الحمدلله رب العالمين
وبعد : بمناسبة اليوم العالمي لمرض الايدز اليكم هذه المشاركة :
اسمحوا لي في هذا المقال أن أكتب حول موضوع خطير أصبحنا نسمعه كل يوم، وتعقد من أجله الندوات والمؤتمرات،وتكرس من أجله الطاقات الطبية والعلمية في كل بقاع العالم، واتخذ الناس من أجله يوماً عالمياً يتحدث فيه الأطباء والعلماء توعية للمجتمعات،وإبرازاً لأخطاره وأضراره، إنه موضوع الإيدز، داء فقدان المناعة المكتسبة أو السيد طاعون العصر، ومرض هذا الوقت وانتقام الله تعالى من أهل الفاحشة.
فما هو هذا المرض وقاني الله وإياكم شره؟ وما هي أسبابه؟ وما هي أعراضه؟ وكيف السبيل للوقاية منه.
أيها الأخوة في منتدى الديره: يجدر بنا قبل كل شيء أن أكتب ولو بإيجاز عن التشريعات الإسلامية لغريزة الجنس، فكلنا نعلم ونؤمن أن ديننا الإسلامي الحنيف ليس دين خيال ولكنه الدين القيم الذي ينطلق من الواقع الذي يعيشه الإنسان، هذا الإنسان الذي ركب فيه الله تعالى الغرائز والعواطف ولم يكن ليتركه هملاً ليحقق إشباعها على طريقة الحيوان فالإنسان صنعة الله خلقه من قبضة طين،ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته. وسخر له الكون بما فيه من مخلوقات علوية وسفلية. أعطاه الله لجسده حظه من الحياة وأعطى لروحه العلوية حظها من العبادة والطاعة، وأي خلل في توازن الجسد والروح يفسد صنعة الله ويعرضها للآفات الجسمية والروحية.
ومن أقوى الغرائز التي ركبها الله في جسد الإنسان غريزة الجنس، وقد جعلها الله هكذا لأهداف سامية وحقائق عالية تستهدف عمارة الكون وعبادة الخالق، والجنس هو نقطة الضعف التي يتسلل منها الشيطان ليخرب الكون ويقلب نظام الحياة رأساً على عقب ويعطل رسالة الإنسان في الحياة قال تعالى: (( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً //// يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً)). ولما كان لغريزة الجنس هذه القوة الطاغية على النفس البشرية فإننا نجد أن الإسلام وضع لها الضوابط وسن لها السنن وعبّد لها الطريق،وأقام عليه الإشارات التي تضبط حركتها في الحياة حتى لا تصطدم بسنة الله في الخلق.
وإلا فانظروا رحمكم الله لسائق مجنون لا يلقي بالاً بالإشارات الضوئية حمراء أو خضراء.
وأذكر لي ولكم أيها الأخوة : هذه الضوابط التي وضعها الإسلام في طريق غريزة الجنس، فقد حارب الإسلام الرهبانية التي تجعل الإنسان منعزلاً عن المجتمع عازفاً عن الدنيا منقطعاً عن إشباع عواطفه وغرائزه،لأنها تعطل عمارة الكون،وتؤدي إلى اختلال وظائف الجسم وإلى ظهور العقد النفسية التي قد تنفجر فتهوى بالإنسان إلى أسفل سافلين، وقد ذم الله الذين ابتدعوا الرهبانية، فلا هم تركوها ولا هم قاموا بحقوقها قال تعالى: (( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون)).
وجعل الإسلام حب النساء مع قمة شهوات النفس حقيقة واقعة غير أن هذا الحب للنساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة وغيرها ينبغي ألا تملك على الإنسان نفسه وتستولي على عقله فينسى ما عند الله من نعيم لا ينفد وقرة عين لا تنقطع. قال تعالى: (( زين للناس حب الشهوات من النساء .. الآية. روى الإمام أحمد وأصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل شيء يلهو به الرجل؟ فهو باطل إلا ثلاثاً رمية الرجل بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنهن من الحق)) والإسلام كذلك أعطى للزوج والزوجة الحق في ممارسة حق إشباع هذه الغريزة فقد روى الشيخان وأبو داود أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دعى الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)).
