المسحراتي ..
عادة من عادات بعض الدول الإسلامية بشهر رمضان المبارك تتمثل بمرور شخص على الأحياء السكنية بالثلث الأخير من الليل لإيقاظهم من سباتهم الذي هم فيه للقيام بإعداد السحور ..
كانت الوسيلة المستخدمة في الإيقاظ أن يقرع على طبلته الصغيرة ويردد جملة بسيطة " أصحى يا نايم ووحد الدايم " .
فنجد أن سكان ذلك الحي يغطون في سباتهم متيقنين أن هناك من سيوقظهم من ذلك السبات ..
هنا نجد أن للمسحراتي دور في ذلك الزمان يكاد أن يختفي بعصرنا بعد أن أحيينا ليالي شهر رمضان سهراً بالإضافة إلى ما جلبته لنا التقنية ..
هذا ما كان يقوم به المسحراتي من إيقاظه للنائمين ومن يغطوا في السبات ليلحقوا بالآخرين كي لا يفوتوا على أنفسهم السحور والصلاة ..
هذا كان بالأمس
وأما اليوم .. فماذا لو كنت أمام برنامج لعلوم الفضاء :
ـ يحكي العالم المحيط بنا .
ـ وغزو الإنسان له وتسخيره التكنولوجيا لشتى المصالح .ـ ومدى مساهمة تلك العلوم في تقدم البشرية .
ـ التفوق العلمي والتقني والحربي لمخترقي الفضاء .
ـ تسابق الدول لتسيد ذلك العالم كونه مصدر للقوة .
ـ تهافت عوام الأمم الغربية لمعرفة نتائج ذلك التسيد .
أقول ماذا لو كنت أمام ذلك البرنامج :
ـ وبقربك شخص يلومك كون كمية القهوة التي صببتها للضيف قد تجاوزت نصف الفنجان .
ـ الاعتذار الشديد للضيف من الجرم المرتكب كون كمية القهوة قد تجاوزت نصف الفنجان .ـ تكرم الضيف بتقبله للاعتذار وإيحائه بطريقة توحي تفضله على المضيف بهذا الكرم .
ـ التوبيخ الشديد لمن أرتكب ذلك الجرم المشين .
ماذا ترون هنا ؟
ألا ترون أننا نغط في نوم طويل وعميق . ؟
ألا ترون أننا نحتاج إلى من يوقظنا من سباتنا . ؟ ألا ترون أن تأخرنا عن ركب الحضارة هو من صنع أيادينا . ؟
ألا ترون أنه لا تصنيف لنا بين الشعوب . ؟
ماذا ترون هنا ..
ألا ترون أننا نحتاج لذلك المسحراتي البسيط ؟
فلنقرع الطبل ولنردد ما كان المسحراتي يردده :
" أصحى يا نايم ووحد الدايم "
للجميع تحياتي ،،،
تعليق