أحمد الدامر
نشرت بمجلة تجارة الباحة بعددها رقم ( 95 ) السنة السابعة عشر رمضان / شوال 1423هـ
فلا الجود يفني المال قبل فنائه ..... ولا البخل في المال الشحيح يزيد
فلا تلتمس بخلا ًبعيش مقترّ......... لكل غد رزق يعود جديد
عندما يكرم الله شخصا يسهل على يديه قضاء حوائج الناس فيحبونه.وإذا أحبوه تجد ألسنتهم تلهج بالشكر والدعاء له حيا وميتا. سرا وعلانية ثم إن الله يهي له المكان المناسب لخدمة عباد الله ومساعدتهم بقدر استطاعته ومن أولئك. هذه الشخصية التي سنتناولها اليوم بهذا الطرح . وقد ذكرني هذا البيت . بهذا الرجل الذي جد في الكرم يبتغى مرضاة الله . نحسبه كذلك والله حسبه . ثم أتاه الحمد والثناء من كل ناطق سمع به أو كان قد دلف هذا البيت للا ستراحة من وعثاء السفر ونال ما يسره الله له لدى هذه الشخصية من إشباع بطنه الخاوي ليقوى على طلوع العقبة و شربة ماء يروى بها عطشه من شدة الحرارة أو مدفأة تعيد له نشاطه من شدة البرد القارس أو تساعده على قطع فيافي تهامة وحرها بعد عنا تكبده صاعدا أو هابطا من هذه العقبة ( التي تزيد عن 30 كيلو متر)
كل هذه الأمور مجتمعة ومتفرقة جعلتني أفكر في حياة الشيخ احمد الدامر رحمه الله رحمة واسعة وأنا أستمع أحاديث الناس عنه وعن كرمه. فلو كان كرمه لسمعة يفاخر بها لدفنت معه فكل شئ لم يكن لله لا يستمر. ثم سوف يتحمل من الديون حتى يقال أنه كريم . أضف إلى ذلك إن أحمد هذا لم ينشد من أبناءه أو ممن سمع به تخليد ذكره وكان همة الوحيد أن يكرم قاصد يه بدون منّة مما وسع الله في رزقه في تلك الأوقات آللتي لا يعرف فيها سوى المحاصيل الزراعية فكان المحصول وفير بأسباب دعوات مرتادي منزلة . وبسبب صدقه مع الله أولا ومع نفسه ثانيا. مما جعل الأجيال تتناقل أخباره والألسن تلوكها ويحدث بها جيل بعد أخر وهاهي تكتب في صحف سيارة في الحياة الفانية . أما في الأخرة فعلمة عتد الله ونسأله عزوجل أن بجعلها في ميزان حسناته وأن تبيض صفحاتها . قد يتبادر إلى الذهن إن هذه مبالغه. ولكنها الحقيقة التي فرضت نفسها فنحن لم نكتب كلما سمعنا وإلا لكان ذلك يحتاج إلى مجلدات ندون فيها سيرته ولكن نرى الفائدة من الاختصار أفضل .واحمد هذا من قرية الفهيدة التابعة لقرية اشحط إحدى قرى تهامة بالخز مر والذي كان مسكنة في أسفل عقبة كدادة التي هي طريق من أراد السراة فتوصله إلى قرية الجماجم إحدى قر ى بالخز مر ثم يذهب للجهة التي يريدها . أ والنازلون إلى تهامة توصله بقرية اشحط ثم تتفرع الطرق إلى أودية تهامة . وبالمناسبة فإن هذه العقبة وأمثالها وإن كانت لقبيلة من ناحية إصلاحها وحماية من يسلكها من عبث العابثين إلا إن المرور منها لكل الناس وقلة من البيوت تكون على جانب الطريق وفيها يقول المثل عند زهران ما يسكن بجانب الطريق بخيل ما يسكن إلا جيد
ولهذا كان سكن أحمد الدامر رحمه الله على طريق الطالعين والنازلين وقد تطابق المثل مع عمله فهو جيد وكريم مما جعل بيته أشبه بمحطة استراحه لما عرف عنه من كرم , ورحابة صدر, ومحادثة ضيوفه ببشاشه , واستقبالهم بالترحيب وألإ بتسامه آلتى لا تفارق محياه وكان يقدم لهم ما تيسر له. غير متكلف .
