بالقدر الذي فاجأني فيه العنوان .. بالقدر الذي أخافني .. بالقدر الذي أسعدني كثيرا ، أقول للجميع أنني سأعود لكي ابحث عن ذاتي التي كتبتم عنها هنا ، فأنا لم أتخيل أنني سأحظى ولو مجازيا ولا بشيء يسير من هذا ..

سأعود إلى هذا الموضوع متى ما وجدت شيئا مما سأذهب للبحث عنه ، أو بعدما يكون الأستاذ عبد الله الجابري قد عاد إليه حسبما وعد .

وإلى ذلك الحين أقول لكل من سأل عني سواءا بالهاتف وفي مقدمتهم الأستاذ عبد الرحمن أو برسائل عبر البريد الخاص أو باي طريقة أخرى . أقول لهم جميعا شكرا من الأعماق وأرجو منهم جميعا في الوقت نفسه أن لايعوّلوا عليّ كثيراً ، فقد شاركت في وقت كنت أرى أنني استطيع تقديم شيئا ما ، وتوقفت عندما لم أجد ما أضيفه ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سـلام الشوق والمحبة
ســلام " يطا الجبل من فراعـــه "

أخوتي الأعزاء / هـــاهو بن مرضي قد أوقظ فينا حــب دفين كادت حضارة " الفول والتميس " أن تمسخه فنقطــع الصــلة بأصـلنا وجزء من حياتنا
هاهو كعادته يطل علينا كنسيم السحر مرة وكقيظ الصيف أخرى
يحرك مشاعرنا مرة ويحرقها أخرى
حتى بات احدنا يصرخ بأعلى صوته
ولي كــبد مقروحة من يعيرني *** بها كبد ليست بذات قروح

ولعلي بهذه الكبد أن اتعجــب لذلك



الإرث الثقـــيل هذا الذي حمـّـلـته الدهور والعصــور تلك الشــخصيات الجنوبية..؟؟
ومنهــا

الشــنفرى

و
حميــد بن منصـور

وسواء أكــانت شخصيات حقيقية أم وهميــة ..؟؟
فإن الشنفرى طالب بثأر أبيه حتى لحـق بــه، وبينهما سالت دماء كثيرة فلامه على ذلك كثير وكثير من اللائمين
وحميد بن منصـور
جاءه محـــب للفتنة يخبره بمن قتل أبيه فعلم أن الفتنة نائمة وأبى في شــجاعة نادرة أن يكون " محراثهــا " ..!!
وبين شخصيتي الشنفرى وحميد بن منصور يقف التدوين موقف الفصــل فيقف من الشنفرى موقف فيه شئ من الإنصاف بما حفظته بطون الكتب عنه من بعض المعلومات ويبقى حميد على " كــف عفريت " الرواة وما يعتريها من عوامل الزمن من تعرية وتحريف وتصحيف وتعديل وما يصيبها من وهن النسيان وعاديات الزمان .
وحتى حميد بن منصور نفسه شارك في هذه الضبابية التي نشأت حول شخصيته فلم يفعل كما فعل الشنفرى بتخليد بعض جوانب حياته بواسطة قصائده وأشعاره .
ولا نكاد نعــرف عنه إلا النزر اليسير وهي مجرد حكايات تفقد قيمتها تدريجيا ولا ترقى إلى مستوى النصوص التي يمكن التعاطي معها ومحاكمتها لإثبات صحتها أو نفيها بشكل شبه قطعي ومع ذلك تبقى تلك المعرفة عند مستوى الشك ولا يرقى إليها اليقين ولا يعتد بها ولا يمكن الاعتماد عليها وحتى تلك القصائد التي تدور على ألسنة أناس محدودين جداً بعضها لشعراءٍ نعرفهم استخدموا فيها شخصية حميد بن منصور كأسطورة رُكبت عليها بعض الإسقاطات المعاصرة كما فعل شاعرنا " ابورزق "
وبما أننا لسنا في سياق بحث تاريخي لتناول هذا القصيدة فإن السياق الأدبي هو الذي نستطيع العبور منه إليها .
وقد لفت نظــري عــدة أمور أستطيع أن أستخلصها من الأطروحات التي تمحورت حولها
أولهــا : تعــلق العــزيز بن مرضي " الملحــوظ " بهاتين الشخصيتان تعلق يصل إلى درجة الوله من عــدة جوانب
ا / انه من عشــاق الحكمــة والصـبر و درء العواقب وهــذا ما تتمحور حوله القصيدة وتنطلق كما أن اظهــر الصفات الشخصية " الشعرية " لأبي رزق هي الحكمة فهو شــاعر الحكمة الآن بلا منازع وأعتقد أن الإنسان لا يتعلق إلا بما يحب .
ب / تعلقه الشديد أيضــا بشخصية حميد بن منصور و" غربته "
ج / هناك خيط رفيع بين الشاعر وشخصيته لاحظه ابن مرضي بحدسه فأعجب به وتمنى أن يستجلي هذه العلاقة اللاشعورية
ثانيها : أن هناك قواسم مشتركة حول شخصية حميد بن منصور انتثرت على امتداد سفوح السراة وأوديتها فتركت بصماتها على شكل قصائد وحكايات تحتوي على قيم ووجدانيات تعايش الناس عليها أعصــر مديدة
ثالثها : هــذا التوحد في التسميات المرتبطة بالأرض والذي تكاد تجده في كل قرية تقريباً
ركيبة الشط
ســد المحــالة
بيــر الشــط
لم يأت من فراغ ولم ينتشر هذا الانتشــار الكبير لو لم تكن وراءه شخصية غير عادية أعطت لهذه الأسماء قيمة غير عادية وقد ساد في ثقافتنا أن الناس تسمي بأسماء بعضها بعضا – ولذلك طقوسه وعاداته - غير أننا لم نسمع
بأنهم يختارون لـ " بلادهم " هذا الأسلوب من التسمية
رابعها : أن هناك إرث وترابط غرامي بين حميد بن منصور وعشق الأرض ولست ادري أيهما كان له فضل السبق في ذلك..؟؟
الأرض أم حميد وقد أنتشر ذلك الإرث وســاد وتوارثته الأجيال بعد الأجيال وما زال أهم سمــات الشخصية ومقوماتها لدى أبناء الجنوب حتى باتت الأرض " الزراعية " أغلى عندهم من كل ما عداها وكم من دماء ســالت على ترابها وكم من " رقاب حمر " كانت - رغم غلاءها - ترخص فداء لتلك الأرض
ومن هنا جاء ت الحكايات والقصص والقصائد لتضرب المثل في عشق الأرض عبر أقاصيص منصور و " حكــاويه "
وإذا أطلقنا الكــلام على عواهنه لعدم وجود الأدلة القاطعة حول شخصية حميد بن منصور وقلنــا إنهــا :
شـــخصية أســــطورية
فماذا عســانا أن نقول والمثل الســائد يقول :
{ ما يجي علــم من تحـــت حجـــــر }

