هناك مقولة فحواها :
( الحقيقة تؤكد أن القيمة الأدبية للنص الأدبي تكمن في قدرته على إثارة الخيال وتحفيز ملكة التفكير لدى المتلقي )
وقصيدة الحرباء لمحمد حوقان أكـّدت بما لا يدع مجالاً للشك تلك الحقيقة فأثارت خيال الشــاعر ومن بعده المتلقي وسلطت الضوء على الحرباء مما جعلنا نستبدل النظرة السطحية لها بنظرة اكثر عمقاً وأكثر وعيــاً وحتى أكثر خيالا .
وفي الشعر الجنوبي كان { محمــد } هو السباق إلى وصف الحرباء وإفراد قصيدة بكاملها عن هــذا المخــلوق [ المتلون ] .
ولقد استطاع ( بن حوقان ) ببراعة وإتقان أن يلوي الأعناق نحو قصيدته الحرباء هذه .
فكـُتـِبَ – هنا - مقالان عنها حتى الآن وبالرغم من أنهما [ اثنان ] فقط فذلك أيضــاً ســبق يحسب للقصيدة ولابن حوقان بغض النظر عن أهداف المقالان وما يرميان إليه من قدح أو مدح .
ولقد استهل الشــاعر القصيدة بكلمة ( يقــولـون ) والتي أثارت كثير من الجــدل فلمــاذا كانت ( يقــولون ) أول كلمــة نطق بها الشاعر وجعلها مســتهلاً لقصيدته ..؟؟
لنعــد قـليـلاً إلى شــعراء العربية الفصحى ونستمع إلى بعض أشــعارهم حتى نرى أين تقــع قصيدة محمد حوقان وبالذات كلمة ( يقولون ) من كــلامهم .
فهولاء عشــرة من فحول شعراء العربية استخدموا كلمة ( يقــولون ) واستخدمها ( ابن حوقان ) مثلهم فمن يجروء بعد الآن على القــول أن إستهلالة بن حوقان خاطئة أو ضعيفة أو في غير محلها
ومن يجــروء على القــول أن يقــولون تشــكل نقطة ضعف في بنية القصيــدة ..؟؟
وقد تعمــد الشاعر أن يجعلها مطلع القصيدة لأنها جملة فعلية تدل على الحدوث والتجدد،وهـو حين أستهل القصيدة بهـذا الفعل المضارع ( يقــولون ) فإنه إنمــا أراد أن يضفي على النص الحركة والفاعلية والاستمرارية وهذا الدور يقوم الفعل المضارع بتأديته خير أداء.. ممــا يؤكد بأن تلون الحرباء مستمر الحدوث في الماضي والحاضر وفي المستقبل أيضـاً .
وباستخدامه كلمة [ يقولون ] يمكننا القول هنا بأن الشاعر يرفض بوعيه ولا وعيه صفة هذه الحرباء (المتلونة) وقدراتها المكروهة، التي تؤدي بالناس إلى ( التنافر والتقاطع وعدم التآلف )، ولذلك اكتفى باستخدام الفعل المضارع وظل الفاعل ضميراً مستتراً وهو( الواو ) في يقولون ليدل على الغائب، رفضاً له ومحواً لقواه.
كما أن [ الشــك ] وعدم اليقين كانا رفيقين لمعظم الحالات التي عبرت عنها كلمة [ يقــولون ] في الأشــعار الســابقة وفي قصيدة حوقان وهي إشــارات مقصـودة لإيضــاح الحــالة التي ســعى الشــعراء إلى تبيانها .
والصور الموسيقية الداخلية للقصيدة أكدت مدى ذلك الشك والتشويش بتكرار أصوات حرف [ الشـين ] ثمان مرات في القصيدة ( الشيطان 3 مرات ، تشتال مرتين ، مشكلتها مرتين ، وتشبع مرة واحـده
وكمـــا تحيـــر واستشهد إبن حوقان في توصيف [ الحال ] بتعدد ألوانها
فإن العــرب استشهدت بالحرباء واتخذت منها دلالات مختلفة للتعدد والتغير فقالت :
1
ولما كانت القصيدة :
[1 ] مزيج من الواقع والأسطورة ،
[2 ]ومزيج من اليقظة القاسية والحلم الملتاع معاً
فلنتـــابع لنكتشــف كيف حوت القصيدة ذلك كله ..!!
أولاً : مزيج من الواقع والأسطورة
* الواقــع يثبت ما نعايشــه في حياتنا اليومية من تلــون بعض ممن حـولنا حتى انهم في تلونهم وقبحهم قد تفوقوا حتى على قدرة الحرباء ذاتهــا في التلون ..!!
