Tweet
[
المعا قين , وكيفية علا جهم
الإنسان، ذلك الكائن العجيب الذي خلقه الله وأحسن صنعه وتصويره وأوجده في هذه الدنيا ورفعه أعلى الدرجات وحباه بأخص النعم المعجزات ومن أهمها العقل الذي يتحكم به على سائر أعضاء الجسم التي إذا إشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. فما بال المرء منا إذا فقد إحدى النعم أو فقد عضو من جسمه أو تلف آخر وعجز عن أداء دوره الحيوي والوظيفي ؟ ألا تتغير حاله إلى حال لا يحسد عليها. وما بال حالنا إذا ولد أبناؤنا فاقدي إحدى النعم كحاسة البصر أو السمع أو الإدراك أو الحركة أو عند تلف جزء من الدماغ ؟ أليس البنون زينة حياتنا، وبهم تحلو الدنيا بزينتها ؟ أليسوا أمل حياتنا وفلذات أكبادنا ؟. أليس من حقهم علينا أن نقدم لهم كافة سبل الرعاية والاهتمام ونحميهم من سائر الأمراض على اختلاف أنواعها ليكونوا أصحاء معافين لا معاقين؟
إن من أكثر إعاقات الأطفال شيوعاً الشلل الدماغي، وهو تلف يصيب خلايا المخ في مراحل النمو الأولى بالضمور من حيث الحجم والقصور من حيث الأداء الوظيفي. وهذا القصور قد يسبب عجزاً وظيفياً لعضو أو أكثر في الجسم الذي يسيطر على حركته أو نموه الجزء التالف من الدماغ، وعليه تتفاوت أعراض الشلل الدماغي من حيث شدتها وحدتها ما بين البسيط إلى الخطير حسب حجم التلف وموقعه. والتلف الأكثر شيوعاً يكون في منطقة الدماغ التي تسيطر على حركة العضلات واليدين والرجلين، وقد يعاني الطفل المصاب بهذا النوع من التلف الدماغي من تصلب مجموعات من العضلات كالتي في منطقة الأفخاذ فيصعب إبعاد الفخذين عن بعضهما، أو قد يعاني من ليونة ومرونة العضلات. ويعتبر هذا التصلب وأحياناً الليونة من أكبر العوائق للطفل من حيث التطور واكتساب المهارات كالجلوس والوقوف والمشي ومسك الأشياء. ويعاني 80 % من مصابي الشلل الدماغي من درجات متفاوتة لحالات التصلب العضلي منها الشلل الدماغي النصفي السفلي diplegic والشلل الدماغي النصفي الجانبي hemiplegic والشلل الرباعي quadriplegic لليدين والرجلين معاً والذي يحد من النمو الحركي للطفل والمهارات الحركية المكتسبة ويشوه نمو العضلات والمفاصل
جدير بالذكر، أن علامات تشوه اليدين والرجلين عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي لا تظهر عند الولادة عادة ولكنها تتطور وتتفاقم تدريجياً في مراحل النمو اللاحقة
وبفضل التقدم التقني والعلمي والإمكانات الصحية للعناية بالمواليد انخفضت نسبة الإصابة بالمرض أثناء الولادة ولكن هذا الانخفاض قابلته زيادة أخرى حيث أن التطور في الرعاية الطبية جعل الأطفال المولودين مبكراً في الشهر السادس أو السابع للحمل يعيشون، وقد كانت فرصتهم للحياة في الماضي معدومة، ونسبة كبيرة منهم يصابون بالشلل الدماغي. وعليه فنسبة الإصابة بالمرض لا زالت مرتفعة كما في القرن الماضي حيث يصاب بالمرض طفل واحد من بين كل 500 طفل
