد ، لا يشبه غيره لافي نمطية حياته ، أو في تفكيره ، وهو وإن حاول أن يكون عقلانيًا في بعض الأحيان ، إلا أنه غالبًا يعود إلى طبيعته الأولى ، وهي الطبيعة العاطفية ،فتراه محتدًا مزاجيًا متقلبًا فوضويًا وطفوليًا دون أن يقصد ، وهو يمارس لعبة التسلل من واقعة ببعض (القفشات)التي يطلقها من وقت إلى آخر ليصرف النظر عما هو عليه من حال ، فتراه متهكمًا ساحرًا قلقًا ، أو محلقًا في سحابةٍ من صمت ، هذا إلى جانب محاولاته الظهور بمظهر المتواضع القنوع ، برغم أنه عكس ذلك الأمر تمامًا .

    والشاعر الذي أقصد ليس بالناظم ، وهناك لبس واضح لدى عامة الناس في مسألة التفريق بين الشاعر والناظم ، إذ أن الكثير يرون أن الشاعر هو الناظم ولا فرق بينهما ، ولكن الحقيقة تختلف ، فليس كل ناظم شاعرًا ، وليس بالضرورة أن يكون كل شاعرٍ ناظم ، فالشاعر الحقيقي حالة إنسانية متوهجة تمشي على قدمين ، لا يملك خيار الوقت والمكان في عملية البوح ، وتدفق القريحة يجتاحه عادةً بشكل مباغت ، دون إرادةٍ منه ودون استئذان ، فتراه وقد تدفق إما همهمةً وإنشادًا ، وإما كتابةً وجملاً ،وإما رسمًا أو عزفًا ، وإما صمتًا وغورقة ، أما الناظم فهو صاحب ملكة أدبية عقلية ، وهو على أهبة الاستعداد دائمًا للكتابة حول أي موضوع ، فهو هجّاء مدّاح ، جاهز في كل لحظة ، وفي أي مناسبة ، فما أن تقع الواقعة ، حتى تراه وقد ملأ الأسطر والطروس من الأحبار والقوافي والاستعارات والتشبيهات والجناس والطباق ...الخ وقد تكتمل قصيدته قبل أن يكتمل الحدث الذي هو بصدد الكتابة عنه !.

    والشعراء عادة ما تسودهم روح الألفة والانسجام ، فهم الأقرب إلى بعضهم البعض ، والأكثر إنصاتًا ، والأجمل بوحًا ... على عكس ( النظمة) الذين تتصاعد في ذواتهم روح المنافسة والتضاد ، وقد يصل الحال ببعضهم إلى التلاسن الحاد ، أو إلى إطلاق التهم والنيل من الخصوصيات .. وكأن العمل الإبداعي لديهم حالة خصومية (كروية) وهو ما يلاحظه الكثير من متابعي ساحات الشعر ( والشعر الشعبي على وجه الخصوص) في المنتديات وعلى صفحات الجرائد والمجلات وفي مجالس ( .... الأدب ) .

    أما عن الميول والتوجهات ، فالشعراء ذوو همّ إنساني مطلق ، وهم لا ينعزلون بطبيعتهم عن أيٍ من قضايا الحياة ، فدواخلهم مليئة بالمتناقضات التي تصطدم بالمثل العليا التي ينطلقون منها في تعاملاتهم وفي سلوكياتهم بشكلٍ عام ، فما يحدث في محيطهم من جرائم أخلاقية لا يمر على أذهانهم مرور الكرام ، إذ تؤثر أبسط الأمور في مقياس مزاجيتهم وفلسفتهم كتأثير أعقد الأمور تمامًا ، وهم قليلو البوح ، ولا يعبرون إلا عن أنفسهم ، وإن امتشق أحدهم قلمه ، فإنه يكتب لاشعوريًا كمن ينزف ، وإن كتب كتب تلميحًا لا تصريحًا وأتى بجديدٍ واقتضب .

    أما النظمة فهم حيويون إلى أبعد مدى ، ويتسمون بالنشاط العقلي المتقد ، وما يميزهم عن غيرهم أنهم مبدعون في طرائق الكتابة ، قادرون على جذب الدهشة الآنيّة ،وصافّون بدرجة متميزة ، إلا أنهم ( يخترعون) ما يكتبون ، إذ لا رابط بين بوحهم وبين ما يشعرون به ، فقد يكتب أحدهم في وصف مدينة لم يرها ، أو حادثة لم يعايشها ، أو أن ينعت بخيلاً بالسخاء ، أو غبيًا بالذكاء ... وهكذا ، والناظم في غالب الأحيان يعبر عما في عقله لا عما يجول في مشاعره من أحاسيس ، وهو لا يأتي بجديد ، لذا فهو متحكم في قصيدته أكثر بكثير من تحكمها فيه ، على عكس الشاعر تمامًا الذي تتحكم فيه قصيدته إلى أبعد الحدود ، ومن طبيعة النظمة أيضًا أن يكونوا ألسنة أقوامهم وجماعاتهم ، فهم المنافحون والمحامون والإعلاميون فيما بينهم ، وهم كثر ، فطريون ، حاضرون في كل مناسبة ، وفي كل موقف ، وعمومًا يمكن تقريب الصورة في التفريق بين الناظم والشاعر، كالفرق بين العازف العادي الذي يكرر ، وبين الملحن الذي يبتكر ، أو الفرق بين الصباغ والرسام ، أو كالفرق بين بدر بن عبدالمحسن وبين نجوم الأغلفة المشنوقين في متاحف الأدب الشعبي ."
    إلى أي مدى نتفق أو نختلف مع رؤية ( صالح الشادي ) ؟ وهل شعراؤنا جميعًا شعراء ؟ أم أن منهم شعراء ولكن أغلبهم ( نظمة ) ؟
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    #2
    استاذي العزيز / ابو ماجد


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :


    سننتظر رأي شعراءنا هنا في المنتدى الذين ليسوا قلة والحمد لله ، ثم بعد ذلك نحاول أن نشارك بما نسطتيع إن شاء الله .