* وواقع الحرباء على الطبيعة يؤكد لها ميزة التلون والمنظر البغيض والصوت الكريه:
إذ أن الحرباء : ضرب من الزحّافات تتلون في الشمس ألواناً مختلفة ويضرب بها المثل في التقلب والتلون وهي كما قال الجاحظ في كتابه [ الحيوان ] دُويـْبـَة أعظم من العظاءة ، أغبر ما كان فرخاً ، ثم يصفر ، وإنما حياته الحــرً . فتراه إذا بدت الشمس قد لجا بظهره إلى جذيل – عويد شجرة - فإن رمضت الأرض ارتفع ، ثم هو يقلب بوجهه مع الشمس حيث دارت ، حتى تغرب ، ثم تراه شابحاً بيديه – كالمصلوب - وكلما حميت عليه الشمس رأيت جلده قد يخضر
* أمــا الأسطورة التي يرى البعض أنها مــأخذ على الشــاعر في وصف بعض ما أشيع عن الحرباء فهــل يستطيع الشاعر أن يكون بمنأى عن ما يدور في مجتمعه من أفكار وموروث وحكايات يتداولها الناس في حياتهم سواءً كانت حقيقية أم كان للخيال والرمزية نصيب فيها
وما على الشــاعر من بأس إذا مازاوج بين الحقيقة والخيــال ومزج بين الأسطورة والحقيقة أيضــا ليوضح حـــال معيـن ويدلل عليه.
ذلك لأن الموروث الحكائي عندنا، يعتبر أحد العــوامل التي شيدت القصيدة ، وتعتبر الأسطورة من أهم منابع هذا الموروث .
يروي د/ نضال الصالح أن الأساطير فعالية مجازية ورمزية تحوي في داخلها حقائق تاريخية وأدبية وفنية .
وقــد صاغ [ جان بران ] التجربة الشعرية على النحو التالي:
«ما نكاد ننكب على التجربة الشعرية حتى نجد أنفسنا أمام نظريتين كبيرتين بمساعدتهما يتمّ فهم مصدر الشعر: النظرية الأقدم تحدثنا عن "" هذيان مقدس يستحوذ على الشاعر ويجعل منه المعبّر عن لسان حال قوى غير مرئية "". فهي التي تلهمه، وهي تشبه إلى حد ما الفيتي ( Phytie ) التي كانت تنقل في حالة ذهول رسالة ملغزة تحررها، ولا يُعرف من أين تأتي ولا كيف تنتهي إليها .
لكن على هامش هذه الأفكار حول وحي ذي طبيعة روحية أو سحرية تستولي على الشاعر وتجتاحه، تقع منظورات مخالفة تماما تجعل من العمل [الشعري] نتيجة ((( فعلٍ واعٍ ))) ، أي تجعل منه عملا ((( يُصَاغُ بنضج، ونتيجة بحثٍ منظم ))) .
وإذا كنا لا ننكر أهمية اتباع هذا المسلك من جهة، فإن لنا، من جهة أخرى، أكثر من داع لاجتنابه:
- فقد سبق أن تطرق لهذا الموضوع عدد كبير من الباحثين العرب قديما وحديثا على السَّواء. ثم إنه يقدِّم أجوبة شبه جاهزة ستجعل مهمتنا، إن نحن اتبعناه، (( تقتصر على حشد الشواهد الشعرية والنقدية )) التي تدلُّ على أن العرب قد عرفوا «النظريتين معا»:
ا / نظرية الإلهام
ب / نظرية الفعل الواعي والعمل المنظم.
ثانيـاً : مزيج من اليقظة القاسية والحلم الملتاع معاً
وقد أشــار ابن الأثير إلى مثل هــذا الموقف فقـال :
«ينطق على خاطرك بما لا تقدر أنت أن تنطق به»
فاليقظة القاسية التي مزجها الشاعر هـنا بالحلم الملتاع تتمركز حول معطيات الحياة المتلونة بأحلام وأمـال نعقدها في كثير ممن حولنا ومانلبث في غفلة من الزمن أن نفقد كل ذلك وتتبخر تلك الأحلام وتتحول إلى سراب وخـديعة كبرى ونفاجأ في عالم اليقضة بالحقيقة القاسية وهي ( حقيقة التلون والتقلب ) فتظهر الحقيقة كالحرباء فليست قاتلة كالثعبان وليست طير ذو لحم لذيذ
مشكلتها ماهي ابداب لسوع ولا بطيـر يوكـل
وتظهرالحقيقة الجلية
المتـــلون :
ليس بقوة سم الثعبان فتخاف منه أن يقتلك وليس بذي لحم لذيذ تسعى لصيده طمعا بلحمه اللذيذ ، فلا هو بقادر على قتلك ولست بقاتله ويبقى تلونه المنفر الذي لا يشبه ألوان الطيف سوى في تعدد الألوان هو ما يثير الدهشة ويدعو للاشمئزاز والكراهية ومضرباً للمثـــل
( الحقيقة تؤكد أن القيمة الأدبية للنص الأدبي تكمن في قدرته على إثارة الخيال وتحفيز ملكة التفكير لدى المتلقي )
وقصيدة الحرباء لمحمد حوقان أكـّدت بما لا يدع مجالاً للشك تلك الحقيقة فأثارت خيال الشــاعر ومن بعده المتلقي وسلطت الضوء على الحرباء مما جعلنا نستبدل النظرة السطحية لها بنظرة اكثر عمقاً وأكثر وعيــاً وحتى أكثر خيالا .
