على التل العظيم كانت تربض نلك الشجرة العملاقة ... منذ عصور قديمة .. مرها بعمر الزمن .. لم تمل الوقوف شامخة الأغصان .. رغم أن جزءاً منها قد سطا عليه الجفاف واعتراه الاصفرار .. هناك على غصن عار كانت تجلس الخنفساء ( دودو ) بطلة قصتنا فتعالوا معي لنرى ماذا لدى دودو ...
كانت دودو تراقب الناس وهم يغدون ويروحون بعينيها الصغيرتين .. وكان اكثر ما يبعث في نفسها اللهفة والشعور بالسعادة حينما ترى (فرح ) تلك الفتاة التي كانت في عمر الزهور .. ولكن لزهور عمرها سطور دامية ..وقصتها مأساة باكية .. وحلقات من الحزن والحرمان تدور حولها ...
اعتادت فرح أن تجلس تحت هذه الشجرة تكتب في دفترها الصغير كل ما يحدث لها ... والخنفساء (دودو) تراقبها وتقرأ سطورها وتتمنى لو كانت بشرا مثلها في الشكل فقط ... شعر أسود طويل ووجه بيضاوي ابيض اللون .. فم صغير وعينان سوداوان غائمتان .. ترتدي الفساتين الملونة وتسير على قدمين مصقولتين .... تنهدت (دودو) وهي تتذكر أمنيتها الغريبة وكيف أنها بالأمس فقط صرخت في وجه والديها وعبرت عن كرهها العميق لمجتمع الخنافس الوضيع ... لقد تأخرت فرح هذا اليوم .. لعل لديها موعد اليوم مما أخرها عن الشجرة .. ضحكت (دودو) بنشوة ... هي والدفتر ووفاء صديقة فرح فقط من يعرف سرها الدفين في اعماقها .. نافذة الأمل الوحيدة التي تطل منها فرح .. الرجل الوحيد الذي أحبته من كل قلبها .. مخلص هو ذاك الرجل الذي أحيا قلبها .. وأعاد لها بسمتها ..
كانت فرح تحكي كل ذلك لصديقتها وفاء وتسألها الكتمان .. تضحك وفاء وتتمنى لها السعادة .. أعاد خيال فرح القادم من بعيد الخنفساء دودو إلى أرض الواقع .. حيث لفت انتباهها مجيء فرح بشكل ووجه غير المعتاد .. هي دائما حزينة لكن اليوم أشد حزنا وتبدو ميتة تسير بلا روح .. القت فرح بجسدها المنهك تحت الشجرة وقبل ذلك دفترها .. وما كان اطولها من دقائق على دودو لتعرف ماجرى تنظر بعمق الى الدفتر .. هيا يافرح افتحي الدفتر هيا .. أخذت فرح تقلب نظرها إلى السماء تنظر إلى الأفق وكأنها تودع شيئا ما .. بل وكأنها تودع روحها .. تناولت الدفتر وفتحته ثم غرست القلم بصدر الورقة .. اقتربت دودو لترى لترى تلك السطور التي تلهفت لمعرفتها .. اقتربت اكثر لترى ( غدا غدا حفل عقد قرا صديقتي وفاء وحبيبي ) صعقت دودو ولكن صوتا حنونا انتزعها من أفكارها الشوهاء .
أين كنت يا دودو لقد قلقنا عليك ؟ كان هذا صوت والدها ومجموعة من أصدقائها .. تقدم الخنفس دودا وقال لها بلطف .. خذي يا دودو لقد صنعنا لك فستانا كذلك الذي يرتديه البشر .. أخذت دودو الفستان وهي تنظر إلى عيونهم التي كانت تفيض حبا وصدقا ووفاء .. بكت دودو ثم مزقت الثوب ودخلت معهم إلى الغابة ... بعد أن أيقنت أن عواطف البشر غدت كالإسفنجة التي لا تحسن سوى الإمتصاص .. والتي بلمسة واحدة تفرغ كل ما بداخلها فلا يبقى سوى الشوائب .. الذكريات الدرنة والحزن الأسود .
