Unconfigured Ad Widget

Collapse

مغامرة من أجل الطماطم.

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ناصر بن جروض
    عضو مشارك
    • Jul 2003
    • 260

    مغامرة من أجل الطماطم.

    لازال خط الذاكرة لم يغلق وشمسها لم تغب ، بحرها واسع ، وجواهرها كثيرة لامعة ، ونجومها ساطعة ...
    إنني الآن في لحظة الغروب يحل بنا ( عمي عطية ) ضيفاً ، يرحب به الوالد ويهش له ويبش ... يتوارى أخي عن الأنظار ، فكان لزاماً علي أن أقوم بدوره في تقديم القهوة إلى الضيف ..... دخلت مجلس الضيوف وبه الوالد وضيفه ، لقد فهمت ! إنه يقدم شكوى ضد أخي ( سعد ) ، وهنا تبادرت إلى ذهني استفهامات كثيرة وتساؤلات عديدة ، واستنتاجات ذكية ..... ملخص القصة يا سادة :
    أن أخانا أطل على سور منزل العم عطية ، والذي لما يسكنه بعد ، فإذا بنبتة ( طماطم ) وبها ثمرة تميل إلى الاحمرار ، فسال لعابه لها وظن أنها المن والسلوى ، فغامر وخاطر وشمر عن ساعده في سبيل الحصول عليها ، ولسان حاله يقول إما الطماطم أو أهلك دونها ، فقفز قفزة قوية وهجم عليها ليقتلعها من أحظان أمها دون هوادة أو رحمة ويقضمها قضماً ، عندها شعر بالفتوة والقوة ، فكأنه حرر فلسطين ، أو قاد معركة حطين ، فرجع قافلاً إلى المنزل بعد الانتصار الذي حققه ، ظاناً أن الأمر قد انقضى ، وأن بفعلته تلك الكل قد هابه ، وأصبح يُخشى جنابه ...
    بينما ذهب ( العم عطية) لتفقد منزله، وسقي ما به من شجيرات ، تفاجأ أن ثمة لص صغير قد اعتدى على ( الطماطم ) ، فعرف الأثر ، وأيقن أن المجرم معلوم ، فالبعرة تدل على البعير ، وأثر القدم يدل على المسير ، عندها توجه إلى الوالد ليرفع إليه الشكوى ضد المتهم ....
    لما انتهى من كلامه ظننت أن الأمر سهل وحله أن يأتي الوالد له بصندوق طماطم من مزرعتنا أو عشرة صناديق ، وينتهي الأمر ( هذا هو الحل في نظري )....
    لكن الذي حدث العكس فالعم عطية ( أقسم على الوالد أن لا يعاقب سعداً عقاباً جسدياً ، وإنما يكتفى بالتوبيخ والنصح والإرشاد ).
    قلت في نفسي عجباً لهذا الرجل يرفع شكوى ضد مجرم خطير اعتدى على حبة الطماطم ثم يطلب الصفح عنه....
    بعد زمن أدركت أنها التربية ، ولم تكن بغيته الشكوى ، وإنما المساهمة في بيان السلوك الخاطىء للأطفال ، وأما ( سعد ) فقد حدث له من الكلام والمحاضرات والدروس من كل أفراد العائلة ما جعله يستفيد منه في حياته ،
    والجميع رددوا:
    أوردها سعد وسعد مشتمل......... ماهكذا تورد ياسعد الأبل
    إنها خطوة أولى نحو اللصوصية لو استمرت لاستفحلت واستعظمت ولكنه سلوك خاطىء وجد من يعالجه ويكبح جماحه في مهده.

    سألت ( سعداً ) كيف طعم الطماطم ؟ فقال : إنها أشهى من العسل ، فطعمها يختلف لم أتذوق طعماً مثله .
    قلت له : لكن حدث لك ماحدث فرد علي بقوله:
    لابد دون الشهد من إبر النحل.
    لم يكن هدف العم عطية حبة الطماطم ، وإنما كان هدفه محاربة سلوك فاسد قد يؤدي فيما بعد إلى مصائب أعظم.
    فلو قدم العم عطية اليوم بشكواه إلى أحد معاصرينا لقوبل بالسخرية والتهكم ، وقيل له أمن أجل حبة تفزع براءة الطفل؟
    ثم لتدخلت السيدة الأم في إدارة الزوج الهزبر وحركته بالريمونت كنترول ، ولحدثت حرب البسوس أو حرب الطماطم ....
    بقي أن أقول : سرقة الإبداع أعظم من سرقة الطماطم .
    [align=justify][align=center]*****

    سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
    [/align][/align]
  • السوادي
    إداري
    • Feb 2003
    • 2219

    #2
    إنها خطوة أولى نحو اللصوصية لو استمرت لاستفحلت واستعظمت ولكنه سلوك خاطىء وجد من يعالجه ويكبح جماحه في مهده.
    نعم ، كانت نظرة آبائنا بعيدة المدى فهم بحسهم يحكمون على الأمور من زاوية المستقبل لا من زاوية الآنية..
    هم يؤمنون بأن النار من مستصغر الشرر..وهم أيضًا يوقنون أن الابن ينشأ على ما كان عوده أبوه..

