بسم الله الرحمن الرحيم
:: مــاذا عن الحــدود ؟! ::
بقلم: بسّام جار
وردنا سؤال عن حدّ السرقة، وقطع اليد؛ فبعض الغربيين يتساءل: من هو الذي أعطى نفسه حق قطع يد إنسان؟! وكأنهم بهذا السؤال يقولون إنّ الإسلام وشرائعه من صنع الإنسان. لذا قد يجدي مع البعض منهم أن نقول له: نعم ليس من حقّ أي إنسان أن يفعل ذلك، وبالتالي نحن أول من يرفض هذه العقوبة إذا تبيّن لنا أنها من صنع الإنسان. في المقابل لا نظنّ أنّ عاقلاً يعصم عقله عن الزلل، ثم هو يشكك في حكمة الخالق سبحانه. فالقضية إذن هي مرجعيّة مثل هذه العقوبة.
اللافت للانتباه أنّ الحدود في الشريعة الإسلامية تتعلق بالجرائم القابلة للانتشار، بحيث تصبح ظاهرة اجتماعيّة، وعندها سيعمّ ضررها ويكبر خطرها، فكان الحزم في تشريع عقوبات الحدود، والتي هي حق لله تعالى ، وهذا يعني أيضاً أنها من الحقوق العامّة، أي حق المجتمع.
لقد أصبح الزنا ظاهرة في كل أنحاء العالم، وعلى وجه الخصوص العالم الغربي، وكذلك الأمر في الخمر التي لا يخلو منها بيت. أمّا السرقة فأصبح لها تنظيمات (مافيات) استطاعت أن تصل إلى أعلى هرم السلطة في بعض البلدان، بل أصبح القضاء على هذه المافيات ضرباً من المستحيل ...وهكذا تتجلى حكمة الشريعة الإسلامية عندما تصدّت بحزم لهذه الجرائم.
إنّ عقوبة قطع يد السارق هي عقوبة صارمة جداً ومرعبة، ولكنّها تعني أنّ الشريعة الإسلامية تنحاز بحزم لصالح الأيدي الشريفة. إنّ قطع اليد هو تشخيص لجريمة السرقة؛ فالسارق يقوم بالاعتداء على جهد الأيدي الشريفة، فهو يقطع هذه الأيدي بسرقة ثمرة جهدها، والذين يشفقون على السارق، ويستعظمون قطع يده، هم في الحقيقة لا يقيمون وزناً لمعاناة الشرفاء. وإليكم المثال الآتي: رجل عجوز يحتفظ بمبلغ من المال هو جهد سنوات طويلة، عانى فيها الحرّ والبرد والحرمان، من أجل أن يدّخر هذا المبلغ لشيخوخته، ثم يأتي شاب لا يريد أن يكدّ ويتعب كالشرفاء، فيسرق هذا المبلغ في لحظات، ألا يعدّ ذلك قطعاً ليد شريفة عملت بجد عشرات السنين؟! لا بدّ للناس أن يعلموا أنّ هناك طريقاً واحداً للكسب وبناء الحضارات، وهو طريق العمل الشريف. أمّا الأيدي الخائنة فلا بُدّ أن يُضحّي بها المجتمع من أجل حماية ازدهاره.
عندما تهاونت المجتمعات الغربيّة مع السارقين تحوّل هؤلاء إلى تنظيمات قوية وراسخة القدم، ثم تطورت لتمارس القتل من أجل الحصول على المال. إنّ مقتل الأبرياء هو جريمة القانون الذي سمح بوجود (المافيات) المرعبة. إنّ الخوف الذي يعانيه الغربيون في بيوتهم وخارجها هو الثمرة التي تشهد بعجز ثقافتهم.
إنّ القوة الرادعة في عقوبات الحدود هي الرحمة الحقيقية بالشرفاء، والرحمة بالأطفال، والرحمة بالأسرة، والرحمة بالمجتمع الإنساني. وإنّ الذين ينفرون من رؤية يد مقطوعة عليهم أن يزوروا مشرحات المستشفيات في الغرب، وعليهم أن يطّلعوا على سجلات الشرطة قبل أن يصدروا أحكامهم التي يدعوهم إليها ضعفهم البشري، وضيق الأفق الذي لا يساعد على رؤية النتائج.
إذا أردتَ أن تُشعر الناس بخطورة الزنا مثلاً، فعليك أن تجعلهم يزورون دور حِضانة الملايين من الأطفال، الذين خرجوا إلى الدنيا وهم لا يعرفون أباً ولا أمّاً. وعليك أن تجعلهم يزورون ملايين المرضى المصابين بالأمراض التناسلية، ومنها الإيدز ... ما يحتاجه الناس هو أن يروا الأثر المترتب على هذه الجرائم حتى تقبل عواطفهم هذه العقوبات الحكيمة.
