أخي الكريم : الجاسر

اسمح لي بالاختلاف معك حول تسمية ما قام به أعداؤنا بالاغتصاب فمن يغتصب الآخر شيئه يقوم بذلك مدفوعًا بالطمع بهذا الشيء أو مدفوعًا بشهوة حيوانية ، أما أعداؤنا فلم يأخذوا فكرنا ويدعونا بغير فكر ، نحن من انتشلهم من جهلهم بفكرنا وعلمنا ، فأهديناهم ما كان يجب أن يكافئونا عليه ،وقد وصلت مكافأتهم بالفعل !!! ثم تخلينا (نحن )عن فكرنا وثقافتناومبادئنا ولكن كيف ؟

عندما حرر صلاح الدين أرضنا ومقدساتنا منهم ظننّا أنهم ذهبوا بلا رجعة ، فعدنا ( نحن ) إلى تفككنا ، وبدلاً من أن نتقدم خطوات إلى الأمام لنعوّض ما فاتنا ، رجعنا إلى الخلف ، وعدنا إلى سباتنا العميق ، حتى فاجأنا الاستعمار في العصر الحديث ، والذي كان نسخة معدّلة من تحالف الصليبيين السابق ، وفي هذه المرة استفاد الاستعمار من خطأ أسلافه الذين كانت حملاتهم عسكرية بحتة ، فجعل نصب عينيه غزو فكرنا وثقافتنا ومبادئنا ، وذلك بإحلال البديل الذي أضفى عليه ما يجعله يبدو جذابًا في نظر كل بعيدِ عن منهج الله ، فسرعان ما تخلينا عن كل ما بقي لدينا ( وهو حينذِ قليل ) وتسابقنا مبهورين إلى المراقص بعد أن هجرنا المساجد ، وتبوأنا مقاعدنا في المسارح بعد أن أعرضنا عن حلق الذكر والعلم .

لم يكن ذلك بسبب قوة الاستعمار وإغراءاته فحسب ، ولكنا كنا لا نملك الرصيد الكافي من المبادىء والثفافة والفكر .

عمومًا أخي لن أكتفي بهذه المداخلة ( فلست مهيأ الآن لقول كل مالدي)، ولي عودة بإذن الله وننتظر من يتكرم بالمداخلة .

لك شكري وتقديري البالغين .

ليس لديّ ما أقوله ...لأن ما حدث وما سوف يحدث وهو ليس ببعيد لم يدع لنا مجالاُ للتفكير في ... متى نصحو من سباتنا .
أشك في ذلك ..
ولو صحونا يمكن نعتقد أننا في حلم..
عبد الله رمزي

