Unconfigured Ad Widget

Collapse

افضل العبادة

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الحسام
    عضو نشيط
    • Mar 2002
    • 1555

    افضل العبادة

    أفضل العبادة

    ذكر شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية في مدارج السالكين فصل: أهل مقام" إياك نعبد وإياك نستعين" لهم في أفضل العبادة وأنفعها وأحقها بالإيثار والتخصيص أربع طرق. فهم في ذلك أربعة أصناف: ومنهم الصنف الرابع :
    قالوا : إن أفضل العبادة ؛ العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته .

    فأفضل العبادة في وقت الجهاد : الجهاد ، وإن آل إلى ترك الأوراد ، من صلاة الليل وصيام النهار . بل ومن ترك صلاة الفرض ، كما في حالة الأمن .
    والأفضل في وقت حضور الضيف مثلاً : القيام بحقه ، والاشتغال به عن الورد المستحب . وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل .
    والأفضل في أوقات السحر : الاشتغال بالصلاة والقرآن ، والدعاء والذكر والاستغفار .
    والأفضل في وقت استرشاد الطالب ، وتعليم الجاهل : الإقبال على تعليمه والاشتغال به .
    والأفضل في أوقات الأذان : ترك ما هو فيه من ورده ، والاشتغال بإجابة المؤذن .
    والأفضل في أوقات الصلوات الخمس : الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه ، والمبادرة إليها في أول الوقت ، والخروج إلى الجامع . وإن بعد كان أفضل .
    والأفضل في وقت قراءة القرآن : جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه ، حتى كأن الله تعالى يخاطبك به . فتجمع قلبك على فهمه وتدبره ، والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك .
    والأفضل في العشر الأخيرة من رمضان : لزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم ، حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم العلم ، وإقرائهم القرآن ، عند كثير من العلماء .
    والأفضل في وقت نزول النوازل وأذاة الناس لك : أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم ، دون الهرب منهم .لأن المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه .
    والأفضل خلطتهم في الخير . فهي خير من اعتزالهم فيه ، واعتزالهم في الشر ، فهو أفضل من خلطتهم فيه . فإن علم أنه إذا خالطهم أزاله أو قلله فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم .

    فالأفضل في كل وقت وحال : إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال . والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه .
    وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق ... وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في التعبد بعينه يؤثره على غيره ، بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى أين كانت . فمدار تعبده عليها . فهو لا يزال متنقلاً في منازل العبودية ، كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها ، واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى . فهذا هو العبد المطلق ، الذي لم تملكه الرسوم ، ولم تقيده القيود ، ولم يكن عمله على مراد نفسه ، وما فيه لذتها وراحتها من العبادات . بل هو على مراده ربه ، ولو كانت راحة نفسه ولذتها في سواه . فهذا المتحقق بـ"إياك نعبد و إياك نستعين " حقاً ، القائم بهما صدقاً . ملبسه ما تهيأ . ومأكله ما تيسر . واشتغاله بما أمر الله به في كل وقت بوقته . ومجلسه حيث انتهى به المكان ووجده خالياً . لا تملكه إشارة ، ولا يتعبده قيد . ولا يستولي عليه رسم حر مجرد . دائر مع الأمر حيث دار ، يدين بدين الآمر أنى توجهت ركائبه . ويدور معه حيث استقلت مضاربه . يأنس به كل محق . ويستوحش منه كل مبطل ، كالغيث حيث وقع نفع .كالنخلة لا يسقط ورقها . وكلها منفعة حتى شوكها . وهو موضع الغلظة منه على المخالفين لأمر الله ، والغضب إذا انتهكت محارم الله . فهو لله وبالله ومع الله . قد صحب الله بلا خلق وصحب الناس بلا نفس . بل إذا كان مع الله عزل الخلائق عن البين ، وتخلي عنهم . وإذا كان مع خلقه عزل نفسه من الوسط وتخلى عنها . فواهاً له ! ما أغربه بين الناس ! وما أشد وحشته منهم ! وما أعظم أنسه بالله وفرحه به ، وطمأنينته وسكونه إليه !! والله المستعان . وعليه التكلان .
    مدارج السالكين1/ 67
    لا اله الا الله ....محمد رسول الله
  • الجاسر
    عضو نشيط
    • Dec 2002
    • 401

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    أخي الحبيب الحسام .. لا عدمناك .. وبارك الله لي ولك ..

    نعم أخي :: .. فإن أفضل العبادة .. العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته ..

    أحسنت الإختيار أخي العزيز .. أسأل الله أن يكتب لك أجر ما كتبت ..

    والسلام ختام
    [align=center][/align][align=center][/align]

    تعليق

    • الحسام
      عضو نشيط
      • Mar 2002
      • 1555

      #3
      اخي الجا سر

      اشكر لشخصك الكريم مرورك وتعقيبك بار ك الله فيك
      لا اله الا الله ....محمد رسول الله

      تعليق

      Working...