:: مــاذا عن الحــدود ؟! ::
بقلم: بسّام جار
وردنا سؤال عن حدّ السرقة، وقطع اليد؛ فبعض الغربيين يتساءل: من هو الذي أعطى نفسه حق قطع يد إنسان؟! وكأنهم بهذا السؤال يقولون إنّ الإسلام وشرائعه من صنع الإنسان. لذا قد يجدي مع البعض منهم أن نقول له: نعم ليس من حقّ أي إنسان أن يفعل ذلك، وبالتالي نحن أول من يرفض هذه العقوبة إذا تبيّن لنا أنها من صنع الإنسان. في المقابل لا نظنّ أنّ عاقلاً يعصم عقله عن الزلل، ثم هو يشكك في حكمة الخالق سبحانه. فالقضية إذن هي مرجعيّة مثل هذه العقوبة.
اللافت للانتباه أنّ الحدود في الشريعة الإسلامية تتعلق بالجرائم القابلة للانتشار، بحيث تصبح ظاهرة اجتماعيّة، وعندها سيعمّ ضررها ويكبر خطرها، فكان الحزم في تشريع عقوبات الحدود، والتي هي حق لله تعالى ، وهذا يعني أيضاً أنها من الحقوق العامّة، أي حق المجتمع.
لقد أصبح الزنا ظاهرة في كل أنحاء العالم، وعلى وجه الخصوص العالم الغربي، وكذلك الأمر في الخمر التي لا يخلو منها بيت. أمّا السرقة فأصبح لها تنظيمات (مافيات) استطاعت أن تصل إلى أعلى هرم السلطة في بعض البلدان، بل أصبح القضاء على هذه المافيات ضرباً من المستحيل ...وهكذا تتجلى حكمة الشريعة الإسلامية عندما تصدّت بحزم لهذه الجرائم.
إنّ عقوبة قطع يد السارق هي عقوبة صارمة جداً ومرعبة، ولكنّها تعني أنّ الشريعة الإسلامية تنحاز بحزم لصالح الأيدي الشريفة. إنّ قطع اليد هو تشخيص لجريمة السرقة؛ فالسارق يقوم بالاعتداء على جهد الأيدي الشريفة، فهو يقطع هذه الأيدي بسرقة ثمرة جهدها، والذين يشفقون على السارق، ويستعظمون قطع يده، هم في الحقيقة لا يقيمون وزناً لمعاناة الشرفاء. وإليكم المثال الآتي: رجل عجوز يحتفظ بمبلغ من المال هو جهد سنوات طويلة، عانى فيها الحرّ والبرد والحرمان، من أجل أن يدّخر هذا المبلغ لشيخوخته، ثم يأتي شاب لا يريد أن يكدّ ويتعب كالشرفاء، فيسرق هذا المبلغ في لحظات، ألا يعدّ ذلك قطعاً ليد شريفة عملت بجد عشرات السنين؟! لا بدّ للناس أن يعلموا أنّ هناك طريقاً واحداً للكسب وبناء الحضارات، وهو طريق العمل الشريف. أمّا الأيدي الخائنة فلا بُدّ أن يُضحّي بها المجتمع من أجل حماية ازدهاره.
عندما تهاونت المجتمعات الغربيّة مع السارقين تحوّل هؤلاء إلى تنظيمات قوية وراسخة القدم، ثم تطورت لتمارس القتل من أجل الحصول على المال. إنّ مقتل الأبرياء هو جريمة القانون الذي سمح بوجود (المافيات) المرعبة. إنّ الخوف الذي يعانيه الغربيون في بيوتهم وخارجها هو الثمرة التي تشهد بعجز ثقافتهم.
إنّ القوة الرادعة في عقوبات الحدود هي الرحمة الحقيقية بالشرفاء، والرحمة بالأطفال، والرحمة بالأسرة، والرحمة بالمجتمع الإنساني. وإنّ الذين ينفرون من رؤية يد مقطوعة عليهم أن يزوروا مشرحات المستشفيات في الغرب، وعليهم أن يطّلعوا على سجلات الشرطة قبل أن يصدروا أحكامهم التي يدعوهم إليها ضعفهم البشري، وضيق الأفق الذي لا يساعد على رؤية النتائج.
إذا أردتَ أن تُشعر الناس بخطورة الزنا مثلاً، فعليك أن تجعلهم يزورون دور حِضانة الملايين من الأطفال، الذين خرجوا إلى الدنيا وهم لا يعرفون أباً ولا أمّاً. وعليك أن تجعلهم يزورون ملايين المرضى المصابين بالأمراض التناسلية، ومنها الإيدز ... ما يحتاجه الناس هو أن يروا الأثر المترتب على هذه الجرائم حتى تقبل عواطفهم هذه العقوبات الحكيمة.
تعليق