Tweet
تروق لي قصص بن مشري فاحببت مشاركتكم بهذه علما انني كتبت لكم قبلها ابو سالم والثور اقرأ واستمتع وترحم على المؤلف وعلّق على النص
ها .. ها
أتضحكون مني يا أرذل الشامتين ؟أنا مهرة ألا تعرفونني ؟
ربما جفتني الأيام فأنستكم عيونكم جارة دوركم ، وبنت أيامكم و حميلة رحمكم .
ها .. أضحكوا ، فقلبي ليس صغيراً كما قد تظنون ، إنه لأكبر من بدني، وأطول من ليلة بلا عشاء ، وأعرض من وقعة المصيبة المباغتة، في خباياه كل لحظات طفولتي وصباي وشبابي ، وما أراكم تنفثون الها ها إلا مفرغة تتلهون فيها بأرذل عمري، لكنني مهرة تلك تعرفونني، وإن رغبت كنت أجمع في ذي ماضٍ .
كان قلبها يقرع في خبيئة الضلوع، وكانت الضلوع كما يروون : تنقص واحدة وكان النبض العنيف يشاغب فتور الجسد الطريح على السريح، فماذا جرى بدنياك، يا غالية الأيام يا مهرة ؟ أمهرتك الأيام . زوجاً من أطراف الديار، فاخترته رغبة في الولد، قلت : شبعت حياتي من الرمل، ونبتت الصبيان بين منابت شعري بناتي، وحفيت خطوتي من مطاردة الرزق، لعلي بزواجي من ابن الحلال أجد المتكأ والولد.
أكلتني العيون، وطاردتني رغبات الرجال، وتقاطرت حول داري المطامع، فما لي لا أجبر هم نفسي بصوت رجل يملأ الدار، ويكسر النظرة الطموع ؟
دخل دارك الرجل ببدنه وصوته، وملأ عليك ما بين الجدار والجدار، وغضبت العيون، ثم جاء الولد، فآنس البناتن وساح صراخه من عتبة الدار وألقمته جوهر الرزق، ونثرت على مهده كل ما علمته من الدعاء وحفيظة البركات .
قلت :
ولد ، يحفظ علي لجاجة القول ، ويرد سود الليالي في الكبر، ويحمي من القوم ساقة الأخوات .
تزوجت البنات، ونما مع الأيام عود الولد، ورافقته عند أول الأيام إلى باب المدرسة، تحمل الدفتر عنه، وتلزمه الوصية، وتمنحه قلبها ثم تعود.
جاءت الدنيا ببغتتها فخطفت الزوج، وبقيت الدار خاوية إلا من معدتين، وحفيت مهرة بين الدار والمزرعة ، تفلح كما يفلحون ، وتسقي كما يسقون، وتحصد كما البقية من القوم يفعلون .
تجمع الدين بشوكه، وعلى حمارتها القصيرة تزاحم الشوارب، فتبيع، وتبتاع ما تحتاج وما نقضت في يوم غزلها، وهل قسوة الأيام أضرى من قلب لا يعرف الجمود ؟!
في الغد ..
أو بعد الغد ؛
يكبر قلب الجاهل، ويمد باليد المليئة ، يردع الصعب، وينتزع الهم .
ألا فليبارك الله يا ولدي .. تكبر كأعلى شجرة في الوادي وتملأ بخضرتها عيني ، فما أحلاك في العين، وما أملأك في القلب ..
ها.. ها .
اتضحكون مني يا أرذل الشامتين ؟أنا مهرة ألا تعرفونني ؟
لم أبع من أرضي فتراً، ولا مددت يدي لمتصدق، ولا فترت عن الزراعة موسماً .
أنا : تلك التي ليست يداها من شوك التين وقطف ثمار الشجر نائية، وما عرف الحناء في كفي مقام.
