هناك حيث قريتي على امتدادذلك الوادي نامت هادئة ومع بزوغ الفجر استهل الديك بصياحه ذلك اليوم الجديد
يوم ليس ككل الأيام يوم لا يتكرر إلا مرة كل عام استيقظ الجميع دون منبه ولا موقظ ففرحة اليوم كفيلة بالقيام بدور المنبه وانتظار الصباح جعل بعض العيون لا تنام. لبس الجميع ملابسهم التي لم تلبس من قبل جديدة كمشاعرهم اليوم وذهبوا لصلاة الفجر ثم عادوا لبدء مراسم الاحتفال الأولى ثم توجه الجميع إلى هناك !
وهناك حيث حيث لا جدار ولا باب تجمع أهل القرية في الهواء الطلق اجتمعت الأجساد والقلوب فاليوم ود ووفاق لا تباعد ولا شقاق وهناك دوى المكان بالتهليل والتكبير والشمس تنشر أشعتها ليتسلل الدفء إلى الأجساد ولا يزال الناس يتوافدون فرادى ومثنى وجماعات كلهم سيحضرون اليوم الصغيرو الكبير المسافر والمقيم. يا إلهي! أي سر يجمع هؤلاء الناس في نفس المكان ونفس الزمان أي سر يجمع القلوب والجنوب سبحان الله إنها نعمة الإسلام وقوة الإيمان.و فجأة يصل الإمام تؤدى الصلاة ثم ينصت الجميع لسماع خطبة العيد وبعد الانتهاء يبدأ كل بأ قرب الجالسين منه ليهنئه بذلك اليوم لاحاجة له لمعرفة من يكون فلا غريب اليوم بيننا أبناء قرية واحدة إخوة وأقارب أنساب وأصحاب وتستمر التهاني ويستمر العناق ويبدأ الناس في مغادرة المصلى كما أتوا فرحين سعداء يغادرون ذلك المصلى ويتركونه حزينا ينتظر موعد اللقاء وياله من لقاء لقاء افتقدناه رغم شوقنا إليه لقاء لم يعد إليه إلا القليل والقليل وكأني بذلك المصلى يردد ما ردده المتنبي بعيدا عن من أحب


عيد بأية حال عدت يا عيد
فيما مضى أم لأمر فيك تجديد

ونحن حالنا حال ذلك المصلى وسنردد ما ردده المتنبي:ـ

عيد بأية حال عدت يا عيد
فيما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم
وأنت دونك بيد دونها بيد