Tweet
الحمدلله وحده وكفى والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفى وآله وصحبه ومن ارتضى,اما بعد
فلما كانت التربية في حياة الانسان تعني تحديد مساره ومنهاجه فانها بالاهمية في حياة الانسان تعني حياته كلها ,فبها يحدد الفكر مساره وبها تبرز اخلاق الانسان وبها يوضح ما يحب وما يكره وبها يتقرر ما تستسيغ النفس وما تعاف .
التربية في حياة الانسان تعني جوهره بين قلبه ولبه,تعني طموحه واحلامه,تعني نفسه وما تكون عليه.
والتربية في الاساس ثلاثة اقسام
القسم الاول:-التربية الالهيه وهي الفطرة التي فطر الله الناس عليها,فان الانسان مثلا يولد وهو يحب اشياء ويكره اخرى بالفطره وانه يستأنس بالجمال محبا للاطلاع والمعرفه متفكرا في ما حوله ,وان من اعظم الامور التي فطر الله الناس عليها معرفته والاقرار بوجوده وتوحيده .قال تعالى((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون)) ,وهذه التربية جعلها الله اساسا في خلق الانسان ولكنه جعلها قابلة للتغير فخيّرهم بين البقاء عليها او الحياد عنها امتحانا لهم قال تعالى((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )) وقال تعالى((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)) ,واما ما يغيّر هذه الفطره وهذه التربية الالهيه فهو القسمان الاخران من اقسام التربية.
القسم الثاني:-التربية الاسريه وهي الآثار التي تتركها البيئة المحيطة بالانسان من اسرته او عشيرته او مجتمعه صغيرا كان او كبيرا.وهذه التربية هي الخطوات الاولى للانسان في توجهه وهي من اعظم الآثار والمغيرات في فطرة الله لخلقه قال صلى الله عليه وآله وسلم((كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه))ولاشك ان المجتمع يحاول ان يجعل كل عضوا فيه موافقا له في منهجه مقتديا به ولذلك فان اهل ذالك المجتمع يحاولون تعليم ذالك العضو مبادئهم ويشربونه افكارهم حتى يغدو مطابقا لما كانوا عليه هم ,ولعل متطلبات الحياة احيانا تجعل من ذالك المجتمع او تلك الاسره تحاول تسيير ذالك العضو لما يخدمهم وينفعهم فيرشدونه ويشجعونه لتعلم صنعه او تحصيل علم ,وقد يرسمون له احلامه ويزينونها له حتى يكبر وهي هدفه في حياته .والتفصيل في هذا الباب يحتمل كثيرا من التشعب فنكتفي بما طرح ونشير ان تأثير هذا القسم في تغييير الفطرة الاساسيه او التربية الالهية لايكون ملازما للانسان الا لفترة عمريه معيّنه وهذا لايعني ذهاب اثرها بالكليه فانه يبقى من اثرها في النفس الشي الكثير ومثال ذالك ابناء يعقوب عليه السلام فان آثار تربية ابيهم لهم بقيت ملازمة لبعضهم واضحة في افعالهم حتى عندما ملأ الحسد قلوبهم وارادوا قتل يوسف فانهم وبرحمة الله وتقديره ثم بأثر تربية ابيهم لهم تدرجوا في الجريمة من القتل الى الضرب الى الطرح ارضا ثم الى وضعه في مكان عام يقصده المآره آملين ان يمر من يأخذه ...ومتى ما اطلق الانسان فكره وراجع ما هو عليه بدأ باهم مراحل التربية في حياته بل وانها المحصلة النهائية في كل عمره ولذالك فانها حياته الا وهي التربية الذاتيه.
القسم الثالث :-التربية الذاتية وهي تربية الانسان لنفسه,وفي هذه المرحلة يبدأ الانسان بغربلة ما تراكم في فكره من حصيلة عمره فيحدد ما يصلح له ويتبعه ويعرف ما يعيقه وما لايصلح له فيهجره ومن هذه الغربلة يخرج انسان مستقل بذاته مختص بمواصفاته لايشابهه بالكلية احد وان كانت صفاته من هاهنا وهاهناك فانه كالمتبضع يجمع في سلته ما يشتهي بعد ان طاف السوق كله .وتختلف التربية الذاتية للنفس من انسان الى آخر فان الكثير من الناس تكون محصلة التربية الذاتية لنفسه ضعيفة لدرجة ان لاتأثير واضح لها في حياته وليست هذه بسيئة في جميع الاحوال فانه ان بقي على ماعلّمه ابواه وكانا على خير كان خيرا له, وقد يصل الانسان بتريته الذاتيه لنفسه الى ان يصبح انسانا متغيرا بالكليه مخالفا لما عليه مجتمعه نهائيا ولمعرفة ان كانت خيرا له او شرا عليه يجب النظر لحال مجتمعه ولما اصبح هو عليه .ولقد كان لعظماء التاريخ وقادة الانسانيه اسلوبهم الخآص الذي يجب اتباعه احيانا للوصول بالنفس الى اعلى مراتب التربية الذاتيه,فهذا خليل الرحمن عليه السلام لما لم تستأنس نفسه بما كان عليه قومه من عبادة الاحجار والاصنام ذهب يقلب بصره في السماء وان نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يعتزل الناس في غار ثور لما راى من سفهاتهم وتعلقهم بغير الله حتى اتاه الوحي وقد كان قبلها يعرف ربه ويتعبده على ملة ابيه ابراهيم عليهما افضل الصلاة والسلام .
ولقد جعل الكثير من العلماء من الخلوة سببا لصفاء النفس ورجوع القلب والوصول الى الحقيقه والتمسك بالحق اقتداء بفعله صلى الله عليه وآله وسلم.
