بعض الناس يتخيل نفسه في برج عاجي ...وكأنه شيء مقدس يجب على الجميع احترامه ..فالقول مانطق به ...والصواب ما سلكه ..رأيه هو الرأي السديد ، المنبعث من عقل حصيف ، لا يعتريه نقص ولايشوبه خلل..له في كل الثقافات باع ..بل له فضل على كل علم..فهو المعرفه وغيره النكرة ، وهو القمة والآخر قاع..لا يجوز أن يعارض ، أو يقارن فكيف يقارن السيف بالعصا ....
برجه العاجي الخيالي ، والذي يعيشه توهماً لا حقيقة جعله ينظر إلى الناس بكل استخفاف واحتقار ، إذا حضر لا يتكلم إلا بعد إذن حضرته ، وإذا تحدث فيجب على الجميع لزوم الصمت ، وإذا تطرق في رأيه إلى قضية فالرأي ما رأى ولا يؤتى برأي آخر بعده والكل يجب أن يكون رهن إشارته ، هو المتبوع والبقية همج رعاع يجب أن يتبعوه لأن ليس لديهم الحصانة الفكرية ، والمؤهلات الثقافية كي يتقدموا...
إنه إنغلاق الفكر ، بل تصلب العقل وفساده .... وأتساءل هنا :
هل كل الناس بطبيعة واحدة وسجية واحدة ، ومستوى فكري واحد ، وأذواق متشابهة ؟
هل المقولة السائدة والتي تقول (( لولا اختلاف الآراء لفسدت السلع )) صحيحة أم أنها لا تصلح أن تطبق على أرض الواقع ؟
هل الرأي الآخر هو رأي شاذ لا ينظر بعين البصيرة ولا يهتدي إلى طريق الحق ، أم أنه رأي ينظر إلى الأمور من زاوية أخرى قد لا نراها نحن من نفس الزاوية ؟
هل عقلية (( ما أريكم إلا ما أرى )) لا زالت مسيطرة على كثير من الناس في العصر الحاضر؟
من أهدى إلي عيوبي هل أعده من المترصدين لأخطائي ومن المعترضين لصعودي إلى القمة ، وممن يحسدني لسطوع نجمي في الأفق ، أم يجب أن أقدم له الشكر الجزيل والدعاء حتى لو قست طريقة إهدائه لهذه العيوب ؟
هل الرأي الآخر معارض لرأيي ويكره ذاتي أم أنه رأي من طالب الحقيقة ؟
وفي الختام أقول متى نقبل بالرأي الآخر ونحترمه ونقدره ؟
متى نفرق بين المعارض الحاسد وبين الرأي الآخر ؟
همسة :
يا أُخي : كلنا أبناء تسعة أشهر ، خلقنا الله في أحسن تقويم ، وهبك عقلاً تفكر به ، وهببني عقلاً آخر أفكر به ، وسيبقى الحق هدفاً نحن طلابه 000
تعليق