مـاء زمزم : طــعام طعم .. وشفاء سقم
قال الشاعر محي الدين عبد الحميد
يا زمزمَ الخيرِ والرّوحُ الأمينُ أتى يَشُقّها عند إسماعيل مُرتضعا
كأسٌ من الحُبّ أهداه الكريمُ إلى طفلِ الخليل فكان الرِّيَّ والشِّبَعَا
بُرْءُ السِّقامِ بها، برُّ الطّعام بها ريُّ الشّراب بها في مائها اجتمعا
أغْنَتْ أبا ذَّرِّ عن ريِّ لَياليَهُ وأسمَنَتْهُ بلا زاد فما جزعا
وكم سقيم رأى في مائها فرجا لَمـّا تَناولَ من سلسالها جُرَعا
سُؤْرٌ من الخُلد أبقاهُ الكريمُ على مرّ الزّمان لمن لبَّى ومَن خشعا
ضيافةٌ منه للرّاجين رحمتَه ولا يُذادُ الذي في برِّها طمعا
كذلك يَروِي ابنُ عبّاس «لما شُربَتْ فانهل بها ثمّ سَلْ ما شئتَ مُقْتَنِعا
أســـماؤها :
زمزم طعام طعم وشفاء سقم خير ماء على وجه الأرض ..
وتسمى بأسماء مختلفة وكثيرة لفضلها ومكانتها ومنها : زمزم ، شباعة ، مروية ، نافعة ، عافية ، ميمونة ، بركة ، برّة ، مضنونة ، مضمونة ، كافية ، معذبة ، شفاء سقم ، طعام طعم ، هزمة جبريل ، سقيا إسماعيل ، سيدة ، عونة ، بشرى ، صافية ، طاهرة ، حرمية ، مؤنسة ..
وقد نظم أحـد الشعراء أسماء زمزم في قصيدة هــذا نصهـــا
لزمزم أسماءٌ أتت فهي برّة وسيدةٌ بشرى وعصمةُ فاعلمِ
ونافعةٌ مضنونة عونةُ الورى ومُرْويةٌ سُقيا وظَبْيَة فافهمِ
وهمزةُ جبريل وهَزْمتُه كذا مباركةٌ أيضاً شفاءُ لأسقُمِ
ومُؤنِسةٌ ميمونةٌ حرميّةٌ وكافيةٌ شبّاعةٌ بتكرُّمِ
ومُغْذية عُدَّت وصافيةٌ غَدَتْ وسالمةٌ أيضاً طعامٌ لأطْعُمِ
شرابٌ لأبرار وعافيةٌ بَدَتْ وطاهرٌ تُكْتَم فأعْظِم بزمزمِ
ونظمها أخر في أرجوزة فقال :
لزمزمَ أسماء منها زمزمُ طعام طُعم وشِفَا مَن سقَمِ
سُقْيَا نبيّ الله إسماعيلا مُرْوية، هزمة جبرائيلا
مُغْذِية عافيةٌ وكافِيَة سالمةٌ وعصمةٌ وصافيَة
وبَرَّة بركةٌ مباركة نافعة سرٌّ يغشي ناسكه
مُؤنِسةٌ حِرْمِيّة ميمونة وظَبْية طاهرة مضنونة
سيَّدة وعَونة قدْ دُعِيَتْ شبَّاعة العيال قِدْماً سُمِّيت
تاريخـــــها
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أول ما اتخذ النساء المنطق من قِبل أم سيدنا إسماعيل عليهما السلام، اتخذ ت منطقاً لتعفى أثرها على السيدة سارة ثم جاء بها سيدنا إبراهيم الخليل وابنها سيدنا إسماعيل عليهما السلام وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء ثم قضى إبراهيم منطلقاً فتبعته أم إسماعيل ، فقالت: يا ابراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنس ولاشيء ؟فقالت له مراراً وجعل لا يلتفت إليها ، فقالت له: آلله أمر بهذا ؟ قال:نعم.قالت: إذا لا يضيعنا .ثم رجعت .فانطلق :سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حتى لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا الله ، وجعلت أم اسماعيل ترضع ابنها وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر يلتوي ، أو قال يتلبط ، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً؟، فلم ترى أحداً فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي ، رفعت طرف ذراعها ، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي، ثم أتت المروة ، فقامت عليها ونظرت هل ترى أحداً؟، .فلم ترى أحداً ، ففعلت ذلك سبع مرات .
