[ ... قردنه ... ]
لم يكن الحظ في صالح ذلك ( المعلم ) " الحضري " والذي ولد في المدينة وعاش حياته في المدينة ، لم يكن الحظ في صالحه عندما تم تعيينه في بلدة نائية خارج المدينة وتبعد عنها الكثير من الكيلو مترات .
معاناة في البعد عن المدينة ، ومعاناة مع بيئة جديدة تختلف عن المدينة في الكثير من المرافق والخدمات الحيوية ، معاناة شديدة مع الطريق الوعر المؤدي للمدرسة .
هناك معاناة أخرى مع هذا المعلم تجدونها في حواره مع مدير المدرسة :
مدير المدرسة : " أيها المعلم الكريم دفتر إعداد الدروس لديك غير مكتمل ، فإثارة التلاميذ وجذبهم للدرس غير موجود " .
المعلم : " طيب ،، التحضير سيكون مكتملا ً من الدرس القادم ".
مدير المدرسة : " شكرا ً على اهتمامك " .
في اليوم التالي ، تصفح مدير المدرسة دفتر تحضير ذلك المعلم ، ووجد هناك ( لفظ ) غير مفهوم كتبه ذلك المعلم .
وبعد استدعاء المعلم قال له المدير : " ما هذا اللفظ الذي كتبته في درسك اليوم ".
المعلم رد بكل ثقة : " قردنه " .
المدير : " لا أفهم ماذا تعني هذه اللفظة " .
المعلم : " أيها المدير الفاضل ، أنت بالأمس تريد مني أن يوجد في دفتر تحضيري ما يشد انتباه التلاميذ لدرسي ، وها أنا فعلت ذلك تحت عنوان ( قردنه ) " .
المدير : " آه ،، تقصد تهيئة ".
المعلم : " نعم .. نعم .. تهيئة " .
كتبت هذا الموضوع ، وأنا أريد أن أقول : " لدينا أزمة مصطلحات ، فالكثير منها مازال مفتوحا ً على مصراعيه لم يحدد أو يقنن ، وهذا يؤدي إلى اختلافنا الفكري والثقافي ، والذي يتبعه كصدى له سلوكنا العملي " .
أثناء عملي معلما ً في إحدى المدارس كان يجالسني كثيرا ً معلم للغة الإنجليزية من دولة لبنان الشقيقة ، والتي قضى فيها أوراق عمره المتساقطة بها حتى جاء إلى هنا .
ذات يوم ركب معي في سيارتي ، وقال أثناء حديثه : ( تعجبني أفكارك ، وثقافتك ، ونبوغك ) .
قلت له : " من جدك ،،، أو تجاااااملني " .
قال : ( صراحة ،، أنت علماني ) .
غضبت ـ حين سمعت هذه المقولة ـ وتغيرت ملامح وجهي وقلت : " استغفر الله ، واتوب إليه مماتقول " .
قال : " لا ، أنا لا أقصد العلماني بمفهومك ، أقصد علماني بأنك منطقي عقلاني غير متهور " .
قلت له : " هذه تهون " .
وفي ( ملحق الرسالة ) بجريدة المدينة طرح الأستاذ / معجب الزهراني بأن هناك " علمانية حميدة ، وأخرى غير حميدة " .
وتوالت خلال هذا الملحق في الأسابيع التالية لهذا التصريح لمعجب الزهراني الكثير من المقالات التي تناولت مفهوم " العلمانية " .
مازالت الأقلام للكتبة والمثقفين تغرف من بحر عام لاساحل له لهذه المصطلحات ، ولكن مازلنا في أزمة مالم تحدد وتقنن هذه المصطلحات ، أو الأخذ بدلالة المصطلح دون اللفظ نفسه كما فعل ( مدير المدرسة وتفهمه مع ذلك المعلم حول لفظ قردنه ) .
وكذلك تفهمي مع المعلم اللبناني حول مفهومه .
فهل نسأل عن الدلالة المقصودة من المصطلح قبل أن نحصر أنفسنا في سجن المصطلح نفسه ؟.