وتتعدد وتتنوع أسباب تلف وضمور خلايا المخ بعضها غير معروف وبعضها الآخر يكون نتيجة لإصابة خلايا المخ بمسببات مرضية إما أثناء الحمل أو أثناء الولادة أو بعد الولادة. حوالي 86 % من حالات الشلل الدماغي تكون نتيجة لأسباب قد تحدث قبل أو أثناء الولادة، بينما 14 % فقط من الحالات تحدث بعد الولادة. ومن أسباب المرض أثناء الحمل إصابة الجنين بعيوب خلقية بالمخ أو إصابة الأم خاصة في شهور الحمل الأولى بعدوى فيروسية كفيروس الحصبة الألمانية أوالهيربس أو السيتوميجالو أو طفيل التكسوبلازما وغيرها من المسببات المرضية الأخرى أو تعرضها للإشعاعات الضارة أو إصابتها بالأمراض أو بقصور وظائف الغدد كنقص هرمون الغدة الدرقية أو بعض الأمراض الوراثية أو العادات الضارة كالتدخين والكحول. ومن أسباب تلف وضمور خلايا المخ أثناء الولادة تعسر الولادة وما تسببه من إصابات لدماغ المولود، أو الولادة المبكرة قبل موعدها أو نقص إمداد المخ بالأكسجين أو حدوث نزيف بالمخ أو عدم إكتمال نمو المخ أو إصابة المولود حديثاً بالأمراض كاليرقان أو تسمم الدم الميكروبي أو نقص مستوى سكر الدم أو الالتهاب السحائي. ومن أسباب تلف وضمور خلايا المخ بعد الولادة خاصة في العامين الأولين إصابة الجهاز العصبي المركزي بالميكروبات كالالتهاب السحائي الباكتيري أو حوادث السيارات أو الغرق وغيرها والتي ينتج عنها إصابة الدماغ أو الارتطام أو السقوط من مكان مرتفع إلخ. وقد يصاحب الشلل الدماغي مشاكل صحية كالتخلف العقلي والصرع وإضطرابات السلوك واختلال وظائف الإحساس كالرؤية والسمع وتأخر الكلام ومشاكل المضع والبلع وسوء التغذية ونقص النمو
وتكمن أهمية المرض وخطورته في مضاعفاته مع آثار سلبية قد تكون طويلة المدى على حياة الطفل المريض وأسرته. فالمريض لإعاقته الجسدية قد لا يقدر على الحركة أو الجلوس أو المشي أو الاعتماد على نفسه في تنظيف نفسه، ولتخلفه العقلي وقصوره الإدراكي قد يعاني من صعوبات في التعلم ومن مشاكل نفسية بسبب الإحباط والإعاقة الجسدية ومن اختلال في الطباع والسلوك وصعوبة تكوين علاقات سوية من المحيطين لوجود مشاكل في الإبصار أو السمع أو الكلام . كما قد تعاني أسرة المريض من قلق نفسي على مستقبل الطفل أو شعور بالذنب أو عدم توفر المال لعلاجه ورعايته
ويجذبنا موضوع الشلل الدماغي للأطفال والآلام والعلامات المرضية المصاحبة للمرض والتي يقاسي منها الأطفال المرضى الى طرق الوقاية من المرض وطرق العلاج والبرامج العلاجية والخدمات الطبية التي تقدمها المستشفيات التأهيلية المتخصصة كمستشفى عبداللطيف جميل للتأهيل والعيادات التخصصية والذي يعتبر من اهم المستشفيات التأهيلية بالمنطقة خاصة وأنه مستشفى غير هادف للربح حيث يعاد استثمار قيمة العلاج لتطوير المستشفى وتجهيزه بالإمكانات التي توفر البيئة الصحية المعافاة للأطفال المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة
زيارة واحدة للمستشفى تكفي لتكوين فكرة عن مختلف درجات الإعاقة التي يسببها مرض الشلل الدماغي للأطفال نتيجة إصاباتهم بمختلف أنواع المرض وعلاماته ومضاعفاته. وعلى الرغم من أن بعض الأطفال مرضى الشلل الدماغي لا يقدرون على المشي أو الجلوس أو الوقوف أو مسك الأشياء أو تنظيف أجسامهم أو الاعتماد على أنفسهم نتيجة لتأثير المرض على التطور والنمو واكتساب المهارات الحركية إلا أنك تحس في وجوههم نظرة التفاؤل والأمل والابتسامة المشرقة، ذلك لأن الله حباهم بقوة الإرادة على التغلب على المرض من خلال الصبر على التدرب بعزيمة مع الرغبة الأكيدة لاكتساب المهارات الحركية التي يفتقدونها وتراهم تشع من وجوههم