وفي الشعر الجنوبي كان { محمــد } هو السباق إلى وصف الحرباء وإفراد قصيدة بكاملها عن هــذا المخــلوق [ المتلون ] .
ولقد استطاع ( بن حوقان ) ببراعة وإتقان أن يلوي الأعناق نحو قصيدته الحرباء هذه .
فكـُتـِبَ – هنا - مقالان عنها حتى الآن وبالرغم من أنهما [ اثنان ] فقط فذلك أيضــاً ســبق يحسب للقصيدة ولابن حوقان بغض النظر عن أهداف المقالان وما يرميان إليه من قدح أو مدح .
ولقد استهل الشــاعر القصيدة بكلمة ( يقــولـون ) والتي أثارت كثير من الجــدل فلمــاذا كانت ( يقــولون ) أول كلمــة نطق بها الشاعر وجعلها مســتهلاً لقصيدته ..؟؟
لنعــد قـليـلاً إلى شــعراء العربية الفصحى ونستمع إلى بعض أشــعارهم حتى نرى أين تقــع قصيدة محمد حوقان وبالذات كلمة ( يقولون ) من كــلامهم .
1/ الزمخشري صاحب تفسير القرآن الكريم
أقـــول لظبي مـر بـي وهو راتع : أأنت أخـو ليلى ؟ فقــال : يقــال
فقلت : وفي حكم الصبابة والهوى يقال : أخو ليلى ؟ فقال : يقــال
فقلت : وفـي ظل الاراكة والحمى يقال : ويستسقى ؟ فقال : يقــال
أقـــول لظبي مـر بـي وهو راتع : أأنت أخـو ليلى ؟ فقــال : يقــال
فقلت : وفي حكم الصبابة والهوى يقال : أخو ليلى ؟ فقال : يقــال
فقلت : وفـي ظل الاراكة والحمى يقال : ويستسقى ؟ فقال : يقــال
2 / قيس بن الملوح
يقــولون لو عزيت قلبك لا رعوى فقلت وهـل للعـاشقين قـلوب
ــــــــــــ
أحن إلى ليلى وإن شطت النوى بليلى كما حن اليراع المنشب
يقـــولون ليــلى عذبتــك بحــبها ألا حبذا ذاك الحبيب المعـذب
ــــــــــــ
عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي فإني وإن لم تجزني غير عائب
عليها , ولا مبــد لليـلى شـــــكاية وقد يشتكي المشكى إلى كل صاحب
يقــولون تب عن ذكر ليلى وحبها وما خلدي عن حب ليلى بتائب
ــــــــــــ
يقــولون كم تجري مدامع عينه لها الدهر دمع واكف يتحدر
وليس الذي يجري من العين ماؤها ولكنها نفس تذوب وتفطر
ـــــــــــ
هي البدر حسناً والنساء كواكب فشتان ما بين الكواكب والبدر
يقــولون مجــــنون يهيم بذكرها و و الله ما بي من جنون ولا سحر
إذا ما قرضت الشعر في غير ذكرها أبى وأبيكم أن يطاوعني شعري
ــــــــــ
يقــولون ليلى بالعراق مريضة فأقبلت من مصر إليها أعودها
فوالله ما أدري إذا أنا جئتها أأبرئها من دائها أم أزيدها
ــــــــــ
يقــولون ليلى أهل بيت عداوة بنفسي ليلى من عدو و ماليا
قسمت الهوى نصفين بيني و بينها فنصف لها هذا لهذا و ذا ليا
ألا يا حمامات العراق أعنني على شجني و ابكين مثل بكائيا
يقولون ليلى بالعراق مريضة فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
فشاب بنو ليلى وشاب ابن بنتها و حرقة ليلى في الفؤاد كما هيا
علي لئن لاقيت ليلى بخلوة زيارة بيت الله رجلاي حافيا
ـــــــــ
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
لحى الله أقواماً يقـــولون إننا وجدنا طوال الدهر للحب شافيا
يقــولون لو عزيت قلبك لا رعوى فقلت وهـل للعـاشقين قـلوب
ــــــــــــ
أحن إلى ليلى وإن شطت النوى بليلى كما حن اليراع المنشب
يقـــولون ليــلى عذبتــك بحــبها ألا حبذا ذاك الحبيب المعـذب
ــــــــــــ
عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي فإني وإن لم تجزني غير عائب
عليها , ولا مبــد لليـلى شـــــكاية وقد يشتكي المشكى إلى كل صاحب
يقــولون تب عن ذكر ليلى وحبها وما خلدي عن حب ليلى بتائب
ــــــــــــ
يقــولون كم تجري مدامع عينه لها الدهر دمع واكف يتحدر
وليس الذي يجري من العين ماؤها ولكنها نفس تذوب وتفطر
ـــــــــــ
هي البدر حسناً والنساء كواكب فشتان ما بين الكواكب والبدر
يقــولون مجــــنون يهيم بذكرها و و الله ما بي من جنون ولا سحر
إذا ما قرضت الشعر في غير ذكرها أبى وأبيكم أن يطاوعني شعري
ــــــــــ
يقــولون ليلى بالعراق مريضة فأقبلت من مصر إليها أعودها
فوالله ما أدري إذا أنا جئتها أأبرئها من دائها أم أزيدها
ــــــــــ
يقــولون ليلى أهل بيت عداوة بنفسي ليلى من عدو و ماليا
قسمت الهوى نصفين بيني و بينها فنصف لها هذا لهذا و ذا ليا