هجرتم ثمرة التراب، ونسيتم الزرع والحصاد، وخرجتم من بيت الحجر والطين إلى الأسمنت والحديد، وقلتم : اركضي خلفنا يا مهرة ؛ لا في الفم ولا في الجيب .
قلت : ألحقكم ، الولد يكبر، والقلب لا يفتر، ازرع واقلع وأبيع واشتري وألم الأبيض والأحمر، ولا أبيع أرضاً أكرمتني .
خرجت عيونكم من محاجرها، وقلتم من العجيب : امرأة تزاحم الشوارب تبني بين الأسمنت والحديد؟!
ها .. ها.. أنا مهرة ألا تعرفونني ؟
بنيت إلى قرب أرضي على قدري وولدي داراً ، وبيضتها كدوركم، وأقفلتها بمفتاح صغير كما تفعلون.
و …في الغد ..أو بعد الغد ،
يكبر قلب الجاهل، ويمد باليد المليئة، يردع الصعب، وينتزع الهم، ومن طمع في أرض أكرمتني، أو إرث من بعدي، يمسح بقفا كفه ما تحت شاربه ويسكت .
كانت مهرة تفتح عينيها حتى يكاد يجيئها الحول ، وترسل كل بصرهما إلى ما تحويه الغرفة الصامتة من أدوات قليلة، وضعت حولها كما يليق بمريض عاجز .
وكانت تسبل ذراعيها على حافتي السري، فتهزه كأنما ترغب ان يندفع وهي ترى زائريها القليلين، يهدئون حسرتها على ولدها الذي تاه مع الأولاد ، فتعلم التدخين، وسهر الليل، والغياب عن الدرس، وترك قلب امه في بيت الأسمنت والحديد، ينتظر الوقت الطويل، وهو لا يجيء، فترفع كفيها وتدعي رب العباد بدعاء ينتقم من زمان أفسد الناس خلف الأسمنت والحديد والمال، وأبعدهم عن لذة ثمرة الأرض ، وحسن طعم جني المحصول، تقف وتضحك:
ها .. ها .
أتضحكون مني يا أرذل الشامتين ؟أنا مهرة ألا تعرفونني ؟!
ها .. ها
أتضحكون مني يا أرذل الشامتين ؟أنا مهرة ألا تعرفونني ؟
ربما جفتني الأيام فأنستكم عيونكم جارة دوركم ، وبنت أيامكم و حميلة رحمكم .
ها .. أضحكوا ، فقلبي ليس صغيراً كما قد تظنون ، إنه لأكبر من بدني، وأطول من ليلة بلا عشاء ، وأعرض من وقعة المصيبة المباغتة، في خباياه كل لحظات طفولتي وصباي وشبابي ، وما أراكم تنفثون الها ها إلا مفرغة تتلهون فيها بأرذل عمري، لكنني مهرة تلك تعرفونني، وإن رغبت كنت أجمع في ذي ماضٍ .
كان قلبها يقرع في خبيئة الضلوع، وكانت الضلوع كما يروون : تنقص واحدة وكان النبض العنيف يشاغب فتور الجسد الطريح على السريح، فماذا جرى بدنياك، يا غالية الأيام يا مهرة ؟ أمهرتك الأيام . زوجاً من أطراف الديار، فاخترته رغبة في الولد، قلت : شبعت حياتي من الرمل، ونبتت الصبيان بين منابت شعري بناتي، وحفيت خطوتي من مطاردة الرزق، لعلي بزواجي من ابن الحلال أجد المتكأ والولد.
أكلتني العيون، وطاردتني رغبات الرجال، وتقاطرت حول داري المطامع، فما لي لا أجبر هم نفسي بصوت رجل يملأ الدار، ويكسر النظرة الطموع ؟
دخل دارك الرجل ببدنه وصوته، وملأ عليك ما بين الجدار والجدار، وغضبت العيون، ثم جاء الولد، فآنس البناتن وساح صراخه من عتبة الدار وألقمته جوهر الرزق، ونثرت على مهده كل ما علمته من الدعاء وحفيظة البركات .
