حتى لا يُنسى

الأخ العزيز السوادي :

آمل منك الإنتظار وقبول مشاركتي على علاتها .. كما آمل أن تجد صدراً واسعاً لدى المنتسبين للتعليم ..

للجميع تحياتي ،،،

الأخ العزيز الأستاذ السوادي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

أعتذر شخصيا وأعترف بعدم استطاعتي تسلق ماتزرعه لنا هنا من قمم عالية .وأرجو ألا يكون إحجامنا عن التفاعل مع ماتطرحه من قضايا قد سبب لك فتورا .

عزيزي أعاني شخصيا مما ذكرت على مستوى ماسمي بالتعليم العالي !! لا أدري من هذا العبقري الذي سماه تعليما عاليا ..!!

عندما تسمع أحدهم ينادي زميله : ياحيوان ، لا تملك إلا أن تتأسف وتيأس ، فقواميس لغتهم مليئة بمفردات نابية ، لا تدري من اين أكتسبوها ؟!

في رأي أن السبب الأول هو بعدنا عن ماجاء به نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلام من هدي واضح و جلي ، ففي الحديث الذي أحفظه ولم اراجعه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا, ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم, أفشوا السلام بينكم) . انظر إلى هذا الأمر بإفشاء السلام الذي هو إسم من اسماء الله الحسنى .

وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمرنا بأن ندعو اخواننا بأحب الأسماء إليهم ونوسع لهم في مجالسنا ونلقاهم بوجه طلق.

وفي القرءآن الكريم يسمو التعبير في كلام الله جل وعلا فيعبر عن الجماع بالتغشي " فلما تغشاها " ، ويعبر عن الأماكن القذرة بملامسة الغائط ، وهو المكان المنخفض الذي تتجمع فيه بقايا الأشياء .

وفي سورة الحجرات ينهى الله جل وعلى عن مخاطبة الرسول من خلف الحجرات ، ويأمر بالتأدب في الخطاب والمحادثة . وجاء الأمر صريحا وواضحا بخفض الصوت .قال تعالى : وأغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير . وفي سورة الإسراء ما يكفي لتذكيرنا بالمنهج الذي شرعه الله لنا في التعامل مع الآخرين .

أخي الاستاذ الفاضل / السوادي

اذا يتسع صدرك لوجهة نظري حول هذه القضية 00 فأقول الآتي :

اذا كانت هذه الحادثة التي بدرت من المعلم اثناء إشرافه وماصدر منه من الفاظ منكره وغير لائقة 00 أقول إذا كانت تلك الحادثة تمثل ظاهرة منتشرة في مدارسنا 0 فلا يسعنا إلا اخضاعها للمناقشة واعتبارها قضية خطيرة 0 أما اذا كانت حادثة فردية وغير مؤكدة يقيناً بدليل انك لم تسمعها أنت بل نقلها اليك شخص آخر تقول انك تثق فيه 0 ولا أدري استاذي الكريم هل تأكدت من المعلومة من طرف آخر لكي يطمئن قلبك ؟

أخي الا ترى معي أن التعليم يعاني من الظلم المجحف وأنه اصبح الشماعة التي تعلق عليها الكثير من الاخطاء التي تحدث وأن المعلم اصبح هدفاً سهلاً للتندر والتهكم 0 وكأنها لاتوجد اخطاء إلا في التعليم ولا يخطئ إلا المعلمون فقط 0

انا لست بصدد انكار الاخطاء فالتعليم كغيره من القطاعات الأخرى بما فيها القضاء ، لايخلو من الأخطاء ، ولكنني انكر تهويل تلك الاخطاء ونفخها 0 ولا ارفض النقد الهادف الذي يفضي إلى تحقيق المصلحة العامة بصدق وأمانة ، ولكنني ارفض بوصلة الإتهامات التي لاتشير إلا بإتجاه التعليم والمعلمين فقط 0