نظرات التفاؤل الممزوج بالأمل الكبير في الشفاء العاجل بإذن الله. أطفال كهؤلاء متفائلين وجادين وراغبين في التعلم والتدرب على اكتساب القدرات الوظيفية والحركية لعضلات أجسامهم جديرون بأن نساعدهم ليستعيدوا نشاطهم وحيوتهم ويندمجوا في المحيط الأسري الذي يعيشون فيه. ويرى الأطباء أن اكتشاف المرض مبكراً يسرّع العلاج وتكون له نتائج طيبة من حيث الشفاء، كما أن "الوقاية خير من العلاج" مثل شائع وقاعدة ذهبية، فالوقاية تحول دون الإصابة بالمرض وتحد من مضاعفاته وتخفض نسبته ونسبة الإعاقة حتى نصل إلى مجتمع صحي معافى خالي كلياً من الإعاقة. وطرق الوقاية من مرض الشلل الدماغي للأطفال كثيرة. أولها المحافظة على صحة الأم الحامل من خلال التغذية الصحية الجيدة والمتابعة الطبية والفحوصات الدورية والتطعيمات الوقائية من الأمراض الشائعة التي تصيب الجنين داخل الرحم كالحصبة الألمانية، وتجنب زواج الأقارب لأنه يزيد نسبة الإعاقة إذا كان في الأسرة معاق لمرض وراثي، وتجنب تناول الأدوية أثناء الحمل أو التعرض للإشعاعات التي تشوه الجنين دون استشارة الطبيب، والولادة في المستشفيات المجهزة بأسباب الرعاية الطبية المثلى والأطباء الأكفاء لأن من أهم أسباب الشلل الدماغي تلك التي تكون نتيجة لاختناق المولود أثناء الولادة وعدم مد دماغه بالأكسجين اللازم، وينصح بالاهتمام ورعاية المواليد بالتطعيمات والفحص الدوري للكشف المبكر عن المرض، واتخاذ الاحتياطات الوقائية لتجنب الحوادث أو التعرض للسقوط في المسابح أو من مكان مرتفع، واستشارة الطبيب عند ملاحظة قصور في الوظائف الحركية للطفل أو الإدراك أو ضعف الحواس كالسمع والإبصار وتأخر الكلام حتى يتم التشخيص السليم والتعامل مع الإعاقة في مراحل مبكرة
أما طرق علاج المرض فهي أيضاً متشعبة وأهمها العلاج التأهيلي، ولكن قد يشتمل العلاج على تناول الأدوية التي تعطى للمريض عن طريق الفم أو الحقن، أو التدخل الجراحي. ويجب علاج المرضى في المستشفيات المتخصصة والمجهزة خصيصاً بمستلزمات ذوي الاحتياجات الخاصة مع توفير العيادات التخصصية الأخرى لأجل رعاية طبية متكاملة توفر للمرضى البيئة الصحية للتغلب على الإعاقة والاعتماد على الذات في حياتهم، كما توفر لهم البرامج العلاجية والخدمية الطبية والصحية مع فريق التأهيل الطبي المتكامل الذي يضم استشاريين أكفاء من القسم الطبي، وقسم التمريض، وقسم العلاج الطبيعي، وقسم العلاج الوظيفي، وقسم علاج النطق واللغة، وقسم التقويم، وقسم التعليم الخاص، وقسم التغذية، وقسم العلاج النفسي، وقسم الخدمة الإجتماعية، وقسم الأجهزة التعويضية. ويتكون كل قسم من فريق من الخبراء ولكل قسم دور وظيفي وحيوي هام لإنجاح العلاج التأهيلي للمرضى كل حسب حالته. وتبدأ الخطوة الأولى للعلاج بمعاينة الفريق الطبي للطفل المريض لتشخيص حالته وتحديد درجة إعاقته وتقييم قدراته وتحديد ما إذا كان المريض يحتاج علاج بالعيادات الخارجية أو يحتاج علاج تأهيلي مكثف، ووضع خطة البرنامج التأهيلي المناسب لعلاجه، ثم عمل التحاليل والفحوصات المختبرية والاستشارات الطبية الاختصاصية