قلت :
ولد ، يحفظ علي لجاجة القول ، ويرد سود الليالي في الكبر، ويحمي من القوم ساقة الأخوات .
تزوجت البنات، ونما مع الأيام عود الولد، ورافقته عند أول الأيام إلى باب المدرسة، تحمل الدفتر عنه، وتلزمه الوصية، وتمنحه قلبها ثم تعود.
جاءت الدنيا ببغتتها فخطفت الزوج، وبقيت الدار خاوية إلا من معدتين، وحفيت مهرة بين الدار والمزرعة ، تفلح كما يفلحون ، وتسقي كما يسقون، وتحصد كما البقية من القوم يفعلون .
تجمع الدين بشوكه، وعلى حمارتها القصيرة تزاحم الشوارب، فتبيع، وتبتاع ما تحتاج وما نقضت في يوم غزلها، وهل قسوة الأيام أضرى من قلب لا يعرف الجمود ؟!
في الغد ..
أو بعد الغد ؛
يكبر قلب الجاهل، ويمد باليد المليئة ، يردع الصعب، وينتزع الهم .
ألا فليبارك الله يا ولدي .. تكبر كأعلى شجرة في الوادي وتملأ بخضرتها عيني ، فما أحلاك في العين، وما أملأك في القلب ..
ها.. ها .
اتضحكون مني يا أرذل الشامتين ؟أنا مهرة ألا تعرفونني ؟
لم أبع من أرضي فتراً، ولا مددت يدي لمتصدق، ولا فترت عن الزراعة موسماً .
أنا : تلك التي ليست يداها من شوك التين وقطف ثمار الشجر نائية، وما عرف الحناء في كفي مقام.
هجرتم ثمرة التراب، ونسيتم الزرع والحصاد، وخرجتم من بيت الحجر والطين إلى الأسمنت والحديد، وقلتم : اركضي خلفنا يا مهرة ؛ لا في الفم ولا في الجيب .
قلت : ألحقكم ، الولد يكبر، والقلب لا يفتر، ازرع واقلع وأبيع واشتري وألم الأبيض والأحمر، ولا أبيع أرضاً أكرمتني .
خرجت عيونكم من محاجرها، وقلتم من العجيب : امرأة تزاحم الشوارب تبني بين الأسمنت والحديد؟!
ها .. ها.. أنا مهرة ألا تعرفونني ؟
بنيت إلى قرب أرضي على قدري وولدي داراً ، وبيضتها كدوركم، وأقفلتها بمفتاح صغير كما تفعلون.
و …في الغد ..أو بعد الغد ،
يكبر قلب الجاهل، ويمد باليد المليئة، يردع الصعب، وينتزع الهم، ومن طمع في أرض أكرمتني، أو إرث من بعدي، يمسح بقفا كفه ما تحت شاربه ويسكت .
كانت مهرة تفتح عينيها حتى يكاد يجيئها الحول ، وترسل كل بصرهما إلى ما تحويه الغرفة الصامتة من أدوات قليلة، وضعت حولها كما يليق بمريض عاجز .
وكانت تسبل ذراعيها على حافتي السري، فتهزه كأنما ترغب ان يندفع وهي ترى زائريها القليلين، يهدئون حسرتها على ولدها الذي تاه مع الأولاد ، فتعلم التدخين، وسهر الليل، والغياب عن الدرس، وترك قلب امه في بيت الأسمنت والحديد، ينتظر الوقت الطويل، وهو لا يجيء، فترفع كفيها وتدعي رب العباد بدعاء ينتقم من زمان أفسد الناس خلف الأسمنت والحديد والمال، وأبعدهم عن لذة ثمرة الأرض ، وحسن طعم جني المحصول، تقف وتضحك:
ها .. ها .
أتضحكون مني يا أرذل الشامتين ؟أنا مهرة ألا تعرفونني ؟!
تعليق