أخي العزيز / بن خرمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

لو تعلم كم انا فخور بك ياعلي ، ولو تعلم كم خذلتني المواقف حين اللقاء فلا استطتيع التعبير لك عن مشاعري نحوك ولم يسمح لي الزمن بترجمة شيء مما أحتفظ به لك ، ولعلها الفرصة الوحيدة التي استطتيع ان استجمع قواي فيها لأعبر لك هنا عن شيئ رمزي منها ، هو هنا في المنتدى . ولكن ولعلمي بأنك لا تريد ذلك ولكي لا أثقل على القراء فسأكتفي هنا بدعائي بأن يحفظك الله ويسدد على درب الخير خطاك .

مع علمي بأن وقتك ليس ملكك إلا انني اتمنى أن تحاول أن تخرج لنا مما عندك فلديك مايُفرح ويشرح .

عزيزي / حميد بن منصور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

لازلنا ننتظرك فالأمر يعنيك .

*******

أستاذي الفاضل / أبو عادل الأزدي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :

لا نملك ابدا أن نجاريك في هذا الأسلوب الذي تسحر به البابنا ، وتظيف إليه مايحلو لك من تراثنا ، فسلامك الذي يطأ الجبل من فراعه وصل الينا وتغلغل في احاسيسنا ولكننا لا نستطيع تأليف مفردة واحدة يمكن أن تقنعنا بايصال ما هو موجود لك عندنا من محبة واحترام وتقدير ، فالمعذرة ايها السيد الأديب .

سيدي الكريم : صدقت ورب الكعبة في استنتاجك ، فقد تولعت باشياء قديمة كثيرة ، فحُميد بن منصور والشنفري والغول والعنقاء ، كلها حفرت في ذاكرتي منذ ان كان جدي رحمه الله يرويها لنا ونحن متحلقين حوله في ليالي الشتاء الممطرة الباردة ، حين كنا نصطلي بقبس " الملّة " التي تحرق مقدمة اجسامنا بينما لا تزال جهاتنا الخلفية تعاني من الزمهرير ، نمسح بسيقاننا العارية حتى من اللحم ونتأخر ثم نتقدم ونحن لا نحس بحركاتنا فكلنا منصت إلى حميد ورواياته الممتعة الجميلة المؤلمة .

ياسيدي الكريم ، إذا لم أتعلق بحميد بن منصور ورواياته ، والشنفري وبطولاته ، فبمن أتعلق ياترى ؟! لاسيما انها كانت تنحت في ذاكرتي في وقت مبكر ، لم يكن فيها لاعدنان ولا لينا !

غادرت قريتي وانا في الصف الأول المتوسط وفور وصولي إلى الطائف بدأت في زيارة مكتبة المؤيد ، اقتني منها روايات مصطفى لطفي المنفلوطي ، فأعجب بها ايما اعجاب ، وغادرت الطائف وبدأت أقرأ موسم الهجرة إلى الشمال وهاجرت انا ايضا الى الشمال وقرأت البؤساء لفكتور هيجو ، وحفظت معظم عباراتها وتولعت بها إلى درجة الهوس ، إلا انني ياسيدي العزيز لا ازال أذكر " السيناريو" وبدقة متناهية لتلك الروايات التي كنت أسمعها من جدي رحمه الله وانا لم أكن قد تعلمت فك الحروف الهجائية . ومن هنا ياسيدي يأتيني حميد بن منصور ويقتحمني الشنفري ولا أزل يا ابا عادل لا ازال أبحث عنهم وعن تاريخهم وعن الغول والعنقاء والخل الوفي ..


شكرا لكم ياسيدي شكرا شكرا شكرا .