لقد عشت طريداً مسكيناً ومت بطلا شهيدا, وأعطيت صورة صادقة حية للمجاهدين المخلصين في زمان اكتفى بعض أندادك بالتصريحات والصرخات.أنت-كما قلت- طالب شهادة-سألت الله بصدق الشهادة فحقق الله لك طلبك.
كانت أمنيتك-كما قلت –رضا الله فنسأل الله أن يجعلك ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه.
لقد علمت التاريخ كيف يبني العلماء الربانيون الرجال الذين يصدقون الله ما عاهدوه عليه, يلقون عدو الله بصدورهم العارية دبابات الطغاة وصواريخ المجرمين. في زمان ظن البعض إن الجهاد الحق في سبيل الله قد انتهى زمانه وإنه فقد إمكانية قيامة وتأثيره فكنت أنت –وأنت على كرسيك مقعد الجسم قائم الهمة-علامة بارزة في تاريخ الجهاد الإسلامي الطويل والمعاصر ترشد السائلين , وتنير الطريق للتائهين فعادت صورة القادة المجاهدين إلى ميادين الشهادة ومقدمة الطوابير تتبعهم الألوف وتعلوهم الأعلام. ليس لك أيها الشيخ الجليل رصيد خاص , ليس لك موكب خاص, ليس لك زى خاص , ليس لك حرس خاص , سجنت وعذبت ثم قتلت صائماً محتسبا عائدا بعد صلاة الفجر في بيت من بيوت الله, ما تراجعت عن عقيدتك, وما تخليت عن مبادئك, لم تخفك تهديدات أعداء الله قتلة الأنبياء لم تجعلك طائراتهم وصواريخهم تختبي في الملاجي والقلاع المحصنة لأنك تؤمن بأنه لن يصيبك إلا ما كتب لك وإذا جاء الأجل فإنه لأمرد له. حركت في أطفال الحجارة نداء الفطرة في تحقيق العبودية لله بالجهاد الحق في سبيله فكانت خطبك اقوي من كل محاضرات القيادات والكليات العسكرية, علمتهم معنى العقيدة الصحيحة ومعنى حب الوطن ومعنى الشرف ومعنى العرض وان كان ذلك لا يتحقق ولا يفهم ولا يوجد إلا بالجهاد الحق والصبر الحق وإلا يمان الحق فكنت قائدا مربيا مفتيا مجاهدا مثاليا بارزا . لم يدرس أطفال الحجارة في معاهد المسخ وكليات الاختلاط لذلك ضربوا المثل الشامخ كيف يكون الطفل المسلم الحق كيف يكون المجاهد الحق. علمت أيها الشيخ الجليل كيف تفاخر النساء ويتشرف النساء باستشهاد أبنائهن في سبيل الله ثم في الدفاع عن الأرض والشرف والعرض فأين أولئك النسوة الفلسطينيات الطاهرات الصامدات من اللواتي يتسكعن في الشوارع والأسواق آناء الليل وأطراف النهار..فأعدن صورة الأمهات المجاهدات الأول فتحية لكنّ يا نساء فلسطين. اثبت للعالم أنه بالعقيدة الإيمانية الصادقة يتحقق النصر بإذن الله وكم من فتى وفتاة قدموا أنفسهم رخيصة في حب وحرص وتسابق في سبيل الله ففجروا أجسادهم الغضة في الجنود الصهاينة جند الظلم والقهر والاحتلال فتناثرت أحشاؤهم. وتطايرت أشلاؤهم وطار النوم من عيون قادتهم , وانتشر الرعب في أسرهم . وأولئك الفتيان والفتيات لا يملكون إلا أجسادهم وأرواحهم التي لفوها بالأحزمة الناسفة غادروا الدنيا بابتسامة وشرف..لكم الله يأهل فلسطين في زمان عز فيه الصديق , وندر فيه الخليل . ولكم الله يا من تعلمتم على يد الشيخ ياسين وقائد المجاهدين الصابرين المحتسبين. إن كان احمد ياسين مات فالموت حق و(كل نفس ذائقة الموت) والله عز وجل حي لا يموت ينصر من نصره ويثبت إقدام أوليائه. (وكان حقا علينا نصر المؤمنين). إن كنتم يا أهل فلسطين صادقين أوفياء لمبدأ احمد ياسين فالمعركة قائمة ولوحة الشرف وميدان الاستشهاد مفتوح, فاروا أعداء الله جند صهيون كيف يكون الجهاد في سبيل الله.جاهدوا حتى تنالوا شرف الشهادة كما نالها شيخكم والله غالب على أمره والله المستعان.
جمعان بن عايض الزهراني - جدة