ألا يا حمامات العراق أعنني على شجني و ابكين مثل بكائيا
يقولون ليلى بالعراق مريضة فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
فشاب بنو ليلى وشاب ابن بنتها و حرقة ليلى في الفؤاد كما هيا
علي لئن لاقيت ليلى بخلوة زيارة بيت الله رجلاي حافيا
ـــــــــ
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
لحى الله أقواماً يقـــولون إننا وجدنا طوال الدهر للحب شافيا
3 / أمرؤ القيس
كأني غداةَ البينِ يومَ تحمَّلوا لدى سمراتِ الحيِّ ناقفُ حنظل
وقُوفاَ بها صحْبي عليَّ مطيهُمْ يقــُولون لا تهلكْ أسىً وتجمَّل
4 / نصر بن احمد البصري
يقــولون : قد أخفى محاسنهُ الشَّعرُ فهيهات هل يخفى على الظُّلمة البدرُ
كم بين أرضٍ قفارٍ لانباتَ بها وأرضٍ آخرى عليها النَّبتُ والزَّهرُ
5 / ابن الفارض
يقــولونَ لي صفها فأنتَ بوصفها خبيرٌ أجلْ عندي بأوصافها علمُ
صفاءٌ ولا ماءٌ ولطفٌ ولا هواً ونورٌ ولا نارٌ وروحٌ ولا جسمُ
تقدَّمَ كلَّ الكائناتِ حديثها قديماً ولا شكلٌ هناكَ ولا رسمُ
وقامتْ بها الأشياءُ ثمَّ لحكمةٍ بها احتجبتْ عنْ كلِّ منْ لا لـهُ فهمُ
6 / جميل بثينة
خليليّ، عوجا اليومَ حتى تسلّما على عذبةِ الأنياب، طيبةِ النشرِ
فإنكما إن عجـتـما ليّ ســـاعةً، شكرتكما ، حتى أغيّبَ في قبري
ألما بها، ثم اشفعا لي، وسلّما عليها، سقاها اللهُ من سائغِ القطرِ
وبوحا بذكري عند بثنةَ ، وانظرا أترتاحُ يوماً أم تهشُّ إلى ذكري
يقــــولون: مسحورٌ يجنُّ بذكرها، وأقسم ما بي من جنونٍ ولا سحرِ
وأقسمُ لا أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ وما هبّ آلٌ في ملمّعةٍ قفرِ
7 / ابن دريد
وما أحدٌ منْ ألسُـنِ الناسِ سالماً ولوْ أنهُ ذاكَ النبيُّ المطهرُ
فإنْ كانَ مقداماً يقــولونَ أهوجُ وإنْ كانَ مفضالاً يقولونَ مبذرُ
وإنْ كانَ سكيتاً يقـــولونَ أبكمُ وإنْ كانَ منطيقاً يقولونَ مهذرُ
وإنْ كانَ صواماً وبالليلِ قائماً يقـــولونَ زرافٌ يرائي ويمكرُ
فلا تحتفلْ بالناسِ في الذمِّ والثنا ولا تخشَ غيرَ اللهِ فاللهُ أكبر
يقـــولون .... ومازالوا .... يقـــولون!!!
8 / يقـــولون لي أصبحت في العلم واحدا وفي الشعر والآداب مالك ثاني
9 / وقال المرتضى
يقـــولون نجد لست من شعب أهلها وقد صدقوا لكنني منهم حبا
10 / أبو العباس
يقـــولون لي ما بال عينك مذ رأت محاسن هذا الظبي أدمعها هطل
كأني غداةَ البينِ يومَ تحمَّلوا لدى سمراتِ الحيِّ ناقفُ حنظل
وقُوفاَ بها صحْبي عليَّ مطيهُمْ يقــُولون لا تهلكْ أسىً وتجمَّل
4 / نصر بن احمد البصري
يقــولون : قد أخفى محاسنهُ الشَّعرُ فهيهات هل يخفى على الظُّلمة البدرُ
كم بين أرضٍ قفارٍ لانباتَ بها وأرضٍ آخرى عليها النَّبتُ والزَّهرُ
5 / ابن الفارض
يقــولونَ لي صفها فأنتَ بوصفها خبيرٌ أجلْ عندي بأوصافها علمُ
صفاءٌ ولا ماءٌ ولطفٌ ولا هواً ونورٌ ولا نارٌ وروحٌ ولا جسمُ
تقدَّمَ كلَّ الكائناتِ حديثها قديماً ولا شكلٌ هناكَ ولا رسمُ
وقامتْ بها الأشياءُ ثمَّ لحكمةٍ بها احتجبتْ عنْ كلِّ منْ لا لـهُ فهمُ
6 / جميل بثينة
خليليّ، عوجا اليومَ حتى تسلّما على عذبةِ الأنياب، طيبةِ النشرِ
فإنكما إن عجـتـما ليّ ســـاعةً، شكرتكما ، حتى أغيّبَ في قبري
ألما بها، ثم اشفعا لي، وسلّما عليها، سقاها اللهُ من سائغِ القطرِ
وبوحا بذكري عند بثنةَ ، وانظرا أترتاحُ يوماً أم تهشُّ إلى ذكري
يقــــولون: مسحورٌ يجنُّ بذكرها، وأقسم ما بي من جنونٍ ولا سحرِ
وأقسمُ لا أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ وما هبّ آلٌ في ملمّعةٍ قفرِ
7 / ابن دريد
وما أحدٌ منْ ألسُـنِ الناسِ سالماً ولوْ أنهُ ذاكَ النبيُّ المطهرُ
فإنْ كانَ مقداماً يقــولونَ أهوجُ وإنْ كانَ مفضالاً يقولونَ مبذرُ
وإنْ كانَ سكيتاً يقـــولونَ أبكمُ وإنْ كانَ منطيقاً يقولونَ مهذرُ
وإنْ كانَ صواماً وبالليلِ قائماً يقـــولونَ زرافٌ يرائي ويمكرُ
فلا تحتفلْ بالناسِ في الذمِّ والثنا ولا تخشَ غيرَ اللهِ فاللهُ أكبر
يقـــولون .... ومازالوا .... يقـــولون!!!
