لازال خط الذاكرة لم يغلق وشمسها لم تغب ، بحرها واسع ، وجواهرها كثيرة لامعة ، ونجومها ساطعة ...
إنني الآن في لحظة الغروب يحل بنا ( عمي عطية ) ضيفاً ، يرحب به الوالد ويهش له ويبش ... يتوارى أخي عن الأنظار ، فكان لزاماً علي أن أقوم بدوره في تقديم القهوة إلى الضيف ..... دخلت مجلس الضيوف وبه الوالد وضيفه ، لقد فهمت ! إنه يقدم شكوى ضد أخي ( سعد ) ، وهنا تبادرت إلى ذهني استفهامات كثيرة وتساؤلات عديدة ، واستنتاجات ذكية ..... ملخص القصة يا سادة :
أن أخانا أطل على سور منزل العم عطية ، والذي لما يسكنه بعد ، فإذا بنبتة ( طماطم ) وبها ثمرة تميل إلى الاحمرار ، فسال لعابه لها وظن أنها المن والسلوى ، فغامر وخاطر وشمر عن ساعده في سبيل الحصول عليها ، ولسان حاله يقول إما الطماطم أو أهلك دونها ، فقفز قفزة قوية وهجم عليها ليقتلعها من أحظان أمها دون هوادة أو رحمة ويقضمها قضماً ، عندها شعر بالفتوة والقوة ، فكأنه حرر فلسطين ، أو قاد معركة حطين ، فرجع قافلاً إلى المنزل بعد الانتصار الذي حققه ، ظاناً أن الأمر قد انقضى ، وأن بفعلته تلك الكل قد هابه ، وأصبح يُخشى جنابه ...
بينما ذهب ( العم عطية) لتفقد منزله، وسقي ما به من شجيرات ، تفاجأ أن ثمة لص صغير قد اعتدى على ( الطماطم ) ، فعرف الأثر ، وأيقن أن المجرم معلوم ، فالبعرة تدل على البعير ، وأثر القدم يدل على المسير ، عندها توجه إلى الوالد ليرفع إليه الشكوى ضد المتهم ....
لما انتهى من كلامه ظننت أن الأمر سهل وحله أن يأتي الوالد له بصندوق طماطم من مزرعتنا أو عشرة صناديق ، وينتهي الأمر ( هذا هو الحل في نظري )....
لكن الذي حدث العكس فالعم عطية ( أقسم على الوالد أن لا يعاقب سعداً عقاباً جسدياً ، وإنما يكتفى بالتوبيخ والنصح والإرشاد ).
قلت في نفسي عجباً لهذا الرجل يرفع شكوى ضد مجرم خطير اعتدى على حبة الطماطم ثم يطلب الصفح عنه....
بعد زمن أدركت أنها التربية ، ولم تكن بغيته الشكوى ، وإنما المساهمة في بيان السلوك الخاطىء للأطفال ، وأما ( سعد ) فقد حدث له من الكلام والمحاضرات والدروس من كل أفراد العائلة ما جعله يستفيد منه في حياته ،
والجميع رددوا:
أوردها سعد وسعد مشتمل......... ماهكذا تورد ياسعد الأبل
إنها خطوة أولى نحو اللصوصية لو استمرت لاستفحلت واستعظمت ولكنه سلوك خاطىء وجد من يعالجه ويكبح جماحه في مهده.
سألت ( سعداً ) كيف طعم الطماطم ؟ فقال : إنها أشهى من العسل ، فطعمها يختلف لم أتذوق طعماً مثله .
قلت له : لكن حدث لك ماحدث فرد علي بقوله:
لابد دون الشهد من إبر النحل.
لم يكن هدف العم عطية حبة الطماطم ، وإنما كان هدفه محاربة سلوك فاسد قد يؤدي فيما بعد إلى مصائب أعظم.
فلو قدم العم عطية اليوم بشكواه إلى أحد معاصرينا لقوبل بالسخرية والتهكم ، وقيل له أمن أجل حبة تفزع براءة الطفل؟
ثم لتدخلت السيدة الأم في إدارة الزوج الهزبر وحركته بالريمونت كنترول ، ولحدثت حرب البسوس أو حرب الطماطم ....
