عزيزي جريح الصمت
ان التعميم في بعض الامور خطأ فادح يرتكبه اصحاب التعميم كما ان تخصيص المعمم مثل ذالك...
اوافقك في ناحية واخالفك في اخرى
اما ما اتفق معك فيه فهو قولك ((لقد تحول العالم إلى غابة تسكنها الوحوش والسباع التي لا تبالي في زهق الأرواح وتحويل أجسادهم إلى أشلاء متناثرة.
ان هؤلاء القتلة سفكوا الدم البشري وبكل برودة و لم تأخذهم الرحمة ولا الشفقة في الأطفال ولا في النساء ولا الشيوخ إن سفك الدم البشري بغير حق يدق ناقوس خطره بين شعوب العالم في قرنها الحادي والعشرين)) رغم انني لم استوضح مقصدك بقولك هؤلاء القتله ولكن رضيت بموافقتك لقولك بغير حق فكل قاتل بغير حق يسمى مجرما
نعم فقتل النفس التي حرم الله جريمةٌ اكبر من ان نحيط بمخاطرها واستثني(( الا بالحق )) فان بالحق يجوز سفك دم تلك النفس التي هي في الاصل محرمه وما احل دمها الا بالحق....قال تعالى في سورة الكهف ((فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ))ثم قال تعالى مبينا ان القتل كان بالحق ((وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا)) فاستحل الرجل الصالح دم الغلام لانه كان كافرا وخشي ان ينقاد والداه للكفر تبعا لمحبتهما له ...وتذكر قول الرجل الصالح بعد ذالك (( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ))يقصد ان الله امره.
والحق هاهنا باب واسع يطول الشرح فيه والتفصيل ولكن عليك ان تنظر له لتعرف مجمله من خلال الشريعة الاسلامية لتعرف متى يحل القتل بل ومتى يصبح واجبا ...

واختلف معك في تجردك التام ودعوتك للاخوة والمساواة على الاطلاق دون تحديد قواعد تلك الاخوه ودون ذكر موازين تلك المساواة وهذا تجرد صارخ يهدد بفساد احد ركائز ديننا واصل من اصول عقيدتنا فان الاخوة في الله ولا اخوة في غيره وان الحب في الله والبغض في الله عقيدتنا ,ومن اصول ديننا الولاء والبراء في الله ولك في ابي عبيدة قاتل ابيه يوم بدر وابي بكر قاتل ابنه يوم بدر ومصعب قاتل اخيه يوم بدر وحمزة وعلي وعمر قاتلي ابناء عمومتهم يوم بدر اسوة حسنه حتى قال المفسرون فيهم نزلت(( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))

واما المساواة فلست ادري بمراد دعوتك هذه فكثيرا ما نسمع بدندة حول هذا الامر فبين من ومن تريد المساواة والله يقول ((افنجعل السلمين كالمجرمين)) ويقول تعالى موضحا الفرق بين من اسلم من اهل الكتاب كعبدالله بن سلام وبين من لم يسلم ويتبع النبي الامي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد ان ذم من لم يسلم منهم((لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)).
فهل تطلب بمساواة كل الناس مسلمهم وكافرهم والله يقول(( ليسوا سواءً ))
بل ان الله قد جعل من الكافرين من هو اقل من الحيوان فقال((اولئك كالانعام بل هم اضل))
وعموما فان العدل في الاسلام بل ان الاسلام هو العدل ولقد حفظ الاسلام لكل حقوقه حتى الكافرفقال((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) وان كانت الصورة الان قد شوهت فليس الا لاننا تركنا ديننا وهجرنا كتاب ربنا وسنة نبينا والا فلقد كانت هذه الصورة واضحة جليه في عصر صدر الاسلام ...

وعموما اجمل لك مشاركتي في نقاط
1-لا لسفك الدم بغير حق
2-لا اخوة الا في الله
3-لايستوي المسلمون والكافرون
4-العدل في الاسلام يكفل لكل حقه حتى للحيوان

اما نصيحتي لك فاجعل كتاب الله وسنة نبيه مرجعا لكل حرف تكتبه واجعلهما ظاهري التأثير عليك وعلى ماتكتب فان الاسلام كامل تآم قال الله تعالى ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )) واعلم انك بما تكتب محاسب فحاسب..