8 / يقـــولون لي أصبحت في العلم واحدا وفي الشعر والآداب مالك ثاني
9 / وقال المرتضى
يقـــولون نجد لست من شعب أهلها وقد صدقوا لكنني منهم حبا
10 / أبو العباس
يقـــولون لي ما بال عينك مذ رأت محاسن هذا الظبي أدمعها هطل
فهولاء عشــرة من فحول شعراء العربية استخدموا كلمة ( يقــولون ) واستخدمها ( ابن حوقان ) مثلهم فمن يجروء بعد الآن على القــول أن إستهلالة بن حوقان خاطئة أو ضعيفة أو في غير محلها
ومن يجــروء على القــول أن يقــولون تشــكل نقطة ضعف في بنية القصيــدة ..؟؟
وقد تعمــد الشاعر أن يجعلها مطلع القصيدة لأنها جملة فعلية تدل على الحدوث والتجدد،وهـو حين أستهل القصيدة بهـذا الفعل المضارع ( يقــولون ) فإنه إنمــا أراد أن يضفي على النص الحركة والفاعلية والاستمرارية وهذا الدور يقوم الفعل المضارع بتأديته خير أداء.. ممــا يؤكد بأن تلون الحرباء مستمر الحدوث في الماضي والحاضر وفي المستقبل أيضـاً .
وباستخدامه كلمة [ يقولون ] يمكننا القول هنا بأن الشاعر يرفض بوعيه ولا وعيه صفة هذه الحرباء (المتلونة) وقدراتها المكروهة، التي تؤدي بالناس إلى ( التنافر والتقاطع وعدم التآلف )، ولذلك اكتفى باستخدام الفعل المضارع وظل الفاعل ضميراً مستتراً وهو( الواو ) في يقولون ليدل على الغائب، رفضاً له ومحواً لقواه.
يقولون العالم الحربا تسمـى جمـل الشيطـان
كما أن [ الشــك ] وعدم اليقين كانا رفيقين لمعظم الحالات التي عبرت عنها كلمة [ يقــولون ] في الأشــعار الســابقة وفي قصيدة حوقان وهي إشــارات مقصـودة لإيضــاح الحــالة التي ســعى الشــعراء إلى تبيانها .