بقي أن أقول : سرقة الإبداع أعظم من سرقة الطماطم .
إنني الآن في لحظة الغروب يحل بنا ( عمي عطية ) ضيفاً ، يرحب به الوالد ويهش له ويبش ... يتوارى أخي عن الأنظار ، فكان لزاماً علي أن أقوم بدوره في تقديم القهوة إلى الضيف ..... دخلت مجلس الضيوف وبه الوالد وضيفه ، لقد فهمت ! إنه يقدم شكوى ضد أخي ( سعد ) ، وهنا تبادرت إلى ذهني استفهامات كثيرة وتساؤلات عديدة ، واستنتاجات ذكية ..... ملخص القصة يا سادة :
أن أخانا أطل على سور منزل العم عطية ، والذي لما يسكنه بعد ، فإذا بنبتة ( طماطم ) وبها ثمرة تميل إلى الاحمرار ، فسال لعابه لها وظن أنها المن والسلوى ، فغامر وخاطر وشمر عن ساعده في سبيل الحصول عليها ، ولسان حاله يقول إما الطماطم أو أهلك دونها ، فقفز قفزة قوية وهجم عليها ليقتلعها من أحظان أمها دون هوادة أو رحمة ويقضمها قضماً ، عندها شعر بالفتوة والقوة ، فكأنه حرر فلسطين ، أو قاد معركة حطين ، فرجع قافلاً إلى المنزل بعد الانتصار الذي حققه ، ظاناً أن الأمر قد انقضى ، وأن بفعلته تلك الكل قد هابه ، وأصبح يُخشى جنابه ...
بينما ذهب ( العم عطية) لتفقد منزله، وسقي ما به من شجيرات ، تفاجأ أن ثمة لص صغير قد اعتدى على ( الطماطم ) ، فعرف الأثر ، وأيقن أن المجرم معلوم ، فالبعرة تدل على البعير ، وأثر القدم يدل على المسير ، عندها توجه إلى الوالد ليرفع إليه الشكوى ضد المتهم ....
لما انتهى من كلامه ظننت أن الأمر سهل وحله أن يأتي الوالد له بصندوق طماطم من مزرعتنا أو عشرة صناديق ، وينتهي الأمر ( هذا هو الحل في نظري )....
لكن الذي حدث العكس فالعم عطية ( أقسم على الوالد أن لا يعاقب سعداً عقاباً جسدياً ، وإنما يكتفى بالتوبيخ والنصح والإرشاد ).
قلت في نفسي عجباً لهذا الرجل يرفع شكوى ضد مجرم خطير اعتدى على حبة الطماطم ثم يطلب الصفح عنه....
بعد زمن أدركت أنها التربية ، ولم تكن بغيته الشكوى ، وإنما المساهمة في بيان السلوك الخاطىء للأطفال ، وأما ( سعد ) فقد حدث له من الكلام والمحاضرات والدروس من كل أفراد العائلة ما جعله يستفيد منه في حياته ،
والجميع رددوا:
أوردها سعد وسعد مشتمل......... ماهكذا تورد ياسعد الأبل
إنها خطوة أولى نحو اللصوصية لو استمرت لاستفحلت واستعظمت ولكنه سلوك خاطىء وجد من يعالجه ويكبح جماحه في مهده.
سألت ( سعداً ) كيف طعم الطماطم ؟ فقال : إنها أشهى من العسل ، فطعمها يختلف لم أتذوق طعماً مثله .
قلت له : لكن حدث لك ماحدث فرد علي بقوله:
لابد دون الشهد من إبر النحل.
لم يكن هدف العم عطية حبة الطماطم ، وإنما كان هدفه محاربة سلوك فاسد قد يؤدي فيما بعد إلى مصائب أعظم.
فلو قدم العم عطية اليوم بشكواه إلى أحد معاصرينا لقوبل بالسخرية والتهكم ، وقيل له أمن أجل حبة تفزع براءة الطفل؟
ثم لتدخلت السيدة الأم في إدارة الزوج الهزبر وحركته بالريمونت كنترول ، ولحدثت حرب البسوس أو حرب الطماطم ....
بقي أن أقول : سرقة الإبداع أعظم من سرقة الطماطم .
تعليق