قال ابن عباس :قال النبي(صلى الله عليه وسلم) : لذلك سعى الناس بينهما ، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً ، فقالت صه تريد نفسها ، ثم تسمعت أيضاً ، فقالت : قد أسمعت إن كان عندك غواث ، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم ، فبحث بعقبه ، أو قال بجناحه ، حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهي تفور بعدما تغرف ، قال ابن عباس : قال النبي (صلى الله عليه وسلم ) "يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم " أو قال : " لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً "
شربت وأرضعت ولدها ، فقال لها الملك: لا تخافي الضيعة فإن ههنا بيت الله ، يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يضيع أهله وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتي السيول فتأخذ عن يمينه وعن شمالة فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كذا فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائراً عائفاً فقالوا : إن هذا الطائر ليدور على ماء ، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء ، فأرسلوا جرياً أو جريين ، فإذا هم بالماء ، فرجعوا فأخبروهم بالماء ، فأقبلوا ، قال وأم إسماعيل عند الماء .
فقالوا تأذنين لنا أن ننزل عندك ؟ قالت : نعم .ولكن لا حق لكم في الماء . قالوا : نعم قال عبد الله بن عباس : قال النبي (صلى الله عليه وسلم ): فألقى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس ، فنزلوا وأرسلوا إلى أهلهم ، فنزلوا معهم حتى إذا بها أهل أبيات منهم ، وشب الغلام وتعلم العربية وأعجبهم حين شب ، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم
" البداية والنهــاية
فضــــل زمـــــزم
من حديث ابن عباس مرفوعاً : (( ماء زمزم لما شرب له فإن شربته لتستشفي به شفاك الله وإن شربته مستعيذاً أعاذك الله وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه الله )) ..
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صلوا في مصلى الأخيار واشربوا من شراب الأبرار قيل : وما مصلى الأخيار ؟ ، قال : تحت الميزاب ، قيل : فما شراب الأبرار ؟ قال : ماء زمزم )) ..
وعلى المسلم إذا قصد شربه استقبل القبلة ثم ذكر الله تعالى وسماه ثم يقول : " اللهم بلغني عن نبيك صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ماء زمزم لما شرب له " اللهم وأني أشربه لكذا ( ويسمي حاجته )" ويشرب كثيراً حتى يتضلع لقوله عليه الصلاة والسلام : (( آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم )) وقال عليه الصلاة والسلام : (( التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق )) والتضلع يعني الإكثار .
يقول الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله : " ماء زمزم سيد المياه وأشرفها ، وأجلها قدراً ، وأحبها إلى النفوس ، وأغلاها ثمناً ، وأنفسها عند الناس ، وهو هزمة جبريل وسقيا الله اسماعيل وقد جربت أنا وغيري الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة ، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله ، وشاهدت من يتغذى به ذوات العدد قريباً من نصف شهر أو أكثر ولا يجد جوعاً ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوماً وكان له قوة ويصوم ويطوف مراراً ، وكان ابن عباس رضي الله عنهما إذا شرب ماء زمزم قال : " اللهم إني أسألك علماً نافعاً واسعاً وشفاءً من كل داء " ..
مــــــــــاء زمــــــــزم شـــــــــفاء ســـــــــــقم
من معجزات الشفاء بماء زمزم هذه بعض الحالات التي صدقت فيها عقيدة أصحابها وآمنوا بالله ربا وشافيا وحده وشربوا من ماء زمزم بنية الشفاء من أمراضهم .
ذكرت" المجلة العربية " في عددها 155 الصادر في ذي الحجة 1410 هـ يوليو 1990 م أن الحاج الشيخ " عبد الرشيد إبراهيم" صاحب الرحلة المشهورة " عالم الإسلام " يقول عن ماء زمزم:" ولقد لمست بحق معنى " زمزم لما شرب له " حيث كنت أشرب منه كثيراً حتى وصل بي الأمر في مجموع ما شربته منه إلى أكثر من 15 كيلوجرام ولا أحس بثقل منه يضايقني وقد حملت معي عند عودتي إلى بلادي وبقي معي اثني عشرة سنة فلم يفسد ولم يعتريه أي تغيير وكنت أضعه في زجاجة ومتى شربت زمزم بأي نية فإنه بهذه النية ينفع فمثلا إذا كنت مريضاً وشربته بنية الشفاء ، فإنك تشفى بإذن الله تعالى ، ولكن بشرطين إرادة الله تعالى أولا ، ثم حسن النية والإخلاص فيها .