لم يكن الحظ في صالح ذلك ( المعلم ) " الحضري " والذي ولد في المدينة وعاش حياته في المدينة ، لم يكن الحظ في صالحه عندما تم تعيينه في بلدة نائية خارج المدينة وتبعد عنها الكثير من الكيلو مترات .
معاناة في البعد عن المدينة ، ومعاناة مع بيئة جديدة تختلف عن المدينة في الكثير من المرافق والخدمات الحيوية ، معاناة شديدة مع الطريق الوعر المؤدي للمدرسة .
هناك معاناة أخرى مع هذا المعلم تجدونها في حواره مع مدير المدرسة :
مدير المدرسة : " أيها المعلم الكريم دفتر إعداد الدروس لديك غير مكتمل ، فإثارة التلاميذ وجذبهم للدرس غير موجود " .
المعلم : " طيب ،، التحضير سيكون مكتملا ً من الدرس القادم ".
مدير المدرسة : " شكرا ً على اهتمامك " .
في اليوم التالي ، تصفح مدير المدرسة دفتر تحضير ذلك المعلم ، ووجد هناك ( لفظ ) غير مفهوم كتبه ذلك المعلم .
وبعد استدعاء المعلم قال له المدير : " ما هذا اللفظ الذي كتبته في درسك اليوم ".
المعلم رد بكل ثقة : " قردنه " .
المدير : " لا أفهم ماذا تعني هذه اللفظة " .
المعلم : " أيها المدير الفاضل ، أنت بالأمس تريد مني أن يوجد في دفتر تحضيري ما يشد انتباه التلاميذ لدرسي ، وها أنا فعلت ذلك تحت عنوان ( قردنه ) " .
المدير : " آه ،، تقصد تهيئة ".
المعلم : " نعم .. نعم .. تهيئة " .
كتبت هذا الموضوع ، وأنا أريد أن أقول : " لدينا أزمة مصطلحات ، فالكثير منها مازال مفتوحا ً على مصراعيه لم يحدد أو يقنن ، وهذا يؤدي إلى اختلافنا الفكري والثقافي ، والذي يتبعه كصدى له سلوكنا العملي " .
أثناء عملي معلما ً في إحدى المدارس كان يجالسني كثيرا ً معلم للغة الإنجليزية من دولة لبنان الشقيقة ، والتي قضى فيها أوراق عمره المتساقطة بها حتى جاء إلى هنا .
ذات يوم ركب معي في سيارتي ، وقال أثناء حديثه : ( تعجبني أفكارك ، وثقافتك ، ونبوغك ) .
قلت له : " من جدك ،،، أو تجاااااملني " .
قال : ( صراحة ،، أنت علماني ) .
غضبت ـ حين سمعت هذه المقولة ـ وتغيرت ملامح وجهي وقلت : " استغفر الله ، واتوب إليه مماتقول " .
قال : " لا ، أنا لا أقصد العلماني بمفهومك ، أقصد علماني بأنك منطقي عقلاني غير متهور " .
قلت له : " هذه تهون " .
وفي ( ملحق الرسالة ) بجريدة المدينة طرح الأستاذ / معجب الزهراني بأن هناك " علمانية حميدة ، وأخرى غير حميدة " .
وتوالت خلال هذا الملحق في الأسابيع التالية لهذا التصريح لمعجب الزهراني الكثير من المقالات التي تناولت مفهوم " العلمانية " .
مازالت الأقلام للكتبة والمثقفين تغرف من بحر عام لاساحل له لهذه المصطلحات ، ولكن مازلنا في أزمة مالم تحدد وتقنن هذه المصطلحات ، أو الأخذ بدلالة المصطلح دون اللفظ نفسه كما فعل ( مدير المدرسة وتفهمه مع ذلك المعلم حول لفظ قردنه ) .
وكذلك تفهمي مع المعلم اللبناني حول مفهومه .
فهل نسأل عن الدلالة المقصودة من المصطلح قبل أن نحصر أنفسنا في سجن المصطلح نفسه ؟.
تعليق