والصور الموسيقية الداخلية للقصيدة أكدت مدى ذلك الشك والتشويش بتكرار أصوات حرف [ الشـين ] ثمان مرات في القصيدة ( الشيطان 3 مرات ، تشتال مرتين ، مشكلتها مرتين ، وتشبع مرة واحـده
وكمـــا تحيـــر واستشهد إبن حوقان في توصيف [ الحال ] بتعدد ألوانها
علمو ني لونها ذا اللـون والا لونهـا ذاللونـا
والا منضرها بغيض وطبعهـا لايـق بلونهـا
والا منضرها بغيض وطبعهـا لايـق بلونهـا
فإن العــرب استشهدت بالحرباء واتخذت منها دلالات مختلفة للتعدد والتغير فقالت :
1
/ قال ذو الرمة :
يظل بها الحرباء للشمس مائلاً = على الجذل إلا أنه لا يكبر
إذا حول الظل العشي رايته = حنيفاً وفي قرن الضحى يتنصر
غدا أصفر الأعلى كأنه = من الضـّحّ واستقباله الشمس أخضر
2 / الطرماح :
يظلُّ هزيزُ الرَّيحِ بينَ مسامعي بهِا كالتجاجِ المأتمِ المتنوِّحِ
وقدْ عقلَ الحرباءُ، واصطهرَ اللَّظَى جنادبَ يرمحنَ الحصَى كلَّ مرمحِ
يشلْنَ إذا اعرورَينِ مستوقدَ الحصَى، ولسنَ على تشوالهنَّ بلقَّحِ
3 / أبن مقبل :
وهلْ علمْتِ إذا لاذَ الظِّباء وقدْ ظلَّ السرابُ على حِزَّانِهِ يضعُ
أنِّي أُنَقِّرُ قامُوصَ الظَّهيرةِ ، والحِرْباءُ فوقَ فروعِ الساقِ يمْتَصِعُ
4 / بشار بن برد
وتدلج للقنافذ تدريها وينسك المكارم صيد فار
وتغبط شاوي الحرباء حتى تروح إليه من حب القتار
وترتعد النقاد أو البكاعا مسارقةً وترضى بالصغار
وتغدو في الكراء لنيل زادٍ وليس بسيد القوم المكاري
وفخرك بين يربوع وضب على مثلي من الحدث الكبار
5 / أحمد شوقي
نحن اليواقيتُن خاض النارَ جَوهَرنا ولم يهُنْ بيدِ التشتيتِ غالينا
ولا يحول لنا صبغٍ ، ولا خُلُقٌ إذا تلّون كالحرباء شانينا
6 / البحتري
لم يبقْ فيه خوفُ بأسكَ مطعماً للطيرِ في عودٍ ، ولا إبداءِ
فتراه مطرداً على أعوادهِ ، مثل اطرادِ كواكب الجوزاءِ
مستشرفاً للشمسِ ، منتصباً لها ، في أخرياتِ الجذع كالحرباءِ
7 / أبن هاني الأندلسي
صهل الرَّعدِ إذا ما قفا ليلُ المطايا لامعُ البرقِ
يغدو ابنَ آوى خلفهُ طاوياً يعللُ الحرباءَ بالنَّشقِ
يشيمُ من أجفانهِ في الدجى عرض َعقيقٍ غيرِ منعقِّ
8 / كعب بن زهير
سمرُ العجاياتِ يتركن الحصى زيماً لم يقهنّ رؤوسَ الأكم تنعيلُ
يوماً يظلُّ به الحرباءُ مصطخماً كأن ضاحيهُ بالنار مملولُ
كأن أوبَ ذراعيها وقد عرقتْ وقد تلفعَ بالقورِ العساقيلُ
9 / كعب بن زهير
يخبطنَ بالقومِ أنضاءَ السَّريحِ وقدَ لاذتْ من الشمسِ بالظلِّ اليعافيرُ
حتى اذا انتصبَ الحرباءُ وانتقلت وحانَ إذ هجّروا بالدّوِ تغويرُ
10 / حافظ ابراهيم
غَفَلَتْ عنكَ للبِلى نَظَراتٌ وتَخَطَّتْكَ إبْرَةُ الرَّفّاءِ
صَحِبَتْنِي قَبلَ اصطِحابِكَ دَهْراً بِدْلَةٌ في تَلَوُّنِ الحِرْباءِ
11 / أبو العلاء المعري
منعتُ الشيبَ من كتم التراقي، ولم أمنعهُ من خطر العجاجِ
فهل حدثتَ بالحرباءِ يلقي برأس العير موضحة الشجاجِ؟
تصيح ثعالبُ المران كرباً صياح الطير تطرب لابتهاجِ
12 / الشيخ أمين الجندي
فعلى ابن آدم ان يحاسب نفسه كي يستعد لهول يوم معاد
غضب الإله على أناس أعلنوا في هتك حرمة عالم جواد
حاولت نفعهم هناك فحاولوا ضري فكنت كنافخ برماد
وأطلت في نصحي لهم فأضلهم رب العباد فما لهم من هاد
من كل غمر باحث في ظلفه عن حتفه متمرد متماد
متلون كتلون الحرباء في أثوابه من كثرة الأحقاد
يظل بها الحرباء للشمس مائلاً = على الجذل إلا أنه لا يكبر
إذا حول الظل العشي رايته = حنيفاً وفي قرن الضحى يتنصر
غدا أصفر الأعلى كأنه = من الضـّحّ واستقباله الشمس أخضر
2 / الطرماح :
يظلُّ هزيزُ الرَّيحِ بينَ مسامعي بهِا كالتجاجِ المأتمِ المتنوِّحِ
وقدْ عقلَ الحرباءُ، واصطهرَ اللَّظَى جنادبَ يرمحنَ الحصَى كلَّ مرمحِ
يشلْنَ إذا اعرورَينِ مستوقدَ الحصَى، ولسنَ على تشوالهنَّ بلقَّحِ