وبعد ذلك يقوم الطبيب الأخصائي المشرف على العلاج بمتابعة تنفيذ البرنامج بدقة مستمرة ويطلع الأسرة دورياً عن سير النجاح والمستجدات. وعند إحضار المريض للبرنامج العلاجي النهاري يعاد فحصه وتقييم حالته مرة أخرى مع الاهتمام بأية مشكلة صحية قد تطرأ بما في ذلك الأمراض الشائعة والمصاحبة للإعاقة كالصرع وفقر الدم والإلتهابات التنفسية وأمراض الفم والأسنان، وتشارك في البرنامج النهاري كافة التخصصات والأقسام التي من خلالها يتم تنفيذ البرنامج التأهيلي، حيث يوفر للمريض تغطية طبية شاملة خلال فترة تواجده بالمستشفى، وقد تتراوح مدة البرنامج العلاجي النهاري ما بين ثلاثة أسابيع إلى عشرة أسابيع. ويضم العلاج التأهيلي جلسات تأهيل فردية وجماعية في كافة تخصصات التأهيل لزيادة قدرات وملكات المريض التواصلية مع أقرانه وهي أحياناً من أفضل الطرق التشجيعية للتمارين العلاجية. وتخصص للمريض غرفة بسرير للراحة حيث يتم تدريبة لكي يعتمد على نفسه في أداء نشاطاته الحياتية اليومية كاللبس والأكل والشرب والنظافة بمعاونة فريق التمريض ومساعدة الأسرة. كما تخصص له وجبة غداء رئيسية ووجبة إفطار خفيفة يتم من خلالهما تقييم مشاكل التغذية كالمضغ والبلع تحت رعاية إخصائي التغذية والتخاطب. ولإضفاء جو المرح والترويح عن النفس توفر قاعة ألعاب مختارة بعناية بهدف تنمية مهارات الطفل الحركية والإدراكية. ويحرص المستشفى على تدريب الأم أو المرافق للمريض على البرنامج التأهيلي بهدف ضمان استمرارية العلاج بعد خروجه من المستشفى حتى يأذن الله بالشفاء الكامل والله عزّ وجل لم يخلق داء إلا وخلق له دواء وشفاء، والعلم بحر لا حدود له وخير دليل على ذلك الاكتشافات العلمية المتلاحقة لعصرنا هذا ................................
للجميع احترامي
المعا قين , وكيفية علا جهم
الإنسان، ذلك الكائن العجيب الذي خلقه الله وأحسن صنعه وتصويره وأوجده في هذه الدنيا ورفعه أعلى الدرجات وحباه بأخص النعم المعجزات ومن أهمها العقل الذي يتحكم به على سائر أعضاء الجسم التي إذا إشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. فما بال المرء منا إذا فقد إحدى النعم أو فقد عضو من جسمه أو تلف آخر وعجز عن أداء دوره الحيوي والوظيفي ؟ ألا تتغير حاله إلى حال لا يحسد عليها. وما بال حالنا إذا ولد أبناؤنا فاقدي إحدى النعم كحاسة البصر أو السمع أو الإدراك أو الحركة أو عند تلف جزء من الدماغ ؟ أليس البنون زينة حياتنا، وبهم تحلو الدنيا بزينتها ؟ أليسوا أمل حياتنا وفلذات أكبادنا ؟. أليس من حقهم علينا أن نقدم لهم كافة سبل الرعاية والاهتمام ونحميهم من سائر الأمراض على اختلاف أنواعها ليكونوا أصحاء معافين لا معاقين؟
إن من أكثر إعاقات الأطفال شيوعاً الشلل الدماغي، وهو تلف يصيب خلايا المخ في مراحل النمو الأولى بالضمور من حيث الحجم والقصور من حيث الأداء الوظيفي. وهذا القصور قد يسبب عجزاً وظيفياً لعضو أو أكثر في الجسم الذي يسيطر على حركته أو نموه الجزء التالف من الدماغ، وعليه تتفاوت أعراض الشلل الدماغي من حيث شدتها وحدتها ما بين البسيط إلى الخطير حسب حجم التلف وموقعه. والتلف الأكثر شيوعاً يكون في منطقة الدماغ التي تسيطر على حركة العضلات واليدين والرجلين، وقد يعاني الطفل المصاب بهذا النوع من التلف الدماغي من تصلب مجموعات من العضلات كالتي في منطقة الأفخاذ فيصعب إبعاد الفخذين عن بعضهما، أو قد يعاني من ليونة