بدخول الغاز مرحة الاستخراج والتصنيع والبيع يستبشر المواطن خيرا حيث نتوقع تحسين معيشته بعد أن أفاض الله على هذا البلد الكريم من كنوز الأرض نوعا حديثا من أنوا الطاقة النافعة. وهذا مما يجعل أهل هذا البلد يرفعون أيديم إلى الله شاكرين على هذه النعم العظيمة. ويسألونه عز وجل أن يجعل هذا الكنز مباركا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل, عاما غير خاص شائعا غير محتكر. والمنتظر بإذن الله أن يساهم استخراج مخزون الغاز وتصنيعه وبيعه في القضاء على الفقر وأن تخفض سنون الانتظار من (ثلاثين سنة ) إلى ثلاث سنوات أو خمس سنوات أو أقل من ذلك فالبلد ولله الحمد بخير..
وكذلك ينتظر بعون الله أن تنخفض تكاليف المعيشة حتى يستطيع رب الأسرة المتقاعد براتب 1500 ريال أن يجعل أسرته تعيش حياة كريمة كغيرها من أولي النعمة.يفرح أطفالها في العيد ويتعالج مريضها من السكري والضغط وعلل آخر العمر ويسدد فواتير الكهرباء والهاتف والماء.
ولما كان المواطن هو الثروة الحقيقية فإنه – أيضا –ينتظر بتوفيق الله أن يجعل أعلب أبناء هذا الوطن وبناته كل فيما يتناسب مع دورة في المجتمع والحياة فرص وظيفية مناسبة تؤمن له إمكانية الزواج والمسكن والحياة السعيدة كغيره من أبناء الآخرين وبناتهم.
فأبن هذا البلد وابنته يستحقون الكثير ألكثير مما أكرم الله به هذا البلد من خيرات الأرض لأنه ينفق كل ما يحصل عليه أو أغلبه في السوق المحلية فيبقى رأس المال الوطني في البلد ولا يذهب إلى خارجه من غير عودة كما يحصل اليوم من تحويلات العمالة التي امتصت ثروة الوطن من غير مردود نافع ملموس.
إلا إنه لابد من الإشارة ونحن –ربما- على أعتاب طفرة اقتصادية أخرى إلى ضرورة الاستقامة من أخطاء التجربة الطفروية السابقة فلا يتحول المواطن إلى إنسان ترفي اتكالي خامل.
فلابد من بناء أبن هذا البلد بناءً مهنيا عالي التأهيل فيصبح مواطنا منتجا يخدم نفسه ووطنه بمعنى أن نوجد العامل الجيد والمهندس الجيد والمهني الجيد مبتعدين عن طريقة (السلق) في الإعداد فلا ينفع في المستقبل عامل نص استواء ولا مهندس بالبركة , ولا مهني على قد الحال .لابد من المعاهد ومراكز وكليات التدريب عالية المستوى تخرج أجيالا على مستوى رفيع من القوة العملية وإلانتاجية.
اليابان لم تنهض بعد تدميرها بالقنابل الذرية بالبترول . ولا بالغاز ولا بالذهب بل نهضت بعلم وعمل ودأب أبنائها وإخلاصهم وتفانيهم في أداء أعمالهم.
لقد أدركت الدولة وفقها الله أن المستقبل للعلم والتقنية والعمل فأنشأت مراكز ومعاهد وكليات التدريب والتقنية فأدت ما عليها وبقي أن يستشعر شباب هذا البلد واجبة ومسؤولياته فيقبل على التعليم والتدريب والتطبيق كما يفعل شباب الدول الأخرى( هم أحسن منا بماذا؟).
إذا أردنا مستقبلا مشرفا.وحياة كريمة فلابد من إيجاد جيل يدرك قيمة العلم والعمل ليدرك أنه لإمكان للخائب الكسلان.
لماذا تذهب ثروات بلادنا إلى الخارج ونحن في سبات وكسل واتكالية !! وإلى متى سنعيش على خدمة العمالة الوافدة ؟!!
لماذا يتقدم العالم إلى الإمام . ونحن لزلنا نعيب على الشباب العمل في المهن اليدوية.
على الشباب ألا يلتفتوا إلى الأعراف المتخلفة والعادات السخيفة . فالعيب أن يسرق الإنسان والعيب أن يعيش الإنسان عالة على غيره. العمل شرف العمل رجولة إثبات للوجود والنجاح والمكانة.سيروا أيها الشباب إلى الأمام بالعلم والعمل ولا تلتفتوا إلى الوراء ودعاة التخلف والانحطاط. والله المستعان
جمعان عايض الزهراني –جدة
جريدة المدينة الصادرة بتاريخ 27/محرم1425هـ
تعليق