فلما كانت التربية في حياة الانسان تعني تحديد مساره ومنهاجه فانها بالاهمية في حياة الانسان تعني حياته كلها ,فبها يحدد الفكر مساره وبها تبرز اخلاق الانسان وبها يوضح ما يحب وما يكره وبها يتقرر ما تستسيغ النفس وما تعاف .
التربية في حياة الانسان تعني جوهره بين قلبه ولبه,تعني طموحه واحلامه,تعني نفسه وما تكون عليه.
والتربية في الاساس ثلاثة اقسام
القسم الاول:-التربية الالهيه وهي الفطرة التي فطر الله الناس عليها,فان الانسان مثلا يولد وهو يحب اشياء ويكره اخرى بالفطره وانه يستأنس بالجمال محبا للاطلاع والمعرفه متفكرا في ما حوله ,وان من اعظم الامور التي فطر الله الناس عليها معرفته والاقرار بوجوده وتوحيده .قال تعالى((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون)) ,وهذه التربية جعلها الله اساسا في خلق الانسان ولكنه جعلها قابلة للتغير فخيّرهم بين البقاء عليها او الحياد عنها امتحانا لهم قال تعالى((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )) وقال تعالى((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)) ,واما ما يغيّر هذه الفطره وهذه التربية الالهيه فهو القسمان الاخران من اقسام التربية.
القسم الثاني:-التربية الاسريه وهي الآثار التي تتركها البيئة المحيطة بالانسان من اسرته او عشيرته او مجتمعه صغيرا كان او كبيرا.وهذه التربية هي الخطوات الاولى للانسان في توجهه وهي من اعظم الآثار والمغيرات في فطرة الله لخلقه قال صلى الله عليه وآله وسلم((كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه))ولاشك ان المجتمع يحاول ان يجعل كل عضوا فيه موافقا له في منهجه مقتديا به ولذلك فان اهل ذالك المجتمع يحاولون تعليم ذالك العضو مبادئهم ويشربونه افكارهم حتى يغدو مطابقا لما كانوا عليه هم ,ولعل متطلبات الحياة احيانا تجعل من ذالك المجتمع او تلك الاسره تحاول تسيير ذالك العضو لما يخدمهم وينفعهم فيرشدونه ويشجعونه لتعلم صنعه او تحصيل علم ,وقد يرسمون له احلامه ويزينونها له حتى يكبر وهي هدفه في حياته .والتفصيل في هذا الباب يحتمل كثيرا من التشعب فنكتفي بما طرح ونشير ان تأثير هذا القسم في تغييير الفطرة الاساسيه او التربية الالهية لايكون ملازما للانسان الا لفترة عمريه معيّنه وهذا لايعني ذهاب اثرها بالكليه فانه يبقى من اثرها في النفس الشي الكثير ومثال ذالك ابناء يعقوب عليه السلام فان آثار تربية ابيهم لهم بقيت ملازمة لبعضهم واضحة في افعالهم حتى عندما ملأ الحسد قلوبهم وارادوا قتل يوسف فانهم وبرحمة الله وتقديره ثم بأثر تربية ابيهم لهم تدرجوا في الجريمة من القتل الى الضرب الى الطرح ارضا ثم الى وضعه في مكان عام يقصده المآره آملين ان يمر من يأخذه ...ومتى ما اطلق الانسان فكره وراجع ما هو عليه بدأ باهم مراحل التربية في حياته بل وانها المحصلة النهائية في كل عمره ولذالك فانها حياته الا وهي التربية الذاتيه.
القسم الثالث :-التربية الذاتية وهي تربية الانسان لنفسه,وفي هذه المرحلة يبدأ الانسان بغربلة ما تراكم في فكره من حصيلة عمره فيحدد ما يصلح له ويتبعه ويعرف ما يعيقه وما لايصلح له فيهجره ومن هذه الغربلة يخرج انسان مستقل بذاته مختص بمواصفاته لايشابهه بالكلية احد وان كانت صفاته من هاهنا وهاهناك فانه كالمتبضع يجمع في سلته ما يشتهي بعد ان طاف السوق كله .وتختلف التربية الذاتية للنفس من انسان الى آخر فان الكثير من الناس تكون محصلة التربية الذاتية لنفسه ضعيفة لدرجة ان لاتأثير واضح لها في حياته وليست هذه بسيئة في جميع الاحوال فانه ان بقي على ماعلّمه ابواه وكانا على خير كان خيرا له, وقد يصل الانسان بتريته الذاتيه لنفسه الى ان يصبح انسانا متغيرا بالكليه مخالفا لما عليه مجتمعه نهائيا ولمعرفة ان كانت خيرا له او شرا عليه يجب النظر لحال مجتمعه ولما اصبح هو عليه .ولقد كان لعظماء التاريخ وقادة الانسانيه اسلوبهم الخآص الذي يجب اتباعه احيانا للوصول بالنفس الى اعلى مراتب التربية الذاتيه,فهذا خليل الرحمن عليه السلام لما لم تستأنس نفسه بما كان عليه قومه من عبادة الاحجار والاصنام ذهب يقلب بصره في السماء وان نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يعتزل الناس في غار ثور لما راى من سفهاتهم وتعلقهم بغير الله حتى اتاه الوحي وقد كان قبلها يعرف ربه ويتعبده على ملة ابيه ابراهيم عليهما افضل الصلاة والسلام .
ولقد جعل الكثير من العلماء من الخلوة سببا لصفاء النفس ورجوع القلب والوصول الى الحقيقه والتمسك بالحق اقتداء بفعله صلى الله عليه وآله وسلم.
تعليق