    هي حبة طماطم لكن الفعل أكبر من هذه الحبة بكثير..فمن يدري لو ترك أخوك فلربما تطور مبدأ اللصوصية لديه ولأصبح فيما بعد قاطع طريق يشار إليه بالبنان..

    انقلنا يا سليل إلى ذلك الزمن وأولئك النفر الذين ذهبوا وبقيت مآثرهم..انقلنا لعلنا نعرف من نحن ومن هم..
    أبحر بنا بهذ الأسلوب الشيق وبهذه الروعة في سرد الأحداث واستنتاج الفوائد والعبر ..

    لك منا وقفة أكبار وإعجاب لهذا الطرح وهذا التميز..

    تعليق

    • أبو صخر
      عضو نشيط
      • Feb 2004
      • 413

      #3
      ياسليل ذاك زمن الأباء والجدود ...
      يقتصون ممن سولت له نفسه أن يعمل عملاً مخلاً..إنها حقيقة المرجعيه وسلامة فكرها المضيء ..
      يرجعون ويحتكمون ويتفقون حول من أرتكب خطاءاً ..وهم مع ذلك يختلفون في نوعية العقوبة .. فمن وقع عليه الضرر يصر أن لايعاقب
      من قام بالجرم عقاباً حسياً .. بل معنوياً ومن الكل ..

      أليس يدل هذا على سلامة المرجعية في طريقة التربيه ؟؟؟ بلى والله ...

      وإلى مزيدك المرتبط بالجذور (تراثنا) ياسليل..
      ولك شكري...[/grade]
      علي أبونواس

      تعليق

      • بن معتق
        عضو نشيط
        • Jun 2002
        • 764

        #4
        نعم يا ابا صخر

        هي قيم تغرس في النفوس لتؤتي أُكلها بعد حين...


        نحن في حاجه لمثل هذا النهج القويم في التربيه ولكن...!!!

        ديرتي دار السلام ,
        خير الانام..
        هي حصى والا تراب ...
        هي سما والا غمام,
        آنا منها ولها
        ..هي أنا هيَ جدي...
        هيََ وطن كل الكرام

        تعليق

        • محمد احمد
          عضو مشارك
          • Jul 2003
          • 287

          #5
          سليل الأمجاد

          شكراً لك على هذا الإخراج الرائع لهذه القصه ... لقد ذكّرتني كثيراً من عبث الطفوله ... ورجعت معك الى الوراء ... سنين ...!! ويالها من سنين شاقه ومتعبه ... كنّا فيها نعاني الأمرين ... ولكن والحق يقال ... ولا الوم سعد حين وصف طعم الطماطم بالعسل ... ففي ذلك الحين .. كانت الحياة لها طعم ... وكل شيء كان له طعم ... وقد كان يختلف الأسلوب في التعليم او العقاب حسب حجم الفعل ... ومدى تضرر الطرف الآخر .
          ولكن أذكر والدي رحمة الله ... كان يتفقد العنب ويجد الآثار عندما نسطو عليه أنا وأخواني ... وعليك ان تتصور تلك الآثار ... إنها حبة عنب من كل خصله ومتفرقه ... ونحاول إخفاء الأثر ولكن دون جدوى ... ولن أبوح لك بالعقاب ... فرحم الله والدي ووالديكم والمسلمين أجمعين .وجزاهم عنا خير الجزاء ... نحن لسنا الأفضل ... ولكن تعليمهم لنا لا تستطيع الوصول الى مستواه أية مدارس او معاعد مطوره ... ولذلك سنظل نذكر مآثرهم علينا ... ونلهج لهم بالدعاء ... فقد فزنا في عهدهم بالتعليم القويم على منهج النبي ..صلى الله عليه وسلم ...

          ولك مني خالص الود والأحترام
          مرســــول الحب

          تعليق

          • الحسام
            عضو نشيط
            • Mar 2002
            • 1555

            #6
            سليل الا مجاد

            سجل اعجابي بكل ما تخطة وتقدمة للمنتدي , فلك جزيل الشكر والتقدير
            Attached Files
            لا اله الا الله ....محمد رسول الله

            تعليق

            Working...