ومرونة العضلات. ويعتبر هذا التصلب وأحياناً الليونة من أكبر العوائق للطفل من حيث التطور واكتساب المهارات كالجلوس والوقوف والمشي ومسك الأشياء. ويعاني 80 % من مصابي الشلل الدماغي من درجات متفاوتة لحالات التصلب العضلي منها الشلل الدماغي النصفي السفلي diplegic والشلل الدماغي النصفي الجانبي hemiplegic والشلل الرباعي quadriplegic لليدين والرجلين معاً والذي يحد من النمو الحركي للطفل والمهارات الحركية المكتسبة ويشوه نمو العضلات والمفاصل
جدير بالذكر، أن علامات تشوه اليدين والرجلين عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي لا تظهر عند الولادة عادة ولكنها تتطور وتتفاقم تدريجياً في مراحل النمو اللاحقة
وبفضل التقدم التقني والعلمي والإمكانات الصحية للعناية بالمواليد انخفضت نسبة الإصابة بالمرض أثناء الولادة ولكن هذا الانخفاض قابلته زيادة أخرى حيث أن التطور في الرعاية الطبية جعل الأطفال المولودين مبكراً في الشهر السادس أو السابع للحمل يعيشون، وقد كانت فرصتهم للحياة في الماضي معدومة، ونسبة كبيرة منهم يصابون بالشلل الدماغي. وعليه فنسبة الإصابة بالمرض لا زالت مرتفعة كما في القرن الماضي حيث يصاب بالمرض طفل واحد من بين كل 500 طفل
وتتعدد وتتنوع أسباب تلف وضمور خلايا المخ بعضها غير معروف وبعضها الآخر يكون نتيجة لإصابة خلايا المخ بمسببات مرضية إما أثناء الحمل أو أثناء الولادة أو بعد الولادة. حوالي 86 % من حالات الشلل الدماغي تكون نتيجة لأسباب قد تحدث قبل أو أثناء الولادة، بينما 14 % فقط من الحالات تحدث بعد الولادة. ومن أسباب المرض أثناء الحمل إصابة الجنين بعيوب خلقية بالمخ أو إصابة الأم خاصة في شهور الحمل الأولى بعدوى فيروسية كفيروس الحصبة الألمانية أوالهيربس أو السيتوميجالو أو طفيل التكسوبلازما وغيرها من المسببات المرضية الأخرى أو تعرضها للإشعاعات الضارة أو إصابتها بالأمراض أو بقصور وظائف الغدد كنقص هرمون الغدة الدرقية أو بعض الأمراض الوراثية أو العادات الضارة كالتدخين والكحول. ومن أسباب تلف وضمور خلايا المخ أثناء الولادة تعسر الولادة وما تسببه من إصابات لدماغ المولود، أو الولادة المبكرة قبل موعدها أو نقص إمداد المخ بالأكسجين أو حدوث نزيف بالمخ أو عدم إكتمال نمو المخ أو إصابة المولود حديثاً بالأمراض كاليرقان أو تسمم الدم الميكروبي أو نقص مستوى سكر الدم أو الالتهاب السحائي. ومن أسباب تلف وضمور خلايا المخ بعد الولادة خاصة في العامين الأولين إصابة الجهاز العصبي المركزي بالميكروبات كالالتهاب السحائي الباكتيري أو حوادث السيارات أو الغرق وغيرها والتي ينتج عنها إصابة الدماغ أو الارتطام أو السقوط من مكان مرتفع إلخ. وقد يصاحب الشلل الدماغي مشاكل صحية كالتخلف العقلي والصرع وإضطرابات السلوك واختلال وظائف الإحساس كالرؤية والسمع وتأخر الكلام ومشاكل المضع والبلع وسوء التغذية ونقص النمو
وتكمن أهمية المرض وخطورته في مضاعفاته مع آثار سلبية قد تكون طويلة المدى على حياة الطفل المريض وأسرته. فالمريض لإعاقته الجسدية قد لا يقدر على الحركة أو الجلوس أو المشي أو الاعتماد على نفسه في تنظيف نفسه، ولتخلفه العقلي وقصوره الإدراكي قد يعاني من صعوبات في التعلم ومن مشاكل نفسية بسبب الإحباط والإعاقة الجسدية ومن اختلال في الطباع والسلوك وصعوبة تكوين علاقات سوية من المحيطين لوجود مشاكل في الإبصار أو السمع أو الكلام . كما قد تعاني أسرة المريض من قلق نفسي على مستقبل الطفل أو شعور بالذنب أو عدم توفر المال لعلاجه ورعايته
