اخوتي الكرام
اهداني احد أصدقائي مرة بعض السيديهات وقال لي ربما تجد فيها ما يعجبك وفعلا بعد أن نظرت الى بعضها وجد فيها ما احب ان انثر حروفه لكم اليوم مع بعض التعديل والاضافات :
( حلمت ذات مرة بأني التقيت بأحد الحكماء فسألته قائلا : يا عماه ما أعجب ما رأيت من ابن آدم ؟!
فأجابني الحكيم متبسما : إنهم يغرقون في التفكير بالمستقبل لدرجة تنسيهم حاظرهم الذي يعيشون , وهذا لايجعلهم يعيشون في المستقبل ولكنه يفقدهم عيش الحاضر .. وأنهم يعيشون وكأنهم لن يموتوا وإذا ماتوا نسوا وكأنهم لم يعيشوا , وأنهم يضيقون ذرعا بمرحلة الطفولة ويستعجلون التقدم في السن فإذا ما أصبحوا كبارا تمنوا لو يعودوا أطفالا , وأنهم يخسرون صحتهم في جمع المال ثم ينفقون ما جمعوه من مال في محاولة استعادة ما فقدوه من صحتهم .
ثم قلت له : يا عماه في اعتقادك ماهي بعض دروس الحياة التي يتمنى الآباء أن يتعلمها منهم أبناؤهم ؟
فابتسم أيضا وقال : أن يتعلموا أنهم لايستطيعون إجبار الناس على حبهم , ولكنهم يستطيعون أن يجعلوا من أنفسهم شخصيات محبوبة , وليعلموا أن ما معهم ليس أثمن مافي حياتهم لكن من معهم , وأن ليس من الحكمة أن يقارنوا أنفسهم بالآخرين , وأن الغني ليس من يملك الكثير لكنه من يحتاج الأقل , وليعلموا بأن جرح مشاعر وأحاسيس شخص عزيز قد يتم في ثوان معدودة ولكن معالجة ذلك الجرح قد تدوم لسنوات عديدة , وليعلموا أن الطريقة المثلى لتعلم الصفح والمغفرة هي ممارستها , وليعلموا بأن المال قد يشتري كل شيء ولكنه لايستطيع شراء السعادة , وليعلموا بأنه يوجد شخصين قد ينظران الى نفس الشيء ومع ذلك كل منهما يراه بخلاف الآخر , وليعلموا بأنه لايكفي بأن يطلبوا السماح من الآخرين لأنفسهم دائما ولكن عليهم أن يسامحوا هم أيظا , ولعلموا بأن الله موجود ودائم , وليعلموا بأن الصبر فضيلة كبرى قائمة في أساس كل إبداع واكتشاف وانتصار وانجاز , وليعلموا أن الضمير هو الرقيب اليقظ والناقد الماهر والقاضي العادل النزيه , وليعلموا بأن الصمت فن ينبغي إتقانه .
فقلت : أي عماه علمني من حكمك ماينفعني ويبصرني !!
فقال اسمع يا بني : إذا استسلم المرء لانطلاقاته أطفأته الليالي فيصبح القمر غريبا في عتمة الليل المنكرة بينما يعتلي الضوء غير المتفائلين بالشفق , واعرف أنه متى تسلل اليأس إلى أعماقنا فإنه يجرنا إلى طقوس التبلد ولكن الأمل يظل يراودنا ويهمس في أسماعنا ويشدنا إلى توقع شيء ما يركض بنا إلى بريق العودة إلى مدار التحدي , واعلم أنك متى ما تعديت بحريتك على حريات الآخرين فإنك أناني تفتقد إلى الحضارة , واعلم أن إعطاء الثقة لمن لايستحقها إنما هو إهدار لها , واعلم أن لكل شيء ثمن وأغلاها هو ما ندفعه مقابل الحصول على حرياتنا كاملة .
عندها شكرته وودعته وأنا لا أريد مفارقته لكن الساعة كانت أقرب وأسرع من الأماني فأفقت من منامي وذلك الحكيم لم يفارق خيالي .