• وروي أن رجلاً كبيراً في السن أصابه ضعف في النظر وكاد يفقد بصره ! , وكان حريصاً على قراءة القرآن ، وقال : سمعت أن زمزم شفاء وأخذت أشرب منه ثم أخرجت مصحفاً صغيراً كان في جيبي وفتحته وإذا بي أقرأ حروفه بوضوح ، وقد كنت لا أستطيع أن أقرأ في مصحف حروفه كبيرة .
• يذكر أحد الإخوة المسلمين بعد عودته من أداء فريضة الحج فيقول : حدثتني سيدة فاضلة اسمها يسرية عبد الرحمن حراز كانت تؤدي معنا فريضة الحج وأنها أصيبت منذ سنوات بقرحة قرمزية في عينها اليسرى نتج عنها صداع نصفي لا يفارقها ليل نهار , ولا تهدئ منه المسكنات .. كما أنها كادت تفقد الرؤية تماما بالعين المصابة لوجود غشاوة بيضاء عليها .. وذهبت إلى أحد كبار أطباء العيون فأكد أنه لا سبيل إلى وقف الصداع إلا باعطائها حقنة تقضي عليه , وفي نفس الوقت تقضي على العين المصابة فلا ترى إلى الأبد .
وفزعت السيدة يسرية لهذا النبأ القاسي , ولكنها كانت واثقة برحمة الله تعالى ومطمئنة إلى أنه سيهيئ لها أسباب الشفاء رغم جزم الطب والأطباء بتضاؤل الأمل في ذلك ففكرت في أداء عمرة وتم لها ذلك واستطاعت أن تحظى بتقبيل الحجر الأسود , وتمس عينها المريضة به .. وتشرب من ماء زمزم وتغسل به عينها وكانت المعجزة الإلهية أن شُفيت عينها المريضة تماماً , وأن أعراض القرحة القرمزية توارت ولم يعد لها أثر يذكر .
• وفي قصة أخرى يرويها الدكتور فاروق عنتر فيقول :" لقد أصبت منذ سنوات بحصاة في الحالب , وقرر الأطباء استحالة إخراجها إلا بعملية جراحية , ولكنني أجلت إجراء العلمية مرتين .. وذهبت لآداء العمرة , وسألت الله أن يمن علي بنعمة الشفاء وإخراج هذه الحصاة بدون جراحة ؟ وشربت من ماء زمزم , وقبلت الحجر الأسود ثم صليت ركعتين قبل خروجي من الحرم , فأحسست بوخزه في الحالب , فأسرعت إلى دورة المياه فإذا بالمعجزة تحدث , وتخرج الحصاة الكبيرة .
المصدر " الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية " لمحمد كامل عبد الصمد .
المصدر " أنت تسأل والشيخ الزنداني يجيب حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة " للشيخ عبد المجيد الزنداني .
تعقيـــــــم ميـــــــــــاه زمــــــــــزم
يذكر المهندس يحيى كوشك في موسوعته ((زمزم)) أنه يتم تـنقيه مياه زمزم بأحدث وسائل التـنقية وذلك باستخدام الأشعة فوق البنفسجية حيث يجري التعقيم بتعريض المياه المرشحة بطبقات رقيقة للأشعة فوق البنفسجية..
نقل ماء زمزم؟
يجوز حمل ماء زمزم ونقله بل يستحب ذلك فهو ماء مبارك ..
• عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم في الأداوي والقِرب ، وكان يصب على المرضى ويسقيهم )) رواه الترمذي والبخاري .
• وعن حبيب بن أبي ثابت قال : سألت عطاء : أأحمل ماء زمزم ؟ فقال : قد حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله الحسن والحسين . وكان الصحابة والسلف الصالح - رضوان الله عليهم - يتحفون ضيوفهم بماء زمزم.
• عن مجاهد أن ابن عباس رضي الله عنهما كان إذا نزل به ضيف أتحفه من ماء زمزم ، ولا أطعم قوماً طعاماً إلا سقاهم من ماء زمزم .
• وينبغي أن لا يستعمل ماء زمزم إلا في شئ طاهر على وجه التبرك وتجديد الوضوء ، أما إزالة النجاسة به فحرام قال ابن عابدين في حاشيته : يكره الاستنجاء بماء زمزم إلا الاغتسال كما يكره إزالة النجاسة الحقيقية من الثوب أو البدن ، ونقل عن بعض العلماء تحريم ذلك.