ويجذبنا موضوع الشلل الدماغي للأطفال والآلام والعلامات المرضية المصاحبة للمرض والتي يقاسي منها الأطفال المرضى الى طرق الوقاية من المرض وطرق العلاج والبرامج العلاجية والخدمات الطبية التي تقدمها المستشفيات التأهيلية المتخصصة كمستشفى عبداللطيف جميل للتأهيل والعيادات التخصصية والذي يعتبر من اهم المستشفيات التأهيلية بالمنطقة خاصة وأنه مستشفى غير هادف للربح حيث يعاد استثمار قيمة العلاج لتطوير المستشفى وتجهيزه بالإمكانات التي توفر البيئة الصحية المعافاة للأطفال المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة
زيارة واحدة للمستشفى تكفي لتكوين فكرة عن مختلف درجات الإعاقة التي يسببها مرض الشلل الدماغي للأطفال نتيجة إصاباتهم بمختلف أنواع المرض وعلاماته ومضاعفاته. وعلى الرغم من أن بعض الأطفال مرضى الشلل الدماغي لا يقدرون على المشي أو الجلوس أو الوقوف أو مسك الأشياء أو تنظيف أجسامهم أو الاعتماد على أنفسهم نتيجة لتأثير المرض على التطور والنمو واكتساب المهارات الحركية إلا أنك تحس في وجوههم نظرة التفاؤل والأمل والابتسامة المشرقة، ذلك لأن الله حباهم بقوة الإرادة على التغلب على المرض من خلال الصبر على التدرب بعزيمة مع الرغبة الأكيدة لاكتساب المهارات الحركية التي يفتقدونها وتراهم تشع من وجوههم نظرات التفاؤل الممزوج بالأمل الكبير في الشفاء العاجل بإذن الله. أطفال كهؤلاء متفائلين وجادين وراغبين في التعلم والتدرب على اكتساب القدرات الوظيفية والحركية لعضلات أجسامهم جديرون بأن نساعدهم ليستعيدوا نشاطهم وحيوتهم ويندمجوا في المحيط الأسري الذي يعيشون فيه. ويرى الأطباء أن اكتشاف المرض مبكراً يسرّع العلاج وتكون له نتائج طيبة من حيث الشفاء، كما أن "الوقاية خير من العلاج" مثل شائع وقاعدة ذهبية، فالوقاية تحول دون الإصابة بالمرض وتحد من مضاعفاته وتخفض نسبته ونسبة الإعاقة حتى نصل إلى مجتمع صحي معافى خالي كلياً من الإعاقة. وطرق الوقاية من مرض الشلل الدماغي للأطفال كثيرة. أولها المحافظة على صحة الأم الحامل من خلال التغذية الصحية الجيدة والمتابعة الطبية والفحوصات الدورية والتطعيمات الوقائية من الأمراض الشائعة التي تصيب الجنين داخل الرحم كالحصبة الألمانية، وتجنب زواج الأقارب لأنه يزيد نسبة الإعاقة إذا كان في الأسرة معاق لمرض وراثي، وتجنب تناول الأدوية أثناء الحمل أو التعرض للإشعاعات التي تشوه الجنين دون استشارة الطبيب، والولادة في المستشفيات المجهزة بأسباب الرعاية الطبية المثلى والأطباء الأكفاء لأن من أهم أسباب الشلل الدماغي تلك التي تكون نتيجة لاختناق المولود أثناء الولادة وعدم مد دماغه بالأكسجين اللازم، وينصح بالاهتمام ورعاية المواليد بالتطعيمات والفحص الدوري للكشف المبكر عن المرض، واتخاذ الاحتياطات الوقائية لتجنب الحوادث أو التعرض للسقوط في المسابح أو من مكان مرتفع، واستشارة الطبيب عند ملاحظة قصور في الوظائف الحركية للطفل أو الإدراك أو ضعف الحواس كالسمع والإبصار وتأخر الكلام حتى يتم التشخيص السليم والتعامل مع الإعاقة في مراحل مبكرة