مالك
اهداني احد أصدقائي مرة بعض السيديهات وقال لي ربما تجد فيها ما يعجبك وفعلا بعد أن نظرت الى بعضها وجد فيها ما احب ان انثر حروفه لكم اليوم مع بعض التعديل والاضافات :
( حلمت ذات مرة بأني التقيت بأحد الحكماء فسألته قائلا : يا عماه ما أعجب ما رأيت من ابن آدم ؟!
فأجابني الحكيم متبسما : إنهم يغرقون في التفكير بالمستقبل لدرجة تنسيهم حاظرهم الذي يعيشون , وهذا لايجعلهم يعيشون في المستقبل ولكنه يفقدهم عيش الحاضر .. وأنهم يعيشون وكأنهم لن يموتوا وإذا ماتوا نسوا وكأنهم لم يعيشوا , وأنهم يضيقون ذرعا بمرحلة الطفولة ويستعجلون التقدم في السن فإذا ما أصبحوا كبارا تمنوا لو يعودوا أطفالا , وأنهم يخسرون صحتهم في جمع المال ثم ينفقون ما جمعوه من مال في محاولة استعادة ما فقدوه من صحتهم .
ثم قلت له : يا عماه في اعتقادك ماهي بعض دروس الحياة التي يتمنى الآباء أن يتعلمها منهم أبناؤهم ؟
فابتسم أيضا وقال : أن يتعلموا أنهم لايستطيعون إجبار الناس على حبهم , ولكنهم يستطيعون أن يجعلوا من أنفسهم شخصيات محبوبة , وليعلموا أن ما معهم ليس أثمن مافي حياتهم لكن من معهم , وأن ليس من الحكمة أن يقارنوا أنفسهم بالآخرين , وأن الغني ليس من يملك الكثير لكنه من يحتاج الأقل , وليعلموا بأن جرح مشاعر وأحاسيس شخص عزيز قد يتم في ثوان معدودة ولكن معالجة ذلك الجرح قد تدوم لسنوات عديدة , وليعلموا أن الطريقة المثلى لتعلم الصفح والمغفرة هي ممارستها , وليعلموا بأن المال قد يشتري كل شيء ولكنه لايستطيع شراء السعادة , وليعلموا بأنه يوجد شخصين قد ينظران الى نفس الشيء ومع ذلك كل منهما يراه بخلاف الآخر , وليعلموا بأنه لايكفي بأن يطلبوا السماح من الآخرين لأنفسهم دائما ولكن عليهم أن يسامحوا هم أيظا , ولعلموا بأن الله موجود ودائم , وليعلموا بأن الصبر فضيلة كبرى قائمة في أساس كل إبداع واكتشاف وانتصار وانجاز , وليعلموا أن الضمير هو الرقيب اليقظ والناقد الماهر والقاضي العادل النزيه , وليعلموا بأن الصمت فن ينبغي إتقانه .
فقلت : أي عماه علمني من حكمك ماينفعني ويبصرني !!
فقال اسمع يا بني : إذا استسلم المرء لانطلاقاته أطفأته الليالي فيصبح القمر غريبا في عتمة الليل المنكرة بينما يعتلي الضوء غير المتفائلين بالشفق , واعرف أنه متى تسلل اليأس إلى أعماقنا فإنه يجرنا إلى طقوس التبلد ولكن الأمل يظل يراودنا ويهمس في أسماعنا ويشدنا إلى توقع شيء ما يركض بنا إلى بريق العودة إلى مدار التحدي , واعلم أنك متى ما تعديت بحريتك على حريات الآخرين فإنك أناني تفتقد إلى الحضارة , واعلم أن إعطاء الثقة لمن لايستحقها إنما هو إهدار لها , واعلم أن لكل شيء ثمن وأغلاها هو ما ندفعه مقابل الحصول على حرياتنا كاملة .
عندها شكرته وودعته وأنا لا أريد مفارقته لكن الساعة كانت أقرب وأسرع من الأماني فأفقت من منامي وذلك الحكيم لم يفارق خيالي .
مالك
تعليق