إذا كنت تبحث عن البترول فهو يصلك بالسعر المناسب لك وإذا كنت تبحث عن الحب والولاء ففي بعض الدول العربية أطلق اسم أبيك وأسمك (بوش )على بعض الأبناء وإذا كنت تبحث عن الطاعة فالكل يتسابق لإرضائك وأخذ رأيك.البعض في الشرق الأوسط يحرص على صحتك أكثر من حرص زوجتك. في حين إن صحة كلبك المدلل أهم عندك من صحة أغلب شعوب بلدان الشرق الأوسط..إذا كنت تبحث عن سوق لمنتجات بلادك فالأغلب في الشرق الأوسط يفاخر بان جميع أثاث بيته وسيارته ومكتبه وشركته من المطهرات المنزلية إلى أغلى السيارات أمريكية حتى النساء يتسابقن على أدوات التجميل الأمريكية أما المنتجات العسكرية فلا أريد التحدث عنها لأنني لا اعرف عنها إلا كما يعرف عامة الناس !!أعتقد أنك تبحث عن أمن حبيبتك ( إسرائيل) فأنت ترى إنها تقع بين دول تملك من أسلحة الهذار – اقصد – الدمار الشامل ما يفوق صواريخ كوريا الشمالية وأنت تعلم مخزون أسلحة الدول المحيطة بحبيبتك فهي لا تتعدى القطع البسيطة ومن أقدم الموديلات .. بل وان اغلبها يغطيه التراب والصدأ ولم بعد صالحا للاستعمال. وأبشر بطول سلامة يا مربع لم يعد لك منافس إيديولوجي أو عسكري أو اقتصادي في الشرق الأوسط فالسوفيات ولوا إلى غير رجعة، بل وأصبحوا مدينين مفلسين. وأوربا لازالت تبحث عن وسائل نجاح اليورو . أما الصين ففيروس بسيط كفيروس (سارس) يكفيك مزاحمتهم عدة سنوات ..
النمور الاقتصادية تحولت إلى نمور وديعة لا خطر منها على أحد بعد ترويضها من التاجر الذي سحب رصيده من هناك.بمعنى أن كل توقعات نجاحك في الشرق الأوسط واردة فما الهدف من وراء مشاريعك الديمقراطية وغير الديمقراطية في هذا الجزء من الكرة الأرضية ؟! هل تريد أن يكون في بلدان الشرق الأوسط ديمقراطية حقيقية تطرح الصفقات والطلبات الأمريكية على لجانها ومجالسها فما كان في مصلحة البلد قبل وما كان عكس ذلك رفض ديمقراطية لا تبصم على كل شيء . هل تريد برلماناً كبرلمان بريطانيا أو ألمانيا أو أمريكا يحاسب الكبير والصغير؟! أنت تعلم إن أمريكا قد دمرت اليابان وأنها انتصرت في الحرب العالمية الثانية .وإنها اليوم قوة عسكرية عظمى في العالم . لكن اليابان نهضت بعد هزيمتها وهاهي تنافس أمريكا في التكنولوجيا وهاهي فرنسا وألمانيا تمتلكان من القوى الاقتصادية والعسكرية ما يكفل لها حياة آمنة. قد تستطيع يا بوش السيطرة على الاقتصاد وغيره في الشرق الأوسط.لكن الذي لا تستطيع السيطرة عليه هو إرادة أبناء تلك الشعوب التي تمارس عليهم ضغوطك وربما أن معارضة البرلمان التركي لدخول القوات الأمريكية في حرب إسقاط صدام حسين مؤشر يكفي للدلالة على أن الديمقراطية الحقيقية تشكل أكبر خطر على وجود مشاريع دولتك في الشرق الأوسط فهل تريد حقا أن يقوم في بلدان الشرق الأوسط ديمقراطية حقيقية وبرلمانات وطنية كما في بلدك. أنا اشك كثيرا في إرادتك تلك والله المستعان
جريدة المدينة منبر القراء الأربعاء 12 محرم1425هـ
جمعان بن عايض الزهراني
تعليق