ومهمة رابعة فقد أحاط الإسلام هذه الغريزة بين الزوج وزوجته بالكتمان، وحرم إذاعتها بين الناس. روى الإمام البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل عليهم بوجهه فقال: ((مجالسكم هل منكم الرجل الذي إذا أتى أهله أغلق بابه وأرخى ستره ثم يخرج فيحدث فيقول فعلت بأهلي كذا وفعلت بأهلي كذا؟)) فسكتوا فأقبل على النساء فقال: هل منكن من تحدث؟ قال: فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت ليراها الرسول صلى الله عليه وسلم وليسمع كلامها فقالت: أي والله إنهم ليتحدثون وإنهن ليتحدثن فقال صلى الله عليه وسلم: ((هل تدرون ما مثل من فعل ذلك؟ مثل شيطان وشيطانه لقي أحدهما صاحبه بالسكة فقضى حاجته منها والناس ينظرون إليه)).
هذه بعض الضوابط والإجراءات التي وضعها الإسلام في طريق غريزة الجنس، ثم من جهة أخرى وضع الإسلام تدابير وقائية للحيلولة دون الوقوع في محارم الله في فاحشة الزنا. فأمر المؤمنين والمؤمنات بغضّ النظر وحفظ الفرج، وأوجب على المرأة أن تستر جسمها، وحرم عليها التبرج وهو إظهار المفاتن من جسمها، وحرم الخلوة بالأجنبية، وحرم الاختلاط بين الرجال والنساء سداً للذريعة واتقاء للشبهة وحرم على المرأة أن تسافر إلا ومعها ذو محرم ولو لحج بيت الله الحرام فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله إني اكتتبت معكم في غزوة وإن امرأتي خرجت حاجة فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: ((الحق بأهلك)) 0
نكمل المقال مرة قادمة أن شاء الله 0
وبعد : بمناسبة اليوم العالمي لمرض الايدز اليكم هذه المشاركة :
اسمحوا لي في هذا المقال أن أكتب حول موضوع خطير أصبحنا نسمعه كل يوم، وتعقد من أجله الندوات والمؤتمرات،وتكرس من أجله الطاقات الطبية والعلمية في كل بقاع العالم، واتخذ الناس من أجله يوماً عالمياً يتحدث فيه الأطباء والعلماء توعية للمجتمعات،وإبرازاً لأخطاره وأضراره، إنه موضوع الإيدز، داء فقدان المناعة المكتسبة أو السيد طاعون العصر، ومرض هذا الوقت وانتقام الله تعالى من أهل الفاحشة.
فما هو هذا المرض وقاني الله وإياكم شره؟ وما هي أسبابه؟ وما هي أعراضه؟ وكيف السبيل للوقاية منه.
أيها الأخوة في منتدى الديره: يجدر بنا قبل كل شيء أن أكتب ولو بإيجاز عن التشريعات الإسلامية لغريزة الجنس، فكلنا نعلم ونؤمن أن ديننا الإسلامي الحنيف ليس دين خيال ولكنه الدين القيم الذي ينطلق من الواقع الذي يعيشه الإنسان، هذا الإنسان الذي ركب فيه الله تعالى الغرائز والعواطف ولم يكن ليتركه هملاً ليحقق إشباعها على طريقة الحيوان فالإنسان صنعة الله خلقه من قبضة طين،ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته. وسخر له الكون بما فيه من مخلوقات علوية وسفلية. أعطاه الله لجسده حظه من الحياة وأعطى لروحه العلوية حظها من العبادة والطاعة، وأي خلل في توازن الجسد والروح يفسد صنعة الله ويعرضها للآفات الجسمية والروحية.
