جمعان بن عايض الزهراني
أولئك الفتيات اللواتي لقين مصرعهن عند إحدى المدارس بالمدينة المنورة الاسبوع الماضي واللواتي روعن وزاغت فيهن القلوب والأبصار في نفس الحادث بأي ذنب حصل لهن ما حصل؟
سؤال طويل عريض كبير كبر ذلك الجرم لمشئوم يحتاج إلى جواب طويل عريض كبير كبر حرصن على فلذات أكبادنا فهل من مجيب؟ ذلك الغر الطائش الذي امتطى وسيلة جريمته الشنعاء فمزق أجسادا غضة تحولت في لحظة مشئومة إلى أشلاء متناثرة اختلطت بالدفاتر والأقلام فامتزج الدم بالحبر والتصق العظم بالحطام ذلك السهم الغادر اخترق أجسادا طهرة فحولها إلى أجساد معاقة قد تمضي بقية زهرة شبابها على كرسي متحرك
ذلك انحس المشئوم أطار النوم من عين اللواتي أنجاهن لله من معركة التفحيط والاستعراض الطائش لن ينمن بعد ذلك الحادث المروع نوما هنيئا إذا تذكرت ذلك المشهد الفاجع أشلاء زميلات ودماء أخوات وأشلاء ومراييل ودفاتر وكتب ملطخة بالدماء البريئة ستختزن ذاكرتهن الناشئة كل تلك المناظر المحزنة وكلما مررن بذلك الطريق إلى المدرسة يثور في تلك الذاكرة سؤال غائر إلى أعماق الوجدان والذاكرة نصه: من يحمينا من طيش الطائشين ؟ كلما مررن بذلك المسرح الذي على جنباته ماتت الأخت والزميلة والصديقة أو جرحت أو روعت تذكرن ذلك المنظر لمروع فعادت ذاكرة الخوف والألم والحزن تكبل الخطى وتحبس الأنفاس ترى هل نعود سالمات إلى بيوتنا ؟ كيف سيحتمل قلب تلك الطالبة جو الصف المدرسي؟ وكيف ستفهم الدرس اليوم وبالأمس كانت أختها أو زميلتها أو صديقتها جالسة بجوارها تؤانسها تمازحها تبادلها الأسئلة والأجوبة والأحاسيس والمشاعر والكلمات بل والضحكات والابتسامات
نشاركها أحلامها وأمالها وطموحاتها كن يتناولن طعام الإفطار سويا في ساحة المدرسة فيزدادا لفرح كيف انقلبت رحلة العلم إلى رحلة هم
انه الطيش والعبث والضياع والاستهتار والمراهقة الفجة واللامبالاة وعدم تقدير العواقب أسباب دفعت بذلك الطائش إلى ميدان الندم وساحة القلق وحياة الخوف والأسى والحزن يقبع ألان خلف القضبان تمتلكه الحسرة ويكبله الرهب فلماذا أما ذلك الأب المكلوم الذي وصل إلى ساحة الطيش والرعب فقد وجد ابنته أما أشلاء ممزقة أو جثة مسحوقة أو أعضاء مبتورة فيا لها من صدمة مروعة ويا له من منظر محزن لن تمسحه الأيام والليالي من الذاكرة وتلك إلام التي ودعت ابنتها في الصباح وهي في لباس المدرسة الجمل وقد عادت إليها تلك الزهرة وقد سقى الدم البرى الطاهر أطراف المريول وثنايا العباءة فأنى لها النوم واني لها السعادة أما إذا كانت ابنتها لقيت مصرعها فلم تعد إلى البيت فأي ارض تسعها وأي يد تمسح دمعتها المرارة؟ وكم هي مصيبتها بالغة ماذا ستفعل تلك إلام ببقية ملابس ابنتها التي غادرت دنيا البيت ؟ هل ستحتفظ بها لتشم رائحة ابنتها كل يوم فتزداد لوعتها ويتعمق حزنها أم هل ستتخلص منها فتنجو من كوابيس الحزن وأغلال الأسى اسأل الله إن يجبر كسر أهلهن وان يقوي صبرهم وان يشافي المصابات ويهدئ روع الباقيات والى كل مسئول أقول: ماذا لو كانت ابنتك ضمن الضحايا؟ وإذا لم نحد من طيش المراهقين فما النتيجة؟
خاص: الأستاذة الكاتبة حصة العون: أراك ترفعين راية الحياة الكريمة للشباب والشابات عبر طروحاتك ودراساتك ومشاريعك فلك الشكر والاحترام
جريدة المدينة الصادرة يوم الخميس 28/12/1424هـ ص 12