3 / أبن مقبل :
وهلْ علمْتِ إذا لاذَ الظِّباء وقدْ ظلَّ السرابُ على حِزَّانِهِ يضعُ
أنِّي أُنَقِّرُ قامُوصَ الظَّهيرةِ ، والحِرْباءُ فوقَ فروعِ الساقِ يمْتَصِعُ
4 / بشار بن برد
وتدلج للقنافذ تدريها وينسك المكارم صيد فار
وتغبط شاوي الحرباء حتى تروح إليه من حب القتار
وترتعد النقاد أو البكاعا مسارقةً وترضى بالصغار
وتغدو في الكراء لنيل زادٍ وليس بسيد القوم المكاري
وفخرك بين يربوع وضب على مثلي من الحدث الكبار
5 / أحمد شوقي
نحن اليواقيتُن خاض النارَ جَوهَرنا ولم يهُنْ بيدِ التشتيتِ غالينا
ولا يحول لنا صبغٍ ، ولا خُلُقٌ إذا تلّون كالحرباء شانينا
6 / البحتري
لم يبقْ فيه خوفُ بأسكَ مطعماً للطيرِ في عودٍ ، ولا إبداءِ
فتراه مطرداً على أعوادهِ ، مثل اطرادِ كواكب الجوزاءِ
مستشرفاً للشمسِ ، منتصباً لها ، في أخرياتِ الجذع كالحرباءِ
7 / أبن هاني الأندلسي
صهل الرَّعدِ إذا ما قفا ليلُ المطايا لامعُ البرقِ
يغدو ابنَ آوى خلفهُ طاوياً يعللُ الحرباءَ بالنَّشقِ
يشيمُ من أجفانهِ في الدجى عرض َعقيقٍ غيرِ منعقِّ
8 / كعب بن زهير
سمرُ العجاياتِ يتركن الحصى زيماً لم يقهنّ رؤوسَ الأكم تنعيلُ
يوماً يظلُّ به الحرباءُ مصطخماً كأن ضاحيهُ بالنار مملولُ
كأن أوبَ ذراعيها وقد عرقتْ وقد تلفعَ بالقورِ العساقيلُ
9 / كعب بن زهير
يخبطنَ بالقومِ أنضاءَ السَّريحِ وقدَ لاذتْ من الشمسِ بالظلِّ اليعافيرُ
حتى اذا انتصبَ الحرباءُ وانتقلت وحانَ إذ هجّروا بالدّوِ تغويرُ
10 / حافظ ابراهيم
غَفَلَتْ عنكَ للبِلى نَظَراتٌ وتَخَطَّتْكَ إبْرَةُ الرَّفّاءِ
صَحِبَتْنِي قَبلَ اصطِحابِكَ دَهْراً بِدْلَةٌ في تَلَوُّنِ الحِرْباءِ
11 / أبو العلاء المعري
منعتُ الشيبَ من كتم التراقي، ولم أمنعهُ من خطر العجاجِ
فهل حدثتَ بالحرباءِ يلقي برأس العير موضحة الشجاجِ؟
تصيح ثعالبُ المران كرباً صياح الطير تطرب لابتهاجِ
12 / الشيخ أمين الجندي
فعلى ابن آدم ان يحاسب نفسه كي يستعد لهول يوم معاد
غضب الإله على أناس أعلنوا في هتك حرمة عالم جواد
حاولت نفعهم هناك فحاولوا ضري فكنت كنافخ برماد
وأطلت في نصحي لهم فأضلهم رب العباد فما لهم من هاد
من كل غمر باحث في ظلفه عن حتفه متمرد متماد
متلون كتلون الحرباء في أثوابه من كثرة الأحقاد
ولما كانت القصيدة :
[1 ] مزيج من الواقع والأسطورة ،
[2 ]ومزيج من اليقظة القاسية والحلم الملتاع معاً
فلنتـــابع لنكتشــف كيف حوت القصيدة ذلك كله ..!!
أولاً : مزيج من الواقع والأسطورة
* الواقــع يثبت ما نعايشــه في حياتنا اليومية من تلــون بعض ممن حـولنا حتى انهم في تلونهم وقبحهم قد تفوقوا حتى على قدرة الحرباء ذاتهــا في التلون ..!!
* وواقع الحرباء على الطبيعة يؤكد لها ميزة التلون والمنظر البغيض والصوت الكريه:
إذ أن الحرباء : ضرب من الزحّافات تتلون في الشمس ألواناً مختلفة ويضرب بها المثل في التقلب والتلون وهي كما قال الجاحظ في كتابه [ الحيوان ] دُويـْبـَة أعظم من العظاءة ، أغبر ما كان فرخاً ، ثم يصفر ، وإنما حياته الحــرً . فتراه إذا بدت الشمس قد لجا بظهره إلى جذيل – عويد شجرة - فإن رمضت الأرض ارتفع ، ثم هو يقلب بوجهه مع الشمس حيث دارت ، حتى تغرب ، ثم تراه شابحاً بيديه – كالمصلوب - وكلما حميت عليه الشمس رأيت جلده قد يخضر
* أمــا الأسطورة التي يرى البعض أنها مــأخذ على الشــاعر في وصف بعض ما أشيع عن الحرباء فهــل يستطيع الشاعر أن يكون بمنأى عن ما يدور في مجتمعه من أفكار وموروث وحكايات يتداولها الناس في حياتهم سواءً كانت حقيقية أم كان للخيال والرمزية نصيب فيها
وما على الشــاعر من بأس إذا مازاوج بين الحقيقة والخيــال ومزج بين الأسطورة والحقيقة أيضــا ليوضح حـــال معيـن ويدلل عليه.