ومن أقوى الغرائز التي ركبها الله في جسد الإنسان غريزة الجنس، وقد جعلها الله هكذا لأهداف سامية وحقائق عالية تستهدف عمارة الكون وعبادة الخالق، والجنس هو نقطة الضعف التي يتسلل منها الشيطان ليخرب الكون ويقلب نظام الحياة رأساً على عقب ويعطل رسالة الإنسان في الحياة قال تعالى: (( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً //// يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً)). ولما كان لغريزة الجنس هذه القوة الطاغية على النفس البشرية فإننا نجد أن الإسلام وضع لها الضوابط وسن لها السنن وعبّد لها الطريق،وأقام عليه الإشارات التي تضبط حركتها في الحياة حتى لا تصطدم بسنة الله في الخلق.
وإلا فانظروا رحمكم الله لسائق مجنون لا يلقي بالاً بالإشارات الضوئية حمراء أو خضراء.
وأذكر لي ولكم أيها الأخوة : هذه الضوابط التي وضعها الإسلام في طريق غريزة الجنس، فقد حارب الإسلام الرهبانية التي تجعل الإنسان منعزلاً عن المجتمع عازفاً عن الدنيا منقطعاً عن إشباع عواطفه وغرائزه،لأنها تعطل عمارة الكون،وتؤدي إلى اختلال وظائف الجسم وإلى ظهور العقد النفسية التي قد تنفجر فتهوى بالإنسان إلى أسفل سافلين، وقد ذم الله الذين ابتدعوا الرهبانية، فلا هم تركوها ولا هم قاموا بحقوقها قال تعالى: (( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون)).
وجعل الإسلام حب النساء مع قمة شهوات النفس حقيقة واقعة غير أن هذا الحب للنساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة وغيرها ينبغي ألا تملك على الإنسان نفسه وتستولي على عقله فينسى ما عند الله من نعيم لا ينفد وقرة عين لا تنقطع. قال تعالى: (( زين للناس حب الشهوات من النساء .. الآية. روى الإمام أحمد وأصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل شيء يلهو به الرجل؟ فهو باطل إلا ثلاثاً رمية الرجل بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنهن من الحق)) والإسلام كذلك أعطى للزوج والزوجة الحق في ممارسة حق إشباع هذه الغريزة فقد روى الشيخان وأبو داود أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دعى الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)).
ومهمة رابعة فقد أحاط الإسلام هذه الغريزة بين الزوج وزوجته بالكتمان، وحرم إذاعتها بين الناس. روى الإمام البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل عليهم بوجهه فقال: ((مجالسكم هل منكم الرجل الذي إذا أتى أهله أغلق بابه وأرخى ستره ثم يخرج فيحدث فيقول فعلت بأهلي كذا وفعلت بأهلي كذا؟)) فسكتوا فأقبل على النساء فقال: هل منكن من تحدث؟ قال: فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت ليراها الرسول صلى الله عليه وسلم وليسمع كلامها فقالت: أي والله إنهم ليتحدثون وإنهن ليتحدثن فقال صلى الله عليه وسلم: ((هل تدرون ما مثل من فعل ذلك؟ مثل شيطان وشيطانه لقي أحدهما صاحبه بالسكة فقضى حاجته منها والناس ينظرون إليه)).
هذه بعض الضوابط والإجراءات التي وضعها الإسلام في طريق غريزة الجنس، ثم من جهة أخرى وضع الإسلام تدابير وقائية للحيلولة دون الوقوع في محارم الله في فاحشة الزنا. فأمر المؤمنين والمؤمنات بغضّ النظر وحفظ الفرج، وأوجب على المرأة أن تستر جسمها، وحرم عليها التبرج وهو إظهار المفاتن من جسمها، وحرم الخلوة بالأجنبية، وحرم الاختلاط بين الرجال والنساء سداً للذريعة واتقاء للشبهة وحرم على المرأة أن تسافر إلا ومعها ذو محرم ولو لحج بيت الله الحرام فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله إني اكتتبت معكم في غزوة وإن امرأتي خرجت حاجة فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: ((الحق بأهلك)) 0
نكمل المقال مرة قادمة أن شاء الله 0
تعليق