عزيزي الجاسر
كل شئٍِ مادي يمكن اغتصابه ولكن الفكر ليس بمادي فكيف يكون اغتصابه ؟قد يكون لك في هذا وجهة نظر ..
وان كنت اقول بما يقول ابو ماجد من ان الاغتصاب يعني نقل ملكية المغتصَب الى حيّز املاك المغتصِب فان ذلك لم يكن الواقع الذي نراه وانما ما نراه هو محاولة الغاء فكر ,ويستحيل الغاء فكر دون احلال فكر آخر محله ((فاتجه غزاة الفكر لالغاء فكرنا باحلال فكر بديل محله وهذا ما يسمى بالغزو الفكري))
ولما كان الفكر تراكم قناعات وموروثات يحدد بها الانسان مساره ونهجه الخاص ليبني بها حضارته فقد اتجه اولئك الغزاة لتبديل قناعاتنا وموروثاتنا الثقافية وتغييرها بغيرها
فأتوا اولاً على الموروثات لسهولة تغييرها عن القناعات فحاربوها بحرب غير مباشره وكان ذالك باستعراض مالديهم من حضارة مزعومه بهروا بها اعيننا وسحروا بها عقولنا وكان وراء هذا الانبهار وذلك السحر عوامل آتي على ذكرها لاحقا ان شاء الله ,فأهتزت صورة موروثنا وثقافتنا في انفسنا حتى بتنا نحس انه من المستحيل ان نصل الى ما وصلوا اليه من تطور رآدّين اللوم على ذالك التراث وكم تسمع من يقول ((ولانصل الى ماوصلوا اليه ولا بعد الف سنه )) فبتنا نهدم موروثنا الثقافي بشكل عام باييدينا ولذلك قلنا انها حربٌ غير مباشره لانهم لم يحاربوا ثقافتنا بل جعلونا نحن من يحاربها بعد ان احسسنا بغلبتهم علينا وتفوقهم وكما قال ابن خلدون رحمه الله ((المغلوب مبهور بغالبه معجب به مقلدا له ))
ثم اتوا ثانياً على قناعاتنا ولما كان تبديلها من الصعوبة بمكان فقد علموا ان الجيل القديم يصعب تغيير قناعاته فعمدوا الى النشء ليكوّنوا جيلا ذي قناعاتٍِ مختلفة عن قناعات الجيل السابق ولو بنسبةٍ قليلة وهكذا جيلا بعد جيل مؤملين ان تتلاشى تلك القناعات نهائيا,وكانت حرب العقيدة او القناعات هذه تتم عن طريق حجب ومنع النشء من تعلم تلك القناعات او محاولة تبديلها قبل ان ترسخ في ذهنه ,ففتحوا بلدانهم للدارسين من الشباب من ابناء الامه وفتحوا فروعا لجامعاتهم ومدارسهم في بلداننا ((سواء كانوا مستعمرين او بداعي الصداقة المزعومه)) ولما كانت صورة الموروث الثقافي قد اهتزت اصلا كما ذكرنا في اولاً واصبح شبابنا يبحث عن طريق مختصر للوصول الى ما وصلوا اليه فقد كان الاقبال على ذالك كبيرا ومن بين اولئك ومن بين من اصبح يعلن اعجابه بطريقتهم وقد فقد احترامه لتقافته الموروثه وتبدلت بعض او جُل قناعاته عن قناعات الاجيال السابقه اختاروا سفراء لهم من بني جلدتنا يحاربون قناعاتنا ويحاولون تغييرها وانت ترى اليوم كيف اصبحوا كثير وكيف اصبح صوتهم فوق صوت الجميع ..وهل يجهل العاقل نعيقهم ؟.وقد ساعد في حدوث كل هذا عواملا كانت هي ايضا نفس العوامل المساعدة في نجاح حربهم الغير مباشرة على الموروث الثقافي
واخترت هاهنا تبسيط هذه العوامل واجمالها بدلا من بسطها وهي تتبلور في ضعف الوازع الديني واتباع الاهواء وتناحر الامة والسعي وراء المصلحة الشخصية والغاء امر المصلحة العامه والاعتماد على الغير بدلا من الاعتماد على النفس او مايسمى بالاتكالية في كل الامور ,وكان لاصحاب النفوذ منا دورا خآصا في انجاح كل ذالك فقد ارتأوا ان ذلك مما يمكّن لهم ويبقيهم آمرين ناهين مطاعين فعملوا على اشغال الناس بذلك حتى اشغلوهم عن تحصيل علم نافع بل وحاصروهم عن استكشاف او اختراع مدعين ان كل مانحتاج اليه يأتينا بغير حول منا ولاقوة وان خوفهم على ماهم فيه من سلطة هو الدافع الحقيقي وراء ذالك .بل وشجعوا من جهةٍِ اخرى كل ما من شأنه ان يلهي الناس عن ذلك بل وحاربوا دعاة الخير والفضيلة في معظم اقطار المسلمين حتى وصل الامر بنا ان يجد البعض في بلاد الغرب ملاذا اكثر أمنا له من بلاده وقد يستبين الحصيف تبعات كل تلك العوامل المجملة ولا شك عندي انه سيصل الى اننا نعيش في حآلة من الضياع
نحن ياعزيزي نعيش من دون حصانةٍِ فكريه ,هي بين ايدينا وتحت انظارنا ولكننا لانصل اليها اما لضعف انفسنا او لاننا محجوبون عنها.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..

أخي الغالي :: أبو ماجد :: (مثلك لا يستأذن من هم مثلي) ..

وإن اختلفنا في ظاهر المعنى .. فقلوبنا لن تختلف أبداً ..

النقطة الأولى :

أخي الحبيب ليس بالضرورة في اعتقادي أن يكون الإغتصاب ماديا .. حتى نستطيع تسميته بإغتصاب وإلا لما أطلقوا على من يزني بإمرأة مغتصبا .. مع أنه لم يمتلك مادة حسية فأصبحت في حوزته بل سرق عفتها وهتك عرضها وسار في حال سبيله ..

النقطة الثانية :

من قال لك أن ليس في فعلهم ما يدل على الطمع والشهوة الحيوانية .. إذاً

ماذا تسمي طلبهم الحثيث وسعيهم وراء ثرواتنا ..
ماذا تسمي محاربتهم لشرائعنا الثابتة والتي تسعى إلى ستر المرأة ..