قياس بئر زمزم وبيان ما بها من العيون
يقول المهندس يحيى كوشك في كتابه الموسوعي " زمزم " : في بداية عام 1400 هـ عندما كلفت بتنظيف بئر زمزم وتطهيره من قبل الحكومة السعودية ، قمنا بتركيب مضخات كبيرة لضخ جميع المياه الموجودة في البئر ، مما أتاح لنا أخذ أخذ قياسات دقيقة للبئر ومشاهدة جدرانه ومصادر المياه الرئيسية للبئر بعد ضخ المياه إلى المستوى أدنى من هذه المصادر ، وتصويرها سينمائياً وفوتوغرافياً - وقد قام الغواصان اللذان كانا معنا في تنظيف البئر بقياس عرض البئر كل حوالي أربعة أمتار . وتبين لنا أن جدار البئر من الداخل محكم التلبيس بعمق أربعة عشر متراً وثمانين سنتيمتراً من فوهة البئر ، وتحت هذا العمق يوجد فتحتان لتغذية البئر أحدهما متجهة إلى الكعبة المشرفة ، والثانية إلى جياد ، ثم جزء منقور في الجبل بعمق 17,20 متراً .
ومن الملاحظ أن هذه القياسات قريبة إلى القياسات التي وردت في الروايات التاريخية التي اتفق معظمها على أن " غورها من رأسها إلى الجبل أربعون ذراعاً " ( 22,50 متراً ) ، وكل ذلك بنيان وما بقي فهو جبل منقور وهو تسعة وعشرون ذراعاً ( 16,25 متراً ) ويعود الفرق في عمق الجزء المبني بين الوقت الحاضر والروايات التاريخية إلى أن بئر زمزم الآن منخفضة عن الكعبة المشرفة تحت سطح أرضية المطاف بينما كانت في السابق فوق سطح الأرض .
أما بالنسبة للجزء المنقور في الجبل فيتبين أن هناك فرقاً يقدر بحوالي متر واحد وذلك نتيجة لعملية تنظيف البئر . ويختلف قطر البئر باختلاف العمق فهو يتراوح بين 1,50 متراً ، ومترين ويصل القطر عند التقاء الجزء المبني بالجزء المنقور بالجبل إلى 1,80 متراً حيث توجد المصادر الرئيسية للبئر وهي مبنية بصفين من الحجارة وهي على النحو التالي :
1- المصدر الرئيسي : وهو عبارة عن فتحة تتجه جهة الكعبة المشرفة في اتجاه الركن المواجه لحجر إسماعيل وطولها 45 سم وارتفاعها 30 سم وبها غور إلى الداخل ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه . و هذا يتفق مع ما ورد في الروايات التاريخية .
2- المصدر الثاني : وعبارة عن فتحة كبيرة بطول 70 سم ومقسومة من الداخل إلى فتحتين وارتفاعها 30 سم باتجاه جياد .
3- المصادر الفرعية : وهي فتحات صغيرة بين أحجار البناء تخرج منها المياه . توجد خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الأساسيتين وقدرها متر واحد كما يوجد 21 فتحة أخرى تبدأ من جوار الفتحة الأساسية الأولى وباتجاه جبل أبي قبيس والصفا والمروة حتى تصل إلى الفتحة الثانية وهذه الفتحات لا توجد على مستوى واحد ولكنها على مستويات مختلفة وتتدفق منها المياه بكميات متفاوتة .
ومن الملاحظ أن الروايات التاريخية تحدثت عن وجود ثلاث عيون : عين حذاء الركن الأسود ، وعين حذاء أبي قبيس والصفا ، وعين حذاء المروة ، بينما تبين بالمشاهدة أن هناك مصدرين أساسيين فقط أحدهما تجاه الكعبة والآخر تجاه جياد ، أما المصدر الثالث التي قالت الروايات التاريخية أنه جهة جبل أبي قبيس والصفا ، فقد وجدت بدلاً منه تلك الفتحات الصغيرة بين أحجار البناء وعددها 21 فتحة . ومن المحتمل أنه عند قفل هذا المصدر عند إصلاح بئر زمزم سنة 1028 هـ تفجرت المياه من بين حجارة البناء . فقد ذكر الغازي في تاريخه عن العلامة الخضراوي رضي الله عنه في " تاج تواريخ البشر " أنه في شهر رمضان 1028 هـ وقع في بئر زمزم أحجار كثيرة من الجهة الشامية والغربية، وقد أصلحت في يوم الاثنين الرابع من شهر شوال سنة 1028 هـ وتم البناء يوم السادس عشر من شوال ، فما باشر الماء جُعل رمضاً من غير جبس ولا نورة ، وما لم يباشر الماء جعل بالنورة والجبس .