أما طرق علاج المرض فهي أيضاً متشعبة وأهمها العلاج التأهيلي، ولكن قد يشتمل العلاج على تناول الأدوية التي تعطى للمريض عن طريق الفم أو الحقن، أو التدخل الجراحي. ويجب علاج المرضى في المستشفيات المتخصصة والمجهزة خصيصاً بمستلزمات ذوي الاحتياجات الخاصة مع توفير العيادات التخصصية الأخرى لأجل رعاية طبية متكاملة توفر للمرضى البيئة الصحية للتغلب على الإعاقة والاعتماد على الذات في حياتهم، كما توفر لهم البرامج العلاجية والخدمية الطبية والصحية مع فريق التأهيل الطبي المتكامل الذي يضم استشاريين أكفاء من القسم الطبي، وقسم التمريض، وقسم العلاج الطبيعي، وقسم العلاج الوظيفي، وقسم علاج النطق واللغة، وقسم التقويم، وقسم التعليم الخاص، وقسم التغذية، وقسم العلاج النفسي، وقسم الخدمة الإجتماعية، وقسم الأجهزة التعويضية. ويتكون كل قسم من فريق من الخبراء ولكل قسم دور وظيفي وحيوي هام لإنجاح العلاج التأهيلي للمرضى كل حسب حالته. وتبدأ الخطوة الأولى للعلاج بمعاينة الفريق الطبي للطفل المريض لتشخيص حالته وتحديد درجة إعاقته وتقييم قدراته وتحديد ما إذا كان المريض يحتاج علاج بالعيادات الخارجية أو يحتاج علاج تأهيلي مكثف، ووضع خطة البرنامج التأهيلي المناسب لعلاجه، ثم عمل التحاليل والفحوصات المختبرية والاستشارات الطبية الاختصاصية
وبعد ذلك يقوم الطبيب الأخصائي المشرف على العلاج بمتابعة تنفيذ البرنامج بدقة مستمرة ويطلع الأسرة دورياً عن سير النجاح والمستجدات. وعند إحضار المريض للبرنامج العلاجي النهاري يعاد فحصه وتقييم حالته مرة أخرى مع الاهتمام بأية مشكلة صحية قد تطرأ بما في ذلك الأمراض الشائعة والمصاحبة للإعاقة كالصرع وفقر الدم والإلتهابات التنفسية وأمراض الفم والأسنان، وتشارك في البرنامج النهاري كافة التخصصات والأقسام التي من خلالها يتم تنفيذ البرنامج التأهيلي، حيث يوفر للمريض تغطية طبية شاملة خلال فترة تواجده بالمستشفى، وقد تتراوح مدة البرنامج العلاجي النهاري ما بين ثلاثة أسابيع إلى عشرة أسابيع. ويضم العلاج التأهيلي جلسات تأهيل فردية وجماعية في كافة تخصصات التأهيل لزيادة قدرات وملكات المريض التواصلية مع أقرانه وهي أحياناً من أفضل الطرق التشجيعية للتمارين العلاجية. وتخصص للمريض غرفة بسرير للراحة حيث يتم تدريبة لكي يعتمد على نفسه في أداء نشاطاته الحياتية اليومية كاللبس والأكل والشرب والنظافة بمعاونة فريق التمريض ومساعدة الأسرة. كما تخصص له وجبة غداء رئيسية ووجبة إفطار خفيفة يتم من خلالهما تقييم مشاكل التغذية كالمضغ والبلع تحت رعاية إخصائي التغذية والتخاطب. ولإضفاء جو المرح والترويح عن النفس توفر قاعة ألعاب مختارة بعناية بهدف تنمية مهارات الطفل الحركية والإدراكية. ويحرص المستشفى على تدريب الأم أو المرافق للمريض على البرنامج التأهيلي بهدف ضمان استمرارية العلاج بعد خروجه من المستشفى حتى يأذن الله بالشفاء الكامل والله عزّ وجل لم يخلق داء إلا وخلق له دواء وشفاء، والعلم بحر لا حدود له وخير دليل على ذلك الاكتشافات العلمية المتلاحقة لعصرنا هذا ................................
للجميع احترامي
تعليق