كتبتها ( ل.ح.البكيري) كلية إعداد المعلمات ببلجرشي .
......
مالك
كانت دودو تراقب الناس وهم يغدون ويروحون بعينيها الصغيرتين .. وكان اكثر ما يبعث في نفسها اللهفة والشعور بالسعادة حينما ترى (فرح ) تلك الفتاة التي كانت في عمر الزهور .. ولكن لزهور عمرها سطور دامية ..وقصتها مأساة باكية .. وحلقات من الحزن والحرمان تدور حولها ...
اعتادت فرح أن تجلس تحت هذه الشجرة تكتب في دفترها الصغير كل ما يحدث لها ... والخنفساء (دودو) تراقبها وتقرأ سطورها وتتمنى لو كانت بشرا مثلها في الشكل فقط ... شعر أسود طويل ووجه بيضاوي ابيض اللون .. فم صغير وعينان سوداوان غائمتان .. ترتدي الفساتين الملونة وتسير على قدمين مصقولتين .... تنهدت (دودو) وهي تتذكر أمنيتها الغريبة وكيف أنها بالأمس فقط صرخت في وجه والديها وعبرت عن كرهها العميق لمجتمع الخنافس الوضيع ... لقد تأخرت فرح هذا اليوم .. لعل لديها موعد اليوم مما أخرها عن الشجرة .. ضحكت (دودو) بنشوة ... هي والدفتر ووفاء صديقة فرح فقط من يعرف سرها الدفين في اعماقها .. نافذة الأمل الوحيدة التي تطل منها فرح .. الرجل الوحيد الذي أحبته من كل قلبها .. مخلص هو ذاك الرجل الذي أحيا قلبها .. وأعاد لها بسمتها ..
كانت فرح تحكي كل ذلك لصديقتها وفاء وتسألها الكتمان .. تضحك وفاء وتتمنى لها السعادة .. أعاد خيال فرح القادم من بعيد الخنفساء دودو إلى أرض الواقع .. حيث لفت انتباهها مجيء فرح بشكل ووجه غير المعتاد .. هي دائما حزينة لكن اليوم أشد حزنا وتبدو ميتة تسير بلا روح .. القت فرح بجسدها المنهك تحت الشجرة وقبل ذلك دفترها .. وما كان اطولها من دقائق على دودو لتعرف ماجرى تنظر بعمق الى الدفتر .. هيا يافرح افتحي الدفتر هيا .. أخذت فرح تقلب نظرها إلى السماء تنظر إلى الأفق وكأنها تودع شيئا ما .. بل وكأنها تودع روحها .. تناولت الدفتر وفتحته ثم غرست القلم بصدر الورقة .. اقتربت دودو لترى لترى تلك السطور التي تلهفت لمعرفتها .. اقتربت اكثر لترى ( غدا غدا حفل عقد قرا صديقتي وفاء وحبيبي ) صعقت دودو ولكن صوتا حنونا انتزعها من أفكارها الشوهاء .
أين كنت يا دودو لقد قلقنا عليك ؟ كان هذا صوت والدها ومجموعة من أصدقائها .. تقدم الخنفس دودا وقال لها بلطف .. خذي يا دودو لقد صنعنا لك فستانا كذلك الذي يرتديه البشر .. أخذت دودو الفستان وهي تنظر إلى عيونهم التي كانت تفيض حبا وصدقا ووفاء .. بكت دودو ثم مزقت الثوب ودخلت معهم إلى الغابة ... بعد أن أيقنت أن عواطف البشر غدت كالإسفنجة التي لا تحسن سوى الإمتصاص .. والتي بلمسة واحدة تفرغ كل ما بداخلها فلا يبقى سوى الشوائب .. الذكريات الدرنة والحزن الأسود .
كتبتها ( ل.ح.البكيري) كلية إعداد المعلمات ببلجرشي .
......
مالك
تعليق