وقد تبين من فحص الجزء الصخري في بئر زمزم أن هناك أجزاء طولياً في هذا الصخر ، أربعة منها أسفل المصدر الرئيسي ، وأربعة بين المصدرين الرئيسيين في مسافة متر واحد ، واثني عشر في المسافة التي توجد فيها الفتحات الصغيرة . ويختلف غور هذه الأجزاء المنحوتة فبعضها غائر يصل إلى عمق ست سنتيمترات وبعضها سطحي ومن المحتمل أن هذا النحت الطولي قد حدث نتيجة لسقوط المياه من المصادر بصفه مستمرة أو نتيجة لاحتكاك حبال الدلاء بالصخر عندما كان يجلب الماء من البئر بواسطة الدلاء فقد ذكرت الروايات التاريخية انه كنت توجد اثنتا عشرة بكره عند فم البئر لجلب الماء أو قد تكون نتيجة لهذين العاملين معا ..
ولقد تاثر شعراء الجنوب ببئر زمزم فجرى ذكرها في أشعارهم صراحة ورمزا
وهذا جارالله محمد الفقيه يمزج في قصيدته بين جمال حمام الحرم وبين عذوبة ماء زمزم
يقول جار الله ياروحي ويا قلبي أنا
ارْقُد سنَه وانتَبه ماقَدّر الله بَياجِي
لا اشْرف حَمام الحرم قدّرهً يازَاير البَيت
واحْسب طَوافَك وشُف زًمزم ترى عَيْنها لَك
بَدا القَمَر في لَيالي القَدْر يالله بَعْودَه
كلٌ تغيّر زَمانه ياقمر وانت بَاهيِ
اضَيِقْ وافرح ونٌص العالم أظن يَدرون
حتى يَمام أهل صنعا غَيّر اسمه بَغيره
الموروثات 195/3
ثم مايلبث جار الله أن يحنّ لزمزم فيعود ليرتوي منها بنية الشـفاء
يا ماي زمزم بغيت احج واعود لك سير
يا كم لي اثني عليك الزفر والبشت حالي
والعبد ما ضيعوه اهله وب حنش ميات
ما عد بي الا الحكم يقرب لنا حكم الانصاف
ماي يداوي من العله وماي بدابه
الموروثات 194/3
أما سعيد الاصوك فقد رفع بين الكعبة وزمزم إبتهالاً قال فيه :
يالله بحق الذي يلوي بزمزم وطاف
وبحق من قال عند البيت هبش اتنا
وبحق من زاور العدنان بعد الحرم
وبحق من يظهر الما وانتهى بغيرها
الموروث :37/3
وعيـضة بن طوير فقد سـأل الله عز وجــل أن يحمي زمزم من الأيادى القذرة وذكر بعض تاريخها
[الله يصونك من الادناس يا ماي زمزم
لجل إن زمزم صفاه الله على ماتمنـا
من حيد ما ودّع اسماعيل والرب اراده
عود نبي الله المرسل بمكة بنى بيـت
واذن في الناس يوم الله نواهم منـادي
يقول يدعيكم ابراهيـم ياخلـق ربـي
هيا نسافر لدرب المغفرة والحج الحج
وترىالفيلسوف الصوفي محمد بن حسن المالحي يقارن بين أنواع المياه فيقول
الذي لو كان يشرب ماي زمزم مشربه في الجنه اولى
وان شرب من ماي سيل مشربه لو كان جاير عن ملايكه
والذي فرع السما عند الذي يسقى ودون ولف عافيه
الموروث64
و محمد ملاسي تعرض للجانب التاريخي وقال :
إن الحجــر جابه الله للنبي من باقبيس
موضوع امانه وحطه ربنا للبيت نور
هذي مسايل إلهيه كرامه للخليل
ذا حط ولده على زمزم وهب هاجر معه
أمــا الســلقه فلن ينفع في مذهبه المخطي حتى ولويطوف ويملاء جوفه من ماء زمزم
يا الشيخ راشد من يشمه عشر شمات
ليندره قطعان وعليها الستر دام
ويعذبونه مثل عذابة هبابيل
لو كان يلوي بالحطيم وماي زمزم
الموروثات 132/3
ويستنكرجمعان بن عطيه البراق الزهراني العطش على من كان في المدعى قرب زمزم والزمازمة حوله بدوارقهم يعرضون عليه الإرواء والسقيا
يا كل ظميان جال المدعى من يصدق
واللي غشيم يقل يا زمزمي كيف وبكم
ما الجوع ومن الضماء راي النكد والّ حاله
يترقب اللي من الحجاج يعطي عطيه
ما ثاب نفسه ولا احبابه ولا وال دينا
وصاحب الكفر ما يعرف علامات ربي
والشرع والدين مافيه الريا وانقلابي
الموروثات 230/3
تعليق