اخي تأمل معي في تصوير الحدث 00 معلم يستخدم مكبرات الصوت ليقذف الطلاب بأبشع الشتائم 0 فينطلق الصوت مجلجلاً ليخترق الجدران والأبواب ويصب في أذن المواطن الغيور على التعليم 0 فينهض من فراشه بملابس النوم وينطلق بتلك الصورة نحو المدرسة ويمر من أمام الطلاب بما فيهم اولاده والمعلمين وهو بملابس النوم ويدخل على مدير المدرسة فيبادره بتلك الكلمات 00

يدخل إلى غرفة المدير فيقول : لا بارك الله فيما تعلمون أولادنا من علم..
ألا تتقون الله في هؤلاء النشء؟
نحن نعمل وسعنا من أجل أن لا يتعلم أولادنا مثل هذه الألفاظ، فتعلمونها أنتم لهم..!!

انها صورة مؤسفة إن كانت حدثت بالفعل 0 كيف ينكر هذا الجهبذ تصرف المعلم مع الطلاب الذين هم مثل ابنائه ، ويقوم بإرتكاب حماقة لاتغتفر بذهابه إلى إدارة حكومية محترمة وهو بصورة غير محترمة 0 فقد انتهك حرمة المدرسة بأن دخل بتلك الهئية الرثه امام الجميع بلا حياء وكانت الطامة الكبرى انه تهجم على مسؤول في مكتبه وتلفظ عليه بكلمات غير لائقة بدأها بالدعاء على كل جهد تقدمه المدرسة بعدم البركة 0 فأي حماقة هذه ؟؟

والعجيب انكم لم تتحدثوا عن تصرف هذا الفارس الغيور ، وكأنه لم يفعل إلا عين الصواب أما حرمة المدرسة وكرامة العاملين بها فلا تهم احد فلا حول ولاقوة إلا بالله 0

أخي الكريم ان قضايا التعليم التي تحتاج إلى مناقشة كثيرة جدا أما هذه القضية فلا اعتقد حسب تقديري الشخصي انها تستحق النشر ناهيك عن المناقشة والبحث 0 وتبقى هذه وجهة نظري التي تحتمل الصواب والخطأ 0 والله من وراء القصد 0

وتقبل تحياتي وتقديري 0

الأخ الكريم : السوادي
الإخوة الكرام

كتربوي ( سابق) لا أنفي وجود من يستخدم الألفاظ النابية في المدارس من قبل ( بعض) المعلمين ، وهم قلة كما أعتقد ، ولا يمكن تبرير استخدام هذه الألفاظ( خاصة في المدارس) ، ولكننا أيضًا لا نستطيع إنكار استخدام تلك الألفاظ خارج المدارس أيضًا ، نسمعها من بعض الآباء لأولادهم ، ونسمعها من بعض أرباب العمل لعمالهم ، ونسمعها من بعض العسكريين لذوي الرتب الأصغر !!

إذًا موجودة في المجتمع وهي تنبىء عن قائلها الذي يعاني من نقصٍ ما ، وعن مستوى تربيته ووعيه .

أما كيف نعالجها ؟ فبتربية أبنائنا تربية إسلامية صحيحة ، وبالقدوة الحسنة من المعلم في المدرسة والأب في البيت ، ومن كل من يحترم نفسه أولاً ويترفع بها .

اتفق مع أخي الكريم : الأستاذ حسن السهيمي في أن هذا المواطن يحتاج إلى دروس في التربية والتوعية برغم ضخامة الخطأ الذي استنكره ونستنكره جميعًا .

رأي شخصي بحت :

قبل هذا وذاك ..
إذا كان رب البيت بالدف ضاربًا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص ...
هذا المثل ينطبق بقوة على وزارة التربية والتعليم .