أولئك الفتيات اللواتي لقين مصرعهن عند إحدى المدارس بالمدينة المنورة الاسبوع الماضي واللواتي روعن وزاغت فيهن القلوب والأبصار في نفس الحادث بأي ذنب حصل لهن ما حصل؟
سؤال طويل عريض كبير كبر ذلك الجرم لمشئوم يحتاج إلى جواب طويل عريض كبير كبر حرصن على فلذات أكبادنا فهل من مجيب؟ ذلك الغر الطائش الذي امتطى وسيلة جريمته الشنعاء فمزق أجسادا غضة تحولت في لحظة مشئومة إلى أشلاء متناثرة اختلطت بالدفاتر والأقلام فامتزج الدم بالحبر والتصق العظم بالحطام ذلك السهم الغادر اخترق أجسادا طهرة فحولها إلى أجساد معاقة قد تمضي بقية زهرة شبابها على كرسي متحرك
ذلك انحس المشئوم أطار النوم من عين اللواتي أنجاهن لله من معركة التفحيط والاستعراض الطائش لن ينمن بعد ذلك الحادث المروع نوما هنيئا إذا تذكرت ذلك المشهد الفاجع أشلاء زميلات ودماء أخوات وأشلاء ومراييل ودفاتر وكتب ملطخة بالدماء البريئة ستختزن ذاكرتهن الناشئة كل تلك المناظر المحزنة وكلما مررن بذلك الطريق إلى المدرسة يثور في تلك الذاكرة سؤال غائر إلى أعماق الوجدان والذاكرة نصه: من يحمينا من طيش الطائشين ؟ كلما مررن بذلك المسرح الذي على جنباته ماتت الأخت والزميلة والصديقة أو جرحت أو روعت تذكرن ذلك المنظر لمروع فعادت ذاكرة الخوف والألم والحزن تكبل الخطى وتحبس الأنفاس ترى هل نعود سالمات إلى بيوتنا ؟ كيف سيحتمل قلب تلك الطالبة جو الصف المدرسي؟ وكيف ستفهم الدرس اليوم وبالأمس كانت أختها أو زميلتها أو صديقتها جالسة بجوارها تؤانسها تمازحها تبادلها الأسئلة والأجوبة والأحاسيس والمشاعر والكلمات بل والضحكات والابتسامات
نشاركها أحلامها وأمالها وطموحاتها كن يتناولن طعام الإفطار سويا في ساحة المدرسة فيزدادا لفرح كيف انقلبت رحلة العلم إلى رحلة هم
انه الطيش والعبث والضياع والاستهتار والمراهقة الفجة واللامبالاة وعدم تقدير العواقب أسباب دفعت بذلك الطائش إلى ميدان الندم وساحة القلق وحياة الخوف والأسى والحزن يقبع ألان خلف القضبان تمتلكه الحسرة ويكبله الرهب فلماذا أما ذلك الأب المكلوم الذي وصل إلى ساحة الطيش والرعب فقد وجد ابنته أما أشلاء ممزقة أو جثة مسحوقة أو أعضاء مبتورة فيا لها من صدمة مروعة ويا له من منظر محزن لن تمسحه الأيام والليالي من الذاكرة وتلك إلام التي ودعت ابنتها في الصباح وهي في لباس المدرسة الجمل وقد عادت إليها تلك الزهرة وقد سقى الدم البرى الطاهر أطراف المريول وثنايا العباءة فأنى لها النوم واني لها السعادة أما إذا كانت ابنتها لقيت مصرعها فلم تعد إلى البيت فأي ارض تسعها وأي يد تمسح دمعتها المرارة؟ وكم هي مصيبتها بالغة ماذا ستفعل تلك إلام ببقية ملابس ابنتها التي غادرت دنيا البيت ؟ هل ستحتفظ بها لتشم رائحة ابنتها كل يوم فتزداد لوعتها ويتعمق حزنها أم هل ستتخلص منها فتنجو من كوابيس الحزن وأغلال الأسى اسأل الله إن يجبر كسر أهلهن وان يقوي صبرهم وان يشافي المصابات ويهدئ روع الباقيات والى كل مسئول أقول: ماذا لو كانت ابنتك ضمن الضحايا؟ وإذا لم نحد من طيش المراهقين فما النتيجة؟
خاص: الأستاذة الكاتبة حصة العون: أراك ترفعين راية الحياة الكريمة للشباب والشابات عبر طروحاتك ودراساتك ومشاريعك فلك الشكر والاحترام
جريدة المدينة الصادرة يوم الخميس 28/12/1424هـ ص 12
تعليق