ذلك لأن الموروث الحكائي عندنا، يعتبر أحد العــوامل التي شيدت القصيدة ، وتعتبر الأسطورة من أهم منابع هذا الموروث .
يروي د/ نضال الصالح أن الأساطير فعالية مجازية ورمزية تحوي في داخلها حقائق تاريخية وأدبية وفنية .
وقــد صاغ [ جان بران ] التجربة الشعرية على النحو التالي:
«ما نكاد ننكب على التجربة الشعرية حتى نجد أنفسنا أمام نظريتين كبيرتين بمساعدتهما يتمّ فهم مصدر الشعر: النظرية الأقدم تحدثنا عن "" هذيان مقدس يستحوذ على الشاعر ويجعل منه المعبّر عن لسان حال قوى غير مرئية "". فهي التي تلهمه، وهي تشبه إلى حد ما الفيتي ( Phytie ) التي كانت تنقل في حالة ذهول رسالة ملغزة تحررها، ولا يُعرف من أين تأتي ولا كيف تنتهي إليها .
لكن على هامش هذه الأفكار حول وحي ذي طبيعة روحية أو سحرية تستولي على الشاعر وتجتاحه، تقع منظورات مخالفة تماما تجعل من العمل [الشعري] نتيجة ((( فعلٍ واعٍ ))) ، أي تجعل منه عملا ((( يُصَاغُ بنضج، ونتيجة بحثٍ منظم ))) .
وإذا كنا لا ننكر أهمية اتباع هذا المسلك من جهة، فإن لنا، من جهة أخرى، أكثر من داع لاجتنابه:
- فقد سبق أن تطرق لهذا الموضوع عدد كبير من الباحثين العرب قديما وحديثا على السَّواء. ثم إنه يقدِّم أجوبة شبه جاهزة ستجعل مهمتنا، إن نحن اتبعناه، (( تقتصر على حشد الشواهد الشعرية والنقدية )) التي تدلُّ على أن العرب قد عرفوا «النظريتين معا»:
ا / نظرية الإلهام
ب / نظرية الفعل الواعي والعمل المنظم.
يقولون العالم الحربا تسمـى جمـل الشيطـان
تشتال الشيطان والشيطان ما يحتاج من يشتاله
من حقارتها تقدم خدمـة التوصيـل بالمجـان
تشتال الشيطان والشيطان ما يحتاج من يشتاله
من حقارتها تقدم خدمـة التوصيـل بالمجـان
ثانيـاً : مزيج من اليقظة القاسية والحلم الملتاع معاً
وقد أشــار ابن الأثير إلى مثل هــذا الموقف فقـال :
«ينطق على خاطرك بما لا تقدر أنت أن تنطق به»
فاليقظة القاسية التي مزجها الشاعر هـنا بالحلم الملتاع تتمركز حول معطيات الحياة المتلونة بأحلام وأمـال نعقدها في كثير ممن حولنا ومانلبث في غفلة من الزمن أن نفقد كل ذلك وتتبخر تلك الأحلام وتتحول إلى سراب وخـديعة كبرى ونفاجأ في عالم اليقضة بالحقيقة القاسية وهي ( حقيقة التلون والتقلب ) فتظهر الحقيقة كالحرباء فليست قاتلة كالثعبان وليست طير ذو لحم لذيذ
مشكلتها ماهي ابداب لسوع ولا بطيـر يوكـل
وتظهرالحقيقة الجلية
المتـــلون :
ليس بقوة سم الثعبان فتخاف منه أن يقتلك وليس بذي لحم لذيذ تسعى لصيده طمعا بلحمه اللذيذ ، فلا هو بقادر على قتلك ولست بقاتله ويبقى تلونه المنفر الذي لا يشبه ألوان الطيف سوى في تعدد الألوان هو ما يثير الدهشة ويدعو للاشمئزاز والكراهية ومضرباً للمثـــل
يقولون العالم الحربا تسمـى جمـل الشيطـان
تشتال الشيطان والشيطان ما يحتاج من يشتاله
من حقارتها تقدم خدمـة التوصيـل بالمجـان
***
مشكلتها ماهي ابداب لسوع ولا بطيـر يوكـل
مشكلتها لو كلت ما تشبع الا من جروح الناس
***
علمو ني لونها ذا اللـون والا لونهـا ذاللونـا
والا منضرها بغيض وطبعهـا لايـق بلونهـا
***
ما عطاها الله من الميزات ما تقهر به الحسادي
الا قصر ٍ في خطاويها وطـولاً فـي لسانهـ
اتشتال الشيطان والشيطان ما يحتاج من يشتاله
من حقارتها تقدم خدمـة التوصيـل بالمجـان
***
مشكلتها ماهي ابداب لسوع ولا بطيـر يوكـل
مشكلتها لو كلت ما تشبع الا من جروح الناس
***
علمو ني لونها ذا اللـون والا لونهـا ذاللونـا
والا منضرها بغيض وطبعهـا لايـق بلونهـا
***
ما عطاها الله من الميزات ما تقهر به الحسادي
الا قصر ٍ في خطاويها وطـولاً فـي لسانهـ
تعليق