فالبيت هو وزارتنا المحترمة ، ورب البيت القابع على قمة هرمها ، وأهل البيت كثير ممن يحيطون بالقمة ، والرقص النهاية الحتمية لسياسة الوزارة .
وحقيقة فالرقص العربي أصبح فناً أصيلاً نجح هذا البيت في تنشئته وتربية كوادر ماهرة في أدائه ، ولمن لا يعلم فالرقص هنا ليس شرقياً ولا غربيًا ولا يصاحبه عزف أو غناء ، بل هو رقص طبيعي على آهات وصرخات طالبي العلم من أبناء هذا الشعب الكريم .
هذه الصرخات والآهات التي لا يسمعها من بالقمة ومن حوله إلا على أنها صيحات عجب وآهات طرب تثني على الإجادة وتطالب بالإعادة والاستزادة ، ولمن لا يصدق ندعوه إلى متابعة وتأمل طموحات أولي أمر هذه البلاد ومقارنتها بواقع التعليم ومصيره في ظل سياسة رب هذا البيت في تحريك عجلة التعليم في هذه البلاد .

لقد أنفقت الدولة وما زالت تنفق مليارات الريالات على إقامة المدارس لإيصال التعليم لكل منزل بالقرى والهجر .. بينما كثير من أبناؤنا وبناتنا ـ بالمدن الكبرى ـ ما زال يومهم الدراسي يبدأ بعد أن تكون الشمس قد توسطت كبد السماء لقلة المدارس .. عجباً وألف عجب من هكذا بيت .. !!!

كيف لا أعجب ولم أجد ـ وغيري كثير ـ الجواب لكثير من استفساراتي والتي منها على سبيل المثال لا الحصر :

ـ أين خطط البيت المستقبلية لمسايرة مستجدات العصر ؟
ـ أين هو من تطبيق مبدأ " يجب أن يكون لكل شيء مكان .. ويجب أن يكون كل شيء في مكانه " في السياسة التوظيفية ؟
ـ أين هو من دحض مقولة " التدريس وظيفة من لا وظيفة له " ؟
ـ كيف أعطى لنفسه حق سلب حقوق المعلمين ؟
ـ أين هو من قول الشاعر " كاد المعلم أن يكون رسولا " ؟
ـ أين هو من الحفاظ على هيبة المعلمين بعد سلبها ؟
ـ من أعطى الطالب العصا نيابة عن معلمه ؟

أليس هذا قمة الإبداع في فن الرقص على طلاب العلم ، لذا أدعو هذا البيت إلى إلغاء مسمى التربية ـ لبعده عنه ـ واعتماد نظام الفرق الموسيقية ليصبح اسم البيت :
الفرقة الفنية لتعليم الرقص

أخي السوادي :
لن أتحدث عن من أسميته في موضوعك بالمعلم ولكنني أتحدى هذا المعلم ومن على شاكلته أن يصمد أمام المرآة ـ أمام المرآة فقط ـ عندما يتحدث عن الأمانة .

نعم .. أتحداه هو ومن على شاكلته .

للجميع تحياتي ،،،

هذه الحادثة وغيرها من الحوادث لا أظنها من الغرائب أو الأعاجيب بل أرى أن ما يحدث في مدارسنا للأسف كهذا الموقف أو ماهو أكبر ما هو إلا انعكاس لتربية المجتمع الكبير فلماذا يخيل إلى الأكثرية منا أن التربية حكر على المدرسة والمأساة الأكبر أن قناعة المسئول عن التربية وهو الأب ترتكز على أن الدور الكامل في التربية من مسئوليات المدرسة ولا سواها فماذا يصنع المعلم والمدرسة إذا بذلت الجهود في سبيل صناعة الأجيال وإعادة تشكيل الناشئة والأب مشغول بلا مهمة والأم لا تدري ما هو المطلوب منها والمعلم وسط قوائم من الأعباء المتتابعة التي أثقلت كاهله نريده ملاكاً منزهاً عن الأخطاء . أنا هنا لا أبرر مثل هذه التصرفات من المعلم ولكن أرجو الا نخلع على المعلمين عباءة البراءة من العيوب فيبقى من لا يخطيء غائباً عن الحياة. ولكن الإصلاح لا يتم إلا بتضافر الجهود بين مؤسسات التربية جميعها وليست المدرسة لوحدها وفي تلك اللحظة يصبح فعل هذا المعلم ومن هم على شاكلته عديم الأثر على أبنائنا ومجتمعنا ككل.