أليس في هذين الأمرين ما يكفي لإيضاح ما هم عليه ..؟؟

النقطة الثالثة :

لسنا من انتشلهم من جهلهم ..!! بل من صدقوا الله في كل فعلهم هم من قام بهذا ..
ولو كنا من فعل ذلك لما انتظرنا أن يكافئونا على ما فعلنا ولأكملنا ما بدأنا ..!!

أخي الحبيب ما تفضلت به في آخر مداخلتك أوافقك في جله .. ولكن ..

نحن نملك من الرصيد ما يكفي لإطاحة هذه الدول كافة .. ولكنا لم نحافظ عليه .. وإن كان قد تعهد الله بحفظه لنا .. إلا أنا رميناه خلف ظهورنا .. واستبدلناه كما ذكرت بحضارتهم الزائفة ..

لك مني تحية تقدير ..

والسلام ختام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..

أخي العزيز :: عبدالله رمزي :: مرحباً بك كاتباً وقارئاً ..

نعم ليس لدينا مجال للتفكير متى نصحو من سباتنا .. لأن وقت التفكير قد فات أخي الحبيب ..
وما يجب علينا الآن هو العمل ..والعمل الدؤوب وبدون كلل أو ملل حتى ندرك ما فاتنا ..

ك ل م ة لك :

اخلع النظارة التي تلبسها على عينيك ..

والسلام ختام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..

أخي الحبيب :: الغمر :: مداخلتك تعني لي الكثير ..

عزيزي قد بينت جزء من وجهة نظري في الرد رقم (5) على أخي الغالي :: أبوماجد ::
ودعني أكمل لك هنا بفلسفة بسيطة أعتقد أنها تقرب الأمور إلى الأفهام أكثر ..

دعني أبدأ من الفكر نفسه أخي الحبيب .. وإن كان معنوياً وليس حسياً نلمسه بأيدينا ..

أليس له وجود في حياتنا .. ؟؟ الإجابة أكيد بنعم .. ولا يمكن لنا أن ننكر بأن لكل مخلوق فكريختص به وكما خلقه الله وقدره .. إذا اتفقنا على صحة هذا الأمر ..

ينبغي أن نسلم بوجود مكان لهذا الفكر .. أين مكانه .. ؟؟ ليس محل نقاشنا هنا ولا أعتقد أن مكانه يؤثر على مسار موضوعنا ..

طيب هذا الحيز الذي يمتلئ به الفكر .. من يمتلكه .. ؟؟ أكيد ستقول لي صاحب الفكر ..

إذاً نحن نسير في طريق واحد إلى الآن ومتفقين .. !!!

إذا أتى أحد بفكر معين ولنرمز له بالحرف .. ( س ) ..
وآخر بفكر آخر ولرمز له بالحرف .. ( ع ) ..

وكان الثاني ذو مهارة عالية في التحدث عن فكره وصياغته بأساليب شتى تؤثر على المتلقي فاستطاع أن يسرق لب الأول ويغرس فكره .. ( ع ) .. مكان الفكر .. ( س ) ..

إذاً .. هنا ستوافقني بأنه لا يمكن للفكر .. ( ع ) .. من دخول مكان الفكر .. ( س ) .. إلا بإبعاد الفكر .. ( س ) .. وطرده من مكانه الذي كان قابعاً فيه ..

إذاً .. نستنتج في نهاية الأمر أن صاحب الفكر .. ( ع ) .. اغتصب مكان الفكر .. ( س ) ..
وبطبيعة الحال سيكون اغتصب فكره الذي مُحي من الوجود ..

ألم أقل لك أنها فلسفة بسيطة ستوصلنا إلى ما نريد ..

أما بالنسبة لموضوع ( لا نصل إلى ما وصلوا إليه ولو بعد ألف سنة ) .. فالسبب بسيط أخي الحبيب ..

وهو أننا لا نبدأ من حيث انتهوا ياعزيزي .. هذا من الناحية الصناعية والتقنية ..

ولو كنا مقلدين لهم في هذا المجال كما نفعل في مجال اللبس والطباع الخُلقية .. لتغلبنا عليهم في مجال الصناعة والتقنية كما تغلبنا عليهم الآن في مجال اللبس والطباع الخُلقية !!!

أما العوامل التي سردتها يا أخي الحبيب .. فلا أجد إلا موافقتك فيها جملة وتفصيلاً بالرغم من اختصارك لها ..

سررت بمداخلتك أخي الحبيب .. فكن دائماً معنا ..

والسلام ختام