    تحياتي لك ايها العزيز .
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

    تعليق

    • الغمر
      مشرف منتدى شعبيات
      • Feb 2002
      • 2328

      #3
      ابشرك ان كلام الشادي مردود عليه
      فا الله تعالى يقول ((والشعراء يتبعهم الغاوون))

      فقارن بين صفة الناظم التي وضع الشادي وصفة الشعراء في الايه الكريمه
      فتجدهم هم المقصودين ,

      اما من وصفه الشادي بالشاعر فهو جزء من الشاعر الذي نعرف والذي اسماه ابتداعا بالناظم واقصد انه حاله يمر بها الشاعر ويعبر عنها بشعره وهي حآلات تمر حتى على الانسان العادي ((الغير شاعر)) ويعبر عنها بطريقته الخآصه صمتا ,او انفرادا,او هجوله على رجله والا في سياره.تعبير والسلام

      اعذرني ابا ماجد على الاختصار وارجو ان يكون فيه المفيد ..وقد اعود والله اعلم
      لعيونك

      تعليق

      • محمد الشهري
        إداري
        • Jan 2003
        • 4339

        #4
        مرحبا ملايين يا أبي ماجد وطرحك رائع ويستحق النقاش

        من وجهت نظري
        في الحقيقة ‘ني أتفق مع الشادي بنسبة تصل إلى 95% فيماقال
        أخالفه في شيء بسيط جداً وهو تجييره ( ملكة ) للناظم
        وهي في الحقيقة صفة من صفات الشاعر وليس الكاتب أو الناظم
        فالناظم لم تكن لديه هذه الملكة حيث إنه درس وتعلم فنون الأدب
        ومن ثم بداء تدريجياً حتى أصبح كاتبا ثم ناظماً
        إما الشاعر فلم يدخل بعض الشعراء حتى الصف الأول الأبتدائي
        ولكنه يملك هذه الملكة الشعرية في فكره وفي روحه

        ولكن في النهاية كل ما قاله الشادي صحيح بالنسبة التي حددتها وهذه من وجهت
        نظري فقط قد أكون على خطأ أنا والشادي والعكس

        شكراً لك أخي أبي ماجد ولا عدمناك
        تقبل تحيات أخوك
        محمد الشهري


        تعليق

        • الغمر
          مشرف منتدى شعبيات
          • Feb 2002
          • 2328

          #5
          عزيزي محمد الشهري
          بما انك توافق الشادي بنسبة تصل الى حد الاتفاق فستكون انت الراي وانا الراي الآخر ,وساحاورك هاهنا بناءً على مقالة الشادي تلك

          فان الشادي يقول ان الناظم ((وهي كلمة لا اعلم لها استقلالية في الوصف)) هو ذاك الذي ينظم القصيده متى شاء وكيف شاء ,لاتحكمه العواطف جاهز في كل اللحظات لارتجال القصيد وسبك القوافي ,هجّاء مدّاح .وهو كما يقول الشادي حيوي يعبر عن ما في عقله لاعن ما في قلبه..
          اما الشاعر فيقول عنه ملهم قليل البوح شديد التأثر بقضايا امته ,حساس مرهف ...الى غير ذلك من الصفات العاطفيه الوجدانيه

          وانا اقول اخطأ الشادي وكلامه مردود عليه.....فان ما فعله الشادي في حقيقة الامر انه قسم شخص الشاعر وشعره الى جزئين , جزء عاطفي وجزء عقلي ((وهذا حال كل البشر لايختص به شاعر عن غيره)), فجعل الاول شاعرا والثاني ناظما . وهما في الحقيقة كيان واحد لايأتي احدهما من غير الآخر .
          وقد جعل الشادي الناظم ((على حد قوله )) صاحب هوى ,مخادع لنيل ما يريد ,يمدح من لايستحق المدح ويصف ما لايعرف ويقول ما لايفعل..ولو تمعنت قليلا ((ابا تركي)) في هذه الاوصاف ,لوجدتها صفات الشاعر الذي ما ذكر في القرآن الكريم الا ذماً او مؤمن مستثنى من ذم .و هذه الصفات واشباهها من اقوى اسباب ذلك الذم .((راجع تفسير ابن كثير)) وستجد من وصفه الشادي بالناظم هو من سمّاه الله تعالى بالشاعر ((ومن اصدق من الله قيلا))

          اما الشاعر فقد جعله نزيه النفس صادق الاحساس ذو عاطفةٍ جيّاشه ودود القلب ..وما الى ذالك مما ذكر .
          وهاهنا قف معي ..لو ان هذه الصفات التي ذكر الشادي هي فقط صفات الشاعر , فلماذا كان الشعراء غالبا محل ذم في كتاب الله ؟حتى نزه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الشعر اجمالا بل وقال تعالى ((وما ينبغي له)) ستجد الجواب فقط ان دمجت بين الناظم والشاعر وجعلتهما شخصا واحدا .
          اما اذا بقيت على تلك التقسيمه الشاديه ..والتي لا اظنه اراد بها الا ان ينزل من يسميهم بالشعراء منزلا فوق منزلتهم فذاك شأنك .

          وختاما ارم بقولي هذا كله عرض الحائط ..وخذ بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
          لعيونك

          تعليق

          Working...