مولده : يفترض إن احمد الدامر من مواليد أواخر القرن الثالث اعشر الهجري وقد عاش في بداية القرن الرابع عشر الهجري وهذا الافتراض من مجرى قصيدة .على الغبيشى الذي أمتدح
فيها الدامر والمعروف إن الغبيشى توفى حوالي 1340هـ حسبما ذكره الأستاذ على السلوك في الموروثات ج2 ص161 أما وفاته فقد كانت تقريبا في أواخر العقد السادس أو بداية العقد
السابع من القرن الرابع عشر حيث عمر أكثر من تسعين عاما وللعلم فإن كثيرا من المناسبات الهامة . كانت تؤرخ بسنوات الاجداب أو الأمطار الغزيرة أو القتال بين القبائل.
وإحقاقا للحق لو إن هذه المعلومات استقيتها من أحد رجال بالخز مر. سراه وتهامة فقط لكانت مجروحة بحكم انتماءه إليها . ولكنني لا أحصى من ذكره بالخير من قبائل بني سليم في تهامة وكذلك من قبائل أهل السراة ولقد أثنى عليه كل من دلف هذا البيت أو سمع عنه من قريب أو من بعيد أو قد زاره . وما هذه القصيدة التي أتحف به السامعين قديما. ابرز الشعراء في الساحة أنذاك أو بالأصح كانوا رموز الشعر في الجنوب إلا واحدة مما قيل في هذا الرجل رحمه الله . نختم بها هذه العجالة عن حياة احمد الدامر . بهذه القصيدة وهناك قصائد أخرى محفوظة في صدور الرجال الذين يعرفون قدر هذا الرجل . سوف نحاول اقتلاعها من صدورهم وجمعها وغربلتها وتقديم ما هو صالح للنشر ولعلها ترى النور قريبا عن هذا الرجل وغيره ممن كتبنا عنهم. ومن لم نكتب عنه أن شاء الله تعالى و لعل هذه المجلة لها النصيب الأوفر منها. بعد أن يتكرم من لدية معلومات وافية يفرج عنها . وسنسعى إليهم بقدر ما يسمح لنا به الموقف أو نتصل بهم لهذا الغرض. والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل
البدع من ابن ثامرة
يا سلامي يأهل بو ركبة في الميدان خل المفتلي
حكّم البيطار في صنعته مافيه لاخله ولاتهمان
من يصيبه حزّت المكربه يزفر ويتمظظ آلّ لَهْ
الرد من الغبيشى
يوم رحنا عند عيدان كان قبل ( تل وهله) فتلى
هو ويا لطاوي وربى جعلهم مركزا للحجز والتهمان
وأحمد الدامر عسى فدوته من أهل الوجوه المظللة
من البريد الأخ محمد بن مسفر الزهراني المندق شكرا على رسالتك وماذكرته سنأخذ به مستقبلا أن شاءالله
(للتواصل ص ب 15195 جدة21444)
(أبو ركبه والمفتل) : نوع من البنادق القديمة (( التهمان : )) لا يوجد به خلل
يتمظظ : يتجرع آل له : يتأوه –بمعني يتجرع ألا هات مما حل به
تل وهله : قبل هذه المرة
فأتلى : أكرمني بتقديم خبز فتّه في السمن
المظللة: عبوس بعض الوجوه عندما تشاهد الضيف
عيدان والطاوي : عيدان من قرية الفهيدة والطاوي يسكن قربهم وكانوا من كرماء القوم
القصيدة وبعض المعلومات أستقيتها من عضو مجلس الشورى سعادة اللواء د/ صالح بن فارس الزهراني
تعليق