لعل البعض يتهمني بالرجعية أو التخلف ، بينما قد يرى آخرون أنني أهرب من الحاضر إلى الماضي بسبب معاناة معينة لا أريد أن أعاصر أحداثها أو أكون أحد أطرافها ...
والواقع لا هذا ولا ذاك ، وإنما أتذكر الماضي لأنني قد عشت المرحلتين ، أو العصرين ، لذلك يحق لي أن أكون من المخضرمين ...
فعندما أتذكر قريتي الصغيرة ، والتي ولدت وترعرعت ونشأت فيها ، أتذكر الهواء الطلق الصافي غير الملوث بعوادم السيارات والمصانع ..
أتذكر صفاء أهل القرية ونقاء قلوبهم ، وتعاونهم وتكاتفهم ، وكرمهم .... بل تنافسهم في الكرم على الرغم من ضيق ذات اليد في ذلك الوقت.
لازلت أذكر إذا حل الضيف بالقرية كيف يجتمعون لاستقباله ومؤانسته وإكرامه ...إنها صفات عربية قديمة زادها الإسلام قوة ومتانة ورصانة...
من هو أكبر مني فحتماً سيكون عمي ، أخافه وأخشاه ، وأحترمه وأجله ....
أذكر أنه حدث سوء تفاهم بين والدي وبين رجل من قريتنا ، واحتدم الجدل حتى بلغ أو يكاد يبلغ التشابك بالأيدي ...
اعتقدت في ذلك الوقت أن هذا الرجل هو عدو والدي اللدود والشيطان الأكبر ، وبالتالي لابد أن يكون عدواً لنا جميعاً .....
اقتربت من الوالد ( لا أدري أ هو ببراءة الطفولة أم بمكرها ) وأردت أن أعلن تضامني معه بطريقة ذكية حتى أحصل على منحة من الوالد ومكانة تميزني بين إخوتي ، فنطقت اسم ذلك الرجل دون أصدره بكلمة ( عمي ) كما تعودنا ، وما إن انتهيت من نطق اسمه تفاجأت بالمنحة تنهال علي صفعاً وضرباً وتوبيخاً ....ياللهول!!! ماهذا ؟ إنه والدي الذي توقعت منه الابتسامة العريضة والإعجاب بهذا التضامن ولكن حدث العكس.
وقال: احترم عمك ياقليل الأدب.
عندها وصلت الرسالة ، وأدركت أن ماحدث إنما هو سحابة صيف ستنقشع ، وأما القلوب فهي مترابطة مع بعضها ...
رحم الله عمي محمد والذي أخبرته فيما بعد بالقصة فضحك ، وقال يا ولدي أنا وأبوك إخوة لا تفرق بيننا التفاهات ، لم يكن متعلماً ولكنه كاد أن يقول : الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ...
هذه حياة القرية ، أفلا يحق لي أن أتوق إلى الماضي وأحن إليه ، وأتمنى أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء .. فالفرق شاسع بين الأمس واليوم ..
والواقع لا هذا ولا ذاك ، وإنما أتذكر الماضي لأنني قد عشت المرحلتين ، أو العصرين ، لذلك يحق لي أن أكون من المخضرمين ...
فعندما أتذكر قريتي الصغيرة ، والتي ولدت وترعرعت ونشأت فيها ، أتذكر الهواء الطلق الصافي غير الملوث بعوادم السيارات والمصانع ..
أتذكر صفاء أهل القرية ونقاء قلوبهم ، وتعاونهم وتكاتفهم ، وكرمهم .... بل تنافسهم في الكرم على الرغم من ضيق ذات اليد في ذلك الوقت.
لازلت أذكر إذا حل الضيف بالقرية كيف يجتمعون لاستقباله ومؤانسته وإكرامه ...إنها صفات عربية قديمة زادها الإسلام قوة ومتانة ورصانة...
من هو أكبر مني فحتماً سيكون عمي ، أخافه وأخشاه ، وأحترمه وأجله ....
أذكر أنه حدث سوء تفاهم بين والدي وبين رجل من قريتنا ، واحتدم الجدل حتى بلغ أو يكاد يبلغ التشابك بالأيدي ...
اعتقدت في ذلك الوقت أن هذا الرجل هو عدو والدي اللدود والشيطان الأكبر ، وبالتالي لابد أن يكون عدواً لنا جميعاً .....
اقتربت من الوالد ( لا أدري أ هو ببراءة الطفولة أم بمكرها ) وأردت أن أعلن تضامني معه بطريقة ذكية حتى أحصل على منحة من الوالد ومكانة تميزني بين إخوتي ، فنطقت اسم ذلك الرجل دون أصدره بكلمة ( عمي ) كما تعودنا ، وما إن انتهيت من نطق اسمه تفاجأت بالمنحة تنهال علي صفعاً وضرباً وتوبيخاً ....ياللهول!!! ماهذا ؟ إنه والدي الذي توقعت منه الابتسامة العريضة والإعجاب بهذا التضامن ولكن حدث العكس.
وقال: احترم عمك ياقليل الأدب.
عندها وصلت الرسالة ، وأدركت أن ماحدث إنما هو سحابة صيف ستنقشع ، وأما القلوب فهي مترابطة مع بعضها ...
رحم الله عمي محمد والذي أخبرته فيما بعد بالقصة فضحك ، وقال يا ولدي أنا وأبوك إخوة لا تفرق بيننا التفاهات ، لم يكن متعلماً ولكنه كاد أن يقول : الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ...
هذه حياة القرية ، أفلا يحق لي أن أتوق إلى الماضي وأحن إليه ، وأتمنى أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء .. فالفرق شاسع بين الأمس واليوم ..
تعليق